الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هؤلاء ، هل هم حقاًعلمانيون ...

حازم العظمة

2006 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال هذا يقتحمك و أنت تقرأ ما تنشره " الحوار المتمدن" من كتابات بعض " العلمانيين" و مثلاً ما نشر على حلقات بعنوان " حوار مع جبريل عن محمد و مسيحيي الجزيرة العربية" و كاتبه" إبراهيم القبطي " ...

و هذا الكاتب يحزنه بعمق على ما يبدو أن الجزيرة العربية تحولت إلى الإسلام منذ 1400 سنة ...

لا أعرف إن كان يحزنه أيضاً أن الهند لم تتحول إلى المسيحية من الهندوسية أو أن الصين تحولت إلى البوذية أو الكونفوشيوسية و ليس إلى المسيحية .. قبل ألف أو ألفي سنة .. ،أو اقل أو أكثر ...

و يشرح هذا الكاتب المؤامرات الشيطانية التي دبرها الشيطان الأكبر " جبريل" في هذا التحول ، يقول الكاتب ، و تكاد ترى و أنت تقرأ الزبد المتطاير من فمه و الشرر الذي في عينيه ( من شدة الحماس طبعاً ) و هو يحاور جبريل :

هل تعتقد أن مشروعك من الممكن أن ينجح يوما ما نجاحا كاملا باحتلال العالم كله و إخضاعه للإسلام؟

فيجيب " جبريل" !!! :
هذا كان أملنا ، ولكننا نحارب قوى روحية أقوى منا بكثير ، فأنت لا تعرف القوة المسيحية للمصلوب ، أسد يهوذا ، الألف و الياء ، فالكثير من أتباع بني البشر ينظرون إلى الحروب التاريخية فقط ، ولكننا نحارب في أعماق الروح حربا أكثر ضرواة ، حرب أرضها عقول و قلوب البشر ، والهدف أن نحول القلوب عن المصلوب ، و أن ننشر المزيد من اليأس و الدماء ، و الخراب ، ونصنع مملكة من شياطين الإنس ، يحكمها عبيد يفكرون بأعضائهم التناسلية قبل العقول ... و لكن المد الروحي للمسيح صار أقوى من أن يحتمل ، ومن الواضح حاليا أننا نخسر الكثير من المعارك ، و أن طوفان العلم و المعلوماتية و الشفافية يحطم كل يوم وكل لحظة ما بنيناه نحن في مئات السنين ...
ولكننا مازلنا سعداء أننا سببنا كل هذا الألم و الشقاء لمليارات البشر ، وأننا صنعنا مملكة إسلامية شيطانية ، على يد نبي العرب ... و صرت أنا أكبر إلها لها يؤذن لي في الجوامع ومن قباب المآذن. حتى و أن كان النجاح مؤقتا و إلى زوال ... أه ه ه ه ه أنت يا مصلوب ... كيف تقوم من الأموات كالعنقاء في كل مرة نحاول أن نصلبك من جديد ؟ أ ه ه ه ه يا قاهر الموت
......

أنا شخصياً لا أعرف الدلالات الطوطمية لـ " الألف و الياء " تلك ، و إن كانت ، على ما يبدو إختصاراً " قبالياً " ، ربما، لـ " أسد يهوذا"( هل لهذا علاقة بـما يسمى بـ شهود يهوه مثلاً .. ) .....

سأسأل عن ذلك أحداً خبيراً بهذا النوع من الترهات ... من أي مكان إذن تأتي هذه الخرافات و كيف تجد طريقها للنشر في موقع " يساري ، تقدمي ، علماني " ...

و المقال- المقالة الحلقات مليئة بهذا النوع الخرافات و التي لا تختلف كثيراً عن تلك التي تشبهها - في الطرف أو الأطراف المقابلة- من مثل " عذاب القبر " و " أنكر و نكير" و " البقرة الحمراء " اليهودية و " المهدي المنتظر " و غيرها و غيرها من أصناف الخزعبلات و التي هي الأسوأ و الأشد تخلفاً في هذا النوع من " الثقافة" ، التي ليست " فطرية" بكل تأكيد

، يشبه هذا أيضاً رمز النسر الذي اختاره الكاتب لتوقيع مقالاته ، ما الذي يعنيه هذا أيضاً في " علم" القبالة ... لا أعرف
و إن كنت معتاداً ، إلى حد ما على تمييز هذا النوع من "الرموز" و كيف يترافق بهذا النوع من الكتابات السرية و الباطنية و التي لا ترى العالم إلا على أنه حلبة صراع بين أديان أحدها "إلهي" و الباقية "شيطانية " .. ... و ثمة أحبار سريون و كتب سرمدية و مخطوطات سرية ... إلى آخر ذلك ..

أو بين الآلهة والشياطين و بين أنبياء و أنبياء " مزيفين" – و لكل شيطانه و لكل نبيه

تحت عنوان العلمانية – في هذه الحالة- يجري التحريض الديني ، و تأجيج النزاعات الدينية ..

هكذا و جد منظروا الإمبراطورية أن النزاعات الدينية ، و العرقية، هي الأجدى في إغراق هذه الشعوب في تخلفها ، فالثقافة الرسمية للإمبراطورية الأمريكية التي تدّعي حماية الأقليات في العالم ، خاصة الأقليات الدينية ... إلى آخر المعزوفة ...، تجد أن ما من " إستثمار " ثقافي" يفيد الهيمنة و السيطرة الإمبراطورية أجدى من هذا

هذا النوع من التحريض ، هذا النوع من " الأدب"يغذي بوقود جديد آلة الحروب الدينية ، يقسّم الشعوب و الأوطان في " أقليات " ..

و من ثم بدلاً عن الديموقراطية في مصر مثلاً لكل الشعب المصري بما في ذلك الأقباط المصريون ، يجري استثمار الإضطهاد و العسف الموجود فعلاً ضد الأقباط لشق الشعب المصري و " بلقنته" و تبدء الجوقة نفسها التي استخدمت في عشرات الأماكن من العالم في التحريض لـ"إنقاذ" الأقباط ، و من ثم تعقد لهم المؤتمرات في واشنطن ...

الأقباط قضيتهم في مصر و ليس في واشنطن ، هي قضية الديموقراطية لكل الشعب المصري بكل أطيافه ، نظام الإستبداد في مصر هو أيضاً يستثمر هذه القضية و يعيد إنتاجها ، هو بدوره يجدها قضية رابحة ...

أليست الحرب الدينية ما يبشرنا به هنتغتون أحد حَواريي النظام الأمريكي( و يسميها للتخفيف بصدام الحضارات ... )

كتابات كهذه تصب الزيت كما يقال ، تعطي " مادة" لتحريض الإسلاميين و دعاياتهم التي لا تقل سمّية عن هذه ..

المتعصبون ، من كافة الأصناف ، أحدهم يغذي الآخر ..

بذريعة كتابات كهذه يستطيع الإسلاميون أن يتابعوا " الدعوة" للـ " الجهاد" و لقتل " الصليبيين" و " المشركين" و " الكفار" ... هكذا يحصلون على المواد التي تغذي الدعوات التكفيرية ، أي للمذابح .. و القتل ..

المسألة تتحول هنا من " علمانية" مزعومة إلى تدين آخر و " قياموية" ثانية ، مسيحية هذه المرة ... أو شيعية أو يهودية أو بهائية أو غير ذلك ... ، كل هذا مفيد ، لهواة الأديان و الخرافات .. ، و للإمبراطورية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah