الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات مبارك...مقدمات أم نتائج

نجيب المدفعي

2006 / 4 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أثارت تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك، عن ولاء مكون رئيسي من مكونات الشعب العراقي لإيران، تساؤلات كثيرة عن الدوافع وراء مثل هذه التصريحات. فرئيس أكبر دولة عربية، و قد أمضى في السلطة ما يقارب الربع قرن، لا يمكن أن يطلق الكلام على عواهنه دون أن يكون له مقدمات و أهداف. و إلا ّ فإن الرئيس مبارك ـ وكما لمّح أحد المحللين السياسيين المصريين ـ قد تقدم به العمر، و للعمر أحكامه. فإن كان توصيف الرئيس مبارك طعنا بعروبة أكثرية سكان العراق، و كما حددهم هو و (بعظمة لسانه) بأنهم 65%، و بافتراض أن الأخوة الكورد و التركمان و الآشوريون و بقية الطيف العراقي يشكلون 15% من سكان العراق ـ و تقليل النسبة هنا لأغراض المبالغة ـ ، تكون نسبة سكان العراق من غير العرب هي 80%. فما الذي يشغل الجامعة العربية بالعراق، و ما الذي يدعو الدول العربية ـ غير المجاورة للعراق ـ للاهتمام بالشأن العراقي.

و الرئيس مبارك لا ينطق عن الهوى، فهل هذه التصريحات مقدمات لعمل ما؟ خاصة و إن المنطقة تصطف على بابها جملة من الاستراتيجيات الدولية و المشاريع الإقليمية تتطلب توفير أجواء إعلامية و مناخات استفزازية لتمريرها. ولما كان العراق، كما يؤكد دائما الرئيس الأمريكي جورج بوش، الجبهة الرئيسية للمعركة العالمية ضد الإرهاب فأن من المفضل ـ تناغما مع الطرح الأمريكي ـ تأليب الإرهابيين و دفعهم دفعا للتوجه إلى العراق تخلصا منهم في بلدانهم الأصلية، و لتقع رزايا التكفيريين على رؤوس أهل العراق.

لقد أجاد الدكتور شاكر النابلسي عندما وصف مشروع الدولة الجديدة في العراق بأنه يواجه الإعلام المصري و رأس المال السعودي. و مازلنا ـ هنا في العراق ـ لا نفقه السبب الذي يـُوجب علينا أن نبقى في حالة صراع مسلح مستمر مع كل أعداء العروبة و الإسلام و كل جيران العراق و كل الدول بعيدها و قريبها، لا لشئ إلا لإرضاء نزوات أناس لا يقيمون لحياة الإنسان وزنا.

و ما الذي يـُعيب العراق لو كانت علاقاته حسنة مع دول الجوار و منها إيران. و إيران بشعبها ليست كيانا مصطنعا في المنطقة. فلـِمَ يـُعاب على العراقيين أن تكون علاقتهم طبيعية و متينة مع إيران، و لا يـُعاب على غيرهم أن تكون علاقته جيدة مع دولة حـُشرت حشرا في المنطقة و هناك من يدافع و ينافح و يذود عنها، بدعوى الالتزام بالعهود و المواثيق الدولية.

يا سادة كفوا أيديكم و ألسنتكم عن العراق، فقد سُـفك من دم أبناء العراق ـ على مدى ربع قرن ـ ما يزيد عدة أضعاف على ما قدمته مصر من دماء أبناءها البررة في صراعها مع "إسرائيل" على مدى ربع قرن 48ـ1973. و لقد دفعت أبواق ناعقة، شبيهة بأبواق يومنا هذا، الرئيس السادات إلى أن يدير ظهره لكل أمة العرب و الإسلام و يضع يده بيد "إسرائيل" إنقاذا لأبناء مصر من دوامة صراع مسلح أنهك بلاده. و رغم أن مصر كانت في صراع مع دولة أقل منها بكثير في الموارد و المساحة، إلا أن الرئيس السادات اكتشف أنه و كما قال ـ بيحارب أمريكا ـ و أن الأشقاء غير جادين في الوقوف معه في صراعه هذا.

فلِـمَ لا يجوز للعراق ما جاز لمصر أو الأردن؟ و لِـمَ يتوجب على العراق ذو القدرات الأقل ـ قياسا بمصر ـ أن يحارب أمريكا، و يخوض حروبا عبثية، و أن يستمر مسلسل ذبح أبناءه على يد القريب قبل الغريب، دون أن يلمس الفرد العراقي أي مردود على حياته. و إلى متى يبقى العرب يصبون الزيت على النار التي أوقدها صدام يوم اعتلاءه العرش، و التي راحت تحرق كل شئ في العراق حتى يومنا هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنيش: صاروخ الشهيد جهاد مغنية من تصنيع المقاومة الإسلامية وق


.. الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي




.. 121-Al-Baqarah


.. 124-Al-Baqarah




.. 126-Al-Baqarah