الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهمج يقولون: أفحكم الجاهلية يبغون ؟؟

محمد الشرقاوى

2006 / 4 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" ما أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد "

هكذا هم , وهكذا سينطقون وسيقولون بأن حكمهم وقوانينهم مأخوذة من " القرأن " ومن " السنة" ومن سيعترض يصبح رافضاً لكتاب الله الحق المتعالى عن الصغائر والكبائر, ومُنكِراً لسنة نبية وحبيبه المصطفى .. وسيصنف كمعارض للدين وتجب مقاتلته .
وسيقولون بأن كل من ينادى بأن يحكمنا قوانين بشرية " علمانى " كافر مُلحد لقيط و أن مرجعية العلمانيين هو إبليس عليه لعنة الله , والعلمانية فى مفهومهم تعنى "اللادينية" والعلمانية هي السلطة التي أقصت سلطة الكنيسة في المجتمع الغربي، وعزلت الدين عن الدولة وقيدته بالفرد، جعلته حريته التي لا تتجاوزه إلى غيره، فهي في أصلها حركة تمرد على التدين بدين ، لذا فهي مذهب يحارب كل الأديان ، وسيقولون بأن كل الأديان بعد بعثة الرسول محمد باطلة لقوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) وبما ان المسيحية باطله فهى إذن لا تستطيع ان تواجه هى واليهودية " العلمانية " اما فى حال تصدى الاسلام لها " العلمانية" سيقهرها لأن الاسلام مدعوم من رب العرش تبارك وتعالى وقد تكفل بحفظه وبتوفير النصرة للجند المخلصون لتعاليم ربهم, وسيقومون بهَبة رجل واحد ضد كل من يريد ان َيسَتبدل شرع الله وتعاليمه التى هو أدرى لما وضعها .. حيث انها خلقها عندما خلق الحياة .
ولابد للبشرية كلها " جمعاء " ان تقر بأن هدى الله هو الهدى وغير ذلك فلا مجال الا لقوله " لا تسئلن عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" ودعنا من العلم وما سيأتى به علينا من أهوال ستفوق أهوال عذاب القبر والثعبان الأقرع وما إلى غير ذلك بل سيفوق أهوال يوم القيامة والذى لهوله وعظمته أقسم به
" عز وجل " حينما قال " لا اقسم بيوم القيامه",
ودعك من العلم ومنجزاته وما يخالف ما قال به الله عز وجل وما أشار أليه فى كتبه سواء كانت أشارات واضحة أو مبهمة عنده هو فقط تفسيراتها .. وستحظى بالجنة وحور العين فيها وغلمان بقوارير أذا رأيتهم حسبتهم لألئ منثورة .. ساعتها ماذا ستختار .. نار تصلى بالسعير والتى تستجير منه النار ذاتها أم جنة عرضها السماوات والارض ولا تسئل عن هذه الجنة التى عرضها السماوات والارض ولا تسئل عن النار ومكانها إذن .
وسيقفون ضد كل من يقول مثلاً بأن العلمانية مرجعها هو العلم بإعمال العقل ومتابعة الظواهر ومحاولة قراءة الأحداث بنهج منظم وأهم ما فيها هو فصل كل ما هو دينى عن كل ما هو متعلق بقوانين تنظم علاقات المواطنين فى المجتمع وبالتالى هى لا يمثلها لا شخص ولا دولة .
وسيقولون بأن الدين الإسلامي لديه رؤية شاملة لكل نواحى الحياة، سواء كانت حياة الفرد أو حياة المجموع " المجتمع" ، بينما المسيحية ذات بُعد روحي تُنظم حياة الفردِ مع ربه فقط .
وَسيُحقرون من كل دعاة الديمقراطية أو الدولة المدنية وسيقولون بأن بديل الدولة المدنية دولة " دينية" وان مفهوم المدنية مفهوم لقيط غربى كافر ومُستحدث من جملة ما أبتلينا به من إتباع لسياسات وتعاليم وثقافات الغرب الكافر ..
وبأن الديمقراطية التى يتشدق بها دعاة التحرر للأنسانية هى دعاوى قذرة ..
وأن كل من يقول وينادى بدمقرطة الدولة إن هو الا منادى بتغييب مبدا الحاكمية " وهو الحكم
بأمر الله كما قال تعالى " إن الحكم الا لله" .
هم الان يقولون بأنهم يوافقون على الديمقراطية وصناديق الانتخاب ولكنهم سيقولون بعدما يكونون فى الحكم ويرتكزون على راية " جند الله" لا للحكم بقوانين البشر العرجاء ومبادئ الاغلبية والحكم بصناديق الاقتراع .
سيقولون بأن هناك عقيدة نؤمن بها وبتعاليمها , وبأنه لا يوجد ما يسمى بالمساواة المطلقة بين المسلم والكافر " المسيحى واليهودى" فلا يصح أن نساوى بين من يعبد رب العزة تعالى قدره ومن يسجدون للصليب ويبكون لحائط صخرى .. لا توجد مساواة بين أتقى الناس وشرهم .
وسيقولون بانهم ضد هذه الدعاوى التى تنادى بالحريات وحقوق الانسان لأنها فى الاصل دعاوى لتحليل المنكرات والمحرمات وأباحة السفور والفجور والفسوق بدعوى انها حريات شخصية .
سيقولون بأن الطامة الكبرى ستكون أذا ما فكر أحد الكفار من عبدة الصليب ان يتولى امر بلادنا ورعيتنا بحجة تداول السلطة وخرافات التعددية وأختيار بين اكثر من فكر وعقيدة وبرنامج, لأن هذا التداول السلمى سيؤدى الى ضياع البلاد والعباد وستحكم بالكفر والبهتان والفسوق والفجور على أيدى مجموعات كافرة نجسة مشركة .. بعد ان كانت البلاد تحكم على يد ألاطهار ألاخيار السفرة الأبرار منفذى أوامر وتعاليم الرب الكريم ..
سيقدمون كذلك كل من يفكر أو من يقول بأن فى ممارسات المسلمين جزء من عادات الوثنية او الجاهلية الى ان يقرر نهايته بنفسه أما ان يتراجع عن كل فكرة من الممكن ان تخالف امراً لعلمائهم الذين لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم "ولا من خلفهم" أو أن ينفذ فيه جزاء ردته وكفره ومخالفته لأحد المعلوم من الدين بالضرورة وما تواتر وتناقل ..
أما بالقتل أو بالنفى أو بالحرق .
ومصيبة المصائب عندهم أذا صرح أحد وقال بأنه لا يعتقد لا فى وجود رب أو وجود رسالات سماواية عندها سيصبح ممن لابد من أجتثاثهم من على سطح الارض التى كُرم بها بنى أدم,.
فلا توجد حرية للتعبير عن الاعتقادات او الافكار ..وأن كانت الديمقراطية ستكرس لفكرة :" انه لا يوجد من هو فوق النقد فبئس ما قدم دعاة التمدن والديمقراطية وسيحاربوا وسيصلبوا وستقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف ..
عندما يقول دعاة الديمقراطية بأنه لابد من وجود أحزاب تعبر عن أفكار واتجاهات مختلفة لإدارة البلاد فلا يمكن أن يتركوا هم وديمقراطيتهم فلا يوجد ما يبرر ان تكون هناك احزاب تثير الفرقة بين جماعة المؤمنين والتعددية فى اصلها مبدأ من مبادئ المستعمر الغاشم الكافر ..
والاحزاب ستكون أحزاب كافرة تقوم على أفكار ليبرالية أو أشتراكية أو قومية وهذا كله بغريب عن الاسلام والغريب ينفى ويترك .. وكذلك ستكون احزابهم نواة لمساعدة اعداء الأمه .
فإن قال قائل وما البديل للديمقراطية إذن والتى نراها قذرة نتنه فسنقول :
لا بديل لشرع الله وليس فى شرع الله ديكتاتورية أو إقصاء .. البديل هو الاسلام والذى لم يترك شئ الا وقال فيه .. ووضع علاجاً ناجياً ناجحاً لكل مشكلات عصورنا وعصور من سبقونا ومن سياتون خلفنا !!.

وكما قال تعالى" والله يقضى بالحق ".
وقال تعالى " قل ان هدى الله هو الهدى ".
وقال تعالى " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكوين- بمواجهة اتهام -الإلحاد والفوضى- في مصر.. فما هو مركز


.. الباحثة في الحضارة الإسلامية سعاد التميمي: بعض النصوص الفقهي




.. الرجال هم من صنع الحروب


.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية




.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي