الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزهة البستان في فضيحة الفستان

عمر عزيز النجار
(Omar Aziz Elnaggar)

2018 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما قررت أن أبتعد عن الكتابة و أتنحي جانبا و أغض الطرف عن كل ما يدور حولي في هذا العالم البائس ، و أن أقضي ما تبقى من أيامي في هدوء إلى أن أرقد في سلام ، كل ما قررت ذلك ،شيء ما يحدث يؤرق مضجعي ويهزني من أعماقي ويدفعني إلى الكتابه دفعا حثيثاً ، تكلمت قبل ذلك عن وفاة الراقصه التي تسمى غزل وكيف أنه بعد وفاتها هاجمها أولئك الناس الذين انحطت أخلاقهم فلم يراعوا مشاعر اهلها ، ولا حرمة غيابها ، بل نهشوا في عرضها كما تنهش الذئاب الجائعه في صغار الحملان ، ووصفوها بأبشع الاوصاف ، وقذفوها بأشنع الألفاظ، وهم وهم الذين كانوا يتابعونها ويتمتعون برقصها ويتمنون لو نظرت إلى واحد منهم ولو نظره عابره ، لكن ماذا عساي أن اقول ؟؟؟!! ، إنهم العرب هؤلاء البشر المكبوتين المتناقضين منفصمي الشخصيه الذين يدعون الفضيله وهم عنها أبعد ما يكونون ، الذين يمارسون في السر اكثر الاشياء التي يهاجمونها في العلن ، يرفعون شعارات زائفه ، تدني مستوى اخلاقهم و انحط تفكيرهم الى نصفهم السفلي وتركبت عقولهم بين أرجلهم وضاع مفهوم الاخلاق والشرف لديهم فأصبح مجرد شعارات جوفاء لا تمت للواقع بصله ، و ما أشبه الليله بالبارحه ،،،،،
منذ ايام أطلت علينا امراه اسمها رانيا يوسف في مهرجان سينمائي بفستان وصفه البعض بأنه جريء - مع تحفظي الشديد طبعا على هذه الكلمه- فأنا لا أعرف أصلا ما معنى أن يكون الفستان جريئا ، هذه المصطلحات التي لا تراها الا في مجتمعاتنا المريضه ، الملابس الجريئه ، الملابس الساخنه ، إلى اخر هذه التفاهات ، المهم أطلت علينا بهذا الزي و كالعاده طبعا أنا لم أعرف هذا الأمر إلا عن عن طريق الصدفه البحته ، وكأنني أعيش في عالم اخر ، لم اسمع عنه إلا من خلال العمل او أثناء ركوب المواصلات ، وغير ذلك ، فأنا أعيش هذه الفتره بمنأى عن كل شيء تقريبا ، المهم انهالت عليها الشتائم والسباب والدعاوي والاتهام لها بأنها تحرض على الفسق والفجور والفاحشه إلي غير ذلك ، هؤلاء الذين هم بعيدون جدا عن الأخلاق والفضيله هم الذين هاجموها ، لأنه في اعتقادي الشخصي أن القذر يبحث دائما عن من هو اقذر منه ، حتى يرى جماله فيه ، او ليستر فيه قبحه ، بالضبط كما هاجموا علياء المهدي منذ سنوات لا لشيء الا لنشر صورها عاريه على صفحات الانترنت ؛ كنوع من التنمر أو التمرد على هذا المجتمع الذكوري العنصري الغاشم ، وأنا أراهن وأكاد أجزم أن كل من دخل وهاجمها إنما دخل من أجل ان يرى صورها ، كما يقولون (اغتنم الفرصه قبل الحذف)
سيداتي سادتي ،،،،،،،،
مجتمعاتنا مريضه تعاني من النفاق و العنصريه والتناقض يأخذون الأشياء بظاهرها دون الاعتبار إلى حقيقتها وجوهرها ،،،
لا يهم ان تكون الدول العربيه من أكثر الدول التي تبحث في محرك البحث الشهير جوجل عن الفضائح والاباحيه ، لا يهم ذلك ، المهم هو أن يرفع الأذان بصوت عال في مكبرات الصوت الخارجيه ، ونزعج المرضي و النائمين وذوي الحاجه ، لا يهم أن يصل التحرش الجنسي في مجتمعاتنا إلى نسب تكاد تكون مرعبه ومخيفه الى حد قد يصل إلى أن يقوم كل ولي امر بتكليف حارس شخصي لابنته ، لا يهم ذلك ، المهم هو أن ترتدي المرأه تلك الخرقة و قطعة القماش التي يضعونها على رأسهم فتلك القماشه هي رمز الشرف والعفه والطهاره ، لا يهم أن تكون الرشوه في مصالحنا ومؤسساتنا تجري فينا كمجري الدم في العروق ، لا يهم ذلك ، المهم هو أن نغلق شوارع بأكملها و نعطل مصالح الناس لا لشيء إلا لأجل أداء صلواتنا الكاذبة ، لا يهم الغش التجاري ولا الفساد السياسي و لا الانحلال الاجتماعي ، المهم هو أن يأخذ الذكر ضعف حظ الأنثي في الميراث ، وأن يتزوج الرجل أربعة نساء ، تركنا جوهر الاشياء و اخذنا بظاهرها ،
رانيا يوسف لم تفعل أي شيء مثير للفاحشه والفجور بل عيونكم و نفوسكم هي المريضه و التي لا تحكم على الأشياء إلا من خلال هذا المنظار السفلي القذر
أنا شخصيا لا أرى أي وجه ربط بين الشرف والأخلاق والفضيلة من جهه والملابس من جهه اخرى ، ارجعوا إلي حقبة الخمسينيات والستينيات ، وانظروا ماذا كانت ترتدي النساء ، شاهدوا حفلات السيدة ام كلثوم ؛ لتعرفوا معني الأدب والرقي والاحترام ،،،
الصدق يا ساده ، الصدق هو الذي ينقصنا ، وقفه مع النفس ، ومواجهة مع الذات ، فإن أول طريق العلاج هو الاعتراف بالمرض ، وأود ان اختم حديثي بسؤال لربما تعكس إجابته طربقة تفكيرنا ، ومقياس أخلاقنا ، ، ، ، ،

