الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية يا غجر

عماد حبيب

2006 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أريد أن أكون من حجارة جهّنم، حد شريكي ؟ أرغب أن أتحوّل الى المسيحيّة و أترهبن، أو أن أتبع احدى الطرق الصوفيّة اليهودية أو حتى أن أعبد البقر، مع أنّه لا أحد يعبد البقر، فقط جهلنا للآخر صوّر لنا ذلك. هب أني لا دين لي، او أني ملحد، هل يجعل ذلك لأحد الحق في قتلي بسيف ؟ ما ذنب عم نصحي اذا، ولد و عاش في اهله، في بلده، كان يصلّي في دار عبادته، قتل لأنه قبطي. هل يجب أن نصرخ أكثر لنسمع صوتنا : العلمانية هي الحل ؟ حسنا، بمذا اخاطب حاملي السيوف، قاطعي رقاب البشر، هم و منظّريهم و دعاة ارهابهم ؟ أعتقد أن غجر هي أهذب ما وجدته و يصلح للنشر.

هل نحن بحاجة الى الدين ؟ أنا قد احتاجه، أو أنت أو هو أو هي، لكن نحن، كمجتمع، هل نحتاجه لنعيش مع بعض ؟ لمذا نقحم المسائل العقائدية في كلّ كبيرة و صغيرة في حياتنا، لو كان تعليمنا علمانيا، دستورنا علمانيا، لو كانت مؤسّسات المجتمع المدني لها دور يذكر في مجتمعاتنا، بالتأكيد لم نكن لنشهد هذه المآسي التي تتكرّر دون أدني أمل بتوقّفها يوما، لأنّ أسبابها لا تتوقف بل تزيد. لا تصدقون ؟ اذا شاهدوا القنواة "الاسلامية" التي تتوالد، و مواقع الاصوليين التي تتكاثر، و تعليقات "القرّاء" على أخبار الفن أو القبض على مطرب لأنه يصور فيديو كليب فيه و العياذ بالله صبايا ترقص. قال أغلبهم أنه يستحق الاعدام. صدّقوا، و لا تستغربوا أن يحمل احدهم سيفين لينفّذ الحكم فيه و في كل من اعترضه من اقباط في كنيسة، أو كاتب يحمل قلما يكتب به شيئا لا يروق لشيوخهم بلحيّهم العفنة.

أوليس الدين ما كان وراء أغلب حروب العالم عبر التاريخ الحديث، أو لم يستعمل كمبرّر أو كشاحذ للهمم و العزائم و مقدّما للتبريرات لأغلب الحروب، حتى لو كانت اهدافها اقتصادية أو توسعية أو حتى لا أهداف لها الا حماقة الانسان. بوش عليه السلام ينفذ الارادة الإلاهية التي اناطت به رسالة و انقذته من براثن الكحول، و صدّام حفيد صلاح الدين، بل حفيد الرسول نفسه قبل أن ينزعوا منه هذا الشرف بعد سقوطه، و ابن لادن و ابو مصعد الكهربائي و غيرهم و غيرهم وصولا للمواطن العراقي السني المقتول بمناطق الشيعة و العكس أيضا. هل هذا هو الدين ؟ ان كانت اجابتكم لا، ففكرو أنّ العلمانيّة اذا هي الحل و لا شيئ غيرها. و أنّه مادامت سلطة هذه المؤسسات و الجماعات الدينيّة بقوّتها المتزايدة، لا عددا بالتأكيد لكن تأثيرا، فلا أمل في الخلاص.

لم أقتنع يوما ببيانات التهديد و القتل الصادر عبر الانترنت، بصراحة أنا سيئ الظن، مثلكم جميعا فنحن أمّة واحدة، سيئ الظنّ بالجميع، بمن فيهم الكتّاب أنفسهم. من الآخر، عادة تستغل تلك البيانات و التهديدات بالقتل و "سبي" الحريم، و كم تعجبني سبي الحريم هذه، تستغل لتحقيق مكاسب لعل أقلّها كسب مزيد من التعاطف. يعني لا استغرب أن تكون بيانات من كتابة كاتب ما او احد المراهقين التافهين، و ما كان يجب أن تحضى بأي اهتمام. و لكن سواء كانت تلك البيانات حقيقية أو مزورة، فان الصمت البغيض للسلطة أمامها يدعوا الى تساؤل، فالمفروض أن حياة أي مواطن، و حريّة أية "حرمة" مقدّس لا يجوز الاقتراب منه، قبل أي شيئ آخر، حق الحياة، الحرية، لجميع المواطنين لا تفريق بينهم بسبب لون او جنس او عرق أو دين، الجميع سواسية أمام القانون. لا شيئ افظل من نظام علماني ديمقراطي لتحقيق ذلك، و ما ينجر عنه من تنمية و رخاء، صدقوا، العلمانية حل، بل هي الحل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah