الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افكار للتشويش الجزء السابع عشر(ايضا في الضريبة الوجودية وتخفيف وطأتها)

وسام غملوش

2018 / 12 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


..وايضا في الضريبة الوجودية، وكما ذكرت وبشكل عام ما يخص حياة الانسان، فهي عبارة عن مرحلتين، مرحلة ايجابية ومرحلة سلبية، وهناك ايضا حالات تكون حياتها عبارة عن مراحل ايجابية ومراحل سلبية بشكل متكرر، اي اكثر من مرة، ولكن المبدأ ذاته، بالاضافة الى نوع الضريبة على الثابت والمتحرك كما ذكرت في المقالات السابقة.
وهذا يختص بقانون العدل الوجودي، فمهما كان العدل مختلف من حيث العطاء في الحياة، يبقى العدل ضمن المراحل قائم، فالسعادة تبقى سعادة بغض النظر عن مقوماتها وهي الغاية الاسمى والاهم في الحياة.
ولكن تختلف نوعية الضريبة مع نوعية السعادة من حيث ظاهرها ان كانت عالية الترفيه او عادية الترفيه، ولكن الاحساس حين تكون سعيدا يكون في نفس النشوة، كلحظة النشوة الجنسية التي يتساوى فيها الجميع مهما كانت توعية الفرد الذي تمارس معه من ناحية الجمال.
ولكن في تفصيل اكثر دقة لتجنب السلبية المريرة وتخفيف وطاتها، هناك قانون الا وهو:
فحينما نكون في المرحلة الايجابية يقدم لنا القدر كل شيئ، وطبعا اعني بكل شيء اي ما يتناسب مع وضعنا في المرحلة الايجابية وما يناسبنا حسب تجسدنا.
ففي المرحلة الايجابية تكون المحظورات قابلة للتحقيق، وهنا هو الفخ القدري الذي يجعلك تعاني في المرحلة السلبية بشكل مرير.
فحين نكون في المرحلة الايجابية سيوضع في طريقنا كثير من الممنوعات او الاغراءات الغير اخلاقية، ان كانت جنسية او مادية ،وغيرها من فتح طرق ملتوية للوصول الى غاية ما.
والقدر سيمنحنا الحصول عليها ليس فقط لاننا في فترة ايجابية. بل ربما هو فخ للاقتصاص منا بطريقة مثبتة الحجة حين نصبح في الفترة السلبية، ولان هذا الوجود يعمل على المأساة اكثر من السعادة بشكل عام، وهو لا ينظر للفرد، وانما على المجموع بشكل شمولي، فالماساة هي من تفعّل حركة التطور، لذلك الافضلية للماساة.
لذلك قانون المأساة هو قانون انتاجي تطوري محبذ وجوديا، فمهما كانت الحروب قاسية لكنها تساغد على التطور البشري ،ورغم بشاعة الراسمالية لكنها حفذت الفرد على الانتاج بشكل سريع، ورغم يشاعة الاستعباد في فترة ما لكنه جعل من جشع المستغل جشع انتاجي ساعد في التحضر والتطور بشكل ما.
المهم.. عدم انجرارنا وراء الاغراءات وتمسكنا بما اُتيح لنا بطرق شريفة، يدعم ايجابيتنا حين وصولنا الى المرحلة السلبية ،ويجعل حياتنا هادئة عادية لا معاكسات مؤذية، وعلينا حينها ايضا ان نكون قنوعين بالهدوء لانه لن يساعدنا في انجازات كبيرة، وانما فقط حياة هادئة، وكانه مكافأة من القدر على الاقتناع او الانضباط ،فهذا ما يتمثل به الوجود من عدل وخير، ولانه الاساس لكل شيء تكون ردة فعله دائما افضل، كأي ردة فعل ابوية اتجاه طفله بعد حالة الاقتناع والانضباط.
وايضا حين نكون في المرحلة السلبية ستكون كل المحظورات متاحة ولن يمنعنا القدر عنها، بل سيضعها ايضا في طريقنا كاعراء يحاسبنا عليه حين نكون بالفترة الايجابية، ويكون الحساب هو عبارة عن فترة ايجابية مليئة بالاغراءات وسيحاسبنا على كل اغراء في وقته بعد الاستفادة منه، وستكون المرحلة فقط ايجابية من ناحية كونها ايجابية، لكنها لن تمنحنا الرضى الذي تصبوا اليه رغم اننا ستكون في راحة وغير محتاجين.
ولكن ان كنا في الفترة السلبية وامتنعنا عن الاغراءات وجاهدنا فقط لتخطي المرحلة بطرق شريفة، حينها سيمنحنا القدر حين وصولنا الى الفترة الايجابية رضى غن الذات مع ما تتطلبه المرجلة، ولن يضع في طريقنا اي من الاغراءات، وتكون مرحلة ايجابية خالية من النِزاعات النفسية والارباك والقلق الغير مبرر.
فالعدل الوجودي هو مفروض وجوديا، لكن ربما الوجود لا يحبذه، لذا جعله معقد وصعب ادراكه لتبقى الحطيئة هي الشعلة التي تضيء الوجود، وهي المحببة وجوديا حيث تساعد على استمرار التهيكل على كافة الاصعدة، وتمنح الاكوان تجدد دائم.
فلهذا الوجود قانون، وليس هناك راعٍ يتابع بطريقة مباشرة ما يجري، لذا عليك ان تلتزم بالقانون، فطلب المغفرة والصفح لن يساعدك في شيئ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط