الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الدخان حرام ؟

احمد مصارع

2006 / 4 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بيان لسخافة الأمم المتحدة ؟
الغريب في الأمر أن مثل هذا التساؤل السمج , حولته الأمم المتحدة , ومنظمة الصحة العالمية , كقضية تناضل من أجلها , وكأن في الأمر بقايا متعلقة بالحرب الباردة سيئة الذكر ,فهي من نشر على علب الدخان الجميلة عبارة : تحذير , المنتج الفاخر والعريق موسوم ببشاعة الدمغة النارية لرعاة الأبقار على فخذ الحيوان البريء , التدخين يضر بالصحة , حذار من انفجار اللغم والسرطان , وكأن الكلمة الأولى في هذا العالم مازالت لأطباء يتغنون بأفضال الحجامة وشرب السوائل الساخنة , بل النوم باكرا والصحو باكرا , كنوع من الثقافة الصحية المثالية , في واقع غير مثالي بوجه عام , وبخاصة حين تهاجم البشرية أمراض خطيرة وليس بمقدور العلم الآن , فك خطوطها وفهم نصوصها في المرحلة الراهنة كالإيدز والايبولا وأنفلونزا الطيور ,وغيرها مما قد يتألف من الأمراض الفيروسية الفتاكة .
قيل لأعرابي : اترك الدخان .
سأل مستنكرا : لماذا ؟!.
قالوا له بثقة وبكل برود : سيضرك .
رد عليهم مستغربا باستهجان : يضرني فقط , يا ليته يقتلني ..
الحرية في الاستهلاك , والاستهلاك من الحرية , والحكم للعقل في النظرية الاقتصادية , باسم إشباع الرغبات والحاجات ,من خلال قانون المنفعة الحدية للاستهلاك , وهي دالة مفسرة بدقة بالغة , لفكرة الزائد كالناقص , أو فكرة ما زاد عن حده انقلب ضده ,وقبل الشروع في مناقشة المسألة , فلا بد من بيان أهمية التكافؤ بين الإشباع المادي والمعنوي كذلك , وباعتبار الدخان كان قد اخترع أصلا للإشباع النفسي والمعنوي , والصحة النفسية كالصحة الجسمانية ,فالتوازن الصحي محكوم هو الآخر بالتوازن النفسي , ومن أقوال أحدهم , الصحة للبغل , لأنه أقوى من أقوانا صحة جسما نية ؟
شرب عشرات الكؤوس من مياه شلال طبيعي أو نبع صاف في جبل بعيد عن تلوث البيئة , والتهام صندوق فاكهة , وسرط قالب حلوى من أحجام موسوعة غينيس , لا يختلف رد الفعل فيه , من تحمل الألم , كوصية الشيخ المجذوب للعبد الصالح , أن لا يلتهم أكثر من عشر خوخات , لأنه سيمضي ليله شاعرا بالهلاك ؟
قانون المنفعة الحدية , هو التعبير عن السلوكية المنطقية لمستهلك , ليس شرها ولا لقاما , حيث يصعب على الدارس توقع نقطة إشباعه وتحوله عن الاستمرار فيما يضره أو ينفعه , ولكن الشراهة المادية في الاستهلاك يقابلها من الجهة الأخرى شراهة في الاستهلاك المعنوي , لكائن إنساني مفكر أو مجرد متوتر , يرى في منفضته العامرة بالسجائر المحترقة , كمقبرة لأفكاره وأحاسيسه ومشاعره , فحين يورث الدخان يطلق العنان لنفسه الجياشة لتتوازن من خلال الدخان وسيجاره , في حياة غير بهيمة ؟
لحظات التصالح مع ألذات والصفاء مع النفس , بل والتوحد والاسترخاء , هذا إذا لم نجازف بالقول ما هذا الطبل الأجوف , والوتر المشدود على الدوام ؟
الحلال والحرام , غير بائن كما الخير والشر , ومن هنا ندخل للتفريق بين الاستهلاك المعلن والاستهلاك السري ؟
يمكن لنا أن نصنع أقيسة فاسدة من نوع ,ما أضر كثيره فقليله حرام , على نمط ما أسكر كثيره فقليله حرام ,وقس على ذلك ؟
إن أظرف النتائج التي يمكن أن تصدر عن المنطق السابق , هو من نوع , من حرم القليل بحجة ضرر الكثير , أن يصبح هو نفسه عرضة للنفي من لغم القاعدة ذاتها ؟
فعلى سبيل المثال من غير حصر , فان الإكثار من التدين , وحيث لا فرق بين دين ودين , هو عمل خائب , لاخير فيه , من نوع الاعتدال خير احتفال , لنعود من جديد إلى النظرية الاقتصادية , في إقرارها للمنطقية السلوكية الاستهلاكية , لبلوغ المنفعة الحدية المتناقصة ؟
إنني أطالب الهيئات الأممية المختصة بالأمم المتحدة , بتعميم قوانينها بالاستناد على تناقص المنفعة الحدية لكل أشكال الاستهلاك , ولتطالب كل وزارات الصحة العالمية , بتحذير العالم بأسره من خطر تجاوز المنفعة الحدية للحوم والألبان , والخضار والفاكهة , والماء , وكل أشكال الاستهلاك , وذلك بوضع دمغة رعاة الأبقار , على شكل : تحذير ؟
أي نفاق يجري في المنتظم الدولي ؟ !.
أوبئة وأسلحة , بل وإرهاب وتقييد معنوي ,بل وإنقاص من سقف الحرية , ومعادلاتها الشفافة والمنطقية , فحيث إن صندوق النقد الدولي , لا يهمه أبدا صحتنا الجسدية أو المعنوية ,بل كل ما يهمه ما تخرجه جيوبنا , فلسنا مشمولين كبشرية بتأميناته التي تتيح لنا البقاء بكرامة مادية ومعنوية لائقة , وقد يصعب عليه أن يسعفنا من جيبه حتى في أوقات الكوارث الإنسانية ؟ والعالم لم يصبح بعد مجرد جمعية خيرية , بحيث يوزع الدخان الفاخر , في أبهى حلله مجانا على الشعوب والأمم ؟ وكأنه ملك مشاع لجميع البشرية , من نوع الناس شركاء على الأقل بالدخان ؟
ينبغي إظهار نسبة السمية التي يحدثها للكون غير المتفكر من وجهة نظر دولية , لمدخني العالم , قياسا لأتفه مصانع الكيماويات غير القابلة للتحلل , ومن الذي يهلك البيئة الإنسانية ,وألا فعليهم اعتبار أشكال الموت تدخينا من الحالات الايجابية المهملة ,والالتفات إلى ماهو أعظم ضررا , وأشد فتكا كالحروب الوحشية , وأسلحة الدمار الشامل , وثقب الأوزون , والكوارث الطبيعية بكل أشكالها , وضرورة احترام الحدود التي شرحها القس توماس مالثوس ؟ أم أن شعار الهيئة الدولية من نوع : خطوة للأمام ثم خطوات للوراء ؟!.
انه من الغريب أن تصب طاحونة الأمم المتحدة , في مجرى الأمم المنفصلة , من حيث الحلال والحرام , والخير والشر بدون كفاءة حدية لقانون المنفعة المتناقصة المحكومة سلوكيا بمنطق داخلي ميتافيزيقي , تبقي سقفا للحرية اصليا هو من ضرورات بقاء الهيكل العظمي أو ألشبحي المقيت لكائن منافق ومشوه اسمه الأمم المتحد ه ؟
من يقود الآخر ومن سينقاد له ؟
سؤال يبحث عن إجابة ؟ ولكن مالا يمكن فهمه وإقراره بالنسبة لأي عقل سليم , كيف يمكن للأمم المتحدة أن تشرع للإرهاب العالمي ؟!. كيف ذلك ؟ هذا ما يمكن اكتشافه من قائمة الممنوعات الساذجة , لا تدخن كي لاتقتل نفسك , بينما يمكن لك أن تقتل جميع البشرية ؟!.
أكثر إرهابي العالم كانوا قد أخضعوا لتوجيهات المنتظم الدولي في عقليته الراهنة , لا تدخنوا , ولا تقر أو كيفما كان , حلال حرام , خير وشر , بدون الاعتماد على قانون الكفاءة الحدية المتناقصة وفي السلوك المنطقي , لمستهلك حر أكثر بكثير من قدرة السفاهة في المنتظم الدولي على الإدراك والوعي بضرورات المستقبل الأفضل للبشرية ؟ لعالم بدون حروب ابادة , عالم للسلم والحياة بدون إرهاب , من الطبيعة أو المجتمع , فكيف بالتافه الساذج والمصطنع ؟
وكل احترام مزعوم إن وجد , فلن يكون سوى للإنسان المنطقي في معرفة حدوده السلوكية مع الأسف مابين الخير والشر , أو بين حياة الإرهاب والسلام ؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا


.. شيخ الأزهر يغرد بالفارسية لأول مرة.. ويدين العدوان الصهيوني




.. لم ترحب بالمسلمين والمسيحيين الهاربين من القصف.. إسرائيليون


.. فتاوى الدم فى تاريخ الإخوان الجماعة أجازت قتل المعارضين وا




.. يهود أمريكيون يشاركون في مسيرة مناهضة للحرب على إيران