الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخ الأزهر والتجديد

على السهلى

2018 / 11 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سيدى الإمام الأكبر..
إحترامى لكم ومحبتى للأزهر يدفعاننى لعتابكم على الخطاب الذى ألقيتموه بمناسبة المولد النبوى وكان فيه كثير من الغمز واللمز فى حق رئيس الدولة وفى حق كل من يطالب بتجديد الخطاب الدينى من مثقفين أو علماء أو حتى رجال دين.
سيدى الإمام الأكبر، أرجو ألا أكون متجاوزاَ حين أقول أنكم بإتهامكم للمطالبين بالتجديد أنهم يريدون "إستبعاد السنة النبوية جملة وتفصيلا" ظلم كبير تدغدغون به مشاعر البسطاء، والذين قد يندفعون إلى الإعتداء على من إتهمتوهم بأنهم يطعنون فى السنة النبوية، خصوصا أنه لا الرئيس ولا أحد غيره يريد المساس بالسنة النبوية، ولكن المشكلة تكمن فى ركام التراث والتفسيرات والتأويلات البشرية التى إجتهد أصحابها فى زمان ومكان مختلفين بل غير بعضهم فتاويه وأرائه باختلاف المكان والزمان كالإمام الشافعى بين مصر والعراق.
سيدى الإمام الأكبر، خطورة إدعاءكم أنه يشق صف ألأمة وقد يؤدى إلى ما لا تحمد عقباه لدى البسطاء أو المتطرفين وسيكون وزر ذلك فى رقبتكم لو حدث مكروه لكائن من كان بسبب إتهاماتكم وتلميحاتكم التى يمكن تفسيرها بمائة تفسير.
سيدى الإمام الأكبر، أختلف معكم جملة وتفصيلا فيما ذهبتم إليه من أن الصحابة والرواة والتابعين ومن جاء بعدهم من العلماء الأوائل خط أحمرلا نقاش ولا تجديد فيه وبالتالى أعطيتم قدسية لموروث بشرى عليه كثير من المأخذ ويحتاج لمراجعة شاملة لما فيه خير الأمة.
سيدى الإمام الأكبر، من واقع كتاب "المذاهب فى الإسلام" للعلامة الشيخ سيد سابق، والذى قرأته مرارا وتكرارا لا أملك إلا أن أبدى إعجابى فيما ورد فيه من نقد صريح منذ أكثر من 30 عاما لكل من المذهب الشافعى والمذهب الحنفى تحديدا واللذان يستحقان مننا جميعا نظرة نقدية تجديدية عميقة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بثوابت الإسلام أو بالسنة النبوية.
سيدى الإمام الأكبر أود هنا أن أسرد بعض الأمثلة البسيطة مما ورد فى المذهب الشافعى والذى يحتاج إلى تجديد بل وإلى مراجعة شاملة كى لا يتخرج من الأزهر من يؤمن بل من ينشر تلك المفاهيم.
فبكتاب الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع الذي درسه كل الأزاهرة الذين درسوا المذهب الشافعي تجد مكتوبا الآتي مما يمتحن فيه الطلاب لأنه مقرر دراسي:
عن الحرب
كفاية شر الكافر أن يقوم المسلم بفقأ عين الكافر، أو يقطع يديه ورجليه، وكذا لو أسره، أو قطع يديه أو رجليه، وكذا لو قطع يدا ورجلا... ص218.
عن الكنائس
لا تبنى كنيسة في الإسلام لأن إحداث ذلك معصية فلا يجوز في دار الإسلام، فإن بنوا ذلك هُدِم ولا يجوز إعادة بناء كنيسة قد انهدمت وبالذات في مصر.. ص235.
عن القتل
بالصفحات من 255 إلى 257 تجد تفصيل وافٍ عن من يستحق القتل وما يحل للمسـلمين أكله من لحوم البشر.
للمسلم قتل المرتد وأكله، وله قتل الزاني المحصن، والمحارب، وتارك الصـلاة، ومن له عليه قصاص، وإن لم يأذن الإمام في القتل، لأن قتلهم مستحق، بعد ذلك يأكل منه ما يشاء، يعني تقتل وتقول كنت جائع في رحلة سفاري مع صاحبى تارك الصلاة.
سيدى الإمام الأكبر، إنها مجرد ثلاث أمثلة لما نطالب بتجديده وتنقيحه، فمثل تلك المفاهيم هى التى دفعت بعض البسطاء لحرق وهدم الكنائس وهى التى دفعت جاهل لقتل فرج فودة وجاهل أخر للإعتداء على نجيب محفوظ، ناهيك عن ميلاد داعش وأخواتها، أما السنة النبوية التى تحدثتم عنها فهى لم تكن يوما هدفا كى تدافعوا عنها فى خطابكم.
سيدى الإمام ، خلافكم ليس مع فخامة الرئيس ولكن مع ملايين المسلمين المؤمنين بالقران والسنة ولكنهم يفزعون من كتب التراث وتفسيرات علماء من زمن سحيق وفق ثقافات مختلفة تشجع على العنف وتؤمن بالأساطير وتنبذ المخالفون والأديان الاخرى.
يا سيدى الإمام ، عنادكم فى أمور حياتية كالطلاق عند المأذون بديلا للطلاق الشفوى لا يحافظ على الحقوق ولا يصون البيوت وليس لفائدة المسلمين والمسلمات. كما وأن إحتفاظكم بإخوان فى هيئة كبار العلماء من أمثال عباس شومان ومحمد عمارة ومحمد عبد السلام كمستشار لك، ليس فى مصلحة الأمة ويلقى بظلال من الشك على كثير من الفتاوى..
فضيلة الإمام الأكبر لعلى لم أتجاوز حدودي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فارس العصر
سالم مهران ( 2018 / 11 / 22 - 11:36 )
سيدك الامام الاكبر يمثل دور الفارس الثابت على الحق فى وجه سلطان جائر
هو ميسور الحال ماليا وغير محتاج لمرتبه ولديه شعور جارف بالحصانة .. ليس فقط من الناحية القانونية ولكنها حصانة معنوية غير محدودة .. فهو يريد ان يعزله الرئيس (والرئيس يقدر على ذلك ان أراد) لكى يظهر للناس شهيدا ويخرج العامة والدهماء من الأزاهرة والمتشددين لمناصرته والدفاع عنه فى وجه الرئيس الذى يقترب من نهاية مدة رئاسته الثانية .. هؤلاء هم ركنه الحصين ، فالرجل ينافح عن السنة وكبار علماء الأمة كابرا عن كابر .. هو فى قرارة نفسه يعلم أن الشباب يتفلت من الاسلام ويتجه للالحاد يوميا بالمئات والألوف والملايين والارهاب يستشرى فى الأرض ليحرق الاسلام ويقضى على سمعته فى العالم ومع ذلك يقف هذا الشيخ الجهول حجر عثرة أمام محاولات الإصلاح بلا أدنى شعور بالخجل أو الحياء .. ولا اعتقد ان الرئيس يعجز عن تغيير ذلك الوضع بما تقتضيه مصلحة البلاد والعباد

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي