الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نصطاد ونخرج الدواعش !!

المستنير الحازمي

2018 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان مهمة اصطياد الدواعش ليست بالمهمة السهلة وليست كذلك بالمهمة الصعبة والمستحيلة ..فهي تحتاج الي قرارات جريئة وصادمة ولا تخطر على ذي بال ..
حتى نستطيع ان نميز الخبيث من الطيب والمقاتل والمتطرف والداعشي من غير الداعشي فلا يوجد من هو منا الا وهناك داعشي كامن في داخله ..
يزيد عند أناس ويقل عند آخرين .. فنحن مجتمعات داعشية بامتياز ..
والداعشية صفة متجذرة في هذه المجتمعات افراد وكيانات منذ أزمنة غابرة ..تحارب الجديد والمفيد وتكفر الأخر.. تفخم الذات و الأنا وتعيش حالة وهم وأنكار ..
وتتمرس حول فكرة الأمة والأستاذية والخيرية على كل الشعوب والأمم لا فكرة الوطن والعقل و الإنسانية ..
واليوم تشن التحالفات الدولية حربا ضروس على الدواعش في الشمال وفي الجنوب .. ففي الشمال حيث داعش السنية وفي الجنوب حيث داعش الشيعية وكذلك في سيناء وشمال أفريقيا وفي جنوب الصحراء ..
حروب تأمل في القضاء على داعش ولكن هيهات .. فسنوات الحرب تكاد تنقضي دون جدوى فداعش تتوالد ولا نهاية للحرب على داعش في الأمل القريب والمنظور
فداعش ليست تنظيم وليست جماعة أو حزب .. بل شيء أكبر هو أشبه بأن يكون هوية هذه المجتمعات وعقيدتها وأصولها وجذورها ..
ولم تصل هذه المجتمعات والمناطق لمرحلة الدعشنة من فراغ ..بل هي نتيجة مراحل كانت فيها الدعشنة حاضرة لكن بمسميات أخرى ..وتوجهات مختلفة لكن النتائج والأفعال كانت واحده
وماهي الا سنوات قادمات حتى نزيح الستار عن وجه آخر .. لداعش .. في مكان ما و زمن ما فلا جديد فما تحت شمسنا المسلمة إلا دواعش
وانه من الأفضل لنا أن نعترف بذلك ..لا أن نصر على الإنكار و أن نقول أننا لسنا امة المليار داعش وفاحش .. وحالش ومالش وخلافه من التسميات ..تعددت التسميات والوجهة واحدة
ما لذي تغير أو تحول حتى نقول غير ذلك ..
أزمة ما .. وستخرج لنا المعادن الأصلية لحقيقتنا .. وأننا لم نبعد عن الدائرة المحيطة بداعش قيد انملة وسيظهر يوم ما الوجه الحقيقي لكوامننا السحيقة
أزمة صغيرة كبيرة ..داخلية خارجية تندلع او توشك .. وسيكون لديك ملايين الدواعش الحاضرين لشهادة في سبيل الله والموت من أجل راية الإسلام
لم تتغير الكيفية والطريقة ..فقط تغير الأسلوب أو قل لم يعد لداعش جدوى لكن الزمن هو الزمن والطريقة هي الطريقة
فقط مجرد حنجرة ملتهبة وعواطف جياشه وخطب رنانة ..وتمويل واعلام حربي مقدس ونفوس تواقة وأزمة حقيقة ..حرب او احتلال خارجي او ما شابه وسيكون لديك ملايين الدواعش الجاهزين والمعدين لتفجير والقتال والتفخيخ والحرب والأحزمة الناسفة والدم والهدم فالإرهاب لا دين له لكن له جذور ومخالب وأنياب ووجوه وحناجر وأقلام
لقد كانت داعش تطل علينا يوما ما من رأس القاعدة ..فالسلفية الجهادية فطالبان فالجماعة المقاتلة فبوكو حرام فالفئة الضالة وغيرها من الجماعات التي تطل برأسها هنا وهناك التي وصل اخر نماذجها في داعش
لكن السؤال الاهم من اين لكل هذه الجماعات بهذا الوقود والمخزون الهائل من التطرف والدموية والجهادية .. مخزون استراتيجي لا يتوقف ولا ينقطع
والجواب بسيط ومعقد في نفس الوقت لأننا امام ظاهرة ملتبسة مع ما هو معلوم بالدين بالضرورة وبما هو دفاع عن الأرض والعرض والنفس والمال والمظلومية .. وبما هو سياسي وأيديولوجي وأصولي ورديكالي ..
إن داعش لم تهبط من الفضاء ..بل صنعت بأيدنا وعقولنا وفي منطقتنا .. لذلك أن مواجهتها يتحتم علينا استخدام اساليب عقول وأفكار مختلفة حتما ليست بالعقول التي أنتجتها .. وساهمت في صناعتها ,,
وأول تلك الاساليب هو أن نخلى الساحة لهم بكل ما تعنية هذه الكلمة من إخلاء لساحة لهم لفكرهم وأيدولوجياتهم لا نعتقلهم ولا نصادر فكرهم ونسجنهم ونحرق ونمنع كتبهم بل نعطي لهم كافة الحرية في التجمع والتجمهر وإقامة الندوات والتجمعات والخطابة والتأليف والنشر ..
وسوف ندهش حينا من كمية الدواعش والأعداد التي تظهر .. كما لو كنا في تورا بورا وقندهار وبيشاور .. في عاصمة من عواصم الظلام ..
أن أفضل طريقة لتعامل مع الدواعش هي الطريقة المتبعة في الدول الأوربية مع المتطرفين والمتشددين .. فهي تتصرف معها بالطريقة المثلي فليس من سبيل لتدميرهم إلا بهذه الطريقة نخلى الساحات لهم ونسلط عليهم الأضواء والأنوار ..حتى وإن أفضت لا سمح الله لقيامهم بالتفجير والأعمال الإرهابية لكن ذلك أفضل من كبتهم وقمعهم وجعل تلك الأفكار حبيسة الظلام تتمدد في صمت و في الخفاء .. فهناك أجيال قادمة ستعيش بعدنا ولا يمكن أن نرحل تلك الأفكار والمشكلات للأجيال القادمة فإذا كان هناك من شر فليقع في جيلنا نحن لا الأجيال القادمة .. فالأجيال القادمة ستحاصرها الكثير من المشكلات .. والتحديات ومشكلة التطرف أعظم المشكلات .ومحاربته هي أعظم الأولويات في هذه المنطقة من العالم التي تعج بالمشكلات والحروب الطائفية والمذهبية ..
فلماذا نؤجل الحرب والمواجهة ونحاول أن ندس رؤوسنا في الرمال فما من طريقة لمحاربة داعش إلا بفكر المواجهة .. إلا بأسلوب الكر والفر مرة نكسب ومرة يكسبون ..مواجهة أكثر الأفكار تطرفا بأكثر الأفكار تحررا مواجهه أكثر الأيدولوجيات ظلاما بأكثرها تنورا واستناره .. بأكثر الدعوات لتستر والتحجب والانغلاق بأكثر الدعوات لتفسخ والتحرر وحتى الفسوق والانحلال ..
إن إخلاء الساحة لهم سيوفر على المجتمعات والاجيال القادمة مهمة نبش الافكار والايدلوجيات الظلامية.. مهمة كشف الغطاء.. فليس هناك ما هو أفضل أن ندين فكرهم الظلامي والارهابي من أفواههم .. فهم سوف يكشفون فكرهم وعقيدتهم بانفسهم فتصير الاجيال على وعي به ووعي بخطورته وجحيمته ..
مع الأخذ بالاعتبار وضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها والتعدي عليها وعمل اجراس انذار كلما تحول هذا الفكر الي كرة نار ملتهبة وخطر على الامن والوطني ..
هذا هو الحل في نظري أما سجنهم واعتقالهم فهو يوصل رسالة خاطئة بأن هؤلاء على حق لذلك تم سجنهم ومصادرة أفكارهم وحريتهم
فداعش قضية وجودية داخلية فهناك جرح تاريخي غائر في نفوس أبناء هذه الأمة منذ القدم جرح لا يندمل .. وحلم مصادر
وأمل ضائع .. والكل لا يراهن إلا على القوة والدم والسلاح لا على الكلمة والفن والابداع والاختراع .. وهنا يكمن الفرق
بين من لا ينتج إلا داعش وبين من ينتج الفكر والابداع والوطن والانسان ..وهنا يمكن الفرق
وتمكن القوة ويحدث الفارق وتزدهر هذه المنطقة البائسة من العالم


كاتب من السعودية
ومؤسس موقع شهداء الحقوق والحريات في الإسلام
www.marsdcom.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج