الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية بين المفهوم والتطبيق-3-/تابع مع العلمانية

خليل صارم

2006 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( في متابعة للجزء السابق , حول الصراع بين رجال الدين والعلمانية . :( يرجى ملاحظة وجود تكرار يلزمنا الموضوع به ) .
هل أن الإسلام الصحيح وحسب النص المقدس يتعارض مع العلمانية ..؟
سأبدأ من حكم مسبق وهو ( أن الإسلام وحسب النص دين علماني بامتياز مع اضافة البعد الروحي ) ولكنه يتعارض معها وفق الموروث المنحرف الذي وضعه فقهاء السلطة عبر التاريخ ( الإسلام المسيس ) الذي جعلوه بديلاً للدين السليم والحقيقي ومازالوا يتمسكون به بشكل مخالف مخالفة صريحة للنص وروح الإسلام السليم والصحيح ( تماماً كما فعل الكهنوت في القرون الوسطى وماقبل ).وإذا كان الإسلام بوجهه السليم لايتناقض مع العلمانية فان العلمانية تصبح ضرورة واجبة للتخلص من الإسلام المشوه ..المزيف الذي يعمل للقضاء على دوافع الأصل وغاياته النبيلة وبالتالي الانتقال بالمجتمع الى رحاب الحضارة والإبداع , كون الصراع بين الجانب النبيل للاسلام وبين الجانب المنحرف يتجه لغلبة هذا الأخير اعتماداً على هذا التراكم الذي استمر طيلة مايقارب أربعة عشر قرناً من التحريف والتضليل الذي لجأت اليه السلطة وفقهائها ليتداخل المزيف بالأصل وطغيان هذا المزيف وسنرى ذلك مع الشواهد والأدلة وفق النص ووفق الثابت والأكيد مما هو مطابق للنص .
- إذا كانت العلمانية قد ضمنت حرية المعتقد .. فإن الإسلام وحسب النص قد وفر الحماية لحرية المعتقد ورفض أن يكره أحد على الإلتزام به .
• فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر * 29 الكهف
• ولو شاء الله ماأشركوا وما جعلناك عليهم حفيظاً وما أنت عليهم بوكيل * 107 الأنعام .
• لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي * 256 البقرة .
• ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين * 99 يونس .
• أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا * 43 الفرقان .
- مع كل هذا الوضوح الشديد الذي أورده ( النص المقدس ) الذي يدعي أولئك المتشددون التكفيريون ..؟!! الالتزام به ..أي بالنص المقدس .. هم يخالفونه حقيقة ًبوقاحة شديدة ويعملون على إرغام الناس على التقيد بشعائر وشكليات اختلقوها وأوردوا فيها أحاديث وروايات كاذبة وكأن الله قد أخطأ وكأن النبي الأكرم قد قصر وهم المصححون والمكملون .. ومع ذلك يخرج قسماً لابأس به من رجال الدين ليكفروا العلمانية كونها خالفت أهوائهم وأضرت بمصالحهم الخاصة ووقفت في وجه استغلالهم الدين خدمة لمصلحة السلطة الظالمة التي كانوا يتقاسمون معها لحوم ودماء هذه الشعوب المغلوبة على أمرها والمبتلية بهم عبر قرون طويلة بفظاظة ووحشية غريبة .
- لقد وأد هؤلاء الحرية بزعم حماية الدين والإيمان الذي اختلقوه وصنعوه على قياس السلطة وظلمها الأسود مخالفين بذلك النص مخالفة وقحة . وألزموا الناس بشكليات وشعائر فصلوها على مقاساتهم تحت طائلة إهدار الدم والحقوق فتعطل تطور المجتمع وتقلص العلم لحساب الخرافة والجهل .. إن المجتمع الذي يفتقد الحرية هو مجتمع عقيم غير مبدع وغير قادر على التناغم مع تطور الحياة الطبيعي , وهذا ماابتليت به هذه المجتمعات عبر قرون , فتعطل تطورها تماماً وأخصيت لتقف على رصيف الحياة بينما شعوب العالم ترتقي سكة التطور بكافة أشكاله . أما مجتمعاتنا فهي متحيرة مترددة أمام الدين الذي وصلها محرفاً مشوهاً خائفة ً من خسارة الآخرة في نفس الوقت الذي خسرت فيه الدنيا بما فيها ولم تساهم فيه باغناء الحياة كما هو مطلوب منها حقيقة وفق مفاهيم الإيمان الصحيح .. السليم.
- مع أننا لاننكرعلى رجل الدين أن يقوم بدوره الأخلاقي المطلوب من حيث التوجيه للمجتمع بالالتزام بالمنظومة الأخلاقية والوقوف بوجه الانحراف والفساد بكافة أشكاله سواء كان في السلطة أم في المجتمع و المشاركة والمساهمة في المواقف الوطنية والسعي لتحرر المجتمع من سطوة الجهل والظلم وحضه على مقاومة الاستعمار ..هذا هو الدور الحقيقي والصحيح لرجل الدين وهو مايجب أن يكون عليه , لكننا لانفهم أن يقوم رجل الدين بالإفتاء لتبرير سلوكيات السلطة واختلاق كل مايبرر انحرافها وطغيانها وهذا ماقام به غالبية رجال الدين المسلمين ( فقهاء السلطة ) عبر التاريخ ( أطيعوا أميركم ولو ألهب ظهوركم بالسياط .. صلوا خلفه سواء كان براً أم فاجراً ) .. هذا حديث .. فهل يعقل أن يكون حقيقياً .؟. اذا كان مثل هذا الحديث أحد مقاييس الإيمان .. أليس الكفر والالحاد ومخالفة هذا الحديث هو الإيمان الحقيقي ..؟ مع ذلك فأنا لاأعتقد بصحته مهما بذلوا من أسانيد .. إذاً هذا هو أحد أوجه الدين الذي حل بديلاً .. هنا لاأتمسك بهذا الحديث كتدليل على الانحراف والتزوير فهناك المئات وربما الآلاف التي شكلت أساساً لإيمان هذه الشعوب . منها ( من اجتهد وأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد ) بمعنى أنه مأجور في كلتا الحالتين وإن تسبب بهدر الدماء البريئة وعلى هذا المقياس يصبح سفلة وقتلة أمثال الزرقاوي والمقدسي وبن لادن مأجورون .. وربما بعد مرور بضعة عقود ترد أسماؤهم مشفوعة بعبارة( رضي الله عنه ) .. أهذا هو الإيمان ..؟؟؟ أقول بئس مثل هذا الإيمان الذي يهدر دماء الأبرياء والآمنين ويكون فيه القاتل والمتسبب مأجورين .. * بدلاً من دفع المجتمع باتجاه التطور ومقاومة الظلم والإذلال تربعوا ينسجون تفاصيلاً وتفاصيلاً للتفاصيل . حول طرق الوضوء ووضع اليدين في الصلاة والدخول بالقدم اليمنى أم اليسرى ونواقض الوضوء ومكروهاته ومستحباته ونواقض الصلاة ومكروهاتها وكيفية السير في الطريق وحتى البصاق والتبول ثم دخلوا الى أدق نقاط العلاقة حتى في فراش الزوجية ووصلوا مؤخراً تحت اللحاف . حتى أن الالمام بهذه الجزئيات والتفاصيل قد يقتضي العمر الفعلي للإنسان , ثم انتجوا تشدداً مرعباً حتى أنهم في بعض العصور مارسوا القتل وهدر الدم جراء مخالفة هذه التفاصيل , هذه تفاصيل لاعلاقة للقرآن الكريم بها ولاعلاقة للنبي الكريم , ولكنهم ألصقوها به
- مؤخراً ظهرت فتاوى وبدع غريبة وعجيبة منها أنه لايجوز للمرأة أن تتعطر خارج منزلها وفي التبرير قالوا أنها تثير الغرائز ..وهكذا اتهموا المسلمين بأنهم مجرد حيوانات تسيرها غرائزها . وسبق لهم أن حرموا الموسيقى والغناء .. مع أن الطبيعة تعزف وتغني كما خلقت . فهل جلسوا يستمعون لسقسقة مياه الينابيع وحفيف أوراق الشجر .. وهديل الحمام وزقزقة العصافير .. ألم يستفيقوا على صباحات الطبيعة واستمعوا لسيمفونياتها .. غريب .. لقد قضوا على الذوق العام وكأن البشر مجرد بهائم هي بحاجة لمن يتشدد في تسييرها ..؟
- خلافاً للروايات المختلقة وهي الطاغية في التراث .. فان النص كيفما قريء نراه يهتم بالإنسان وحياته وانسجامه مع البيئة وحقائق الحياة بالرغم من محاولات التأويل الغير منطقية والمستندة الى روايات كاذبة عندما لايتمكن التأويل من الإقناع .. مع أن النص قد فرق بين المحكم والمتشابه ووصف المحكم من الآيات بأنها أم الكتاب . بمعنى أنها الأساس والمرجع أما المتشابه فلا قيمة عملية له ولايجوز اعتماده كمرجع .. مع ذلك فقد تمسكوا بالمتشابه لسهولة التلاعب به وتأويله وتركوا المحكم . والمحكم عملياً يتضمن قواعداً في الأخلاق والمجتمع والحياة والإيمان الحقيقي الذي لايتضارب مع المنطق والعقل بل أنه يرتكز عليهما .
- هكذا دمروا الأسس المنطقية العقلانية للدين والتي تنسجم تماماً وحاجات الانسان الدنيوية ليجعلوا منها مجرد سفسطة غارقة في غيبيات تهين العقل وتذله .
- بتدمير المفاهيم المنطقية وعلى رأسها الحرية التي قدسها القرآن الكريم . تم تدمير الانسان من داخله واستبيحت إنسانيته , وتحول باسم الدين الى عبد للسلطان والسلطة . لايحق له الاعتراض أو ابداء الرأي تحت طائلة اتهامه بالكفر والالحاد وهكذا أصبح الإله متجسداً بشخص ( الخليفة – السلطان – الملك – الحاكم ) وان لم يقال ذلك علناً وجهاراً .. أليس هذا هو الشرك بعينه الذي حاربه النص . ومع ذلك يتهمون الغير بالالحاد والكفر .
- هذا هو السر في رفض رجال الدين للعلمانية وأية مفاهيم حديثة تهدف الى تحرير الانسان وتخليصه من براثنهم واستغلالهم المجحف لإيمانه , تحت دعاوى شتى لاتمت الى النص بصلة .ولكنها تعتمد مرويات مختلقة جادت بها عقولهم .
... يتبع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القوى الوطنية والإسلامية بفلسطين: ندين أى محاولة للنيل من مص


.. طريقة اختيار المرشد الأعلى في إيران.. وصلاحياته




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. بن غفير يقتحم المسجد الأقصى


.. وزير الخارجية الأردني تعليقا على اقتحام المسجد الأقصى: يدفع




.. وسط حراسة مشدد.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي يقتحم المسجد ا