الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الإسلام المثالي

عذري مازغ

2018 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدون لغط أو تزييف: الإسلام الجميل، المثالي، العادل والمنافي للكثير من الظواهر والأفعال التي تتم باسمه هو إسلام غير موجود ولم يكن له وجود في التاريخ، والكثير من المظاهر الإجتماعية، الكثير من المواقف الإجتماعية تؤسس لهذا القول، اللغة العربية باعتبارها أيضا لغة الإسلام ليست اكثر من لغة حربائية دلالاتها في الحقل الإيديولوجي حربائية لا تقف على مدلول واحد ومن الدلائل القاصمة في الأمر صيغة الإعجاز العلمي فيها، فاللغة النازلة من النص القرآني هي لغة تمويهية، حربائية لا تقف على دلالة واحدة تؤسس للمدلول بشكل قار.
إن الإسلام، بفعل تربصات حامليه هو دين غير مؤسس على قاعدة مبدئية تؤسس لأمة مثالية يضرب بها المثل في العدل، بل على العكس من ذلك، كل تجربته التاريخية، كل مساره التاريخي يثبت أنه كان ولا يزال يخضع لقوة التاريخ من حيث هو تاريخ الصراعات الإجتماعية، لم يكن قط في واقعه الحقيقي سماويا، لم يكن ذلك الإسلام الروحي الغير ملطخ بوقائع تاريخية. إن الإنسان السوي المومن حقا هو من يتصف بالإسلام الروحي، ينبذ العنف، يعتبر مظاهر العنف في الإسلام هي اخطاء حكام إسلاميون لا تبث للإسلام بأية حقيقة ويتبرأ من الكثير من احكام الإسلام من منطلق الشك فيها من حيث وقوعها او من حيث انتسابها، ومعنى ذلك ان الإسلام المثالي هو دين الشخصية السوية في علم النفس، أي تلك الشخصية التي توازي بين حاجات الفرد وحدود هذه الحاجات على المستوى الإجتماعي، بمعنى: الإسلام الذي ينبذ العنف هو فقط إسلام الشخصية السوية التي تنبذ العنف وعليه، على هذا الموقف من السوية في الشخصية الفردية، في علاقتها مع الشخصية الجماعية، كل تيار سياسي إسلامي، كل متحزب بالإسلام من حيث هم احزاب ومنظمات إسلامية لم تنبذ او تنسخ كل آيات العنف من قاموسها وتعلنه في بيان خاص، كل ما لم يفعل ذلك بقناعة لا يمثل الإسلام المثالي . أي انه لا يسعى على كل مستويات المدى إلى خلق إسلام روحي، إن نقطة البدء في أي دين يؤسس للسلم والعدالة والحياة هي البدء في نبذ كل مايناهض غريزة الحياة: يجب أولا الجلوس ولنتفق على حق الحياة لكل فرد تاسيسا على مبدأ الإختلاف والتنوع، يجب أن نتفق على مبدا حق الحياة للمختلف وحق حياة الانواع بما فيها الحيوانات الاخرى ومن ثمة نبدأ في تأسيس كيمياء الوجود.
يفترض في الذي يقول بان اعمال داعش لا تمثل الإسلام (بمعنى لا تمثل الإسلام الذي يومن به باعتباره يعلن سوية شخصيته امام الإحراج العام الإنساني حول تلك الأعمال) عليه بدئيا ان ينسخ كل احاديث العنف المتوارثة من إسلام السابقين عوض ان يكتفي في التشكيك بها او التاويل يآيات قرآنية صريحة في عنفها من حيث هو يحدثنا عن أسباب نزول لها او من حيث يتأول دلالة السلم في اللغة من قبيل: "قاتلوا لا تعني القتل" بل تعني حاربوا، ببساطة لانها مصطلحات زمانية تخضع للزمن البنيوي، فحين تغزون مجتمعات معينة، ويأتي أصحاب الدولة المغزية للدفاع عن اراضي غزوها، تصبح كلمة "حاربو" دعوة للقتل لأصحاب الأرض الأصليين. هذا كل شيء في معنى "قاتلوا"، تعني قاتلوا الذين اغتصبتم ارضهم وديارهم وسبوتم نساءهم واطفالهم، الامر لا يبرر التعرض للظلم لانك ركزت سيطرتك على البلد الذي غزوته وبالتالي لأهل الارض حق الرد لاسترجاع ما اغتصبتموه: "قاتلوا" في حق هؤلاء هي دعوة للقتل وهذه النصوص استباحت لداعش أرض ونساء واطفال الإيزيدين في العراق باسم الإسلام برغم ان الدولة العراقية مسلمة أصلا.
يجب نبذ مصطلح "التكفير" لأنه مصطلح فاشي عنصري في تحديد النوع من حيث هو ينبذ الإختلاف والنوع معا، ينبذ كيمياء الوجود أصلا التي تعني نبذ ولادة الجديد من تلاقح الانواع.
ليس هناك إسلام معتدل لأحزاب إسلامية تتوهم الإعتدال والتنور ما دامت لم تنسخ وتمحي من قواميسها لغة القتال والإقتتال والقتل والحد والتكفير والجهاد إذ لا يكفي ان تجتهد وتؤول نصوص، لا يكفي أن تجتهد لتخرج اللغة العربية من دلالات مدلولاتها بوهم التاويل او الإعجاز، لقد أصبح للإعجاز في اللغة قاعدة تعريفية جديدة : الإعجاز هو ممارسة المكر اللغوي بالدين.
حان للإسلاميين لكي يكونوا روحانيين بالفعل أن يحققوا قفزة إبستيمولوجية تقطع مع ماضي نصوص همجية، عليهم ان يؤسسو لمفهوم جديد في الإسلام إذا أرادوا التكيف مع القوانين الكونية، عليهم ان يؤسسوا للإسلام الذي يتناسب وشخصيتهم السوية ، عليهم ان ينسفوا إسلام البيترودولار لأنه إسلام قاتل للروح المثالية التي يبتغيه مسلموا الشخصية السوية.
مع الإرهاب بالدين، بالإسلام إن شئتم اقدم هذه النصائح التي لم تلق أي ردود في العالم المفترض والتي عنونتها ب"نصائح لتجنب الوقوع في براثن الإرهاب":

