الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهابية.. غزو البداوة للحضر

كمال رزق

2006 / 4 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يمكن لأحد يزعم أنه يتحدث باسم الإسلام أن يخالف أيات في القرآن أو أحاديث نبوية ؛ لكنه بالمقابل يستطيع تجاهل الكثير منها وإظهار أخرى تبدو حتى مناقضة معها ؛ بمعنى آخر هناك الكثير من الأحاديث والآيات القرأنية التي تأخذ نصيبها أكثر من غيرها حسب الموقع الحضاري والتاريخي الذي يمثله الإسلام أو حسب الأهواء الشخصية والفكرية ؛ وهذا حدث ويحدث دائما في التراث الإسلامي.
وهذا يقودنا إلى السؤال التالي: هل ينبع هذا الشكل الإقصائي والتكفيري والسلفي الذي يتبناه دعاة الوهابية عن معتقدات أصيلة ترتكز على القرآن والسنة؟؟
إذا كان هذا صحيحا فلماذا يخفون أكثر من 500 آية قرآنية( كما يقول أحمد صبحي منصور) تتحدث عن التسامح وحرية المعتقد؟؟ ويظهرون بدلا منها أدلة ضعيفة موجودة بشكل ملتبس في الآيات والحديث؟
لماذا لم نسمع قط من أحد دعاة الوهابية من يقول: لا إكراه في الدين؟؟ بشكل جلي وواثق ؟ والأهم لماذا يخافون من قولها؟يقول المفكر الإسلامي جودت سعيد أن [فكرة (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) فكرة عظمى، نحن ضيعناها وصرنا نقول نقتل المرتد من غير أن نستحي، لو كان هذا موجود في القرآن لكان ينبغي أن نتركه كما تركنا الرق وملك اليمين وما أشبه ذلك].
وهل تعني(من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) حرية المعتقد كما هو واضح أم كما يفسره هؤلاء على أنه تهديد للناس كي يؤمنوا [أكفر وسترى ما نفعله بك وبأهلك].
وهل الغلو في الدين أم الاعتدال هو من مبادئ الإسلام ؟ لا تغلوا في دينكم.. يسروا ولا تعسروا.. ألا هلك المتنطعون..
هل هذه الهجمة الوهابية هي يقضة إسلامية جديدة ؟ أم هو احتلال واستعمار من ثقافة البدو (في شبه جزيرة البدو) لكافة المناطق ذات الطابع الإسلامي؟
وإلا لماذا يحاربون لأجل زي بدوي يعود أصله لآلاف السنين؟ أستطيع أن أفهم هذا من البدو أنفسهم( وربما هذا من حقهم على ألا يكون باسم الإسلام) ولكن لا يمكنني فهمه من أبناء مدن غارقة في أصالتها ؟
هذا المد الوهابي هو ليس مدا إسلاميا بأي حال من الأحوال ..
- الإسلام يعني التسامح وحرية المعتقد والوهابية تعني إقصاء كل من يخالفها الرأي.
- الإسلام خلق من تحت عباءته مفكرين وفلاسفة عظام أمثال ابن رشد وابن عربي وأخوان الصفا والحلاج وابن خلدون وابن سينا ..والوهابية لا تعترف إلا بمن يدعوا إلى تسطيح الفكر وإلى التعصب كابن تيمية وابن قيم الجوزية.
- الإسلام يحتضن في تراثه الجميع: سنة وشيعة ومعتزلة وصوفية واسماعيلية وعلوية ودروز ...والوهابية لا تعترف سوى بغلاة السنة.
- الإسلام يعتبر أي مكان في الدنيا يتسع له ولبقية الأديان ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...) والوهابية لا تعترف سوى بدار إسلام ودار حرب.
ليس من اهتمامات الإسلام أن يلبس أتباعه(من الجنسين) أزياء تراثية عديمة الذوق وكانهم في حفلة تنكرية.. ولا يقبل من أي كان أن يلوثه بأوهامه القبلية ..ولا يرضى أن يتحدث باسمه المرضى وأصحاب العقد النفسية والاجتماعية ..ولا يريد العيش في غيتوهات مغلقة كما يريد له هؤلاء.
الإسلام الذي سنترحم عليه كثيرا يضيع الآن تحت ضربات سيوف التكفير والوهابية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا