الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستحق العراقيون ان يحتفظوا بآثارهم؟

مراد العبد الله

2018 / 11 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اثيرت في الاونة الاخيرة موجة من المطالبات بوقف مزاد علني في مدينة نيويورك الامريكية لبيع مجموعة من الاثار العراقية التي تم تهريبها ونهبها إبان الحرب على العراق، وذلك نقلاً عن النائبة سروة عبد الواحد بقولها:(( نيويورك تستعد لتدشين محطة مؤلمة من رحلة النهب المنظم لتاريخ العراق من خلال تنظيم مزاد علني لبيع قطعة أثرية عراقية نادرة يعود تاريخها إلى ٨٥٠ عاما قبل الميلاد وسط صمت رسمي عراقي مريب يقترب من نكبة المتاجرة بتاريخ وطن وابداعات شعب عبر حقب تاريخية يكمل بعضها بعضا)).
لم يكن العراق منذ آوائل القرن العشرين وخصوصاً في بداية التنقيب عن الآثار بلداً صالحاً للحفاظ على آثاره، فبعد أن بدأت مرحلة التنقيب على يد خبراء الآثار الإنجليز والألمان بدأت معها مرحلة تهريب الآثار الى بلدانهم، على الرغم من إحتفاظ العراق بكمٍ هائل منها، لكن يُفاجأ السائح العراقي أو العربي بوجود أهم القطع الأثرية أهمية في تاريخ العراق القديم موجودة في المتاحف العالمية في المانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها...، وأهم هذه القطع هي مسلة حمورابي الشهيرة، وبوابة بابل الشهيرة، ناهيك عن قطع أخرى لا تقل أهمية عن ما موجود، في حين نجد ان المتاحف العراقية في بغداد والموصل تضم قطع أثرية صغيرة فضلاً عن قطع كبيرة، لكن السؤال الذي يتبادر الى أذهاننا هو: ما مصير القطع الأثرية في العراق؟ وما مصير القطع الأثرية في المتاحف العالمية؟
قد تكون الاجابة عن هذا التساؤل سهلة جداً، فالعراق يمثل بيئة غير آمنة لفتح متاحف تحوي قطع أثرية يعود عمرها الى الالاف السنين، لانه بلد غير أمن ومعرض الى النكبات والحروب منذ بداية حملات التنقيب ولغاية الان، فنلاحظ ان حملات السلب و النهب المنظمة التي حدثت في الحرب الاخيرة على العراق عام 2003 وبالخصوص دمار ونهب وتخريب المتاحف العراقية أكدت ذلك، على الرغم من محاولات الحكومة لملمة المتبقي منها والذي لا يمثل سوى 1%، في حين جاء احتلال مدينة الموصل على ايدي قوات داعش وسرقة ما تبقى منها؛ ما هو الا دليل حي الى وجوب نقل جميع الآثار المتبقية إلى المتاحف العالمية للحفاظ على ما تبقى منها، من أيدي السراق المتخصصين وغير المتخصصين، إضافة الى ذلك ان وجود الآثار العراقية في المتاحف العالمية يتيح لها حمايتها بشكل آمن وإلى الأبد في حين ان هذه المتاحف توفر البيئة الصالحة لهذه الآثار والحفاظ عليها بدرجة حرارة معتدلة والتي يجب ان تتوفر للحفاظ عليها، إضافة إلى عمليات الصيانة المستمرة عليها، ناهيك على ان هذه الآثار سيطلع عليها أكبر قدر ممكن من سكان الكرة الأرضية وبكل اللغات ويعرفوا تاريخ العراق الذي يسمعون عنه في الصحف والمجلات والكتب وتصدح به حناجر أهل السياسة، متبجحين بإن العراق هو مهد الحضارة والذي لا يقوى على حماية آثاره, فجميع هذه العوامل غير متوفرة في المتاحف العراقية، حتى وإن وجدت ستكون بمستوى يسير جداً لايرقى الى المعايير العالمية، ومن جانب آخر، يتوجب أن تكون حملات التنقيب التي تحدث اليوم في مدن العراق الجنوبية مصحوبة بحماية دولية لنقل ما يعثر عليه الى المتاحف العالمية، كي لا تبقى عرضة للسرقة والنهب والتخريب على أيدي السماسرة وتجار الاثار.
لذلك يجب على علماء الآثار العراقيين وجميع المثقفين الذين يحملون العراق في صدورهم أن يوحدوا كلمتهم ويطالبوا الحكومة بوجوب نقل هذه الآثار الى المتاحف العالمية لان الأراضي العراقية أراضٍ غير آمنة ومعرضة الى الحروب والكوارث المفتعلة من قبل تجار الحرب وسماسرة الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!