1. حاول ما امكن أن تحافظ على مسافة شعاع انفجار قنبلة كلما لا حظت وجود أصولي ما في مكان عمومي معين، الوقاية خير من العلاج
2. أحسن الطرق للتخلص من الإرهاب هو استفزاز شكل تلك الهيآت المعروفة المعادية للألفة والتي تضمر هوية الأشخاص، يجب عزلهم والتلميح بوجودهم مع استنفار الحضور، يمكن تحريض الكلاب عليهم إن اقتضى الحال في الشوارع والأزقة والحدائق والساحات العمومية لكشف ما تحت ستراتهم.
3. يمكن الإقتداء بأعمال كلاسيكية، لأن الكثير من المساجد تمثل بؤرة الإرهاب، يجب أيضا زرع بعضها، خصوصا التي تعرف أعمالا غير عادية كتلك التي تتكلم عن الجهاد والتكفير، هذه المساجد، يستحسن زرعها بالأفاعي السامة والعقارب، يجب زرعها في الاحدية واماكن الوضوء وفي محفظات الأئمة.
4. يجب دائما ان تحظى فرائسنا بالنباهة الفائقة، كلما ذكر مثلا خالد ابن الوليد كلما استحضرنا رأس ابن نويرة، وكلما ذكر عمر الفاروق استحضرنا رسائله إلى عمرو ابن العاص يستحثه على سلب المصريين، وكلما ذكر لنا علي استحضرنا قلة ذكائه مع معاوية وكلما ذكر محمد النبي استحضرنا عنفوان الصبية عائشة
5. يجب إراحة الخواطر وعدم الوثوق بأنظمتنا السياسية في العالم الإسلامي، حتى وهي تدعي إسلاما متزنا متنورا، تذكر دائما ان أغلب إنجازاتها هي بناء المساجد وليس بناء المعامل والمدارس ومؤسسات التكوين.
6. لا تضع اموالك في جيوب متسولي بناء المساجد فهي أصلا لا تبني المساجد بل تبني مدارس ومنتديات لتدريب المتفجرين. حول أموالك إلى بناء مدارس تستفيد منها الاجيال القادمة، يجب ان تضع في حسابك، ان كل عمل إرهابي كان وراءه إمام مسجد معين.
7. حاول ما امكن ان تضع تنديدا بأي فيديو في اليوتوب يحرض على القتل وأي فيديو ينقل ذبحا او أي إساءة للإنسانية، لا تقاسم فيديوهاتهم حتى لو كان الأمر من باب التنديد فالوحشية غير جذيرة بالمشاهدة.
8. من المستحسن مقاطعة منتوجات "حلال" لأنها تسيء أكثر مما تستحسن، فهي منتوجات عنصرية تخالف سحر كيمياء الوجود باعتبار كل ثقافات الأكل والطبخ هي ثقافات إنسانية فيها اكل بعض المحرمات في ثقافة معينة بدواعي جغرافية إثنية هي اغذية مستحسنة في مناطق أخرى (للضرورة احكام) إضافة إلى ان ميزة حلال لا تعني في بعض المنتوجات غير زيادة في سعر المادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين و الرقي
ماجدة منصور ( 2018 / 12 / 26 - 22:49 )
أظن،،و إن معظم الظن اثم،، أن خلق اسلام روحاني هو ضرب من ضروب المستحيل لأن المسلمين يؤمنون بمعظمهم أن الإسلام صالح لكل زمان و مكان0
أستاذ عذري: المسألة عويصة جدا لأنك هنا تحاول التعامل مع فكر متجذر منذ قرون عديدة لدرجة أن الإسلام قد تغلغل في (جينات)المسلمين وتسلل لطباعهم و شكُل سلوكهم و رسم شخصياتهم فكيف السبيل لخلق اسلام روحاني؟؟؟
الإسلام ولد بلا روح أصلا...وحينما كنا نتباهى (فيما مضى) ببعض آيات الرحمة و الإنسانية و العدل ...حينها أتى المفسرون كي يفهمونا بأن هذه الآيات قد نُسخت!!!!0
ثم أنه هناك مصالح محلية و دولية بدوام الإسلام على حاله!!!0
احترامي لجهودك


2 - نعم صحيح
عذري مازغ ( 2018 / 12 / 26 - 23:26 )

نعم ماجدة ، استنتاجاتك صحيحة
لا روح لمن لا روح له
لك كل احترامي وتقديري

اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض