الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آمد والجرم الماضي المستمرّ

هيثم حسين

2006 / 4 / 6
القضية الكردية


إنّ أفعال الترك وجرائمهم في حاضرهم هي أفعالهم وجرائمهم ذاتها في ماضيهم غير المشرّف وستبقى هي هي في مستقبلهم الوخيم الجحيم . كما يبدو من خلال حرصهم على الاستمرار في عنجهيّتهم حتّى الرمق الأخير؛ رمقهم الأخير، زوّادتهم حين يجفّ بحرهم الذي سيغدو المتقاسم ممّن يأمنونهم، سعارهم الذي يحاولون إفشاءه هنا وهنا إثر ما كان يسعّرونه هنا فيما مضى من زمن التسعير، حين كانت النار و الوقود و الحطام كرداً رماداً حطاماً يُنثر خوف أن يعاد تجميعه، فيحرق حينذاك من أرادوا إفناءه . في حين تراهم يداومون على النفخ في الخواء المستجلب لهم كلّ اللوث والنفاية من مطْمعهم؛ مطامعهم. حين يتلمظّون ويشربون أنخاب فتحهم ( ماتحين من تاريخهم ومقتدين بفاتحهم ) ويضحكون في أعبابهم خالعين البُرد لابسين الجينز ومعوّجين أفواههم شاتمين بها الكرد ومستهزئين بهم، بأنّهم الطعم وأنّهم الصيد، وبأنّهم القَنص والقانص قابض أجره سكران غير عابئٍ أو مكترث .
إنّ أفعال الترك تستمرّ أفعالاً ماضية لغويّاً ، بصيغة الماضي المستمرّ في الحاضر الماضي الشاقِّ أكفان المستقبل المعدّة سلفاً، والمحيكة من قبل قاتليه ودافنيه حيّاً غير مكفون من يد كافن مأفون ..
ونجد مع التطوّر الحاصل في أساليب القتل والإفناء ومن وسائط التسلح التكنولوجيّة وسلسلة علوم الإبادة
واجتثاث الإرادة من شعبٍ حيٍّ لن يموت وإن يقتل، ولن يباد وإن استمرّت كلّ محاولات الإبادة، من استعانة – عدا الحقد الأعمى- بكلّ أنواع الأسلحة المحرَّمة وغير المحرَّمة في محو هذا الشعب العصيّ على كلّ إبادة، الصامد في وجه كلّ عدوان، المتجذِّر في جباله وسهوله ووديانه أشمّ مثلها، عنيداً عنادها، مكابراً كبرياءها، صلباً صلابتها، ومتروكاً وحيداً بالرغم من كونه يؤمّل من أكثر من جهة .
لا أدري متى سيقوم كلّ من يدّعي مدافعته عن الحقوق، ويدّعي شرطيّته وفرض حمايته للإنقاذ ما ومن يمكن إنقاذهم من إجرام وتدبير العسكر الكيميّائيّين الجدد، أو السيميائيّين الفاشلين الذين يحاولون من خلال مختبراتهم واختباراتهم تحويل الشعب الكرديّ إلى أتراك.. ولو كانوا أتراك الجبال، فلا بأس بذلك لأنّه سيكون قد نجح اختبارهم بالتحويل ...
بعد أن خانهم السيمياء بكلّ طاقاته ( سيمياؤهم ) عادوا والتجؤوا إلى الكيماويّات المجرَّبة سابقاً وفي الأرض نفسها وعلى الشعب نفسه من قبل حليفهم ( مَن كان حليفهم الذي يحاكم اليوم كجرذٍ، ألا يعتبرون ممّا يرون ..؟!!!) ليسكتوا صدوراً عزّل بسمٍّ يرشّونه مستفتحين ومستهللين باسم الله الذي يهملهم و يهملهم، حتّى ليظنّ أحدنا بأنّه لفرط ما أمهلهم فإنّه قد أهملهم، يتمادون في غيّهم وإفنائهم الكرد الذين لا يستحقّون ما يقع عليهم، والذين آن أوانهم أن يبصروا في أنفسهم ويتأمّلوها ..
ما يجري في آمد حلقة في سلسلة لن تنتهي من جرائم تجاوزت حدود الجرائم المتعارف عليها، هذه الجرائم الخارجة أصلاً عن كلّ قانون، وإن كان يحاوَل أحياناً قوننتها ( أي الجريمة ) بقانون يحاسب عليها.. أمّا ما يجري فهو جريمة خارجة عن " قانون الجريمة "، والأسلحة المحرّمة كونيّاً كأنّها محلَّلة كرديّاً، أقصد حين تستخدم في قمع الكرد .
المقتول هنا إنسان بغضّ النظر إن كان أيّ واحدٍ متّفق معه سياسيّاً أم لا ، ولكن يبقى على كلّ من يجد في نفسه بعض الإنسانيّة أن يفضح ما يراه، لأنّ ما من مأمنٍ من النار والنار تحوطك، ولربّما يصبح قتيل اليوم ساند الغد الذي كان ساندك بالأمس القريب . نعم . أقولها : (( تصبحون على وطنٍ )) ، على أجمل وطنٍ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م


.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف




.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون: