الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعامة ركيزة أساسية في ثالوث الاصلاح - زعيم-مواطن-وطن

مهند عبد الرحمن

2006 / 4 / 18
المجتمع المدني


مع بداية الألفية الثالثة بدأت مصطلحات سياسية عديدة تغزو الاعلام العربي,بدءاً من دمقرطة الاسلام و انتهاءً بالاصلاح السياسي و قبلها مصطلحات مثل المجتمعات المدنية و الجمعيات الأهلية,و كل هذه المسميات معطلة تحتاج للتفعيل و إعطاء دور لها للمشاركة في تحسين أوضاع البلاد و نشر الديمقراطية, طبعاً نشر الديمقراطية الحلم من أولويات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على هواها و طرقها الخاصة.
مع بداية سباق العجزة المحموم (للقادة العرب ), تبين للعالم بأسره من الطفل للكهل بأن العرب تنقصهم الزعامة الحقيقية.
و فقدان الزعيم المجسد لللآمال و طموحات الشارع ما هو إلا دليل على عقم عقلية و فكر الأنظمة الاستبدادية على مدى عقود من ممارساتها الاضطهادية لأصحاب الفكر والثقافة.
من أولويات الأنظمة في برنامجها الإصلاحي أمن النظام و استقراره لا أمن الدولة و تحسين الوضع المعاشي للمواطن العربي.
نعم الزعماء الحقيقيون رهن الاعتقال و الاحتجاز يقبعون في سجون الأنظمة, التي لا تقل إجرامية و دموية ممارساتها عما جرى في سجون أمريكا من أبو غريب إلى غوانتانامو .
قديما الزعيم هو سيد القوم الذي يحمل كاريزما القيادة إلى جانب قوته و حمل هموم الفرد و تحقيق طموحاته دون أن يستجدي أي نفع مادي له أو أي شيء لمصلحته الشخصية, و يكون شغله الشاغل تحسين صورة الفرد المواطن و جعله في مصاف الإمبراطوريات والدول القوية فأين القادة العرب من ذلك ؟!!....
اليوم القادة العرب وصلوا إلى مرتبة محترفي السياسة بمعناها السلبي, أي أصبحوا أصحاب فن المساومة و تقديم التنازلات الذي هو شرط بقائهم على كرسي السلطة, يجعلون من المواطن العربي عدوهم اللدود بدلاً من الاعتماد عليه و تشجيع ممارسة
الديمقراطية و حرية التعبير أو حتى إجراء انتخابات حرة نزيهة و ديمقراطية.
معظم المفكرين أجمعوا على شروط نجاح أي زعيم سياسي بما يلي:
* أن يكون قدوة للناس في أقواله و تصرفاته مع تطابق شبه كامل بينهما .
* أن يحسن تقدير أهمية القضايا الاجتماعية من الناحية الفكرية و الأخلاقية.
* الاعتماد على الجماهير الشعبية بعد التعرف على نفسيتها من خلال تعزيز المواطنة و حرية الرأي و التعبير.
* أن يكون قوياً و حليماً و خطيباً بارعاً يعتمد على تأثير قوة الكلمة.
فأين الرؤساء العرب و الاعتماد على الجماهير ؟!!
لا نرى سوى انتخابات الحزب الواحد, و فرض على النظام البرلماني حشد قطيع من الأصفار يسهل توجيهه, لا مجلس تحتشد فيه الكفاءات بحيث يظل القائد للدولةممسكا"بالخيط من وراء الستار بعيدا عن كل مسؤولية, فبعض الرؤوساء بشر بالعديد من المشاريع و الأطروحات ذات العناوين الخادعة و الهالة المزيفة, ثم مع مرور الزمن تبين للقاصي و الداني كذب و خداع أو ربما فشل هذه الطروحات التي تحولت إلى أقوال جوفاء ليس فيها ما يستهوي الناس,إنهم يخدعون الشعب و يتظاهرون بالحرص على المصلحة العامة و ما تظاهرهم إلا ستار لإخفاء مطمحهم الحقيقي في تشييد صرح مجدهم على أنقاض الوطن و المواطن و حشو جيوبهم الفارغة.
ألم يجعلوا المواطن يحلم برغيف الخبز و تأمين متطلبات المعيشة, و أبسطها السكن المتواضع و ماذا عن البطالة و البطالة المقنعة و عن الفساد و المحسوبيات ؟!!...
ماذا عن القضايا المصيرية و نتائج القمم الاحدىوالثلاثين و القرارات المعتقلة في أدراج الجامعة العربية.أنهم يروجون للماسونية من خلال الفكر الاستهلاكي الهادف إلى جعل المواطن العربي يظهر عورته في الشارع دون خجل.
محترفو السياسة هؤلاء عقيدتهم انعدام العقيدة مع تفنن في الكذب و الخداع و يخوضون اليوم نضالاً بطولياً في سبيل إبقاء البقرة الحلوب لهم و لأنصارهم
و بدل أن يجعلوا المواطن شريكهم السياسي جعلوه عدوهم فيما إذا طالب بمواطنته كأبسط حق له, و ما ينطبق على الفرد ينطبق على أي جماعة أو حركة تتجه للعمل السياسي, لأنهم يخشون من بداية نهاية أنظمتهم.
أين القادة العرب من صلاح الدين الأيوبي و محمد علي باشا و سعد زغلول و جمال عبد الناصر ؟!!
ما يحز في القلب قصة الشيخ العجوز الذي مر بامرأة في الصحراء تبكي لوحدها, فسألها السبب أجابته بأن الذئب أكل ولديها في هذا المكان فقال لها: ألا تخافي أن يعود الذئب و يأكلك, فقالت لا, بل أخاف عندما أكون في القرية, على الأقل في الصحراء يوجد قانون شريعة الغاب أما في (البلد) لا يوجد قانون أو شريعة تحميني فلقد انحطت البلاد إلى أبشع درجات الحيوانية.
فلو وجد زعيم في هذه البلاد ما كانت امرأة أو أي إنسان يقول ذلك, فالزعيم هو الذي يوحد تربة جيدة صالحة للإصلاح المنشود من خلال قرارات جريئة تخدم المواطن و تشعره بمحبة الوطن, ما نحتاجه هو زعيم ليكتمل ثالوث الإصلاح المتمثل بالزعيم و الوطن و المواطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو


.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين




.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا




.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب