الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأئمة من قريش ..!!

هادي فريد التكريتي

2006 / 4 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السيد ابراهيم الجعفري ، رئيس الوزراء العراقي ، منذ عام وهو يقود الحكومة العراقية ، المؤتلفة بين القائمة الكوردستانية وقائمة الائتلاف الشيعي ، ورغم أن حكومته لم تكن قادرة على ترسيخ الأمن والإستقرار في البلد ، نتيجة لتشكيل الحكومة ، وفق مبدأ المحاصصة وتقاسم السلطة ، من الأحزاب والقوى المؤتلفة بين القائمتين من جهة ، ومن جهة أخرى دفع كل حزب بممثليه إلى الحكومة دون أن يكون هناك حق الاعتراض للجمعية الوطنية أو لرئيس الوزراء على هذا الوزير أو ذاك ، إلا أن التفاهم والاتفاق بين القائمتين ، الكوردية و الشيعية ، قد انصب على إطلاق يد كل قائمة بالمنطقة التي تحكمها دون رقيب أو محاسبة ، ولم يكن هناك أي دور للجمعية الوطنية في محاسبة الحكومة ، على ما كان ، ولا زال يحدث من جرائم وانتهاكات في عموم العراق ، ولست هنا في معرض الخوض في هذا المجال ، وإنما أردت التعقيب على بعض ما ورد في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم 11 نيسان ، السيد رئيس الوزراء على خلفية ترشحه لمنصب رئيس الوزراء ، والمعارضة الرافضة لهذا التوجه ، من بعض قوى ائتلافه ، ومن القوى السياسية الأخرى ، حيث قد أعلن أنه يتمسك بحق " قانوني وشرعي ، والدعوة لتنازله لا تكون على حساب الديموقراطية ، وإن الاختيار ـ لرئاسة الوزارة ـ ليس اختياره وإنما اختيار الشعب العراقي " وعلى الرغم من أن ترشيح السيد الجعفري لم يكن عن طريق ممثلي الشعب في البرلمان ، وإنما عن طريق البعض من ائتلافه ، إلا أن المنطق والفهم الإسلامي هو ما يتحلى به السيد الجعفري ، والغالب في دلالات وإشارات حديثه في هذا المؤتمر الصحفي الذي عقده ، على طريقة " وما رميت إذ رميت ولكن الله قد رمى " فوفق هذا المنطق تحولت إرادة بعض قوى الائتلاف الشيعي إلى إرادة الشعب بكامله ، كما هي إرادة الجعفري إرادة الشعب كذلك ، وهذا منطلق خطر ، يصدر من شخصية في الحكم يؤشر إلى مسار فاشية إسلامية جديدة قادمة . كما حاول السيد الجعفري ، أن يكشف ويمرر في مؤتمره الصحفي هذا معلومة ـ ذات دلالة إسلامية ـ غير معلنة أو معروفة عنه ، سبق له ، كما يقول ، أن قالها للسيد جلال الطلباني ، رئيس الجمهورية ، " من أنه لا يستحق هذا المنصب " ، ليس من منطلق الكفاءة أو المقدرة وإنما من منطلق أحقية السنة به ، وبالرغم من أن هذا الرأي يجسد مبدأ المحاصصة المناهض للمبادئ الديموقراطية ، إلا أنه ينسجم تمام الإنسجام مع منطق وفكر الجعفري المؤمن بالمبدأ الإسلامي المستند على الحديث النبوي القائل " الأئمة من قريش " وبما أن قريش ، لها شرف السيادة على كل ما خلق الله من أقوام ، فالغرض من تسريب هذه المعلومة في مثل هذا الوقت ، ليس لإقرار حق للسنة ، بقدر ما هي إشارة إلى أن السيد جلال الطلباني هو ليس من هذه السلالة التي اختارها الله ، المكتوب لها أن تسود وتقود الآخرين ، فهو إذن لا يستحقها من منطلقات ومبادئ إسلامية يسعى الجعفري التأسيس لها ، ولست أدري إن كان السيد الجعفري من السلالة القرشية ـ العلوية أم لا ، فما يطمح له هو أن يحقق هذا المبدأ الذي يعتقده ويؤمن به ، المناقض لدعواه المعلنة ، بتمسكه بالنهج والمبدأ الديموقراطي ، ومن هنا يتضح للعراقيين النهج الخطر الذي يحاول انتهاجه السيد الجعفري ، بتمسكه بمنصب رئاسة الوزارة ، على الرغم من معارضة أكثرية الكتل البرلمانية لعودته لهذا المنصب ، على خلاف قوله " إن الإختيار ليس اختياره وإنما اختيار الشعب العراقي " فوراء هذا الإصرار ما وراءه من مخاطر يحاول السيد الجعفري أن يرسي الحكم على قاعدة " الأئمة من قريش " ، وآنذاك ََمْن ِِمن الساسة يستطيع أن يثبت نسبا متصلا بقريش ؟ يومئذ سترتفع بورصة سوق مريدي ، في مدينة "الصدر " و الكل سيتوجه إلى هناك !.

11 نيسان 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه