الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غاية الحياة الانسانية

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2019 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عند اغلب المسلمين هناك معنى ضيق لوجود البشر فى هذا الكون ، وهو عبادة الله ويستدلون على ذلك بقوله سبحانه وتعالى فى سورة الذاريات : وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون
صدق الله العظيم

ويعتبرون ان العبادة هى غاية الله منا

وهذا لعمرى لايمكن ان يكون غاية الله من خلق عباده ، وايه ذلك ان اقصى وقت لاداء الصلاة اليومية لايتجاوز 5% من مجموع ساعات اليوم باعتبار خمس صلوات فى اليوم لا تستغرق الصلاة اكثر من اثني عشر دقيقة

أيضا الصيام يعادل ثمانية ونصف فى المائة من مجموع شهور السنة

اما الزكاة فهى تدفع فقط ممن يملك النصاب ومرة واحدة فى العام
اخيرا الحج فهو مرة فى العمر ولمن استطاع اليه سبيلا

وهذه الفروض يمكن اداؤها بيسر وسهولة ويؤديها اغلب المسلمين فى كل انحاء العالم بكل حماس واتقان ، ولكن هذه العبادة لم تصنع من امة المسلمين والعرب تحديدا امة ذات حضارة ؟

لماذا فى تقديرى لان المعاملات الانسانية المتسقة مع تعاليم الدين انهارت تماما منذ قرون ، حيث تفشت القذارة فى شوارعنا وبيوتنا وانهار الاتقان فى العمل ، والكذب اصبح عادة، والرشوة تمارس باعتبارها حقا لاجريمة ، والثرثرة والتدخل فى شئون الغير جزء من حياة المسلمين ، والعبوس على وجوه الناس ايما وجهت نفسك فانت ملاقيه ، والدجل والخرافة قرين تصرفاتنا ولا مجال للعلم ، اما عن اكل حقوق الناس بالباطل اقارب واغراب فحدث ولاحرج ناهيك عن القتل وسفك الدماء باسم الدين على المذهب والهوية مع الصياح بالله اكبر عند جز رأس الضحية

اذا القيم الا نسانية الاساسية لبناء حياة مستقيمة على الارض لاوجود لها فقط اداء مناسك وعبادات بكل دقة وامانة داخل جدران المساجد والبيوت ، ترى هل يمكن ان تكون هذه غاية الله منا

وعلى الجانب الاخر فى الغرب معاملات اروع ما تكون بين الناس وبعضهم البعض ، فى نقاشهم كانهم فى صلاة ، يختلفون ويتعاركون فى الصندوق الانتخابى ، عملهم غاية فى الاتقان والتجديد ، نظافة لاحل لها فى بيوتهم وشوارعهم ومنازلهم ومصانعهم ، الهدوء يخيم على الجميع وكان على رؤسهم الطير فى لعبهم وعملهم ومشيهم ، لاثرثرة ولا تدخل فى شئون الغير ، الرشوة جريمة محدودة ومذمومة والكذب جريمة لا تغتفر ، بالجملة معاملاتهم تتسق والقيم الانسانية والحضارية لذلك اصبحو سادة العالم بالعدل والحرية

وعلى جانب العبادات فى الغرب ايضا فقد صارت كنائسهم خاوية على عروشها تستجدى المصلين ، واصبح الذهاب الى الكنيسة طقسا كرنفاليا ليس الا ، وانهارات العبادات تقريبا فى كل انحاء الغرب

وعلى الجانب الاخر ايضا من علاقة الغرب بالاخر وخصوصا العرب والمسلمين فان الاخلاق والقيم العليا التى تحكم الغرب وبعضه لامجال لها على الاطلاق ، لغة القوة هى السائدة ولا مجال للاخلاق على الاطلاق ، يستولى الغرب على ثروات العالم بالمكر والخديعة والحيلة يسرق لتعيش شعوبه فى بحبوحة من من العيش ورفاهية

وان لم يستطع الغرب الاستيلاء على ثروات الاخرين بالمكر والحيلة استولى عليها بالقوة الغاشمة وقتل ودمر بلدانا وشعوبا ولو تطلب الامر منه ابادة حضارات كاملة من على وجه الارض كما فعل فى استراليا وامريكا

يفتح الغرب مصانعه للاسلحة ولكل ادوات الموت لينشرها بين شعوب العالم ليقتل بعضهم بعضا ويستولى على ثرواتهم
وينام الغرب بملء جفونه وكان من قتلو وشردوا ودمرت بيوتهم واوطناهم حيونات تمشى على اربع لابشر ينتمى الى ذات الجنس الانسانى للاوربين

والسؤال المثير كيف يفعل الغرب ذلك وينام قرير العينين معاملات تتسق وقواعد االاخلاق والحضارة والمساواة بينهم وبين بعضهم البعض وعكس ذلك وشعوب العالم قاطبة كيف يتسق ذلك مع اساس المسيحية الصلبة التى يدعى الاوربين الانتماء اليها

وهناك ايضا على الجانب الاخر فى الشرق كيف ينام المسلمين وقادتهم وهم يؤدون صلواتهم وعبادتهم ويرتكبون كل الموبقات والاثام وبعضهم البعض ـ والتى يستحيل ان تقيم حضارة او وجود انسانى ذا معنى
كيف يرى المسلمين انفسهم امام الله الذى يقفون امامه خمس مرات باليوم

لايمكن بهذا المعنى ان يفلت المسلمين من العقاب بل هم على اكثر تقدير يصنعون طريقا للخلاص الفردى بالعبادة البحته يفتقر للادمية والانسانية ولا اعتقد انه مقبول عند المولى عز وجل

فلا معنى لصلاة يعقبها كذب ولا معنى لذكاة يعقبها رشوة
فهى حياة ربما تكون روحية ولكنها خالية من الروح الحقيقية ولذلك يستحيل ان تقيم حضارة لانها بلا عمد
ايضا فى الغرب لامعنى للقيم الانسانية بين الغرب وبعضه ثم الفتك بالاخرين فهذا اهدار لايمكن فهمة لمعنى الحياة االانسانية واحترامها وحق الحياة المكفول لجميع البشر بصرف النظر عن دينهم وعرقهم ولونهم
اين يكمن الصدع فى حياة العالم ؟ هذا موضوع اخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-


.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف




.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم