الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الشيوعية العراقية وديالكتيك الوحدة والتنوع في الاجتهاد

علي العبود

2006 / 4 / 17
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


اتسعت كلمة الاجتهاد في العصر الحديث عن مضامينها السائدة في العصر الوسط وفي الوقت الذي تضمن المعنى التمرد على النص استجابة لمعطيات الحياة المتجددة في ذلك العصر فقد اتخذت حالياً مضامين جديدة تعني الخروج على النسق التقليدي لمشاريع فكرية ونظرية
نستطيع القول وفيما يخص الحركة الشيوعية العراقية ان اجتهاداً جديداً بدأ بالظهور بعد الانتكاسة عام 1963 تجسد في اكثر من حركة وهذا الاجتهاد وجه سهام النقد بكل جرأة للمدرسة السوفيتية وللقيادة اليمينية الشيوعية في العراق واجتهادها اليتيم في ذلك الوقت وكان النقد من اليسار وليس مثلما فعل خروتشوف بنقد الستالينية من اليمين على حد قول د.سمير امين
الا الن هذا الاجتهاد كان مخنوقاً بحكم تسلطية المدرسة السوفيتية وتربية الشارع اليساري العراقي الذي لايقبل بسهولة النقد لنظرية واحدية الاجتهاد
لا اريد بتر الحديث عن موضوع اليمين في الحركة الشيوعية العراقية الذي ارسى حجر الاساس لشتى انواع الافيون السياسي وركام من التبريرات لمواقف ابتعدت بها هذه القيادات عن البوصلة الفكرية والطبقية وسوف اعود لاحقاً لهذا الموضوع
هناك ثلاثية من المفاهيم في اي حركة يسارية وهي(القضية_الحزب كمؤسسة _الفكر والهوية النظرية)ويجري احياناً الخلط في الولاء فمن لا يتصف بالولاء لمؤسسة او الحزب يعني بالنتيجة وحسب هذا التشويه يصبح معادياً للقضية والفكر وهذا الخلط قد وظفته سابقا القيادات اليمينية في الحركة الشيوعية العراقية وتقوم حاليا بعض القيادات اليمينيةفي الحركة الشيوعية العراقية بنفس التوظيف مستثمرة حالة الخدر والانقطاع لدى الكثير من الشارع اليساري العراقي عن ما هو جديد في العالم
نعود مرة اخرى الى نظرية واحدية الاجتهاد التي سادت الاممية الثالثة واقترن ذلك بتكوين الاحزاب الشيوعية في الشرق واقترنت كذلك هذه النظرية بتعبئة الجماهير الشعبية في البلدان المستعمرة وفي النضال ضد الفاشية بالرغم من سلبيات واحدية الاجتهاد في قتل حالة الابداع الا ان الحقبة التي اعقبت الاستقلال لبلدان الشرق والتراجع اليميني السوفييتي ونشوء تناقضات جديدة في تلك البلدان قد افرزت معطيات جديدة تتطلب تعددية الاجتهاد في اليسار العالمي واليسار العراقي
وبالفعل جاءت انتكاسة الحركة الشيوعية العراقية في عام 1963 على يد الفاشية البعثية وبالارتباط مع نظرية الاجتهاد الواحد وما حصل قبل هذه الفترة من تناقضات دولية هيأت اجواء خصبة لهذه الانتكاسة ابتداء من مقايضة برلين_بغداد التي جرت بين الاتحاد السوفيتي من طرف والغرب وامريكا من الطرف الاخر على حساب الشعب العراقي وصولا الى اجتهاد تسليم ثورة 14 تموز المجيدة الى البرجوازية العراقية التي سلمتها الى الفاشية عام 1963 هذا النزيف الدموي للحركة الشيوعية العراقية قد افرز اجتهاد يساري لنقد المدرسة السائدة في الحركة الشيوعية العراقية وكان هناك في تلك الفترةعام 1963_1967 امكانية ثورة تنظيمية لازاحة اليمين عن قيادة الحزب الا انه هناك تعقيدات سياسية وداخلية لا يسعها المقال افضت الى نتيجة ظهور القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والتي كان لها مواقف بطولية ومشرفة وكان لها ايضا اخفاقاتها وكذلك التصفيات الجسدية التي حصلت لها عام 1969 كل ذلك قد اخرج مدرسة اليمين للحركة الشيوعية العراقية من مأزق كبير وعادت من جديد لتتعكز على نظرية الاجتهاد الواحد ودعم القيادة اليمينية السوفيتية وقد مارست شتى انواع الحرب النفسية على الاجتهادات اليسارية الاخرى لتعود مرة اخرى عام 1978 بعرس دموي للشعب العراقي الا ان حقبة الثمانينات في كردستان العراق قد اسدلت الستار على اسباب تلك الانتكاسات وخاصة ان اليسار العراقي كان يشترك بمهمة واحدة وهي التصدي للفاشية وبقيت العناصر في الوسط والجنوب تتصدى بصمت للفاشية وتؤسس لحداثة ماركسية من اليسار دون الارتباط باي من قيادات المهجر
وجاء الحدث العراقي الكبير سقوط الصنم وسقوط الفاشية والاستبدال مع سلطة الاحتلال ليفرز معطيات جديدة وقد افرزت الساحة العراقية فعلا اكثر من اجتهاد يساري وقد حذرت الكثير من تلك القوى اليسارية من ظلامية مشروع بريمر وجاءت الاحداث الحالية من تداعيات المشروع السياسي الرسمي وما ادى به هذا المشروع الى تأزيم النسيج العراقي ليضيف له مع ازمته المتكونة من فترة النظام السابق كل ذلك يتطلب اكثر من اجتهاد يساري وقد اثبتت الوقائع في اكثر من بلد في العالم ان تعددية الاجتهاد اليساري قد ادى الى انضاج المشروع الماركسي لدى الجماهير الشعبية ولم يؤدي الى التشتت وبغض النظر عن بعض النزعات الشخصية لدى البعض من اليسار في حب الزعامة والنجومية فان الساحة العراقية حبلى بالكثير من الاجتهادات التي تدعو الى تجديد مبدع للمشروع الاشتراكي على الارض العراقية ولكن تجديدا من اليسار وليس من اليمين ودون طمس لهوية المشروع الماركسي ان قانون ديالكتيك الوحدة والتنوع يعمل في الحياة الاجتماعية وفي الجانب الفكري ايضاً اي ان التنوع يفضي الى الوحدة اذا كان مبنيا على اسس فكرية وموضوعية وان واحدية الاجتهاد تؤدي في الوقت الحاضر الى خنق كل ما هو جديد مثلما ادت في السابق الى الويلات الا ان من المؤسف له حقا ان بعض القيادات اليمينية لازالت تتعكز على نظرية الاجتهاد الواحد بدليل عدم الاعتراف بالاجتهادات الاخرى لا بسبب الجهل ولكن لغاية في نفس يعقوب وفي الوقت الذي تدعي هذه القيادات انها رائدة التجديد في الفكر اليساري وما هذا التجديد الذي تدعيه سوى مغالات في البراغماتية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج


.. مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة | #راد




.. نتنياهو يزيد عزلة إسرائيل.. فكيف ردت الإمارات على مقترحه؟


.. محاكمة حماس في غزة.. هل هم مجرمون أم جهلة؟ | #حديث_العرب




.. نشرة إيجاز - أبو عبيدة: وفاة أسير إثر قصف إسرائيلي