الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله يتجلى في انسانيتكم

صليبا جبرا طويل

2018 / 12 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الايمان بالله، أو عدمه بعيدا عن تطبيق المحبة
والسلام، ظلالة تبعث السأم بالحياة لتشويه معنى
الانسانية، يجنح فيها الانسان دون وعى ومسؤولية
لاقتراف أبشع الجرائم نحو اخوته في الاسرة
البشرية.


تعدد الكتب المقدسة لا يعني تعدد الالهة ،لكن يعني وجود عقل كوني واحد – الله – تتوجه اليه كل شعوب الارض، حسب جذورها التاريخية والحضارية، وتراثها ومفاهيما الاخلاقية . الله أظهر ذاته وقدراته لكل شعب من شعوب الارض في زمن وسياق تاريخي محدد منذ نشأة الكون من خلال البشر . التفاسير الدينية –فقه لاهوت- ما هي الا المعني الروحي لبلورة افكار سامية ترتقي الى تجميع البشر تحت مسمى انسانية الانسان. حيث تجتمع القوانين الطبيعية والوضعية مع الالهية لتحقيق العدالة ، لكل الشعوب من خلال المحبة والسلام.
الاعتقاد بالغيبيات التي تتمحور حول وجود خالق للكون – العقل الكوني- لا يمكن ان تخضع الى قياس علمي لتحديد طبيعتها، وعناصرها، وماهيتها، وبدايتها، ونهايتها ولا يمكن انكارها مهما تفوقنا علميا لان العلم ليس له نهاية الا في حالة واحدة ربط المطلق بالقتل، والتدمير، والارهاب، نقتل بذلك الاخلاقيات والسلوكيات الحميدة فينا .لأننا سنفشل. وفشلنا ايضا يأتي من تركيز دور المطلق وتحكمه في تصرفات وسلوك الانسان فنخنق الدوافع العلمية والابداعية فينا ونعطلها.
نحن نحب الحياة لذلك نسعى للخلود، لذلك نحسم وجودنا بخالد سابق ودائم الوجود خالد يمنحنا بعد الموت حياة، ما يقوم به البشر ما هو الا محاولات جادة لبناء معرفي، لا يمكن ان ندرك مداه لأنه لا نهاية له، منذ القدم يعيش الانسان هذا التحدي، ويعيش مفهوم وجود من هو متفوق علينا، لنستنتج وندعو ان من اوجدنا هو الله – العقل الكوني- الذي تظهر تجلياته لا بمرسليه فقط بل بعظماء، وقادة، ومفكرين، وفلاسفة، وعلماء همهم تطور العالم ونوعية الحياة، والكون نحو الأفضل، عملهم يتمحور حول الانسانية بأبهى صورها السلام والمحبة وحق الشعوب في العيش برفاهية وسعادة. لذلك ربط التقدم بقوة غيبية يعطي دافعية للإنسان كي يستمر في بحثه عن اسرار الكون، ان فكرة نهاية العالم هي فكرة انتهاء الوجود البشري، لكنها اقرب الى موت الكائن البشري الانسان المكون ((microcosm، العالم المصغر الذي هو جزء في (cosmos) الكون.
كبشر يمكننا ان نخدع الناس ونصنع لهم رمزا مقدسا وندفعهم للموت من اجله، ولكن هل هي مشيئة واهب الحياة؟ ...كونوا صناع حياة لا موت. فالأديان تتكلم عن قدسية حياة الانسان على الارض نحو ذاته ونحو الاخرين، لا عن الانسان والحياة في ارجاء الكون. والموت ما هو الا الرجوع لعناصر الارض، ورجوع كنزه الروحي الى العقل الكوني – الله- منشئ الكون. الله لا يحاسب البشر على انتمائهم الديني ولا على حجم صلواتهم، بل على افعالهم واعمالهم مع المظلومين والفقراء والمرضى والمقهورين والمحتاجين والارامل والايتام...الخ، فأن فعل – الله ( سبحانه وتعالى)- على محاسبتهم فهو لا يتمتع بعدالة، الا في نظر المرائين.
الاديان جزء من هذا الواقع وتحتاج الى تغيير، ما لم تحتوى في داخلها على موائمة العصر والزمان ليس بالعنف أو القوة بل بالمحبة والسلام. الانسان المؤمن هو من يحدث تغيير يدفع البشر نحو البناء العالمي، بهذا يكون ارتباطه بالعقل الكوني – الله – خالق الكون. عظمة أي دين تكمن في التوافق والمصالحة والاتفاق مع غيره من الاديان، وحتى مع من لا دين له ايضا، من خلال انسانيته، وليس تفرده لمصلحة افراده المادية الملموسة الخاضعة للحواس، بل الروحية الخاضعة لسمو الحياة ونبلها الفكري والاجتماعي ، فكل ما هو روحي يربطنا بتقديس الحياة ويربطنا بالعقل الكوني – الله -، وليس بأفراد يحملون افكار هشة لا تتحمل النقد يميل افرادها الى استخدام العنف ضد كل من يعارضهم، أفراد يتحكمون بنا مخالفين ارادة الله بحرية الانسان، دافعين نحو توحش الانسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في