من الأفضل ،،،
العاهرة ، أم الموظف المرتشي ؟؟؟؟؟
تحياتي لكم كثيرا
عمر النجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحجاب السينمائي أشد سخونة وفتنة من فستان رانيا
ليندا كبرييل ( 2018 / 12 / 8 - 08:55 )
الأستاذ عمر عزيز النجار المحترم

حجاب مشنشل بألوان جذابة ودعوة صريحة للرجل ليبحلق بوجه المرأة، فهل فستان السيدة رانيا يوسف دعوة إلى الفجور، وحجاب الست المسلمة دعوة إلى التقوى؟

على الأقل رانيا ليست محجبة ولم تتجرأ على أمر لله
في حين أن المسلمة المؤمنة بالطول والعرض والعمق كسرت أمرا قدسيا يلزمها بالاحتشام، وعدم إبداء زينتها إلا لبعلها، فراحت تتفنن بالمغريات وما يزيدها فتنة وشداً لنظر الرجل

كاسيات لكنهن عاريات !!

لا يتوقف المسلم أمام تجاوزات أبناء دينه
إنه مجتمعنا العربي المريض بازدواج الشخصية

يا سيد عمر
من يقرأ هذه العبارة في السطر الثاني من مقالك
- أقضي ما تبقى من أيامي في هدوء إلى أن أرقد في سلام-
يظن أنك تجاوزتَ التسعين من العمر
طوّل بالك يا ابني، أنت الآن قد استلمت الراية ممنْ سبقوك وعلى وشك التقاعد
لا تبتعد عن الكتابة ولا تتنحَّ
نحن بانتظار أفكارك الشبابية البراقة
ودمت بخير وسلام

احترامي


اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah