الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار العربي الكردي ضرورة وطنية

خالد بهلوي

2006 / 4 / 12
القضية الكردية


ليس هنالك في الطبيعة قطب واحد ولا حضارة واحدة حيث تتالت الحضارات وتلاقحت عبرة الأزمنة
و تداخلت فيما بينها أثرت وتأثرت عبر التفاعل الاقتصادي والاجتماعي والحوار الحضاري والكثير من الحضارات اندثرت والبعض تطورت وازدهرت واستفادت من تجارب وخبرة الشعوب الأخرى وعكست هذا التطور على شعوبها ومجتمعها
فالحوار لم ينقطع ولكنها دائماً كانت محكومة بمصالح القوى أو القوميات الكبيرة المسيطرة الحاكمة
حتى الحوار بين الشعوب والأمم والدول الكبيرة والتي سميت أخيراً بدول الشمال الغني والجنوب الفقير
أما ضمن كل دولة وشعب فقد اختلفت الصورة كلياً حيث في كل دولة توجد عدة قوميات أو أقليات فالقومية الحاكمة تضطهد القوميات الأخرى الصغيرة لأن مصلحتها تتطلب ذلك
ومن هذه القوميات والأقليات التي تعيش في المنطقة العربية الأكراد حيث تم تقسيم الشعب الكردي إلى أربعة أقسام توزعت جغرافياً بين أربع دول تركيا العراق سوريا إيران وبدأ الأكراد في كل دولة رحلة النضال والحوار مع الأنظمة الحاكمة للحصول على حقوقها أو حتى الاعتراف بوجودها مع اختلاف أشكال النضال السياسي أو العسكري هنا أو هناك بقصد إيصال وتوضيح حقهم في العيش بمساواة وأمان مع القومية الأخرى الحاكمة إلا أن أصحاب القرار لم يعترفوا باحقيه هذه القومية بل حرموهم من حقوقه القومية المشروعة وابسطها تملك الجنسية أو العمل أو حتى حق الانتخاب و التصويت لاختيار أي كان ومع عامل الزمن سادت ثقافة الانا الخاطئه بين القوى العربية والإسلامية
رغم صدق الأكراد وإخلاصهم تاريخيا مع الأقوام والشعوب التي عاشت معهم وخير دليل على أمانتهم ما قدمه صلاح الدين الأيوبي الذي قدم للشعوب العربية الكثير مع هذا لم يفتح باب الحوار لأن مجرد الحوار مع هذه الأقلية يعني الاعتراف بوجودها وهذا الاعتراف سيؤدي إلى ضرورة إعطاءهم حقوق ثقافية واجتماعية وسياسية ومشاركتهم بمواقع القرار والمسؤولية وتصل إلى مرحلة تهديد مصالح بعض القوميين الشوفينين المهيمنين على مواقع القرار
لهذا يضطر الأكراد إلى إقامة حوارات وتحالفات مع قوى وطنية وقومية ودينية أخرى خارج السلطة لتصعيد أشكال النضال السلمي والضغط على الحكومات لأعطاهم حقوقهم مثل حقوق جميع الأقليات والشعوب التي تتمتع بلغتها وتمارس حقوقها كاملة من عادات وتقاليد ومدارس إلى جانب اللغة الرئيسية في بلدانهم وأولها الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير
لكن هذا الحوار مغلق ومن طرف واحد رغم كل الجهود لإيصال بعض المطالب أو الاجتماع بشكل مباشر مع القيادات السياسية فيضطر الأكراد إلى فتح حوارات مع المثقفين ومنظمات المجتمع المدني لوجود قواسم مشتركة فيما بينهما جميعاً مثلاً حقوق الإنسان الديمقراطية حق الرأي والرأي الأخر حق التمتع بالجنسية حسب المواثيق والقوانين الدولية التي تقول من حق كل إنسان أن يمتلك جنسية ويكون له لغة يعبر فيها وثقافة ليحافظ على هويته وتراثه وتاريخه
إن بقاء قضية الأكراد مفتوحة دون حل أو اعتراف تضعف الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية التي نحن بحاجة إليها لمواجهة المخططات والأطماع الاستعمارية والتداخلات الخارجية والقوى التي تتربص بهذه الدول
إن استمرار هذه السياسة ينتج عنها كوارث وتخلف وعدم استقرار تؤثر على الجميع دون استثناء بأشكال مختلفة
فإذا كانت دول الخليج عدد سكانها قليل ولديها دول وجيوش ونظام ولماذا يحرم الأكراد من هذا الحق الإنساني والمشروع وعددهم يقارب 45 مليون نسمة وللأسف أصبحت الاعتراف بحقوقهم مرتبطة بمصالح الدول والأنظمة وحسب الحاجة السياسية لهذه الدول
فأميركا مثلاً تدعم الأكراد في العراق لتقاطع مصالحها مع قضايا الشعب الكردي وتسمى تنظيمات الشعب الكردي في تركيا إرهابيين وتغض الطرف عن حقوق أكراد إيران وسوريا وهكذا !!!!
فرغم النظرة الدونية للأقليات التي تعيش تاريخيا إلى جانب شعوب المنطقة على هذه الأقليات استمرار النضال والتواصل مع الثقافات الأخرى وخا صة القياديين ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية الدولية بشكل ديموقراطي وسلمي ودون الاستقواء بالخارج أي كانت الحجج والذرائع حتى إعلاء كلمة الحق وتحقيق العدالة والمساواة بين أفراد الشعب بغض النظر عن انتمائهم القومي أو الديني أو المذهبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تحذر من ارتفاع مستويات الجوع في ظل استمرار إغلاق مع


.. مع استمرار الحرب في غزة.. إسرائيليون يتظاهرون ضد الحكومة في




.. اليونيسف: 9 من كل 10 أطفال في غزة يعانون فقراً غذائياً حاداً


.. إسرائيليون يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو بعد مقتل 8 جنود في رفح




.. عشرات الهندوس يتظاهرون لطرد امرا?ة مسلمة من حيهم في الهند