الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد بعض من المسائل الإسلامية في آيات القرآن

عدنان يوسف رجيب

2018 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثير ما يحصل، بين الناس جميعا، نقاش علمي للمواضيع الملموسة في الحياة، تلك التي تدخل في مهمات وحاجات البشر اليومية. وجديرأن نقول، إن مثل هذه النقاشات هي ضرورية وحاجة إنسانية هامة ملحة لتوجهات الإنسان في الحياة دائما. وهي كذلك لتمحيص إمكانيات الأسلاميين العلمية والعملية في الحياة، ومدى إمكانياتهم في إدارة مقاليد الدولة !!

فلقد حصل نقاش، في معرض التوضيح للحالة التي كانت عليها السيدة مريم حينما وضعت السيد المسيح. وكان النقاش يدور حول الآية القرآنية التي تبين إن الله قال لمريم، (بما معناه): وهزي جذع النخلة يتساقط عليك رطبا شهيا....
النقاش جرى بيننا، (نحن مجموعة تشمل متدينيين و متنورين عقليا )، عن مدى صحة تواجد الرطب ناضجا جاهزا للأكل على النخلة في فصل الشتاء، (والذي يكون فيه الجو باردا) عند فترة ميلاد السيد المسيح، حيث حصل هذا الميلاد في نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر)، وفيما إذا كان معقولا، ومنطقيا، أن تحصل السيدة مريم، بالتالي، على التمر ليغذيها، ومن ثم تشبع به، وهي في فترة نفاسها بـ النبي عيسى.

إذا كنا نؤمن بالمعجزات والإدهاش في عالم الروحانيات، (بدل المنطق و الماديات الملموسة)، فإن وجود ونضوج الرطب الشهي في الشتاء البارد ليس غريبا في هكذا عالم من المعاجز الروحانية (الربوبية). أما إذا كنا نفكر بواقعية وملموسية وبالمنطق العلمي، فإن هكذا معجزات تعتبر خرافات وخزعبلات غير صحيحة، غير علمية، لا تثبت أمام الحقيقة والمثل الملموس. لذا فهكذا معاجز يمكن أن تدهش البسطاء من الناس الذين يصدقونها. إن مثل هؤلاء الناس البسطاء يمكن، كذلك، أن يصدقوا ويؤمنوا بأن حبل النبي موسى قد تحول الى أفعى تسعى، (حسب الآية القرآنية في قصة مقابلة النبي موسى مع فرعون)، وأن الصخرة ولدت ناقة، (في الآية القرآنية عن النبي إبراهيم)، وإن الملائكة حاربت جنبا الى جنب مع المسلمين في قتالهم ضد المشركين، (كما رأى ذلك – رؤيا العين - بعض الصحابة في معركة أحد ؟!!)، وغيرها ..... وغيرها من التقولات غير الواقعية، التي يراد منها الإدهاش فقط بدون واقع عملي علمي يثبتها.
إن مثل هكذا تقولات وإدهاشات، صبيانية، تدعو للسخرية وتؤدي الى خدر فكري كامل عند العامة من الناس والى تخلف كبير في وعيهم، من خلال الإيمان بالخرافات والغرائب غير الصحيحة التي تمسخ إنسانية الإنسان وتدعو لتركيز التخلف الفكري وتراجع الإنسان لمنزلته الإنسانية، بدل العمل على تقدمه الفكري وتطوره وإبداعه في الحياة، وتوجهه لبلوغ النضج الحضاري الأعلى دائما.

لنتسائل بجد وعقلانية: إذا كان الأمر يتعلق بالمعجزات والإدهاش فيما يزعمون، فهل إن مسألة إطعام إنسان (السيدة مريم هنا مثلا) يتطلب معجزة للقيام بها ؟! المعجزة يجب أن تأتي، مثلا، في أن يتم تخليص مئات البشر من دمار محقق، في غرق أو حريق أو هجوم جيش مجرم عليهم، او مثلا حينما تنمو فجأة نباتات غذائية في منطقة قحط لتغذي آلاف العوائل، أو ... أو ... ومع ذلك لنتخطى هكذا منطق عن المعاجز ونقبل بمسألة إطعام إنسان واحد، فتقول:
ألم يكن يجدر بـ الله، إذن، أن يرسل، مثلا، سفرة طعام، فيها لحما مطبوخا شهيا مع رزا مع حليبا فائرا وعسلا نقيا للسيدة مريم النفساء، (وهي تلد طفلها المعجزة – عيسى !)، بدلا من أن يعلمها الله كيف تحصل على رطبا شهيا، بل ويأمرها أن تهز جذع النخلة، اولا، وهي المرأة الضعيفة في نفاسها!!. فـ اللحم الشهي والحليب والعسل، هنا، هو الأجدى لمريم في جوعها ونفاسها بدل التمر [رغم فؤائده]. ثم، إذا نحن ولجنا عالم المعجزات والغيبيات، فهنا، يستطيع الله ، أيضا، أن يرسل لها التمر مستخرجا من الحنظل، مثلا !.... وبذا لا تكون السيدة العذراء بحاجة لجذع النخلة أو للنخلة نفسها، لتهزها (؟!).

كثيرا ما يضع الدين والمتدينون أنفسهم، لسذاجتهم، في تناقضات وأوهام غريبة في تدنيها وتخلفها الفكري ..... ويضطرون أزاء ذلك للدفاع عما جنته تصرفاتهم من أوهام....فـ دفاعهم يتجلى بصور عديدة كلها غريبة عن طبيعة الوعي والعقل... مثلا يقومون بتخويف الآخرين وترهيبهم إن إعترضوا أو فضحوا الأخطاء، أو بتعليلات تثير السخرية، احيانا، لسذاجتهاا.

ثمة أمثلة على رداءة الوعي في أيات القرآن ورداءة الدفاع عنها من قبل المسلمين، حتى المتعلمين منهم. يذكر القرأن، مثلا، في الآيات التي تذكر الوعي وكأنه في القلب، حيث يظهر القرآن القلب وكأنه الأصل للتفقه والتفكير به (ولم يذكر القرآن العقل في مقام القلب !): أليست لكم قلوبا تفقهون بها ....إن ذلك حصل بسبب تخلف في الوعي في أزمان قبل مجيئ النبي محمد، وأثناؤه وبعده. آنذاك كان البدو، في الجزيرة العربية، يعتقدون بأن القلب هو مصدر العاطفة والتفكير، وذلك من حالة ملموسة واضحة لديهم، (هكذا يتصورون !) وتلك الحالات هي التي تتبين من الإحساس بحصول خفقان، أو إضطراب، للقلب في أوضاع مثل الخوف والخجل والحب والإندهاش. فـ كل من هذه الأوضاع تجد إنعكاسها، (وملموسيتها)، في إضطراب، أوخفقان، القلب المحسوس لديهم. عليه أصبح القلب بالنسبة لهم هو القائد والموجه ومركز التفكير والوعي والعاطفة والإلهام في الجسم. يقول القرآن، [بالإضافة الى تلك الآية الواضحة المعنى: أليست لهم قلوبا يفقهون بها....] آيات منها، .....يا أولي الألباب، (القلوب)، .....وقفلت قلوبهم... وقلوبهم من حجر.... وغيرها كثير، وكلها تفيد في سلطة القلب على الجسم (؟؟!!). لكن الإسلاميون، حينما تعرضوا للإستهزاء في إن قرآنهم يعطي الأهمية القصوى للقلب، وليس للدماغ، الذي هو الأصل في كل نشاطات وأعمال وتفكير الإنسان، عمد، هنا، الأسلاميون الى القول، إن المقصود بالقلب، واللب، في القرآن هو العقل والدماغ (!؟).

بل إن، هنا، ينبري بعض الإسلاميون، وليس فقط رجال الدين، الى الدفاع عن معاني هذه الآيات ليثبتوا إن القلب (وليس الدماغ) هو مصدر التفقه والتفكير والسيطرة على الجسم وإدارة شؤونه، (ليثبتوا إن القرآن صحيح في كل ما يقول ؟!) . وفي ذلك الدفاع (غير المنطقي وغير العلمي)، يذهب الإسلاميون في دفاعهم ذلك للقول، أن في القلب كل ما يستوجب للنشاط الفكري والوعي الإنساني؟! الأكثر غرابة من ذلك، إن هناك متعلمين ودارسين إسلاميين، بل متخصصون كالأطباء والبيولوجيون والكيميائيون، مثلا، لكنهم يدافعون عن مثل هذه الآيات القرآنية، ليؤكدوا إنها صحيحة ؟؟!!......إنهم يحاولون أن يثبتوا، (بالعلم !)، إن القلب يفكر، كونه يحتوي على عدد كبير من الخلايا العصبية وإرتباطات للجملة العصبية وغيرها...... وعليه فالقلب، بالتالي، يمكنه أن يقوم بأدوار ونشاطات التفكير والوعي، وبالإلهام والعاطفة، وغيرها من العمليات التي تسيطر على وعي الجسم ونشاطاته، (وينسون إن تلك النشاطات هي في الحقيقة يقوم بها الدماغ لوحده).

قسم من هولاء المتعلمين الإسلاميين، قام بحساب عدد الخلايا العصبية في القلب وترتيبها ونشاطات عملها، وكذلك مشابهات ذلك مع خلايا الدماغ ... الخ فقط ليثبت إن ما جاء في القرآن هو صحيح (؟!). لكن مثل هؤلاء دارسوا الطب والبيولوجيا الإسلاميون نسيوا، أو تناسوا، (علمهم الذي درسوه)، في إن كثرة تواجد عدد الخلايا العصبية، والجملة العصبية في منطقة ما، لا يعني ذلك دائما القدرة على التفكير. كما إن مثل هذه الخلايا العصبية وكثرتها لا توجد فقط في القلب، إنما ، كذلك، في الرئتين والكبد والكلية والمعدة وغيرها من الأعضاء. أيعني ذلك، إذن، إن هذه الأعضاء كلها تفكر وهي مصدر للوعي والإلهام مثل القلب ؟! المتعلمون الإسلاميون، هؤلاء، لا يذكرون شيئا عن ذلك لا من قريب ولا من بعيد، لسبب بسيط وهو كون القرآن لم يتعرض لهذه الأعضاء مثلما ذكر عن القلب.

هذا المثل يشابه في تخلفه وعدم علميته، التحليل الذي يعطيه القرآن عن حالة الجنين في بطن أمه، وفي إن هذا الجنين ليس فيه روح لفترة أربعين (أو حتى ثمانين) يوما، لحين أن ينفخ الله فيه الروح،[؟!] ، ليغدو الجنين حيا فيه روح– أي إنه قبل النفخ لم يكن الجنين حيا ؟!. وعند نمو جسم الجنين، يتكون الجهاز العظمي أولا، وفيما بعد يقول القرآن: (ثم كسونا العظام لحما) (؟!). وقسم من الإطباء الإسلاميين، (على غير حقيقة ما يدرسون)، يريدون الإيمان بما جاء في القرآن في نفخ الروح (نفخ حقيقي !!) وإكساء العظام لحما، وليس كما هي الحقيقة الملموسة، وكما جاء في العلم الذي درسوه والتجارب الملموسة، وهي كلها بين أيديهم.
والحقيقة والواقع يقولان، ان الجنين هو جسم حي منذ بداية تلقيح الحيمن للبويضة، ودليل ذلك الإنقسام الخلوي المتتالي، والذي يفضي الى التخصص الى أجهزة ثم الى أعضاء ثم الى أنسجة ....الخ.
بل الأوضح من ذلك هو إن الحيمن، حتى قبل أن يصل الى البويضة، يتحرك، كجسم حي، متجها الى البويضة، ويحصل على غذائه أثناء ذلك من السائل المنوي. فهذا الحيمن هو كائن حي كامل الحياة، حتى قبل خروجه من عضو الرجل الذكري، بدليل موت الحيمن حين لا يحصل على الغذاء الكامل، او يموت إذا لم يقم بعملية التلقيح للبويضة. وهذه الحقائق العلمية يتوجب أن يكون الأطباء والبيولوجيون الأسلاميون، والكيميائيون كذلك، قد درسوها، وتعلموها، ونجحوا فيها (إلا إذا نجحوا بالغش ؟!). فكيف يتم إيمانهم بمعلومات ليست صحيحة، بل و ساذجة لا تثبت أمام الحقيقة الملموسة.
ثم على الدارسين الإسلاميين أن يعلموا، عن حقيقة و واقع، إن أجهزة الكائن، [الإنسان والحيوان والنبات]، وأجزاءه الأخرى تنمو وتتطور في التكوين بشكل متسق متواز وليست جهازا يكمل ثم يبدا الجهاز الأخر في النشوء ؟!. وبالنسبة للإنسان، مثلا، في الوقت الذي يبدأ جهاز الهضمي في التكوين، يكون كذلك الجهاز التنفسي قد بدأ بالتكوين أيضا، وفي نفس الوقت تكون بدايات العظام (كغضاريف) قد بدأت بالتكوين، والبدايات للأجهزة الأخرى، وهكذا.... أي هنا لا تنتظر العضلات الجهاز العظمي ليتكون، ثم تبدأ هذه العضلات بالتكوين ؟! كلا... فتحصل بدايات تكوين العضلات وبدايات تكوين (الغضاريف قبل العظام) تقريبا في نفس الوقت أو وقت متقارب..... فقبل إنتهاء تكوين الجهاز العظمي تكون العضلات، كذلك، تقترب من أنتهاء تكوينها (كما الحال بالنسبة للأجهزة والأعضاء الأخرى في الجسم، تسير في التكوين بشكل متواز مع تكوين العظام والعضلات)..... هنا ما معنى: وكسونا العظام لحما ؟! والتي معناها أن العضلات (اللحم)، تتكون بعد انتهاء تكوين الجهاز العظمي، فـ العضلات تكسو العظام المتكونة قبلها ؟!

إن هؤلاء الإسلاميون، والمتعلمون منهم خصوصا، هم فقط مذعنون، (ذليلون) يسحبهم الدين أينما يشاء ولا يكون لتعلمهم ودراستهم أي أثر على وعيهم. هذه حالة مزرية جدا، تساهم بشكل كبير في تركيز التخلف والأوهام والضعف الفكري العام للمجتمع. فهل يمكن أن نثق بهكذا أطباء و بيولوجيون وكيميائيون، إسلاميون ؟! مالم يثبتوا علميتهم وإعترافهم بالواقع الموضوعي، فمن الصعب الأعتماد عليهم في تطور الحياة، وتسليمهم مقاليد المجتمع، إلا إذا إبتعدوا عن خرافات الدين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ٢-;-٥-;- ديسمبر
د. ليث نعمان ( 2018 / 12 / 22 - 01:49 )
ليس تاريخ ميلاد السيد المسيح الحقيقي فهذا التاريخ اختاره الامبراطور قسطنطين عام 336 بعد الميلاد و كان هذا الامبراطور من عباد الشمس قبل اعتناقه المسيحي و يصادف هذا اليوم اول يوم يزداد فيه طول النهار. اكثر البحوث المسيحية تضع التاريخ في آب/اغسطس او ايلول /سبتمبر

اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