الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملعب جذع النخلة في البصرة...بين فوضى الرياضة وفساد السياسة

مراد العبد الله

2018 / 10 / 29
المجتمع المدني


ملعب جذع النخلة في البصرة
بين فوضى الرياضة وفساد السياسة
مراد العبد الله
باحث أكاديمي وكاتب صحفي
لا يخفى على المتتبع للشأن الرياضي في العراق ما شهدته مدينة البصرة في السنوات الأخيرة من إفتتاح الملعب الدولي الأكبر في العراق، والذي يسع لـ65 الف متفرج، إذ عُدَّ تحفة معمارية رائعة الجمال مستوحى في تصميمه من جذع النخلة كون مدينة البصرة مشهورة بزراعتها، لكن هذا الحلم لم يكتمل بسبب تدخل فساد السياسة أولاً مما حال دون إكمال المشروع بكل بناه التحتية والخدمية، وسوء إدارة وزارة الشباب والإتحاد الرياضي لها ثانياً، فبقيت أغلب مرافقه الخدمية غير متكاملة، وبدأ العمل بها قبل حتى تسليمها من الشركة المنفذة، لذلك لوحظ بوجود نقوصات عدة خلف كواليس الملعب الرئيس، فما أن تتجول في أروقته الجانبية ستجد نفسك في مكان غير مؤهل ومهجور.
ثم امتدت يد الفوضى إلى هذه المدينة نتيجة تخبط وزارة الشباب والرياضة في عدم تهيئة شركة عالمية تدير هذا الملعب الكبير وأصبح بمثابة مزار يكون الدخول إليه بشكل مجاني، ناهيك عن الفوضى في عملية تنظيم أي حدث رياضي فيه، لانك وبكل بساطة ستجد التخبط الواضح من كل الجهات السياسية والحكومية وكل المؤسسات الرياضية التي تريد ان تدير هذا المكان اضافة الى الصراع السياسي بين كوادر العاصمة بغداد وكوادر البصرة السياسية والحزبية والامنية، ناهيك عن الدرع الحديد الذي يُفرض عليه من قبل قيادة الجيش والعمليات والشرطة بكل صنوفها، لتفاجأ بعملية الاذلال الواضحة التي يعامل بها المواطن حتى قبل ان ينوي الذهاب إلى المباراة، بدءاً من القطوعات للطريق الواصل إلى المدينة الرياضية وصولاً إلى البوابة الرئيسة التي تدخلك إلى الكراج، لتجد نفسك محاطاً بفيلق من المشاة يصرخون عليك بأوامر عسكرية تصل أحيانا إلى الضرب، فما أن تتعدى هذه الدروع لتجد نفسك تقطع طريقاً طويلاً سيراً على الأقدام وصولاً إلى بوابات الملعب الرئيس، ناهيك من ان معظم المتفرجين يحضرون بسياراتهم ويتركوها في العراء، بينما هناك كراج كبير جداً يسع إلى 10 الاف سيارة، لو سمح لها بالدخول لشكلت وارداً مالياً كبيراً إضافة إلى الموارد المالية نتيجة بيع تذاكر المباريات، فمن المعلوم ان كل المباريات في كل دول العالم لا يُشترط فيها أن يكون الملعب ممتلئاً، حتى وان لم يكن هناك إقبال على المباراة لأي سبب كان، ولم نشاهد أي دولة تجعل دخول المباريات الدولية أو المحلية مجاناً، فلو كان الدخول بدل مبلغ معين لكان عدد المتفرجين أقل بالتالي سيكون ليس من الضروري إستدعاء كل صنوف الشرطة ولا الفيلق العسكري ليطبق الأحكام العكسرية على المواطن، وسيكون دخول المواطنين بسياراتههم بشكل إنسيابي إلى الكراج المخصص في داخل الملعب، ناهيك عن قلة الاعداد تساهم في تشجيع العوائل إلى الحضور وبأعداد أكبر مما هي عليه اليوم، في حين يُلاحظ ان العناصر الأمنية وبالزي المدني منتشرة وبشكل مكثف في جميع المقصورات المخصصة للصحفيين والإعلاميين ومقصورة العوائل وبقية المقصورات الرسمية ناهيك عن التواجد العكسري والحزبي والاستخباراتي قرب المستطيل الأخضر من دون عمل يكلفون به، وامتلاء مضمار الركض بالاشخاص من مختلف الأنواع لتكون الفوضى في إدارة المباراة واضحة جداً والذي يعد خرقاً واضحاً لقوانين الاتحاد الآسيوي والدولي (FIFA)
لذلك على وزارة الشباب والرياضة ان تعيد النظر في طريقة إدارة المدينة الرياضية، ويجب على السياسيين ترك هذا الصرح الرياضي للشعب، لإنهم ما ان يدخلوا إلى مجال إلا وأفسدوه وجعلوا عاليه أسفله، فالرياضة هي ملاذ المواطنين الذين يرفضون المحاصصة السياسية المقيتة، وعليهم بالتفكير ملياً بجلب شركة عالمية رصينة في إدارة هكذا ملاعب كبيرة لتكون محطة عالمية لجميع فرق المنطقة، بعيدة عن فساد السياسيين لتكون إنطلاقة رياضية صحيحة تعيد للكرة العراقية والرياضة مجدها العتيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو


.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين




.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما