الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتجارة المغشوشة

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2018 / 11 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اقتناعي شديد بأن الأحكام التي لا تناسب الواقع المعاش أيّا كان مصدرها, هي أحكام يجب تعطيلها, وأن جوهر الأديان كلها هو اعلاء للقيم الإنسانية وترسيخها, وأنها يجب الّا تحيد عن هذا الخط, وأنها علاقة رأسية بين الإنسان وربه الذي إختاره بمحض ارادته الحرة, وانها لا يجب أن تخرج عن إطار هذا الفرد لتشمل من حوله في وصاية مختلقة لا أساس لها بجوهر الدين.

ومن المهم وبشكل صريح ومحدد أن نكشف الوصاية ووكالة الله الزائفة التي يقتنصها الشيوخ وفقهاء الغبرة لأنفسهم دون حق ودون مرجعية ولا حتي دينية.

يخفي هؤلاء الشيوخ اقوال وأفعال وآراء ويطمسونها, ويتجنبون ذكرها لفرض أمر هو غايتهم وليست غاية الدين, وهم يضيفون الي النصوص فهمهم الخاص جدا, والذي لا يخلو من غرض لم يرد في النص, في ازدراء صريح لأصل النص, ليفرضوا حكما ما أنزل الله به من سلطان, بل هم أنزلوه كذبا وبهتانا.

ليس هناك وصاية دينية لأيّ من كان, ان الله لم يصدر توكيلا حصريا لأيّ من كان ليتحدث بإسمه أو ليفسر النصوص, وهنا يتضح لنا أن غاية الشيوخ ليست هي الدين, بل هي الإستفادة الشخصية وتوطيد حكمهم, أو بالأحري حكم السلطان الذي يطعمهم ويغدق عليهم ويوفر لهم الحماية مقابل شرعنة حكمه وتأكيد سلطته.

إن كان الإغداق بالأمس شمل الذهب والجواهر والدنانير, فهو اليوم بالمناصب والشهادات والميزانيات الضخمة, وبدعوي الحفاظ علي الدين وحماية المجتمع والأخلاق, ولا أفهم كيف يحمي هؤلاء الدين (أي دين) أو العقيدة (أي عقيدة) وهي الموجودة داخل العقول والقلوب, الّا لو قاموا بتخريب هذه العقول وايقاف وظيفتها الأولي وهي التفكير والتدبر وتكوين القناعات, ليدخلوا قناعاتهم بل قل أغراضهم الخبيثة.

الإفتاء, هذه الوظيفة الممقوتة علي طريقة افعل ولا تفعل, هي أهم تلك الوسائل الهادفة لفرض الوصاية, وادعاء العلم, وقصر التفكير علي فئة محددة, وياليتهم يفكرون بحق, بل هم ينقلون أحكاما وضعها سابقيهم, دون اجتهاد وعلم حقيقي, فجلّ العلم عندهم هي معرفة وحفظ ما قاله سابقيهم بعض دون بعض ودون مراعاة لحقيقة هؤلاء السابقين وظروف زمانهم ومكانهم.
هذا الحديث يضربهم في أعز ما يملكون الا وهي لقمة عيشهم التي يقتاتونها بسهولة ويسر, وفي تجارتهم المغشوشة التي تدر عليهم أرباحا طائلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah