الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أياد جمال الدين: يحق لرجل الدين ما يحق لغيره!

عماد نوير

2019 / 2 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أياد جمال الدين: يحق لرجل الدين ما يحق لغيره.!
ليس بالضرورة أن تسيء إلى الدين لتبدو للآخرين منفتحا و متحررا و علمانيا، الدين بصورته الصحيحة لا يتقاطع أبدا مع احترام حريات الآخرين، فقط أولئك الذين يعتاشون على فرض آراء خاصة بهم يروّجون إلى دين يقيّد الفرد و يحدّ من حركته.
هذان إذا نموذجان متطرفان، الأول ينتهج الحداثة من حيث السخرية من الأديان، و اعتبارها أفيون الشعوب حقا، و جرعات متواصلة من تخدير الفرد و عدم السماح له بالتّمتع بملذات الدنيا، و الثاني هو رجل الدين الذي يعتبر وجود الإنسان في الحياة مقتصِر على العبادة بطريقة تعسفية، تُحجّم عقله، و تستغل سذاجته، و تروج من خلالها رواياتا و أحكاما توافق مصالح السلطة و تدرّ على رجل الدين بالمنفعة من الحاكم و اكتساب مميزات استثنائية لا تمنح إلّا لرجل العمامة.
و هناك نموج آخر ، يُطلق عليه لقب الاعتدال، أو الوسطية، لكنه يفضّل لقب الحداثة و التجديد، كون الدين بقي خطاً أحمر لا يمكن الخوض فيه، سواء كان من قِبَل الكنيسة أو الجامع و الحوزة، أو باقي الديانات الأخرى، فأمر قدسية و حصانة المنهج الديني أياً كانت تسميته، لا جدال و لا نقاش فيها، فيعمد إلى تكفير و تفسيق كل من يطرح تساؤلا يحرج النظام الديني، بل يسفّه و يُرمى بالجنون كل من يتمرد على الكيان الديني.!
و هذا النموذج لا يُسقّط الدين بقدر ما يحاول أن يظهره بالصّيغة الحقيقة التي غطتها الخزعبلات و الترهات، فالمحدثون يأخذون على عاتقهم حمل الأمانة، و تحبيب الفرد بالدين، مع احترام خصوصياته و حريته الشخصية، و احترام كل تساؤلاته و استفساراته، و احترام كل معتقد آخر لا ينسجم و الطرح الذي يثقف له.
و في هذا النموذج الوسطي المحدث خرج الكثير، فأثْروا الساحة بمعلومات و إجابات كانت محط تساؤلات خفية لسنين و سنين، و قطعوا الطريق أمام المناكفين و المستهزئين بدواخل التراث، و ركيك الإرث، فتصدّوا للحركة الثائرة ضد الدين المسمّاة الإلحادية، و ناقشوها بالحسنى و المنطقية و العقلانية و بكل احترام و لطف.
لكن رجل دين معمم يحاول دائما أن ينال من الدين، و يستخف به، و يعطي عن عمد آراء ساخرة يمكنها أن تُنفر الفرد منها، هذا ما لا أجد له مكانا في المؤسسة الدينية، أو الخطاب الديني الموجّه.
أياد جمال الدين
يخلط بين الخطاب الديني و السياسي و السوقي، تحت حجة إنسانية رجل الدين، و التّثقيف لعدم تمييزه و جعله رمزا أو إلها لا يخطيء، فيسمح له التلفظ ببذيء القول، ما لا يسمح به الذوق العام، و لا يُقر به و لو لجهلة القوم.
ففي مقالين طويلين على التواصل الاجتماعي يجيز استخدام رجل الدين لمفردات مبتذلة و فاحشة، ساخرا من عدم سماح الخُلق بترديدها علنا هو وجودها فعلا (الاعضاء التناسلية للجنسين) و يفسر آيات بطريقة سوقية باللهجة العامية العراقية، ليضحك الناس و يحاول أن يُثبت إن الله يتلفظ بقرءانه بتلك الكلمات فعلام تنكرونها على رجل الدين، ثم يعزز بحثه بأحاديث للرسول صلى الله عليه و آله و أحاديث للإمام علي عليه السلام مدعيا إنهما يقولان قول البذاءة، التي لا يراها هو كذلك، و يستشهد بشعراء العرب في مواضع فيها تلك المفردات، ثم يتجاوز بالكلام القاسي على كل منتقد و متقاطع مع رأيه، ناسيا التسامح الديني و الخلقي، ثم يحذف و يحظر كل من يرد عليه بما لا يتناغم مع طرحه، و من لا يغازل اعتقاده.
هذا نموذج آخر يسيء إلى سماحة الإسلام و منادته للمسلمين بحسن الخلق، كأن هذ المفكّر تعهد أن يهدم الإسلام من حيث يبدو للناظر أنه يبني ذلك الإسلام.
عماد نوير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با