الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكون والوجود حسب رؤية عقيدة الحياة المعاصرة / 2

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2018 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رؤيتنا لخالق الكون ....
في بحثنا عن فكرة خالق الكون وجدنا هناك خيارين ... اما انكار وجود خالق للكون وان الكون خلق ذاته بذاته تلقائيا دون وجود قوة محركة فاعلة مسببة له ، او القبول بفكرة وجود خالق للكون مع جهلنا بطبيعة وكينونة هذا الخالق ... بالنسبة للخيار الاول وجدنا ان فكرة عدم وجود خالق للكون تبدو لنا فكرة صعبة القبول عقليا ومنطقيا .. هناك صعوبة في تقبل فكرة ان مادة الكون وطاقته انبثقت من العدم من تلقاء ذاتها ... هذه الفكرة تبدو لنا غير واقعية ولا تنسجم مع قوانين الطبيعة وبالتحديد قانون حفظ المادة والطاقة ، فهذا الكون موجود ولا يمكن انكاره ، وهناك مادة وطاقة في الكون ، وهناك قوانين تتحكم في سلوك المادة والطاقة ، ومن غير المعقول ان هذه الاشياء حدثت من غير فعل فاعل ، لذا يجب ان يكون هناك خالق لهذا الكون ... ( لابد من وجود فاعل ) .. والسؤال هنا كيف اصبح الخالق ذاته في الوجود ، ما هو مصدره ، وهل هو مازال موجودا ؟
بالنسبة لمسالة حقيقة وجود الخالق حاليا فلدينا الاحتمالات الاتية :
1 ـ اما ان الخالق كان موجودا قبل خلق الكون ، وبعد ان قام بخلق المادة والطاقة من العدم بقدرته العظيمة استثناءا من قوانين الطبيعة باعتباره خارج نطاق قوانين الطبيعة .. ووضع لكل من المادة والطاقة القوانين المنظمة لسلوكهما .. ثم انتهى وجوده وتحول الى العدم في لحظة الانفجار العظيم او بعد الانفجار لسبب من الاسباب ... ( كان الفاعل موجودا ثم اختفى من الوجود )
2 ـ او ان الخالق تحول من حالة الخلق والصناعة الى حالة الاندماج في المادة والطاقة اللتين خلقهما ، فاندمج في محتواهما واصبح جزءا من المادة الكونية والطاقة الكونية ، اي تحول من الفكر الى المادة .. كما تتحول الطاقة الى مادة ... وان كل من المادة والطاقة موجودين منذ بدأ الوجود أول مرة ، وباقيين الى الابد حيث اللانهاية لعمر الوجود .. قد يتحول الكون من مرحلة الى اخرى من مراحل دورته في الوجود ولكن تبقى مادته وطاقته موجودتان الى الابد ... ( الفاعل موجود حاليا ولكنه تحول من الفاعل الى المفعول به )
3 ـ او ان الخالق مازال موجودا بصفته خالق ولكننا لا نرى اي اثر او دليل على وجوده لانه لا يترك اثرا او دليلا يدل على وجوده .. فهو لا يتدخل في قوانين الطبيعة ، ولا يخرق او يكسر قوانين الطبيعة من اجل اثبات وجوده او اظهار تأييده لاحد ما من البشر ، مهمته اقتصرت على خلق المادة والطاقة مع وضع القوانين لهما ثم اطلاقهما في الكون دون التدخل فيما يحدث بعد ذلك في الكون ، هذا مع العلم بان ظاهرة الحياة هي نتاج حركات وتفاعلات المادة والطاقة في الكون ، الخالق غير معني بظاهرة الحياة ، كما انه غير معني بشؤون البشر لانه لم يخلقهم ...( الفاعل موجود حاليا ولكنه لا يظهر ذاته او صفاته للموجودات )
ان عدم قدرتنا على ادراك وجود الخالق يعود الى كونه خارج نطاق ادراكنا ، بالاضافة الى انه لا يتدخل في شؤون الكون لكي نستدل على وجوده او طبيعته من خلال تدخله ، لذا فاننا نميل الى القبول بفكرة انه مازال موجودا ولكنه خارج نطاق ادراكنا ، فنجهل طبيعته ، ونجهل مصدره ، ونجهل كيف خلق المادة والطاقة ، ونجهل غايته من خلق الكون ،ونعتقد ايضا باننا نحن البشر لسنا في موقع اهتماماته .. ونرى ان من الافضل بالنسبة لنا عدم الانشغال به .. نحن افترضنا وجوده مع اقرارنا بجهلنا بحقيقته ومصدره ، نرى بانه علينا الاهتمام بشؤوننا واصلاح احوالنا لنحيا حياتنا بكامل قيمتنا الانسانية .. لنحيا بكرامة واطمئنان ثم بعدها نغادر الحياة الى العدم كما كنا قبل مجيئنا الى الحياة ...... هذه هي رؤيتنا للخالق ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من قال أن العدم سبق الوجود ؟
مصطفى خروب ( 2018 / 11 / 17 - 19:52 )


.
لماذا تعتقد أن الأصل فيما قبل الوجود هو العدم ؟

لقد حذفت بإبعادك فكرة وجود سرمدي للوجود فكرة هامة تستحق البحث فيها

إذ أنك حين تقول بوجود خالق قبل الوجود هو أقرب للهذيان العقلي ، فوجود الخالق قبل خلق الوجود يقتضي وجوداً من نوع آخر ، وقول أنه كان موجود بلامكان لا يعدو كونه ترف لا يعادله سوى قول نعلم الوجود ولا نعلم الكيف !


تحياتي لك


,


2 - متاهة
بلبل ( 2018 / 11 / 17 - 21:01 )
اذا سلمنا بان هناك خالق لهذا الكون فسندخل في متاهة لا تنتهي فمن اين اتى هذا الخالق ادن

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي