الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الشيخ والمريد وما لها ب-الأستاذ المعجزة- وتلاميذه من اتصال.

رشيد الطاهري

2019 / 1 / 27
التربية والتعليم والبحث العلمي



قبل غلق معاهده بقليل وبعد خرجاته الإعلامية المستفزة، كنت قد كتبت على ظاهرة المنياري بضعة أسطر مركزة ضمن خربشاتي الفيسبوكية، وها أنذا الآن أعيد الكرة وبأسلوب أكثر وضوحا.
أولا دعونا نتفق.
المسمى "المهدي منياري"، ليس أستاذا البتة!! وإلا فمن أي مركز تكوين تخرج؟؟
وأي مفتش تربوي معتمد أقر بكفاءته المهنية كي يحمل لقب أستاذ؟؟
طبعا وإيمانا منا بمبدأ الحرية الفردية يحق لأي كان أن يسمي نفسه مايشاء "أستاذ" "مفكر" أو فيلسوفا حتى، لكن تقليد القرد لمشية الأسد لا يجعل منه أسدا مطلقا.
إن ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع ليس تهافت المعني نفسه، بل ما أبان عنه غالبية الشعب المغربي بعد إعلان إغلاق معاهده من سكيزوفرينية صارخة، لطالما حاولنا تسليط الضوء عليها.
فكيف يمكن تفسير قيام الآلاف من الكائنات الفايسبوكية التي كانت تنتقد المنياري بين عشية وضحاها بتغيير موقفها منه، من الإنتقاد إلى المؤازرة والتضامن بمجرد أن تم توقيف المهزلة؟!!
أهي مقولة "أنا وأخي ضد ابن عمي، وأنا وأخي وابن عمي ضد الآخرين"، تم تجسيدها فعليا!! ؟
لقد تضامنوا معه بدافع العاطفة لأنهم من الشعب وهو من الشعب و الوزارة التي أغلقت معاهده بعد طول تماطل وانتظار من كوكب كبلر 186f الشقيق!!!
وكأني بهم يقولون كما قال الباجدة "لن نسلمكم أخانا"،
إنهم بذلك قد سلكوا طريق حزب العدالة والتنمية -الذي ينتقدونه- في الدفاع عن أخيهم ونصرته ظالما كان أو مظلوما.
إن هذا يجعلنا نعيد طرح سؤال العلاقة بين الأفراد والمؤسسات، بين المواطن والنظام السياسي الذي يحكمه.
وسرعان ما سنكتشف أن ثمة هوة عميقة تفصل بين الإثنين، وإذا ما أردنا تقصي أسباب هذه السكيزوفرينية ودوافع هذا التقلب والتذبذب في المواقف وحيثيات هذا الواقع الضبابي فسيقودنا البحث في نهاية المطاف إلى ما أورده "مصطفى حجازي" في كتابه "التخلف الإجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور"، ويمكن للقارئ أن يتصفحه نظرا لما يحتوي بين دفتيه من تفاصيل لا يتسع المجال لذكرها هنا.

إن الظاهرة المنيارية إن استمرت بلا تدخل من طرف الوصي على التعليم ستكون وصمة عار أخرى على جبين القطاع، وستجعل من المغرب وتعليمه - زيادة - أضحوكة للعالم.
بالله عليكم!!!
كيف لمهرج يحشد الآلاف ويقف على طاولة مستديرة ضاربا بكل الأسس والمنطلقات البيداغوجية عرض الحائط، في محاولة بائسة لتكريس و إعادة إحياء ما أطلق عليه باولو فرايري في كتابه تعليم المقهورين "التعليم البنكي" أن يسمي نفسه أستاذا.
نحن لاننتقد الشخص لذاته، ولا نملك أية تحفظات على شكله أو هندامه أو قصة شعره، نحن نؤمن أن ذلك يدخل في نطاق حريته الخاصة ولا ندينه كما يفعل البعض، بكل بساطة نحن نهتم بالمضمون لا بالشكل والمظهر وننتقد الفعل والممارسة.
ففي الوقت الذي نناضل و نعمل جاهدين على تقوية شوكة الثورة الفكرية التي لا تقوم لها قائمة إلا بتحرير و إعمال العقل، يخرج علينا "سيدهم المهدي المنتظر" عبر مواقع وصفحات الصحافة الصفراء ليقيم بين مريديه أولمبياد عجيب وغريب وهو الأول من نوعه في العالم يتم خلاله تقييم مدى قدرة إنسان على حفظ كلام بطريقة آلية وسرده بكيفية ببغائية مضحكة.
صحيح أن هذا يسائل بطريقة أو بأخرى واقع منظومتنا التعليمية، حيث يكشف نهج الدولة المثمثل في التركيز على التلقين ومحاصرة الفكر النقدي والإنتصار للنقل على حساب العقل، لكن هذا لا يكسب المهزلة المنيارية أية شرعية.

قد يقول قائل: "إنك تنتقد المنياري من منطلق كونك أستاذا مفلسا، حقودا حسودا وعدوا للنجاح".
نعم قد أكون أستاذا عاديا، مفلسا و نكرة، لكن في الآن ذاته أنا واضح وصريح ولا أشجع على الحفظ الأعمى ولا أزين الواقع لأحد طمعا في دراهمه ولا أبيع الوهم لأحد، أنا فقط أمارس دوري كمثقف، أنتقد وأقدم الواقع كما هو دون مساحيق تجميل.
إضافة إلى هذا ومن منطلق براغماتي نفعي، نحن لا نعارض ولاننكر حق أي كان في البحث عن مصدر رزق وصناعة الثروة، فذاك حق كوني لا مجال لنكرانه.
لكننا نعارض وبشدة أن يكون ذلك على حساب عقول ومستقبل المغاربة.
نعارض أيضا أن يتطاول تلميذ وطالب فاشل على أسياده الأساتذة الذين كانوا ولايزالون يحملون مشعل التربية والتعليم ويضحون بالغالي والنفيس من وقتهم ومجهودهم وراحة وسلامة أجسادهم بثمن بخس وفي صمت من أجل تعليم جهل هذا الشعب الذي يأبى أن يتعلم.
نعارض أيضا أن يتم الإسترزاق على حساب بؤس البائسين ويأس اليائسين المجهلين والمفقرين ضحايا تعليم مؤدلج فاشل.
إن هذا الإسترزاق لا يختلف كثيرا عن استرزاق الإسلاميين بالدين ومقدسات المغاربة والذي ندينه أيضا وبشدة.
فمن يتحدث عن النجاح ويستعير خطاب دعاة التنمية الذاتية ليحدو بذلك حدوهم في بيع الوهم واستغباء اليائسين، لا يختلف كثيرا عمن يعتلي المنابر ليدغدغ مشاعر البسطاء ويؤجج عواطفهم الدينية اعتمادا على الخطاب الديني من أجل كسب أصواتهم واتخاذها مطية للوصول إلى مراكز السلطة والمال.
أخيرا و حتى لا نكون عدميين مطلقين للأحكام المسبقة ولا مجحفين ناكرين للإنجازات دعونا نتسائل بمعية "المعجزة":
- ما الذي حققته وكان خارقا للعادة ؟؟
-ما هي القيمة المضافة التي جلبتها حتى تسمي نفسك "بالأستاذ المعجزة"؟؟
- هل بإمكانك أن تمدنا ببعض الإحصائيات الدقيقة التي تتضمن أرقاما ونسبا واضحة تثبث بما لا يدع مجالا للشك أنك تفعل شيئا ذا جدوى؟
-ثم هل تعتبر حصول مريديك على شهادة الباكلوريا أو حتى الإجازة نجاحا؟؟!
- هل يمكن مقارنة نجاح تلميذ فقير مفقر وبائس على شهادة الباك مع نجاحك في مراكمة ثروة هائلة في غضون مدة زمنية قصيرة؟؟
- ألا يجسد منحك لبعضهم مبلغا ماليا قولة غسان كنفانى"يسرقون رغيفك... ثم يعطونك منه كسرة... "
- ثم إذا كنت واثقا بنفسك وعملك وقدراتك ومؤمنا بمقولات التحدي والصمود التي تنوم بها مريديك فلماذا خرجت على "الفسابكة" في شريط مصور تبكي وتنوح كالثكالى لأنهم أغلقوا معاهدك لا ظلما بل باسم القانون؟؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد