الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاجس التكفير الوهابي؟

كمال رزق

2006 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما أسهل أن تتهم بالكفر أي شخص مهما بلغ من إيمانه( حتى بالمعنى الوهابي للكلمة) وبالمقابل وما أصعب أن تعطي صك براءة من الكفر أو الخروج عن مبادئ الإسلام( وخاصة بالمعنى الوهابي للكلمة).
ما أسهل أن تكفر الشيخ الأكبر محيي الدين( ابن عربي) وتتهمه بأنه ماحي الدين وليس محيي الدين؛ وأن تلعن ابن رشد في قبره دون أن تقرأ له جملة واحدة ( يكفي أن غيرك يلعنه).
ما أسهل أن تتهم بالإلحاد فرج فودة و تقتله؛ ونصر حامد أبو زيد وتلغي أحلامه الصغيرة( التي كانت فقط بحجم خيبات الأمة) ؛ وجمال البنا وأحمد صبحي منصور... وغيرهم الكثير وتتوعدهم بالقتل أينما ثقفوا!!!
ما أسهل أن تكفر حتى أحد أشهر الدعاة الجدد عمرو خالد( ولو أنه –برأيي- هو التكفير االأكثرعدلا لو كان في التكفير عدل ) فمن اتهمه* بالإلحاد كانت حجته أن عمرو خالد ينطق بكلام وينسبه إلى الله؛ وهذا ما قد يستطيع عمرو خالد نفسه اتهام ذاك الوهابي به ؛ فطبعا هذا الوهابي النابغة هو وأمثاله يفتون ويكفرون ويقتلون ثم ينسبون كل ذلك لله؟؟
أوليس هذا أكبر دليل على أن سيوف التكفير آتية إن آجلا أم عاجلا على رقابنا جميعا مهما حاول (المخطئون) نفي التهم عنهم كي يأخذوا صكوك الغفران من أئمة التكفير؟
حينما أفتى ابن تيمية( ماركس الوهابية) في معرض كلامه عن الفرق الباطنية: وإن أظهروا الشهادتين فهم كفار باتفاق المسلمين.... أي لا يتعبوا أنفسهم فهم كفارا مهما حاولوا إثبات براءتهم من الكفر( وللعلم فلو نطق أحد أفراد القبائل في غابات الأمازون- الذي لا يعرف إلا الكتابة بالرسم على جذوع الأشجار- بالشهادتين لصار مسلما باتفاق المسلمين... أما هؤلاء فهيهات) وكان على تلك الفرق الباطنية إما أن تأخذ بفتوى ابن تيمية وأمثاله وتخرج من الإسلام إلى غير رجعة؛ أو تبقي على اجتهادها الفكري والفلسفي من داخل التراث الإسلامي؛ وكان خيارهم الثاني لحسن حظ الإسلام الذي قدموا له فكرا مغايرا عن السائد وفلسفة روحية عقلية لم يصل إليها التراث الإسلامي لولاها.
حينها كان هؤلاء لا يعنيهم انتقاء الأدلة التي تبرهن على انتمائهم للإسلام التقليدي الأشعري؛ لأنهم أدركوا أن هذا سيقلص من طموحاتهم كثيرا ويقلل من شأن مكاسبهم الفكرية والروحية التي تميزوا بها.
فالحضارة الإسلامية لم تقوم إلا على هذا التنوع الفكري والعلمي والفلسفي بين جميع مذاهبه وطوائفه ؛ بل وأكثر من هذا: فلولا مساهمة المسيحي واليهودي في تلك الحضارة لما كانت أصلا( أما الآن فيحاول السلفيون بناء حضارة من رحم الطائفية والعداء للأخرين)
ولبعض مفكرينا المتنورين نقول:
لا تضيعوا جهودكم في بحث دائم عن أدلة لإثبات إيمانكم ؛ فأنتم – يا سادة- من يقع على عاتقه قبل كل شيء نشر مفاهيم التنوع والتعددية واحترام الأفكار المخالفة في عقولناالتي تشيخ من العصبية والحقد على الآخر(أي آخر).


==================
*حين سئل الدكتور (عبدالله بدر): لماذا كفرت عمرو خالد على منبر الجمعة.. هل التكفير شىء سهل لهذه الدرجة؟ هل تكفرون بعضكم البعض بهذه السهولة؟ كان رده :
هو عمل حلقة عن دور الفن فى صناعة الحياة، فإذا به يختم الحلقة بالعبارة التى سجلتها حرفيا، كان يقول بأعلى صوته: «يا فنانين انهضوا بالفن علشان ربنا يوم القيامة هينادى على الفنان ويقوله: يا فنان أنا اديتك موهبة، ماذا فعلت بها؟ فإن كنت أحسنت ربنا هيقولك: يا فنان ادخل الجنة!». أنا أسأل من الذى يملك أن ينطق بكلمة وينسبها إلى الله ما لم يخبر بها الله سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 154-Al-Baqarah


.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م




.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي


.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه




.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد