الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان تهديد أم بيان نعي للظلاميون وأفكارهم؟

حسين ديبان

2006 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بيان التهديد الذي أرسلته إحدى المنظمات الإرهابية المجهولة إلى العناوين الإلكترونية لواحد وثلاثون كاتباً أغلبهم مسلمون مع وجود بعض الأسماء لكتاب أقباط مهددة عبره بقتلهم وسبي نسائهم وخطف أبنائهم ليغدو عبيدا وإماءا لهم وسرقة أموالهم يحمل الكثير من الدلالات والعبر التي تؤكد بأن تغييرا كبيرا قد حصل في الواقع العربي والإسلامي مابين الأمس واليوم سيؤسس لمرحلة جديدة قوامها هزيمة منكرة لقطعان المنظمات الإرهابية والإجرامية أصحاب الفكر الظلامي والتفكيري الرجعي البائس.

قبل سنوات لم يكن بمقدور الكثير من الكتاب الإقتراب من دائرة مايسمى بالمقدس الإسلامي الذي نعلم أين يبدأ ولكن لا أحد يعلم أين ينتهي حتى أصبح تناول الأفعال السيئة لرجل دين مسلم لم يزل في بداية طريقه الديني اعتداء على أولياء الله يستوجب التكفير والقتل فكيف الحال فيما لو طال النقد أقدس مقدساتهم. قليل من الكتاب تجرأ وفعلها موجهاً سهام نقده الى التراث الإسلامي المليء بالمتناقضات والنصوص الدموية والتشريعات الظلامية المنافية لأبسط قواعد حقوق الإنسان ولم يكن مصيرهم إلا القتل وتقطيع الأوصال والشوي في الأفران والملاحقة وحرق الكتب ومصادرتها والنفي والإقصاء والفصل التعسفي والتفريق بين الأزواج ومن الأسماء التي تعرضت لهذه الأفعال الإجرامية الحلاج والجعد بن درهم وعبدالله بن المقفع وابن سينا وابن رشد وحديثا علي عبد الرازق وفرج فودة ومهدي عامل ونصر حامد أبو زيد وأخرون. البعض الآخر حاول الكتابة متجنبا ذكر إسمه الحقيقي ومكان إقامته، أما اليوم فالصورة انعكست تماما فالكتاب الذين ورد اليهم التهديد جميعهم يكتبون بأسمائهم الحقيقية وصورهم تملأ مواقع الإنترنت والصحف والمجلات وشاشات التلفزيون بينما من يهددهم هو الذي يختفي خلف أسماء منظمات وهمية مع ان الجميع يعلم أن كل هذه المنظمات هي من تفريخ حركة الإخوان المجرمون إلا انه قد جاء الوقت الذي بات القائمين على هذه المنظمة الإرهابية وتفريخاتها يحسبون حسابا لمصيرهم الذي لن يكون إلا في معتقل غوانتنامو حيث الكثير من رفاقهم قد سبقوهم اليه فيما لو صرحوا علانية بأنهم أصحاب البيان التهديدي ولكنهم أجبن من أن يفعلوها..

اليوم أصحاب الأقلام الحرة يعيشون فوق الأرض يرفعون رؤوسهم ويصدحون بأصواتهم على مرأى ومسمع الجميع بينما طيور الظلام ورجالاته يعيشون في كهوف تورا بورا وجبال أفغانستان وفي أقاصي الصعيد المصري والتلال الجزائرية.

كان إصدار بيان تكفيري بحق أي كاتب أو مفكر أو أديب مدعاة للفخر والبطولة في أعرافهم وفي عرف غالبية عناصر المجتمع الذي يهلل لهم ويتسابق الكثيرون لينالوا شرف التوقيع بأسمائهم تحت البيان، أما اليوم فقد انعكست الصورة تماما فأصبحوا يتلطون وراء أسماء لاوجود لها بينما أصحاب الأقلام الحرة يجاهرون بأسمائهم وبمواقفهم دونما وجل ولا خوف..

اليوم وبعد هذا التغير الحاسم في موازين القوى لصالح أصحاب الأقلام الحرة لا يسعنا إلا أن نقدم الشكر لمن يستحق الشكر من الكتاب الأحرار الذين حافظوا على مواقفهم رغم الأهوال والأخطار، ولابد أن نقدم الشكر أيضا لقادة وشعوب العالم الحر الذين كان لهم دور الإسناد الرئيسي في هذا التحول الجذري بما قدموه من مواقف داعمة وصلت حد تقديم أرواح أبنائهم وأموالهم في هذه المعركة..

فضيحة البيان التهديدي الأخير بحق أصحابه كبيرة جدا ورائحتها تزكم أنوفهم بعد أن عبر تقريبا كل الكتاب الذين وردت أسمائهم في البيان عن رباطة جأشهم وإزدرائهم بالبيان وكتبته أيا كانوا وإصرارهم على المضي في واجباتهم الإنسانية التي تحتمها عليهم ضمائرهم الحية، وهو ماسيأجج نارا في قلوب من كتب البيان تحرقهم ومن معهم ولا تذر منهم أحدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج