الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أصبح الإسلام سبباً في تأخر وتخلف المجتمعات العربية والإسلامية

قيس حسن

2018 / 11 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الصراع الداخلي في عقل المسلم ما بين الموروث الديني والتطور الإنساني أصبح ظاهرة منتشرة في المجتمعات العربية حيث يعيش الفرد فيها تناقضات بين التزامه بالدين والعادات والتقاليد المرتبطة به ومحاولاته لمواكبة العصر الحديث والتكيف مع قيمه الأخلاقية ومختلف تطوراته الفكرية والعلمية.

هذا الصراع أصبح له تأثير كبير على حياة المسلم وسبباً في تشتيتها ما بين الماضي والحاضر ، وشئنا أم أبينا فأن الموروث الديني الإسلامي بصورته الحالية التي تعكس طريقة تفكير وقدرة على الاستيعاب والفهم من الماضي قد ساهم وبشكل كبير في تحويل الإسلام إلى أحد الأسباب الرئيسية في تخلف وتأخر أفراد المجتمعات العربية والإسلامية ، وكيف لا وهو يتحكم بمختلف مسارات وخيارات حياتهم من الولادة وحتى الممات ويتدخل في أبسط التفاصيل ويفرض منظوره الخاص ،ويمكن شرح وصف "الموروث الديني الإسلامي" هنا بأنه المحصلة المعرفية الناتجة عن النصوص الدينية الإسلامية في مختلف مجالات الحياة ، الاجتماعية والعلمية والسياسية والاقتصادية والتي خلفها رجال الدين وتناقلتها الأجيال عبر مئات السنين إلينا.

لم يدخر رجال الدين في وقتنا الحاضر جهداً لتحويل الإسلام إلى بوابة زمنية تأخذك إلي الماضي وتحديداً قبل 1400 سنة في منطقة صحراء شبه الجزيرة العربية لتشارك أهلها أفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم ومعارفهم وتعيش بها في القرن الواحد والعشرين ، عودة إلي زمن الحروب مع الكفار والجهاد والغزوات وسبي النساء ، كل هذه الأمور أصبحت اليوم "تخلف" و "إرهاب" في نظر العالم المتحضر ولكنها لا زالت تلقن إلي عقل المسلم في البرامج والندوات الدينية وخطبة يوم الجمعة بصورة قصص عن مآثر وبطولات الصحابة والمسلمين قديماً وحروبهم وغزواتهم وكيف أنتهي زمن عزة أمة الإسلام وأصبحت الغلبة للكفار بسبب تخاذل المسلمين ،كل هذا في أطار استفزازي تحريضي لمشاعر وعواطف المسلم ، إن المحتوى الديني الإسلامي اليوم في معظمه يرسخ الكراهية في عقل المسلم ضد كل من يخالفه المعتقد "الكفار" ويزرع شعوراً وهمياً بالتفوق والأفضلية عليهم وهو ما يتناقض مع حقيقة تأخر وتخلف المجتمعات الإسلامية واعتمادها على التقدم العلمي والصناعي للدول الغير إسلامية ، كل هذا يضع الحواجز والعوائق أمام المسلم للتعايش مع أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى وتقبل الاختلاف معهم واحترام حريتهم ويسهل الطريق على انتشار التطرف الإرهابي الإسلامي ، لا يمكننا الأنكار بأن داعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية الإسلامية لا تمثل الإسلام عندما تكون أفكارهم ومعتقداتهم وأفعالهم يتم تدريسها في المدارس والجامعات الإسلامية وتداع في البرامج التلفازية ومن علي منابر المساجد ويتم تقديمها علي أنها تاريخ مشرف ، الجهاد والسبي والغنائم أصبحت اليوم جرائم قتل وأغتصاب وسرقة ، متي سيدرك رجال الدين والمدافعين عن الموروث الديني ان عليهم مواكبة التقدم في الوعي الإنساني والتخلي عن المفاهيم القديمة التي كانت متواجدة عند بداية الإسلام.

ولعل من أبرز الصراعات التي يواجهها عقل المسلم هي وضع المرأة في الموروث الديني ، قد يكون الإسلام رفع من شأن المرأة قليلاً بالنسبة لما كان عليه في ذلك الزمن قبل 14 قرناً ولكن اليوم مقارنة بالتطور في وضعها الإنساني وبالحقوق التي حصلت عليها في الدول المتقدمة فإن الإسلام قد ظلم المراة ظلما كبيرا و حرمها من حقوقها و سلبها حريتها وحقرها وسخرها لطاعة وخدمة الرجل.
المرأة في الموروث الديني الإسلامي عاطفتها تتغلب على عقلها ولذلك تحتاج لوصاية الرجل المتفوق عليها عقلياً و رقابته عليها وتقويمه لسلوكها وحمايتها من الانحراف وتأديبها عند النشوز ، وهي تمثل شرف زوجها وعائلتها ولإنها كأنثى تشكل فتنة للرجال الأغراب يجب تغطيتها والحرص على تقييد ظهورها أمامهم وتواجدها معهم ، ولأن الرجال قوامون علي النساء و مسؤولون عن تلبية احتياجاتها فهم يأخذون ضعف نصيبها في الميراث ،كل هذه المفاهيم فقدت قيمتها لإن اليوم المرأة تعمل وتستطيع إعالة نفسها بل أنها أصبحت في الكثير من الأحيان هي من يعول الرجل ،ولقد أثبتت نفسها في مختلف المجالات والوظائف ، الطبيبة ، المحامية ، القاضية ، الرئيسة ، ، لم يعد بالإمكان إجبارها على الالتزام بالجلوس في المنزل وتقييد حريتها الشخصية بعذر حمايتها من الرجال ، زمن الخيام و الصحراء قد ولى.

إلى متى سيستمر الصراع الداخلي في عقل المسلم بين رغبته في الحياة ومواكبة التطور وخوفه من مخالفة تعاليم دينه ،هذا الصراع الذي يجعل منه متناقضاً وأحياناً كثيرة مستشرفاً ، متى سيدرك المسلمين أن هناك آيات لم تعد تصلح ولا مقبولة لهذا الزمان ويجب إعادة التفكير فيها على أنها موجهة لزمن معين ، لم يعد بالإمكان تطبيق حد الرجم ولا قطع يد السارق وقتل المرتد ، لم يعد الزواج المتعدد أمراً مقبولا وكذلك تأديب الزوجة بالضرب ، وقتال أصحاب المعتقدات الأخرى ،إن تصفية الموروث الديني الإسلامي من الانحرافات الأخلاقية والفكرية والخرافات التي تتعارض مع التطور المعرفي الإنساني أصبح ضرورة حتمية لا مفر منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجرد رأى
على سالم ( 2018 / 11 / 14 - 20:32 )
الشكر للسيد الكاتب , انت اثرت نقطه هامه وحيويه الا وهى التفسخ العقلى والنفسى للمسلم المأزوم وصراعه بين شريعه الدين الاسلامى الواضحه وقيم الحداثه والحضاره فى مجتمع اليوم , هذا اكيد صراع شديد وينتج عنه فى احيان كثيره فى شك المسلم فى ابجديات دينه الاسلامى الحنيف وفى احيانا كثيره الى ترك هذا الدين الذى توارثه عن اباؤه واجداده بدون اعمال للعقل , المشكله معقده جدا , انها تبدو ذلك الى ان تشتد حمله التنوير فى عقول المسلمين ويصبح العقل الجمعى المسلم يرفض ابجديات هذه الشريعه العتيقه العنيفه الدمويه ويبدا الارتداد شيئا فشيئا وتتحقق نبؤه المدعو صلعم عندما قال بدأ الاسلام غريبا وسوف ينتهى غريبا , النهايه قادمه لامحاله


2 - لمن تقرأ مزاميرك يا سيد قيس
فالناس في آذانهم وقر و اصابهم الصمم ( 2018 / 11 / 15 - 20:53 )
لقد اسمعت لو ناديت ناسا أسوياء و لكن الجماعة قد اثر فيهم الفايروس و اصبح ا يرون الاشاياء بالمقلوب فكل هذه التغجعاسة التي يقبعون فيها فهم يشكرون الههم على نعمته هذه فماذا تترجى منهم بعد يعرفون دينهم انتشر بالسيف و القتل و مع هدا يقولون لك ان دينهم دين الرحمة و صلعم نكح امرأة ارملة في الصحراء و لم يمضي على قتله لزوجها و ابيها و اخوها سوى ساعات و مع هدا يقولون انه نزل رحمة للعالمين فهل تعتقد هناك فائدة ترجى من كتابة مقالات ، اقرأ تعليقات الفيسبوك الثلاثة فهل تعتقد هناك جدوى في مناقشة شخص يقول عن الأسود ابيض

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah