الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفوضية القول و الفصل و التفهيم الإلهي ..

حمزة بلحاج صالح

2018 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وجب على الأمة أن تتخلص من نزلة البالكون أو الشرفات و الأرضي من المتفرجين و القراء من علياء ...

من السماء باسم السماء...

لا يضيفون إلي نخب الأمة القديرة ذرة علم و لا يحصل أبدا أن تستفيد منهم ذرة منه و لو توهموا ذلك ظنا ...

لانتفاء أوجه التقارب و القدرة على إدراك ملح الكتابة و العلم و لطائفهما و أسرارهما و عمقهما و مراميهما...

و لانشدادهم شدا إلى التراث و مجلداته و متونه و مسائله يحسبون فيه كل الذخائر و الخلاصات و الأجوبة على أسئلة الراهن...

لعل الأمر لا يعني متعلما صامتا متواضعا يخرج من حالة الخنس تارة ليقول إني هنا ...

إني لا ألوم الشباب الذي يدخل إلى الجامعات و قبلها الثانويات تخربون عقولهم...

تأتونهم بصفة الأستاذ و المربي و الدكتور و الباحث ...

تأتونهم من حيث لا يعلمون تقومون بشحنهم و لحبهم للدين تراهم يلينون...

إنني أعني بنزلة البالكون و الأرضي أصحاب العنترية و جعجعات بلا طحين...

ما لكم و الإحكام في أصول الأحكام و المستصفى و إرشاد الفحول ....

اقلعوا عن المعاصي فو الله لو كان ابن رشد بيننا لحرم عليكم قراءة كتابه " مناهج الأدلة في عقائد الملة " ...

و حرم عليكم الغزالي كتابه" معيار العلم" و كتابه " المنقذ من الضلال" ...

و حرم عليكم ابن رشد أيضا كتابه" بداية المجتهد و نهاية المقتصد " ...

و حرم عليكم الجويني كتابه" الورقات "..

ماذا عساكم تجدون في " منح الجليل " و " الميارة " و " شروح خليل " و " بلغة السالك " و " أسهل المدارك "...

ماذا عساكم تجدون في " العواصم من القواصم " ابن عربي و هو الكتاب المبجل عند تيار " الجزأرة " في الجزائر و أيضا كتابهم المفضل للماوردي " أدب الدنيا و الدين" و و ايضا " الاحكام السلطانية "..

و ماذا ستستخرجون من " السيل الجرار" و من " بلوغ المرام"...

المقاصد لزمانها و أصول الفقه لزمانه و الفقه لزمانه و الكلام لزمانه و اللغة لزمانها..

أحيوا اللغة و علومها الحديثة و ادابها و تعليميتها بطرق حديثة يا موتى...

أحيوا فقها حديثا يجيب على أسئلة الراهن مبني على قاعدة أخلاقية و إنسانية بلغة حديثة يا جامدين...

أحيوا عرفانا و أخلاقا جديدة يا جفاة حفاة ...

أحيوا أصولا و مقاصدا للإنسانية فديننا خطاب لها لا لكم يا من إلتصقتم بالبطون الصفراء...

أحيوا إسلاما كونيا إنسانيا حضاريا يا غلاظا جفاة وعراة...

أحيو أنفسكم و الإنسانية يا موتى...

أعرف أنكم تعشقون تجريم غيركم كأن الله فوضكم فأنتم مؤمنون و غيركم مارقون إلا من رحم ربي ..

و أن نفوسكم مليئة بالغيظ و أنكم لا تخرجون من أفواهكم إلا سفها و قبحا و قدحا في الخلائق...

إنني لم أقل يا بعض الحمقى أرموا بكل هذا...

بل قلت كفى استدعاء للتراث البالي و للتراث الذي له سياقه و انتهى...

كفى نقلا لسجالات الأولين و تحقيقا لأقوالهم و خلافهم و مسائلهم فقد حققت و قرأت و هزمت و انتصرت و كبت و قامت كفاية...

استأنسوا بها لانشاء جديد و ابتكار رفيع قوي شديد رحيم قويم كوني إنساني أصله معلوم و غصنه أخضر و أغصانه مثمرة...

يا قوم أنتم تهرفون و تتقولون و تتوهمون أو بكم مس من الجن ...

اضبطوا ساعاتكم و عددوا بالجيبيس GPSمواقعكم فالراهن غير الامس...

ان الله محاسبكم لا محالة...

التراث كتب لسياقه و كتب بلغة زمانه و جداله و سجاله و برهانه و حجته كانت لإشكالات ذلك الزمان و المكان و أهله ....

أمركم غريب أو أنا الغريب...

ما ذا ستكتشفون...ماذا ستضيفون..ماذا ستحققون...ماذا ستبتكرون...

لديكم أزمة مكان و زمان...

أصلح الله حالكم و مالكم و سلطانكم و كشف عن أوهامكم..

لا تعودوا إلى الماضي إلا إستئناسا ...

و لا تدعوا ان بدونه لن تبتكروا ...

أنتم تعصون الله مرتين ...مرة بقتل الزمن و الله أقسم به " و العصر إن الإنسان لفي خسر" ...

أنتم في خسر و الثانية أنكم تسطرون و تدونون عبثا تزعمونه تحيينا أو تنقيحا أو تحقيقا...

و هذا عين الخبل...بل طيش و جنون...

يا ناس " اتكسر لكم المحراث في بطون صفراء"...

كلامي هذا مهرب من لغة بعض المتون الفقهية الركيكة المفخمة العبارة و المتعالية الإشارة ...

و التي كثيرا ما يرددها للأسف " متخصصون" و طلبة في علوم الشريعة خاصة و غيرهم ممن يظنون أن اللغة لا تتطور فيقتلوا ملكات العطاء و التوليد...

و لا أستثني وجود بعض الفلتات المتيقظة فمني إليها تحية شرف و تأييد...

فهم يقللزن من حدة يأسي و قنوطي و خوفي على التدين منهم و من تمترسهم حول ذواتهم ظنا أنهم إكليروس الدين و دار الفتوى العليا منتدبة القول و الفصل و التفهيم الإلهي....

حاشا الشرفاء النبلاء الأذكياء الأتقياء ...

حاشا المغرر بهم أو التائهين...

فلا حاشا و لا هم يح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran


.. 95-Ali-Imran




.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة