الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاديان والوعي صراع وجود لاحدود

فلاح عبدالله سلمان

2019 / 1 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


.
الوعي كمفهوم عام هو معرفة الواقع وتمييز صوابه من خطئه عن طريق تفعيل العقل وادواته ، فهو ومن خلال التعريف يتبين انه يلعب دور الكاشف الذي يريك الامور على حقيقتها ، وبما ان كل انسان يمتلك الادوات التي تؤهله لفهم واقعه ورؤيته بشكل واضح فقد امتلك كل منهم الوعي وهو بذلك له القدرة على معرفة واقعه معرفة حقيقية ، الا ان ذالك الوضوح والبساطة في فهم الواقع دفع المتضررين الى ابعاد هذا العامل المهم عن حياة البشرية من خلال عملهم على "ايجاد المانع وعدم وجود المقتضي"، فالموانع التي وضعوها هيعلى سبيل المثال حرمة الخوض في امور لانها حسب دعواهم تؤدي بك الى الهلاك ، اما عدم وجود مقتضي فتجسد ذلك بوجود قوة خفية تمنحك ماتربد دون عناء او تعب ، وهذان الامران منعا الانسان من امتلاك الوعي .
الفرق بين صراع الوجود وصراع الحدود كبير جدا فبينما يبحث صراع الحدود عن مدى وحدود قضية معينة وعن الدائرة الاوسع للكل من الافكار المتصارعة ،يقوم صراع الوجود على الغاء ونفي كل طرف للطرف الاخر ، وهذا الامر متحقق بتمامه في صراع الوعي مع الدين او مع كل الافكار الماورائية (الميتافيزقا) عموما ، فلأن الوعي يكشف لك حقيقة الاشياء سيكشف معها حقيقة الخداع والتحايل والتشويه الذي يضعه المنتفعين من اجل تغير وجه الحقيقة وسيجبرك عندها على الغاء كل افكار الخرافة التي تنادي بها الغيبيات ، وبالمقابل سيعمل المنتفعون من الماورائيات على بذل قصارى جهدهم من اجل الغاء الوعي وتعطيل كل مايساعد على تفعيله ، ، اذن هنالك تحدي ، ولان اصحاب الغيبيات يملكون المخدر الذي ينجذب اليه الناس البسطاء وهم كثر كانت الغلبة لهم، اما الانسان الواعي فسيعيش حالة من الاغتراب نتيجة صراع داخلي تتنازع فيه رغبته في العيش وفق الحقيقة التي توصل اليها بوعيه ونفاق المجتمع وجهالته الحاكمة مما يضطره الى الهروب من الواقع والعيش في عزلة ، ولهذا تجد اكثر الفلاسفة والمفكرين كانو قليلوا الاختلاط بالناس ولم ينغمسوا بمجتمعاتهم ، بل يقتصرون في اجتماعهم على مجموعة تكاد تكون مالكة لنفس القدر من الوعي ، وهذا مايفسر ظاهرة عزلة المثقف الواعي في مجتمعاتنا ، ومن هنا اعتبر الوعي نقمة على اصحابه لانه سيسبب صراع داخلي والم فكري وعزلة مجتمعية ، وقد تفاقمت هذه الحالة عند بعض الفلاسفة والمفكرين عندما احسوا بالعجز التام فأختاروا الرحيل نهايئا عن هذا العالم .
وهنا لابد من الاجابة هلى سؤال وهو : هل ان جميع المؤمنين بالغيبيات لايملكون الوعي؟ .
ان الاجابة بحيادية عن هذا السؤال تقضي بالاعتراف بان هناك من المعتقدين بالغيبيات هم قمة في الوعي ومن الاجحاف عدم الاعتراف بذلك ولكن ، هنالك ثلاث امور يجب فهمهما ؛- الاول / ان الوعي يحتاج لعدم الانتماء والتجرد من كل مسبقات فكرية موروثة لانه والحال كذلك سيصاحب بحثه انحياز تأكيدي ، اي لابد ان يكون الواعي لامنتمي لان وعيه سيكون حينئذ غير محدود بالعكس عن وعي المنتمي.
الثاني/ ان الوعي يحتاج الى الاستمرارية في الادراك وفهم الواقع وتوأمت المستجدات مع العقل.
ثالثا/ ان المعرفة وان كانت هي الطريق الى الوعي الا انها ليس الوعي نفسه فالكثير منا يملك معرفة ولايملك الوعي الذي يعكس هذه المعرفة ويحولها الى ادوات لتغيير الواقع السيء.
وهنا يكون اصحاب الغيبيات مالكين للمعرفة الغزيرة ووعيهم محصور في طور انتمائهم اي "وعي المنتمي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي