الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن العروبة والإسلام ومثقفي (قل أوحي إليّ) و (أنا ابن فلان ولست ابن علان)

كريم عزيزي

2018 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من دون مبالغة، وصلت شعوبنا اليوم إلى مرحلة ما قبل الفناء مباشرة. نعم، نحن شعوب شارفنا على الفناء؛ ولنسأل أنفسنا هذه الأسئلة "البسيطة" التي يستطيع طرح أغلبها حتى الأميون منا:

- هل يُعقل أن نُسمي فلانا أنه "مثقف" وهو يحدثنا عن هل يجب أن تُغطي المرأة رأسها أم لا؟ حاول أن تتخيل الوقت الذي أمضاه الكتاب في كتابة المقالات والكتب عن هذا الموضوع، ألا ترى أن ذلك الوقت كنا نستطيع أن نصنع به حاضرا أفضل؟

- كيف لا تزال شعوبنا لا تقبل إبعاد الدين عن السياسة؟ وكيف لا تزال لا تفهم أن كل من سيستعمل الدين لن يكون إلا لصا انتهازيا؟ كيف لا تقارن حالها بشعوب كالصين واليابان وكوريا الجنوبية؟ وكيف لا تسأل ما الذي جنته من دينها؟ وكيف لا تربط بين فقرها وجهلها وبين دينها الذي يحكم دولها وثقافتها بل ووجودها برمته؟

- كيف تقبل شعوبنا بانتسابها للعرب وكل شيء فيه صفة "العربي" لم يأتها منه إلا المذلة والهوان؟ وكيف لا يزال يعتقد "مثقفوها" بخزعبلات من قبيل "أمة عربية" و "وحدة عربية" و "جامعة عربية" و "مصير عربي مشترك" و و و؟ وهل يعقل أن يوجد بشر في القرن 21 -مثلي- يقول: "يا بشر استيقظوا، نحن لسنا عربا!"؟ ألا يشبه قولي أقوال "مثقفي الحجاب"؟ ألا تشعر بمدى تفاهة وضحالة مواضيعنا التي تأخذ من أعمارنا الكثير؟ ثم نتساءل بعد ذلك لماذا هم تقدّموا ونحن لا نزال في الحضيض، هل سمعت بأحد غيرنا يناقش مواضيعنا التافهة؟ هل سمعت بأحد في العالم يقول أن هويتنا سرقت منا وتكون قضيته المركزية هويته؟ تشبيه لتفهم منه مدى تفاهة المسألة: هل رأيت أحدا يمضي حياته قائلا أنا لست ابن فلان بل ابن علان؟ ألن تقول عنه عندما تسمعه مرة وثنتين وثلاثة: ما أتفه هذا الإنسان وليذهب إلى الجحيم هو وفلانه وعلانه؟ والأمر سيان مع "مثقف الحجاب"، ألن تشفق عليه وعلى من يسمع له؟ ألن تقول: إذا كان هذا مثقف شعب فقطعا شعبه متخلف؟ ألا تجد "أعذارا" للأمم المتحضرة التي تُشفق علينا بل وتحتقرنا وتشمئز منا؟

- عد إلى تاريخ بلدك وأعطني حاكما واحدا "وطنيا"، الموجود في بلدك أن التاريخ بدأ مع الإسلام، لنقل بذلك ولتبدأ من القرن السابع وابحث عن حاكم واحد كرم واحترم شعبه؟ رجاء لا تقل لي محمد علي وبورقيبة، رجاء لا تردد خرافة العصر الذهبي الإسلامي، ولأساعدك لتعرف كيف تحكم على كل الحكام والسلط: السلطة تشبه الأب والأم، يستطيع ذلك الأب أن يعلمني وهو يضربني ويهينني، يستطيع أن يسكنني في منزل طوب بدل كوخ قش لكنه يجهلني ويستعبدني؛ مقياس الوطنية كرامة الشعوب قبل كل شيء! ولأعينك أكثر: إذا كان التاريخ بدأ مع الإسلام، وإذا كان كل شيء في بلدك مبني على الإسلام، ألا تستطيع أن تفهم من ذلك أن النظرية فيها مشكلة؟ لا تنسى أن الإسلام في بلدك ليس مجرد دين بل حمل معه هوية غريبة على شعبك فشعبك مع الإسلام صار "عربيا" وعروبته جعلت من ثقافته "عربية" قبل أن توجد الرأسمالية والماركسية، والمنطق من المفروض يقول أن عروبته تلك فيها مشكلة أيضا كما في إسلامه.

- لنواصل مع النقطة السابقة لأعقد لك مقارنة بين العروبيين والإسلاميين: نحن "عرب" والعربية لغتنا، ومن المنطقي جدا أن نحتفي بلغتنا القومية وأن نفتخر بثقافتنا وبتاريخنا دون تعصب، ننقد أنفسنا ونأخذ من تراثنا ما يصلح لنا اليوم ونترك ما لا يصلح، وهذا الذي لا يصلح لا نخجل منه لكن نتجاوزه ونقول تلك أزمنة خلت كما في تاريخ كل الشعوب. أظن أن الكلام "جميل" ولا إشكال عليه، لكن الأجمل هو ما يجب أن تسأله: لماذا لم يحدث هذا النقد وإذا حدث لماذا لم تصلح أحوالنا؟ نفس الكلام ينطبق على الإسلام والسؤال "الأجمل" سيكون: لماذا لم تحدث كل النوايا الجميلة التي نسمعها ولم تجسد على الأرض إلى اليوم؟ بداية التحرر تبدأ بمواجهة حقيقة تقول أن هناك مشكلة ذات بعدين: إسلامي وعربي، لا يهم كيف تعالج الآن لكن ستخدع و "ستضل ضلالا بعيدا" إذا لم تر البعدين واكتفيت ببعد واحد كما يقول العروبيون عن الإسلام.

لنكن صرحاء الآن ولنتكلم بموضوعية لا تلتزم بالواقع وإملاءاته: النظرية عندما تكون خطأ يجب تجاوزها برمتها كما في العلم/ "الثقافة الحقيقية"، الأرض كانت مسطحة وثابتة لكن العلم أثبت أنها ليست كذلك وألقى البشر النظرية الأولى في المزبلة فتقدموا، تخيل أن البشر اليوم مثلا فيهم مليارات لا تزال تقول بتسطيح الأرض وتخيل كيف ستكون أحوالهم؟ الموضوعية "الصارمة" تقول أن هذه النظرية التي ثبت خطؤها (يجب) تجاوزها برمتها ولا نقاش في ذلك، 1+1=2 وليس 3، أي نظرية تقول أن النتيجة 3 يجب إلقاؤها في المزبلة.

لنحكم على الإسلام الآن: الإسلام عزيزي القارئ مثله مثل غيره من الأديان -وكل شيء خرج منها وأول شيء بالطبع فكرة الإله- مجرد ليس خرافات فحسب بل "خزعبلات"، لأن الخرافة على الأقل فيها شيء من المنطق ومن التناسق عكس الأديان وآلهتها ولذلك هي "خزعبلات؛ فهل يعقل أن الخالق المزعوم كلف شوية بدو صعاليك برسالة إلى خلقه؟ ألم يستطع ذلك الإله إرسال رسالته بمفرده؟ وحتى لو تنزلنا وقبلنا بوجوده وبأن يرسل أحدا، ألم يجد أرقى من قطاع الطرق البدو أولئك؟ ثم وما هي رسالة هذ الإله المزعوم إلينا؟ "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي"؟/ "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم"؟/ "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ"؟/ "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ"؟/ "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا"؟... أهذا كلام يقبله عقل يعيش في القرن 21؟ وأي آلهة هذه التي تكون رسالتها هكذا؟ أكلام آلهة أم هراء شوية رعاع بدو صعاليك؟: "النظرية خطأ ويحب إلقاؤها في المزبلة" ولا نقاش في ذلك! لكن ذلك "موضوعية لا تلزم بالواقع" لأن الواقع يقول أننا "نناقش" ونتيجة نقاشنا أننا متخلفون وعندنا "مثقفو حجاب" و "مثقفو قطع الرؤوس" و "مثقفو ثلاث حجرات" ولنسمهم جميعهم: "مثقفو قل أوحي إلي أن مؤمنة وهبت نفسها للنبي فقاتلت وقُتلت".

لنحكم الآن على عروبتنا: لماذا نحن عرب؟ تقول الأساطير أن (أصولنا تعود إلى جزيرة العرب، حيث قدم أجدادنا وسكنوا شمال افريقيا وعمّروها، وجدوا "بعض" السكان الذين كانوا "بدائيين" و "همج" مثلما قصة الأوروبيين مع الهنود الحمر في أمريكا، رفض أولئك "الهمج" في البداية نور الإسلام وحاربوا أجدادنا فقتل منهم الكثير و "القليل" الذي بقى اعتنق الإسلام ومع مرور الأعوام تعلم لغتنا العربية وصار عربيا لا فرق بينه وبينهم، في هذا "القليل" الذي بقى بقت "قلة" سكنت الجبال والكهوف وواصلت استعمال لغتها وهؤلاء هم اليوم من يتكلمون "اللغة البربرية" وينتشرون في بعض الأماكن من "المغرب العربي" ويوجد أكثرهم في المغرب الأقصى، كلهم مسلمون وعاشوا "إخوة" معنا حتى حركهم الاستعمار الفرنسي ليكسر اللحمة الوطنية، وسياسة فرق تسد هذه لا تزال تستعملها الأنظمة الدكتاتورية التي تحكم بلداننا اليوم؛ فكما يلهون "الشعوب العربية" في المشرق بالصراعات الطائفية يلهوننا هنا في المغرب بصراعات عرقية قومية وهمية، النتيجة نراها في المشرق كيف دمرت بلدان بالكامل وهي النتيجة التي سنصل إليها إذا لم يتعقل حكامنا وكل من ينادون بهذه الخرافات من "إخواننا" "البربر" وأيضا منا...) "جميل" ما قيل؟

كان قليلا من كثير تربت عليه شعوبنا المغيبة التي بلعت الطعم، لأن الحقيقة أننا "عرب" لأننا نستعمل اللغة العربية (فقط) وكل من استعملها صار عربيا غصبا عنه. وكما لا يخفى، "نظرية عروبتنا" أصلها "عرقية" لأستطيع تشبيهها بأفران هتلر بل وسأقول أنها أبشع وأعظم؛ هتلر قضى على اليهود فقط لأنهم يهود ونظريته لم يكن أساسها "دين" بل اليهود كعرق، والبشاعة واللاإنسانية لا تخفى فكيف يعقل أن يقتل بشر ويحرق فقط لأنه ينتمي إلى عرق/ جنس معين؟ مع "نظرية عروبتنا" الأساس هو نفسه أي (إبادة عرقية) لكن الميكانيزمات تختلف؛ الحقيقة تقول أن الغالبية الساحقة من سكان شمال افريقيا اليوم أمازيغ و "العرق" العربي المزعوم مجرد أقلية لا غير حتى في تونس التي لا يزال يزعم أن كل سكانها عرب، هنا عندنا "عرق" يأخذ مكان عرق آخر أي "عرق" يبيد عرقا عن الوجود تماما كما أباد العرق الآري العرق اليهودي.

الجريمة النازية صارت اليوم تاريخا لكن الجريمة العروبية لا تزال متواصلة وبمباركة العالم برمته، هذا العالم الذي يدّعي أنه يعلمنا حقوق الإنسان والديمقراطية والعلمانية! في بلداننا من يقول قولي أننا لسنا عربا يتهم بالعرقية والشوفينية برغم أننا لا نتكلم عن أعراق بل نقول أن الأرض أمازيغية ومن عاش عليها أمازيغي مهما كان عرقه ودينه وثقافته، تشبه أقوالنا أمريكا اليوم باختلاف أعراقها وثقافات من ينتمون إلى الشعب لكن هوية الدولة والشعب هي هوية الأرض لا هوي الأعراق والأديان والأيديولوجيات. سحقا للغرب ولمبادئه الكاذبة! فأقوالنا هي العلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان الحقيقية، وسحقا لفرنسا التي نتهم بالعمالة لها وهي صانعة العروبة والدول العربية الكولونيالية التي خلفتها!

لنحكم بموضوعية كما مع الإسلام: عروبتنا "العرقية" نظرية خطأ يجب إلقاؤها في المزبلة، نحب عرب اليوم لأننا (حصرا) نتكلم اللغة العربية -والحقيقة أننا لا نتكلمها بل نكتب بها- وهذه اللغة هي التي عربت شعوبنا عرقيا وإذا أردنا استرجاع هويتنا الحقيقة لا بديل عن القضاء عليها: لنتذكر ما قيل في البدء أن هذه لغتنا القومية وعلينا دعمها، لكننا لسنا عربا ومواصلة استعمال العربية سيبقينا عربا غصبا عنا، بقولي هذا أعطي للقارئ حقيقة الصراع الدائر حول التدريس باللغة العربية في بلداننا، أصل القضية ليس هل العربية لغة علم وتصلح لأن تدرس بها العلوم وغيرها بل أصل القضية أن السلط الكولونيالية تريد مواصلة فرض التعريب العرقي/ الجنسي بمواصلة تواجد اللغة العربية، وأضيف لكم ما لن تسمعوه في أي مكان أن القضية أيضا ليست إحياء اللغة الأمازيغية كلغة وثقافة وهوية بل يمكن القبول بأي لغة أخرى وإن كانت الصينية أما العربية فلا لأن أي لغة على سطح الأرض لن تسرق منا هويتنا الحقيقية ولن تقترف ما اقترفته العربية من إبادة نازية.

أعود مرة أخرى لبداية المقال وأسأل "هل يعقل أن يوجد بشر اليوم في القن 21 هذه قضيتهم؟" "هل يعقل وجود هكذا بشر والشعوب تفكر في أن تسكن كواكب أخرى؟" وأجيب نعم موجود ومجبرون لا أبطال، وتلك ضريبة ما جاءنا من الشرق: أخجل من أن أقول أننا شعوب تعيش خارج التاريخ بسبب نظريتين لا يمكن لنا أن نعود لهذا التاريخ دون مواجهتهما، أخجل من أن أقول أننا "مثقفو قل أوحي إلي أن مؤمنة وهبت نفسها للنبي فقاتلت وقُتلت" و "مثقفو أنا ابن فلان ولست ابن علان"، وأخجل أكثر من قولي العاطفي الغير موضوعي أننا بالرغم من كل ذلك شعوب تستحق الحياة وتستحق مستقبلا أفضل! وهذا المستقبل لا يمكن بأي حال أن يكون الإسلام وعروبته الفاعلين الرئيسيين فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح
كريم عزيزي ( 2018 / 12 / 26 - 22:22 )
((القضية أيضا ليست إحياء اللغة الأمازيغية كلغة وثقافة وهوية بل يمكن القبول بأي لغة أخرى وإن كانت الصينية أما العربية فلا لأن أي لغة على سطح الأرض لن تسرق منا هويتنا الحقيقية ولن تقترف ما اقترفته العربية من إبادة نازية.)):

لا أرى اللغة الأمازيغية لغة تدريس علوم ولا يجب لها أن تُرى كذلك بل هي لغة هوية مثلما استخدمت وتستخدم اللغة العربية إلى اليوم.

كلامي صريح ومباشر؛ اللغة العربية سيأتي ذكر مخازيها في المستقبل لكن أساس مشكلتها ليس كل ذلك بل كونها لغة تعريب عرقي، اللغة الأمازيغية عائدة لا محالة مهما طال الزمان وعودتها سيكون أساسها الأول استعادة الهوية والخروج من سجن العروبة.

أقوالي من قبيل القول لشعوبنا بطريقة مباشرة أن الإسلام خرافة، وذلك مستحيل كما هو معلوم. الذي قيل يجب أن يصل لكل من بدأ يفكر لكي لا يخطئ في حكمه على مثقفينا الذين يتكلمون مباشرة مع شعوبنا ولكي تُفهم جيدا مواقفهم.

تساؤل للمستقبل: لاحظوا أن من يحاولون تطوير اللغة العربية كلهم مستعربون، أصحابها أي السعوديون لا تعنيهم القضية أصلا بل ينتظرون كالأسياد ليستعملوا ما وصل إليه الموالي ولينسبوه إلى أنفسهم:


2 - توضيح
كريم عزيزي ( 2018 / 12 / 26 - 22:23 )
فما شأننا نحن وهذه القضايا أصلا؟ والجواب لأننا عرب وهذه لغتنا وهويتنا! بعودتنا لهويتنا الحقيقية سنتحرر من كل القضايا الخاسرة التي تستنزفنا دون أي نتيجة، ولكل واحد منكم أترك التحدي الآتي:

أذكر لي قضية عربية واحدة عادت على شعبك بالخير؟ (واحدة) فقط لا أطلب أكثر.

وشكرا.

اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر