الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعارض الوطنية من الدين

جورج المصري

2006 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المنطق الغريب اعتقاد البعض أن الوطنية لا تحق لمن لا يعتنق عقيدة الأغلبية، ولتبسيط المفهوم للأغلبية كأن من لم يكن أهلاوي فهو غير رياضي أو لا يحق له تشجيع الكرة هذا هو المنطق الملتوي الذي يرفعه العرب المتمصرون بل يشهرونه في وجه أبناء مصر الأقباط.

باتت العقيدة تطغي وتحتل مكانه الوطنية و الانتماء للوطن في قلوب العرب المتمصرين وجعلت الأقباط يشعرون بأنهم مطعونين في وطنيتهم بل تمادت السلطة في تأكيد هذا عندما تتعمد أبعاد الأقباط من أي منصب قيادي حساس. وتدعي الحكومة المصرية أنها لا تتعمد اضطهاد الأقباط بل تتمادي في الكذب عندما تنكر أن اضطهاد الأقباط أصبح وصمة عار في وجه مصر.

قال لي أحد الأصدقاء الغير مصريين هل هناك قبطي وزير للداخلية في مصر ؟ قلت لا منذ أن وعيت علي حكومة الثورة ولم أري أو أسمع عن قبطي واحد عين وزيرا للداخلية ؟ فقال شيء عجيب هل عرفت أن القبطي نيكولاس قلدس 41 سنه الغير مولود في استراليا يحتل أعلي سلطة في الشرطة الاسترالية، وليس فقط اختارته أستراليا لهذا المنصب بل اختارته الأمم المتحدة عدة مرات للقيام بمهام تدريب قوات الشرطة في بلدان كثيرة حول العالم. قلت له اعتقد أن أول من سيعترض علي تعيين قبطي وزيرا للداخلية هم الموقرين أعضاء مجلس الشعب علي الرغم من انهم بصمجيه ألا في الحالات العنترية التي يعتقدون أنها دفاعا عن آمن الوطن ؟ فهم يعاملون الأقباط علي أنهم خونه ودخلاء !!

قال شيء عجيب لم تقوم المظاهرات في استراليا تطالب الحكومة بخلع هذا المهاجر ذو البشرة السمراء الغير مولود في أستراليا لأنهم قد يشكون في ولائه لاستراليا الذي هاجر إليها وهو في سن الثانية عشرة.

قلت له يا صديقي مصر علي النقيض تماما خرجت الدعايات الانتخابية ضد الكنيسة وضد الشعب المسيحي في مصر أثناء انتخابات مجلس الشعب الأخيرة ومن 400 مرشح نجح 88رفعوا جميعهم شعارات تشابه شعارات النازية و الفاشية علي سبيل المثال من الشعارات التي رفعوها " بالطول و العرض نجيب الكنيسة وبالطول و العرض نجيب المسيحية الأرض.
تخبل انه في يوم من الأيام في دوله من دول الغرب التي تتهم بمعادة العرب والإسلام أن يقوم مرشح بإطلاق شعار مثل بالطول و العرض نجيب الإسلام الأرض ؟
كان رد صديقي هذا شيء مستحيل ان يحدث ليس فقط ان رفع احد مثل هذا الشعار ضد دين بل لا يستطيع أحد أن يرفع أي مرشح شعار يهين من كرامة أي إنسان منافس .
كان ردي حسنا جدا مجلس الشعب المصري الموقر الذي اقر قانون لمنع أذدراء الأديان و88 من نوابه وان لم يكن أكثر رفعوا الشعارات ألسابقه !! وعلي الرغم من هذا ينتخب العنصريين نوابا يطلق عليه مجلس ممثلي الشعب ؟ هذا المجلس الذي يقر قوانين تمس حياة من نادوا بالإجهاز

حتما تدين الحكومة المصرية نفسها بنفسها وتدين 50% من أعضاء مجلس الشعب ذاته لو طبق قانون أذدراء الأديان تطبيقا عادلا لوضع رئيس الجمهورية في السجن مدي الحياة ولن يكفي 100 ألف جنية واحدة عن كل مرة أحتقر فيها الدين المسيحي ممثلا في تحقير واضطهاد أتباع هذا الدين في مصر وهم الأقباط.

لا يحق لقبطي أن يكون رئيسا للجمهورية دستوريا علي أساس أن الأقباط خونه أم لان الأقباط مسيحيين و العقيدة الإسلامية تمنع غير المسلم بقيادة المسلمين ؟

في كلتا الحالتين الحكومة و الدستور العربي المصري هو المتسبب في هذه العنصرية المفضوحة.

المجتمع الذي يطالب به الليبراليين المصريين هو مجتمع قائم علي قيمة الإنسان وعمله وأفكاره و شخصه وليس قائم علي عقيدة الشخص. النظام السياسي الذي يفصل بين الدين و الدولة هو النظام الوحيد الذي سيجمع شمل المصريين مرة أخري يدينون جميعهم بالولاء لوطنهم وليس شعب يفرقهم عقيدة ومتطرفين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف


.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على




.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم




.. 137-An-Nisa