الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا علينا الحفاظ على تراثنا الشعبي من الإندثار

محمود الشيخ

2019 / 1 / 23
المجتمع المدني



لماذا علينا الحفاظ على تراثنا الشعبي من الإندثار

بقلم : محمود الشيخ

منذ نشأت القضية الفلسطينيه وتراثنا يتعرض لمحاولات اما التهميش او الإندثار او الإحتواء والصاقه بخصومنا فكثير ما نسمع عن ان غيرنا هو صاحب صحن الحمص او قرص الفلافل وتجرؤوا في التعدي علينا بمحاولة الصاق حتى صورة القدس على ملابسهم ليس هذا فحسب،وكثيرا ما ينشرون افكارا بأن اطعمتنا وهي جزء من تراثنا انهم هم اصحابها وطبعا معروف من يقوم بهذه المحاولات،وكأن شعبنا بلا عادات ولا تقاليد ولا تراث،وهو صاحب كل هذه،صدف قبل عامين ان دخلت مطعم شوارما في ميامي امريكا انا وصهري زوج ابنتي،تفاجئت بملصق كبير يحمل صورة القدس،نظرت بإتجاه كل الجالسين،فإذا بهم يهود يتحدثون اللغة العبريه،حتى صغيرتهم لا يتحدثون معها الا بلغتهم العبريه،تأثرت كثيرا من انهم ينسبون اولا رغيف الشوارما لهم وثانيا ينسبون القدس لهم،ثم انهم في امريكا لا يتحدثون بلغتها الإنجليزيه بل بلغتهم العبريه،واما العرب هناك وعددهم يفوق ال (7) مليون حسب احصاءات دائرة الإحصاء المركزي، وتأكد الدائره ان عدد العرب اكبر من ذلك الا انهم عندما يرسل لهم اوراق لتعبئتها لا يفعلون خوفا اما من طردهم كونهم لا يحملون اقامات فيها او خوفا من الضريبه،ولهذا عدد العرب يفوق كثيرا هذا الرقم فمثلا عدد اللبنانين في امريكا يزيد عن نصف مليون حسب الإحصاءات الامريكيه،لكن المؤسف عند العرب انهم لم يحافظوا لا على لغتهم ولا على عاداتهم،وحتى علاقاتهم ببعضهم بعضا فقط في المناسبات،مبررهم في ذلك ان الإنجليزية اقرب لهم في ايصال ما يريدون بالسرعة الممكنه لأولادهم،ولذلك اول ضحايا الهجره هي اللغه وثانيا الحس القومي،اذ تنشأ لدى ابناء المغتربين طالما انهم بعيدن عن اوطانهم ولا يتحدثون لغة شعبهم ولا يعرفون جغرافية وطنهم ولا يعرفون شيئا عن عاداته وتقاليدده،ينشأ لديهم حس العدمية القوميه،بل هم اقرب للإنتماء لأمريكا اكثر من الإنتماء لأوطانهم وقوميتهم،وان سألت اين منهم انت عربي او امريكي يمكن خجلا منك يقول لك (هاف انهاف) السبب في ذلك ان ابائهم لم يهتموا في ترسيخ لا اللغه ولا العادات ولم ينموا الحس القومي لدى اولادهم لذلك اصبح هؤلاء في حالة ضياع والخاسر نتيجة هذا الأسلوب هو الوطن طبعا،لنأخذ مدينة رام الله نموذجا لذلك نسبة 99.9% من اهل رام الله في ديترويت وبرولكن وغيرها من مدن امريكا غالبيتهم لا يعرف رام الله رغم المؤتمرات السنويه التى يعقدونها للحفاظ على وحدتهم وتعارفهم لبعض الا انهم في النتيجة النهائيه رام الله خسرتهم،فرام الله اليوم ليست رام الله قبل (60) سنه مثلا،غالبية سكانها من غير اهل رام الله وبيوتهم يقطنها اغراب ليست لهم وحتى اجورها اليوم لا يعرفون لمن يدفعونها،هذه هي النتيجة الحتميه للإغتراب،والبحث عن المال،ثم عند زيارتهم لرام الله تجد لباسهم امريكي صرف يأتون حتى الكبار منهم ( بالبرنيطه) والشورت،واللغه انجليزيه.
لكن نساء فلسطين في امريكا حريصات على ارتداء الثوب الفلسطيني في الأعراس تتزين فيه رغم تكاليفه الباهظه والذى يصل احيانا الى اكثر من الف دولار ونيف،انما يحرصن على خياطته في الوطن لدى اما مقاولات خياطه او خياطات يتقن فن الخياطه وبأشكال والوان مختلفه،متشحات فيه وهن يصلن ويجلن في قاعات الفنادق هناك على انغام الأغاني العربيه التى تصدح في سماء امريكا عن طريق مغنيين فلسطينين الا ان الأغاني ليست التى كانت في ماضي العصور التى كانت النساء تبدع فيها ولها معاني عميقة تدل اما على واقعنا الحياتي او على عظمة العائلة التى تنتمي المغنية لها،وفي دبكة فلسطينية بحته تشير الى استمرارتمسك الفلسطينين بها،تطوق اعناق الرجال الكوفية الفلسطينيه،إما مرسوم عليها فلسطين من جهة والأقصى من جهة اخرى او علم فلسطين من جهة والقدس من جهة اخرى،في هذه المناسبات يلتقي الناس حتى الأقارب وفي الأتراح كذلك وباقي ايام السنه تكون لقاءاتهم اما على التلفون او عندما يأتون زيارة الى اوطانهم بسبب انشغالهم في محلاتهم التجاريه،حتى اولادهم يرونهم ايام الأحاد في العطلة الرسمية في امريكا،هنا اعتب على فلسطيني امريكا الذين خسر الكثير منهم اولاده بسبب عدم اهتمامه في ترسيخ عاداتنا وتقاليدنا ولغتنا العربيه،مما تسبب في ابتعاد هؤلاء عن حسنا القومي ولذلك لا يمكن ان يفخروا في قومية ابائهم،صحيح ان ( رشيده طالب ) التى اصبحت عضو الكونغرس الأمريكي وارتدت الثوب الفلسطيني بإفتخار قوي يبدو واضحا ان اهلها مكنوها من عاداتنا وتقاليدنا ونموا الحس القومي لديها،الا انني حسب ما شاهدت وانا في امريكا وحسب مسموعاتنا ان الغالبية العظمى من فلسطيني امريكا لم يفعلوا ذلك،ولذلك وطننا ربح العمارات وخسر العائلات.
ان تمسكنا في تراثنا الفلسطيني الذى يميزنا عن غيرنا من الشعوب حتى العربية منها وخاصة الثوب الفلسطيني بعد ان اندثرت (الديمايه والحطه والعقال او الكمباز) هو تمسك بهويتنا الثقافيه وهو يشكل عنوان حضارتنا وثقافتنا وهو اجمل اللباس في الكون في الوانه وطريقة حياكته فلكل منطقة من مناطق فلسطين لباسها المختلف عن المنطقة الأخرى الا انه تعبير عن حصاد تاريخ سنين مرت به المنطقة وتغيرت من تاريخ لتاريخ،لكن حافظ في جوهره على جماله ورونقه وتزينت النساء به بأجمل صورها،ويبدو ان النساء اكثر التزاما وتمسكا بتراث شعبنا من الرجال الذين تركوا لباس ابائهم (الكمباز والحطة والعقال ) واللباس يتطور حسب تطور البلاد الإقتصادي وعلاقاتها الدوليه، ان حفاظ النساء جاء من منطلق انه الأكثر جمالا والأكثر تميزا عن لباس الشعوب الأخرى سواء في المنطقة العربيه او باقي اصقاع العالم،فهنيئا لنساء فلسطين،لكن الملاحظه ان الثوب يرتدى فقط في المناسبات او في الأعراس فقط وباقي ايام السنه اما في جلباب او اللباس الأخر بنطال وبلوزه او قميص،المهم ان الثوب الفلسطيني تم الحفاظ على لبسه من نساء فلسطين،وهن الأكثر تمسكا فيها،لاحظت ان مجموعة مسارات (رحلتنا) ...تقوم اثناء رحلاتها في مختلف مناطق فلسطين وتراعي في قيامها ابراز نوع اللباس الذى ترتديه وتقوم بعرضه سيدة رائعه اسمها ( كوثر طه ) من رام الله وهي المتطوعه بقوة في ابراز ثوب اي منطقة يقومون بزيارتها،والملفت للإنتباه ان هذه المجموعه تشعرك قبل الترحال معها انهم عائله واحده وانهم من مختلف مناطق الضفة الغربيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون