الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تزوير التاريخ دون التفكير في تطور علوم البحث و التمحيص مع تطور الفكر

بلعروسي نبيل

2019 / 1 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


روى البخاري (2652)، ومسلم (2533) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ).

قال النووي:
"الصَّحِيحُ أَنَّ قَرْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّحَابَةُ، وَالثَّانِي: التَّابِعُونَ، وَالثَّالِثُ: تَابِعُوهُمْ "انتهى من" شرح النووي على مسلم " (16/85) .
و قال ابن عثيمين:
" قوله: (خير الناس) دليل على أن قرنه خير الناس، فصحابته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل من الحواريين الذين هم أنصار عيسى ، وأفضل من النقباء السبعين الذين اختارهم موسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وهذه الأفضلية أفضلية من حيث العموم والجنس ، لا من حيث الأفراد ، فلا يعني أنه لا يوجد في تابعي التابعين من هو أفضل من التابعين ، أو لا يوجد في التابعين من هو أعلم من بعض الصحابة.

فنستخلص و حسب فقهاء التراث، فإن القرون الثلاثة هي الأجيال الثلاثة الأولى، كما ذكروا مرارا.
أي: الطبقات الثلاثة الأولى في الأمّة.
طبقة الصحابة، ثم طبقة التابعين، ثم طبقة تابعي التابعين.

و حين نمحص أول قرن و هو قاعدة الأخذ و الرواة، و لا أريد أن يفهم قولي أني أشكك في أصحاب النبي رضوان الله عليهم جميعا، إنما في من حولهم، منهم، القليل من المؤمنين الصادقين من أهل القريتين، ثم حديثو الإيمان من خارج القريتين، و من كان تابعا لـملة أخرى، مثل اليهودية و النصرانية و حتى المجوسية، و من آمن بالرسالة المحمدية ظاهريا و دخل في زمرة الأمة من زمن النبي صل الله عليه و سلم، و هو منافق غير معلن.
فالمواقف و الأحداث التي وقعت توحي بوجود صدع و اختلال في تلك الحقبة، من المصداقية التدقيق فيها لفهم ما ترتب عنها، من نقل لروايات عن سيرة النبي صل الله عليه و سلم و صحابته.
و من بينها أهم أول الأحداث التي كانت كامتحان لصلابة و اجتماع الرأي و التماسك بين المؤمنين.
- حُرُوْبُ الرِّدَّةِ، و هي سلسلةٌ الحملات العسكريَّة التي شنَّها المُسلمون على القبائل العربيَّة التي ارتدَّت عن الإسلام بعد وفاة الرسول مُحمَّد (ص)، خِلال الفترة المُمتدَّة بين سنتيّ 11هـ و12هـ، المُوافقة لسنتيّ 632م و633م.
- موت أبو بكر الصديق بروايتين إحداهما بالحمة الشديدة و ثانيهما مسموما.
- مقتل عمر بن الخطاب بعد عودته إلى المدينة المنورة حيث طعنه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر.
- مقتل الخليفة عثمان بن عفان في أعظم فتنة سنة 35 هـ.
- معركة موقعة الجمل التي وقعت في البصرة عام 36 هـ بين قوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل.
- اغتيال ابن ملجم الخارجي عليًا لعلي بن أبي طالب.
- تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية عام 41 هـ وفق عهد بينهما حسب الروايات؟؟؟؟ ( قصة تحتمل الريبة لأن الحسن كان زاهدا للملك و معاوية يريده مهما كانت الوسائل).
- تأسيس معاوية الدولة الأموية واتخذه دمشق عاصمةً لها.

و يأتي فقهاء العصر السلطاني الأموي و العباسي تحت غطاء الخلافة الإسلامية و المغيبة لأهمية الشورة خاصة، لإقناعنا بصحة الحديث المختلقة، لتلميع مرحلة، هم بحاجة لها لكي يثق الناس في روات تلك الفترة. و يستطيعون تطويع السيرة و أقوال النبي لخدمة سلطانهم و نفوذهم.


و من ما ترتب عن ذلك لتطويعها، إجازة الفقهاء في تأليف القصص و الكذب في سبيل الدعوة و هذا إلى يومنا هذا. و يراوغون حين يسألون بأن المقصود أن الكذب كله حرام إلا ما استثناه الشرع.

فمن ذلك نقلهم لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس. رواه الترمذي وحسنه.
وعن أم كلثوم بنت عقبة قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا أعده كاذباً: الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها. رواه أبو داود وصححهما الألباني.

كل هذا يأكد، تحويل أقوال النبي صل الله عليه و سلم و تقنينها و الإضافة عليها و اختراع عشرات، بل مئات منها بغية التحكم في الناس و تسييرهم لخدمة رغبات السلطان مهما طلب، و مهما صدر منه، و من خرج عن سلطته أو توجهه الفكري، فيوصف بشتى الأسماء و أرذلها، و سهل هذا كثرة الجهل بين العامة و قلت من كان يشتغل بالعلم و منهم كثر تحت تحكم السلطان و قليل كانوا أحرار الرأي، إلا أنهم هيئوا منذ نعومة أظافرهم بعقول حفظت ما لقنة به.. فلم يزيدوا الأمة إلا توقفا عند القرن الذي بدأ فيه السلطان يخط أصول الفقه المقنن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا