الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم الكون بين الإيمان والإلحاد

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)

2019 / 2 / 10
المساعدة و المقترحات



منذ القدم والعلماء يبحثون عن سر الوجود وكان غالبيتهم يوحون الى وجود إله خالق للكون ولهذه الحياة والملحدون في الحقيقة هم كانوا قلة وهم في الاصل تابعون الى المدرسة المؤسسة على النظرة الطبيعية للوجود وأن الطبيعة هي التي تفسر سر الوجود والتي كانت موجودة عند فلسفة بعض الفلاسفة قبل سقراط وكانوا هم المؤسسين للمدرسة المادية لكن لم تشكل حينها خطاً فكرياً عاماً بل كانت نزعات فردية ووجهان نظر مقابل الخط العام المؤمن
لكن قضية سر الحياة والموت والمآل كانت تؤرقهم
فالقضية كبيرة عند التأمل فيها لذلك أسس اليونان دون دين ولا أنبياء
علم خاص وأسموه بـ علم الخلاص؟
لأننا نعيش والموت محفور فينا ،،
الموت اكبر بكثير من النوم الذي نتمرن عليه كل يوم ؟
فالنوم والاحلام يخلصنا منها الاستيقاظ
لكن الموت بمفهوم العدم والفناء إنتحار فكري بحد ذاته
فنحن قد نعبث بتلك القضية أو قد نتجافى عن الموت لكن ما أن يداهمنا العجز والكبر والامراض سنتلهف نحو الخلاص من المصير المحتوم......
يجب أن نبحث عن حقيقة الوجودفمن الاستخفاف إقناع أنفسنا بأنها وهم وربط كل شيء بالصُدَف
و بمعنى آخر الهروب من معرفة الحقيقة
فنحن في كل ساعة نحيا فيها
نموت فيها ايضاً؟؟
أين هي طفولتنا مثلاً
لقد ماتت الى الأبد ولَن تعود !
ونحن نسير نحو الكهولة
ومنها الى الشيخوخة .....
الحقيقة مرة
لذلك بين القرآن في قوله
(وأكثرهم للحق كارهون)
لكن علينا البحث عن الملاذ والخلاص
فكان الخلاص باتباع أنبياء ورسل الله الذين كان معهم مفاتيح الخلاص الأبدي
ولا يناقض هذا مطلقاً البعد عن أسباب البقاء والاستعمار
لذلك بين القرآن المتمم لكل الرسالات
-فالسلسلة واحدة واختلافهم تكمن فقط في السلم التطوري للإنسان ؟؟ -
قال فيها
( هو الذي استخلفكم في الارض واستعمركم فيها)
فالغاية في الارض ومنظومتها
العمران بكل تفاصيلها وهذا العمران مرتبط بالقيم الاخلاقية السامية
والدافع والحقيقة الفلسفية هي
أن يجازي المحسن في إحسانه والمسيء الذي خرج وأفلت من قوانين الارض أن يعاقب
والذي حُرم من السعادة بكل معانيها
أن يعوض بأفضل منها
فكيف ينهب ويستغل ويقتل مثلاً ويفلت من عدالة الارض ولا يحاسبه عدالة السماء -إن صَّح التعبير-
هذه هي فلسفة الأمل الحقيقة التي يؤمن بها أصحاب الاعتقاد الآخروي والتي بها يستطيعون أن يتجاوزوا عقبات الحياة و أن يستشعروا السعادة
بل جعلهم يضحون من أجل القيم أو حتى فناء الحياة من اجل معرفة علمية ؟
هذا هو الدافع من وراء الإيمان الميتافيزيقي

أما قضية أن الانسان هو الذي خلق إلهاً له
كما قاله (فرويد )عن عقلية الانسان البدائي
لكن (علي عزت بيكوفيج )رد عليه وقال نحن في هذا القرن وهذا العصر ومازال علماء كبار وفلاسفة وأذكياء وووو يؤمنون بالله وان احصائيات الملاحدة الى الآن قلة قليلة من بين العلماء أنفسهم وعموم الناس
السؤال لماذا ؟

وعند النظر الى أكثر مبررات وأسباب الإلحاد سنرى أنها
ليست براهين وأدلة قطعية فكلها إلحادات معللة وليست مدللة بأدلة قاطعة
وسيبقى البراهين القطعية غير مثبتةلانها تخترق مجالات العلم ؟؟؟؟
والمعرفة ستظل في عالم الشعور والوجدان والإحساس !
فلايوجد معادلة علمية تثبت وجود الله!!
ولايوجد معادلة علمية أيضاً تنفي وجود الله !!
إذاً فاليكن على الأقل اعتقاداً ينتج ويثمر إنسانية وعدالة وحرية وإحساس بالسعادة وعمران سامي في كل المجالات.......
لذلك سنبين
حجج وجود الله

1- الدليل الاول
الحجة الكسمولوجية( علم الكون )
المحرك أو المصدر الاول
او فكرة السببية والمسبب الاول
قالها كثير من الفلاسفة المتدينين
وكان أرسطو من بين هؤلاء

2- الدليل الثاني
حجة الوجود ( أونتولوجي)كما قاله
الفيلسوف الفرنسي ( ديكارت) وأول لاهوتي عقلاني (انسيلم)الفيلسوف والقديس المسيحي
الذين اثبتوا منطقياً على وجود الله
والذين قالوا
إما ان الله الذي في تصورنا هو الكبير بل هو اكبر من كل شيء
أو هو فوق تصورنا فلا ندركه وهو موجود فعلياً لكنه خارج تصورنا
أو هي فرضية نتخيلها في مخيلتنا ونتصوره فقط وفِي الحقيقة لا اساس له
والسؤال هو
هل هو اكبر عندما يكون مجرد في تصورنا
ام هو اكبر عندما يكون موجوداً فعلياً
فمنطقياً هو اكبر لو كان موجوداً فعلياً
فمادام هو سيكون أكبر عندما يكون موجوداً فعلياً وخارج تصورنا فهو موجود...!
لكن الكثيرين قالوا أن هذه سفسطة ولايبنى عليه دليل
3- حجة الصنع ( او الضبط الدقيق )
اي التصميم الدقيق للكون واللبنات المركبة منها كالذرات والإلكترونات والكتل وشحناتها وطاقتها والجاذبية وتفاعل الإشعاعات واي خلل طفيف لما وجد الكون ولا الحياة على سطح الارض
لذلك برر الفيلسوف الامريكي (آرڤن پلانتيكر) السر وراء قولنا عندما نرى الأشياء حولنا
نقول (سبحان الله ما شاء الله)
هل يعقل أن هذا التصميم وهذه الدقة وهذا الجمال يكون بدون صانع وبدون خالق
4- حجة الأخلاق( البوصلة الاخلاقية)
قال الفلاسفة والعلماء المؤمنين الكبار :
من الذي جعل البشر بفطرته يعرف الخير من الشر
وأن السرقة والكذب والظلم خطء!!!
فقالوا أن البوصلة الاخلاقية هي الفطرة التي فطر الله عليها كل البشر
فَلَو كُنا عشوائيين لما كان هذه القيم مغروسة فينا كلنا؟

5- دليل وحجة التجربة الروحية

يحدث في الكثيرين الإحساس بوجود الله أو خلال عملية التأمل
وهو ليس بدليل لكنه حجة تحدث في كثير من الناس والشعوب وووو
كما بينه الشيخ سعيد النورسي
عندما مزج بين التفكر في صنع الكون وبدايته وارتبطه بالجانب الروحي والتصوفي
فهل الإيمان هي قناعة أم هي مسألة فطرية ؟

6-مفهوم الترجيح:

وهو مفهوم قديم جديد استخدمه الفلاسفة الكبار ويستخدمونه حتى الآن يقولون ليس لدينا أي دليل قطعي على وجود الله
لكن عندما نجمع كل تلك الحجج الفلسفية والعقلية والمنطقية
فإن في مجموعها ترجح وجود الله اكثر من عدم وجود الله
كما قال الفيلسوف الفرنسي (باسكال) :
(عندما أفكر في الوجود وأفكر فيه من جميع الجوانب
أنا أُراهن على وجود الله ....) وكذلك كان في دربه
كوبرنيك
كبلر
نيوتن
غاليليو
غالية علماء الفيزياء النسبية
كلهم يؤمنون بوجود إله - بغض النظر عن إختلاف مفهوم الاله في أذهانهم -ولهم حججهم الفلسفية في وجود الاله

لذلك بحث الفلاسفة عن دور الله في العالم
فممثل الفلسفة اليونانية (أرسطو )سمى الإله بالمحرك الأول
و(ديكارت و لايفينيس ونيوتن )هؤلاء أطّروا الإله بإطار قانوني علمي دقيق
وهو أن المحرك لقوانين العالم هو الاله

لكن
جاء (لابلاس وهوبس )وقوانينهم الحتمية وأفندوا دور الإله وتوّج ذلك بفلسفة (نيتشه) في موت الإله
وهذا التصور كان لغاية نهاية القرن التاسع عشر وبينوا أن العلم قد قضى على الإله !
وأن قوانين الطبيعة قد حلّت محل فكرة الاله ؟
وأفضل من كان يُؤْمِن كان نظرة (سبينوزا وانيشتاين )وهو قولهم أن مجموع قوانين العالم والكون يشكلون الإله
لكن بعد ظهور (نظرية الكوانتوم ) وشيوعها ظهرت حركة في ثمانينيات القرن العشرين وقالت أن الله لم يمت
وأن الله مازال حياً ؟
وأن الكون والعالم بحاجة الى من يُشغِّلها
والمادية البحتة نفي حتى وجود الأخلاق
وقامت من حيث لاتدري بسحق الإنسانية
فالمنطق يُبين أن العقل هو النفخة الروحية التي تميزنا الخطء من الصواب وتجعلنا نفكر في خلق الأرض والكون.....

ثم جاءت نظرية M لتعطينا تخليق فضاءات جديدة لا دخل لله فيها ؟
وهي محاولة لتوحيد الجاذبية مع الكوانتوم ،أي إدخال الجاذبية على ميكانيك الكم او الجاذبية الكمومية

حيث قام (ستيفن هويكنغ )بدراسة الثقوب السوداء وبين أنها ليست لديها خاصيةالجذب فقط بل أنها تبعث اشعاعات أيضاً !
لكنه لم ولن تكتشف ، لأنها تجذبها مرة أخرى ؟
وبين أنه كل ما تجذبها ستفتقد ولاتخرج مااجتذبته عندما تبعث تلك الإشعاعات
وهذا ما أدى الى انتشار فكرة العدمية والفناء !!
وبقيت هذه الفكرة من سنة 1975-2004م
عندما بين (ستيفن هوكينغ)
انه بواسطة قوانين الكم والجاذبية تستطيع تحويل العدم الى شيء؟؟
والكيفية في ذلك لا يمكن إلا أن تكون هناك قوة خارجية هائلة
نووية او كهربائية او مغناطيسية او قوة جاذبية -كما قلنا سابقاً-
وفِي حينها تستطيع تحويل العدم الى وجود!

لكن السؤال الذي سيفرض نفسه هو :
من أين سيأتي هذه الجاذبية ؟فالجاذبية ليست عدم حتى يتم بذلك تحويل
اللا شيء الى شيء؟
فالجاذبية هي : (تحدّب شديد للزمكان)
والعدم هي :(جسيمات افتراضية لا حقيقة لها)


لذلك جاءت فرضية الأكوان المتعددة -وليست النظرية -من ثلاث مصادر- :
1- تفسير ميكانيك الكم
وهو وجود ثوابت وقيم ثابتة في الكون في العالم المجهري الذري بدقة متناهية بحيث لو تغيرت بنِسَب طفيفة فأنها ستحدث خلل في مجمل الحياة والكون كله
2- نظرية التضخم الكوني
بعد ان تم اكتشاف نظرية الانفجار الكبير التي فسّرت أشياء كثيرة لكن كان لها أيضاً مشاكل عديدة مما أقدم الفيزيائيين بوضع حلول لها فتوصلوا الى فكرة ونظرية التضخم السريع للكون بحيث افترضوا أنه كانت سرعة التوسعة اكثر من سرعة الضوء باضعاف عديدة في بداية انفجاره أي قبل ان تتواجد المادة ؟
وانبثق بتمدد سريع جداً (اي تباعد إجراءه )باضعاف مضاعفة وبسرعة تضخيمه لم يتحدب بل تسطح

ونتيجة لهذه السرعة الهائلة تمزق الزمكان
وأصبحت لامتناهية من القطع والتي تحولت كل واحدة منها الى كون مستقل
ومابين تلك القطع الممزقة (عدم مطلق) لا زمان ولا مكان
ومنها ظهرت فرضيات تبين أستمرار التضخم وماسيمى بعد ذلك بالتضخم الأبدي؟
وللعلم هناك من الفيزيائيين من يشيرون الى (نظرية التوسع )
بحيث يتوسع الكون (اي يبقى أجزاءه كما هي مع زيادة في أجزاءه من الاطراف) قد يكون زيادة الأكوان وخلق جديد يضاف باستمرار الى الكون !!

لكن يبقى هناك أسئلة محيرة موجودة في هذه النظرية وهي:

•كيف للكون الضخم بعد الانفجار الكبير
وتضخمه ان يحافظ على هذا التجانس والتناسق بين أجزاءه في كل جهة ورغم بعد المسافة بين أجزاءه؟؟
• لماذا الكون مسطح مكانياً ولَم يكن مثلاً محدباً
• عدم وجود اقطاب مغناطيسية منفردة مع أن فيزياء الكوانتوم تثبت وجود عدد هائل من هذه الأقطاب؟

• لماذا لايوجد المادة المضادة مع انه عند انشاء الكون كانت هناك مواد ومواد مضادة
وكذلك البروتونات والنيوترونات المضادة أين اختفت
• كيف انطلقت كل ماموجود من طاقة
الموجودة من النقطة المختزنة في تلك النقطة التي انفجرت وتوزعت

•اذا كان العدم شيء
فماهي عدمية الشيء


3- الفرضية الثالثة نظرية القوة
اونظرية M والتي قال عنها (هويكنغ )انها ستحل كل المشاكل؟
وتحليلها
أن الجسيمات الموجودة في كل الكون هي عبارة عن إهتزازات في الزمكان
وإذا أُخِذ هذه القوة مساحة فستتحول الى غشاء وسطح فائق متعدد الأبعاد قد تصل الى عشرات الأبعاد لايمكن تخيله إلا رياضياً،، وهذه كلها تخمينات لا برهان عليها فهذه الفكرة أنتج لنا 10 أس 500 كون !!!!
بمعنى ان كل ذرات الكون لاتكفي لهذا العدد وهي تقارب من اللا متناهي ....
لذلك بقيت مبدأ الأكوان المتعددة فرضية لامصادر لها ولها إشكاليات مع انها بالطبع فرضية معتبرة

على العموم هناك نظريات متعددة تحت قيد الدراسة عن فكرة تضخم الكون وفكرة تعدد الأكوان
لكن يبقى السؤال
عن معنى وجود أكوان متعددة منفصلة سببياً ولا تؤثر على بعضهما البعض ولاسبيل الى إثبات وجودها
لذلك تبقى هي فرضية لا نظرية

وقد دعمت فكرة الأكوان المتعددة من قبل اللادينيين لأنها تنفي المبدأ الإنساني في الحياة وتنفي مبدأ ان الكون مسخر للإنسان
فقضية كل تلك الثوابت الدقيقة الموجودة في كوننا واللاعشوائية
وإحتمالية وجود كون مثل كوننا تحقق فيها الحياة على سطح الارض هو احتمال واحد الى مائة الف مليار ؟؟
كل هذا ينتج أن
التوجه الأصوب هي فكرة وفرضية التصميم الدقيق للكون
لكن هذا التصميم بحاجة الى مصمم !!
بمعنى التوجه سينحو نحو الإيمان
وهذا مالا يريدونه اللادينيون والملحدون !

وللعلم فإن (ستيفن هويكنغ )عالم فذ، وعالم استثنائي، لكنه ليس فيلسوفاً، وليس لاهوتياً عظيماً، و العلم المُجرَّد لا يُثبِت وجود الله ولا ينفي وجود الله
لأن العلم ليس ميتافيزيقا، العلم لا يهتم بما وراء الطبيعة، العلم يهتم بعالم الشهادة فقط، ولذلك كل الحقائق العلمية يُمكِن أن تُستخدَم كمُقدِّمات و في قياسات وفي استنتاجات وفي استدلالات تُثبِت أشياء وربما تُثبِت نقائضها، بحسب الفلسفة العلمية أو اللاهوتية أو الموقف الميتافيزيقي الذي يصدر عنه العالم.
فـ(محمد عبد السلام العالم )الباكستاني المُسلِم الكبير والمؤمن عالم الفيزياء العالمي عمل مع العالم الفيزيائي العظيم (ستيفن واينبرج) الملحد على موضوع مُتخصِّص جداً في الفيزياء، بتوحيد القوى، وأخذوا جائزة نوبل عليه،
فالعلم لا يُلحِد ولا يُؤمِن
وهذا الرجل الطيب الإنساني (ستيفن هويكنغ)هوعالم استثنائي،وهو آية من آيات الله في الارض كما كان أرسطو آية جبارة على الارض بدماغه وعقليته الفلسفية قبل أكثر من ألفي سنة
وحياة (هويكنغ )كانت مليئة بالمعاناة وعاهته التي يأس الأطباء منه لكنه بقي على الحياة وأعطى للبشرية ثمرات علمية هائلة رغم مابه -فقد كان مشلولاً شبه كامل -لم يكن لاهوتياً، كان فيلسوفاً ضعيفاً جداً، بقدر ما كان عالماً فذاً، وهذا ليس عيباً، فهذه تخصصات، لكن ما هو العيب بصراحة؟ هو ماكتبه علماء كبار في بعض المجلات المرجعية العلمية، وقالوا أن هناك أشياء مُعيَّنة كنا نتمنى ألا يعملها (ستيفن هوكينغ) ، وذكروا أربعة أشياء، منها ، أنه أدخل نفسه في أشياء ليست من تخصصه ولا تندرج تحت عمله ، في كتابه [التصميم العظيم]أدخل العلم في أشياء ليس له علاقة بها،
الله موجود أو غير موجود؟ هذه قضايا ميتافيزقية فلسفية، لا تُدخِل فيها العلم ففي الأدبيات العلمية الغربية هذا يُسيء إلى العالم.


لكن (ستيفن هويكنغ )غيّر من أفكاره عندما تحدث في مؤتمر عام 2004م
-وهو مالم يتم تسليط الأضواء الاعلامية عليه كثيراً- وقال:
{أن المعلومات التي تجتذب الى الثقوب السوداء لا تفتقد نهائياً لكنها -تعيد نثرها على سطح الثقب الأسود بشكل تصوير مجسم ؟}
وهنا أدى الى إعادة فكرة البعث من جديد وإفناد فكرة العدمية !
أي بمعنى لو أن الكون كله أنجذب نحو الثقب الأسود كطي السجل للكتب وانكمش داخله )؟( مصطلح تشبيهي للتأويل القرآني )
فسوف تنتشر معلومات الكون على الثقب الأسود على شكل تصوير مجسم ( هولوگرامي) أي لن تفقد الى المالانهاية؟؟؟
وهنا أستاء فريق العدميين من تصريحات ملهمهم (ستيفن هويكنغ )
لكنه رجل غير مؤدلج وعالم متجرد يرى ما يستنتجه ولايعنيه المراجعات العلمية إن كان هذا في سبيل ما توصل اليه من علم
وهو أيضاً توصل الى أنه لا يمكن أن يكون الهيكز(البوزون) كتل وجسيمات والذي استغرق العلماء في الوصول اليه مدة أربعين عاماً
بل قال
ان (الهيكز) هو مجال وحركة وانتشار وشكل وليس جسيم له كتلة ؟
لكن كتابه عن التصميم انتشر في بقاع الارض قبل هذا التصريح ......

لذلك فقضية نشوء الكون كان ومايزال الشغل الشاغل للعلماء
———————————
وبصورة عامة هناك قولين في كيفية نشوء الكون :

1-الكون خلق من شيء وهذا الشيء هي المادة القديمة
أي أن الكون قديم ليس له بداية في الزمان ، وقد تزعم هذا القول
(أرسطو ومعظم فلاسفة اليونان)
ومن فلاسفة الاسلام
(ابن رشد وابن سينا والفارابي)؟

2- المسلمون قالوا أن الكون خلق من لاشيء وهو قول المتكلمين
لأنه إذا قالوا أن الكون خلق من شيء
فهذا الشيء أصبح شريكا لله؟
أي بمعنى يوجد مادة خام قديمة مع الله!
وتعريف العالم عند المسلمين أنه كل شيء ماعدا الله

فليس الله جزءً من العالم ولاشريكاً له ، ولا هو العالم بمجمله كما يقوله بعض الفلاسفة!

لكن العلم أثبت ان الكون قد تم إنتاجه من (العدم)
وقد توصلوا الى ذلك عندما أكتشفوا الحقيقة العلمية في عملية إستمرار توسعة الكون وهذا ما جعل العلماء يتحركون نحو سبب هذه التوسعة فأوصلتهم الى حقيقة نظرية الإنفجار الكوني وأن الكون خلق من (العدم )!
وهو ما جعل قضية وجود الله وارادته تظهر على الساحة من جديد ؟
مما أدى الى استنفار علماء ليعرفوا (العدم )
وأن (العدم) هو ليس اللاشيء !! بل هو أيضاً شيء ؟
وأن الكون خلق نفسه بنفسه !!
وفِي الحقيقة حتى هذا القول هو قديم وموجود في التراث الاسلامي ؟

فقد تكلم {المعتزلة }وقالوا بشيئية العدم ؟وبينوا أن العدم هو ليس اللاشيء ؟؟ واستندوا على أن حقيقة الشيء هو المعلوم والعدم معلوم فهو شيء !!
وهو ماقاله (الجويني )في كتاب [الشامل في أصول الدين ]؟
لكن {الأشاعرة }ردوا عليهم وقالوا إذا كان العدم شيئاً فأنتم تجعلون لله نداً ؟والأشياء تتألف من جواهر
فما هي جواهر العدم ؟
فأجاب المعتزلة
أن جواهر العدم مثل جواهر الوجود إلا أنها غير متحيزة اي لا تشغل حيزاً !!
فالعدم ليس مكاناً ولا فضاءً أي هو شيء افتراضي وليس حقيقي؟
فجاء (ابو حامد الغزالي )
وناقش موضوع خلق الكون من العدم بعمق شديد في كتاب [تهافت الفلاسفة ]
وقال :(بعدم لزوم وجود المرجح والمخصص لأن المرجح هو إرادة الله في الخلق)

المهم جاء علماءنا الغربيين في هذا العصر ليثبتوا شيئية العدم ؟
لكن الأشياء الفيزيائية هي
كل شيء قابل للقياس
والعدم هو ليس بالضرورة الغياب المطلق للاشياء فأنت تستطيع ان تفرض وجود اي شيء لكن لايمكن تحقيق وجودها لأنها مطلقاً غير قابلة للقياس
لذلك فتحقق وجود الأشياء في العدم لايتم؟؟
ومغالطة العلماء هو في قولهم أنه بواسطة قوانين الكم وقوة الجاذبية تستطيع أن تحول اللاشيء الى شيء؟

لكن لايمكن أن تتخلق الأشياء وتظهر في حيّز الوجود إلا
بوجود قوة خارجية هائلة إما
قوة نووية أو قوة كهربائية
أو قوة مغناطيسية أو قوة جاذبية
هذه القوى الأربعة هي التي تستطيع أن تحول العدم الى شيء
لذلك قال (ستيفن هويكنغ ) أن الجاذبية هي التي تخلق
لأن الجاذبية تعمل على استطالة زمن وجود الأشياء ،،،
فعندما تفترض أشياء مثلاً
فهو يستغرق تقريباً
1/ 1 أس 40من الثانية !!!!!!
اي جزء من ترليونات ترليونات من الثانية
وفي حالة وجود قوة جاذبيةتعمل على استطالة هذا الزمن سيتحول العدم المفروض الى حقيقة والى جسيمات!!

لكن المغالطة هنا والسؤال المطروح
من أين جاءت تلك الجاذبية ليتحول اللاشيء من العدم الى وجود؟
———————————
سنعود الى
تاريخ العلماء مع وجود الله :

مرحلة 1 :

( ديكارت )الفيلسوف والرياضي والفيزيائي الكبير)
فقوانين ديكارت ربط قوانين العالم كله في الحركة مع الله ، فبدون الله لا توجد حركة!!
كذلك من التاريخ الاسلامي الطبيب والفيلسوف الاسلامي الذي اشتهر في القرن الثاني عشر الميلادي.
ومساهماته في الفيزياءفي قانون حفظ الحركة وكيف ربطها بالمحرك الله
(هيبة الله بن ملكة البغدادي )المتكلم
في كتابه ( المعتبر في الحكمة) والذي طابق فيما قاله نيوتن في قالب رياضي في قانون الحركة الثاني والثالث
وقد ذكره أبن سينا ايضاًً....
المهم أكد (ديكارت) بربط القانون الطبيعي مع الله وأكد على ذلك ايضاً
(لايبنتس)الفيلسوف وعالم الرياضيات والطبيعةالالماني

مرحلة 2:

لكن جاء (هوبس )
وبين أنه لا ربط بين الله والقوانين الطبيعية ، لعدم وجود آلية تبين هذا الربط فكيف يؤثر اللافيزيائي بالفيزيائي ؟

( سبينوزا )الفيلسوف الهولندي العملاق لم يستطع ايضاً إثبات كيفية اللافيزيائي بالفيزيائي
لكن التصميم الدقيق للكون جعله يؤكد وجود إله يدير هذا التصميم البديع المعقد
فقال:
(الله هو مجمل القوانين الطبيعية )
وقرّر بوحدة الوجود ولو أن هذه الفكرة اسلامياً
هي مرفوضة لأن الله تلقائياً سيكون جزءً من هذه القوانين الطبيعية وهذا ما لايُقبَل ولكن الفكرة بمجملها تتوجه نحو وجود الإله


مرحلة 3:

جاءت مرحلة ( لابلاس)المعروف بأبو الحتمية
أي حتمية حدوث الأشياء لأن كل تلك الأشياء تحكمها قوانين صارمة لاتقبل الخطء
حتى أن (لابلاس )قال لنابليون مرةً (انا أستطيع ان اعرف ماذا سيحصل لك الى أبد الآبدين)
فقال له :(واين الله في ماتقوله ؟)
قال :(لا احتاج الى وجود هذه الفرضية ؟)

مرحلة 4:

(انيشتاين )تأثر بفكرة وفلسفةوحدة الوجود (لسپينوزا )
وبحتمية (لابلاس )أيضاً؟

مرحلة 5:

حتى جاءت نظرية الكوانتوم ( الكم) من (ماكس بلانك)
التي غيرت القوانين الكلاسيكية في الفيزياء
ثم جاء (نيلز يور) واكتشف قوانين الذرات
ومن ثم جاء (ڤيرنر هايزنبر)
وضرب ضربته الكبرى بتحليل [مبدأ عدم التحديد]اي لايمكن تحديد موقع جسيم ولا سرعته في نفس الوقت تحديداً محكماً دقيقاً ؟
وهذا كان انهياراً لنظرية الحتمية والحتمية السببية !
لا العلاقات السببية

ومن الإستلهامات التاريخية في تراثنا الاسلامي نجد أن هذا ما ذكره (أبو حامد الغزالي )عندما أسقط في حينه الحتمية السببية وليس كما قلنا ( العلاقات السببية)وقال :
(النار ستحرق القطن المقترب منه لكنه بحاجة لمن يشغل هذه الطاقةالتي تشغلها )؟
وهذا ما بينه الباحث (فرانك غريفل) في كتابه عن الغزالي (Al- Ghazali’s Philosophical Theology) والتي تخالف الكثير من الدراسات السابقة عنه، خصوصًا الرؤية الشائعة التي تقول بأن الغزالي كان سببًا في انحدار العلوم والقضاء على الفلسفة في التاريخ العربي الإسلامي؟

المهم فالفيزياء الكمومية لها الصدارة الآن على الفيزياء الكلاسيكية
وللعلم كان( انيشتاين )من المشاركين لهذه النظرية لكنه رفض مخرجاتها ومن ضمنها مفهوم الاحتمالية
وقال قولته
( أن الله لايلعب بالنرد!)
وصّور النظرية بأنها قصة ناقصة تحتاج إلى إكمال أو تأويل تام.
لكن تبين فيما بعد أن النظرية اثبتت قدرتها على الحتمية مختبرياً
وهذا ما أربك الملحدين وجعلهم لا يذكرون عن (عدم الحتمية ) مطلقاً كما في السابق ؟؟
لكنهم ألتفوا حول الحتمية ليجعلوا من اللا حتمية حتمية !!
كما في كتاب
[التصميم العظيم ]ل(ستيفن هويكنغ)
وكتاب
[شيء من لاشئ ]ل (لورنس كراوز)
والفكرة حول ان
القوانين الطبيعية تحل محل الله عن طريق قوة الجاذبية وقوانين نظرية الكوانتوم
لكنهم أهملوا وتناسوا تعريف قوانين كونتم التي تقول لنا :
{أن القانون الطبيعي قانون احتمالي جوازي}
فمن يتحكم بالاحتمال ؟
ومن يتحكم بالظاهرة ؟
في كل حركة في كل لحظة في كل حدث المحتمل لعدة احتمالات ؟
ومن يرجح هذا الاحتمال؟
ومن المعروف أن القوانين الفيزيائية هي صياغات عقلية ليس لها علاقة بالطبيعة وقوانينها ....
ومن ثم ، من قام بالتنسيق الدقيق بين قوانين الطبيعة لكي تثمر لنا وجوداً وحياةً لو كان الكون عبثاً ودون محرك ؟

ومن المعلوم ايضاً
أن هناك عدة تفسيرات لنظرية الكوانتوم نفسها ومازالت هناك مشاكل في هذه التفسيرات لكنها ما زالت أنجح وأدق نظرية لحد الآن ......

لقد بيّن (ستيفن هويكنغ )في كتابه [التصميم العظيم ]أن الجاذبية كانت موجودة قبل الكون أي قبل الانفجار الكبير ؟
ومن المفروض فيزيائياً أن لايخضع لقوانين الفيزياء بل لم تكن هناك قوانين اصلاً

محور قوله هذا
انه قبل الانفجار الكوني افترض ان يكون
هناك زمن خيالي لا بداية له ولا نهاية اي كون مغلق على نفسه يخضع لقوانين الجاذبية؟؟
لذلك أقدم (هويكنغ )على هذه الفرضية غير القابلة للتحقق فيه
لكي يوصل بفكرة :

1- التلميح بأزلية الكون من غير أن يمس بفكرة الانفجار الكوني!!
التي إثباتها ؟
بل الالتفاف عليها!!
وهي عقيدة الملاحدة منذ القدم وقد ثبت بطلانها علمياً؟؟؟
والملاحدة يكرهون هذا السؤال
مع ان (هويكنغ )نفسه ذكر في كتابه [التصميم العظيم ] عن عدم معرفةالسر وراء وجود هذه الثوابت الفيزيائية متناهية الدقة؟؟

2- إيصال رسالة حتمية وجود القوانين
أي بمعنى آخر أن القوانين الفوقية تحل محل الإله!!
3- يفترض وجود الجاذبية قبل المادة
لكن ما بينه (نيوتن واينشتاين )ان الجاذبية ناتجة عن وجود الكتلة اي المادة وليس العكس؟
أي وليس الجاذبية هي الخالقة للمادة !!
4- قدرة الكون على خلق نفسه بنفسه!
لكن السؤال البسيط ماهي الكيفية؟
فكيف يخلق نفسه بنفسه لكي يكون موجوداً وهو موجود أصلاً؟
واذا كان موجوداً فلماذا يخلق نفسه ؟
انه تناقض واضح !
يبدو أنه أراد أن يعيد الفكرة الفاشلة ل (لورانس كراوز) الملحد الفيزيائي أنه يمكن نشأة الشيء من اللاشيء!!
في كتابه [شيء من لا شيء]
وهو يقصد بالفراغ الكمومي وكيف تعمل الفيزياء الكمومية مع الجاذبية في فترة العدم؟
وهذا ليس ( لاشيء) بل شيء من شيء !
وكان الأجدر القول بنشأة (الشيء من الشيء) وهذا بحد ذاته التفاف!!
وكلها من أجل التخلص من فكرة البداية وأن الجاذبية والطاقة ووووو كلها تم تواجدها بعد الانفجار الكوني !

اما نظرية الأكوان المتعددة وأنه يوجد مالانهاية من الأكوان تمتلك قيم وثوابت مستقلة ، وصادف أن تكون هناك كون من بينها تكون قيمها وثوابتها الكونية ملائمة للحياة؟
وقد حسب الفيزيائي الرياضي( جون بنروز) رياضياً ليعلم كم من الأكوان يمكن ان تتواجد لكي تخرج من بينها كون واحد ملائم للحياة فكانت النتيجة
محبطة لكل من يُؤْمِن بالصدفة فالنتيجة كانت (1/10أس 10أس 123)؟؟
أي أن كل جزئيات الكون لو حولناها الى أصفار فلن تكفي !!!
بمعنى آخر استحالة انشاء كون منظم رياضياًمن بين كل هذه الأكوان اللامتناهية....

ففكرة الأكوان المتعددة هي فرضية وليست نظرية وهي فرضية غير مبرهنة وهي مجرد تخمين دون سند
وتلك الفرضية من الاستحالة برهنتها كباقي الفرضيات ولذلك تشبث الملاحدة بتلك الفرضية التي لم تبرهن بعد ولَن تبرهن !
وكان تشبثهم هذا بعد أن توصل العلماء الى التصميم المبدع والدقيق للكون !!
ولو عرضنا تلك الفرضية على أنها حقيقة علمية فسوف يكون لكل أحد أن يفترض دون القدرة على برهنتها؟

ومن جانب المؤمنين فلا مشكلة عندهم بالخالق والمصمم للكون فالقادر على خلق كون بهذا التصميم البديع
قادر على خلق مالانهاية من الأكوان
كما قال الفيلسوف البريطاني
(انتوني فلو) الذي كرس حياته للإلحاد وتجاوز كتبه الثلاثين كتاباً لكن في نهاية عمره تنازل عن إلحاده والف كتاباً بعنوان ( هناك إله)!! وقال:
( سواءً أركان متعددة أم لا فإنه لايزال علينا التوصل الى إتفاق بخصوص أصل القوانين الطبيعية والتفسير الوحيد القابل للتطبيق هذا هو العقل الإلهي؟ )
—————————-
ولكي نبسط للقاريء
(نظرية الكوانتوم ) العظيمة والعجيبة
سنضطر لشرحها بشكل مبسط
فمن الغرابة أن يستدل الملحدون
باكتشاف آلية التصنيع ليثبت عدم الحاجة الى الصانع !!!!
فبأثبات الفيزياء الكلاسيكية تنبؤ بان كل شيء حتمي والقوانين صارمة لاتحتمل الخطء لذلك روج الملاحدة أن لا حاجة للإله مادامت القوانين تسيرنا والكون تحكمها قوانين حتمية
لكن في الثلاثين سنة الاولى من القرن العشرين برزت ثورة علمية جديدة وتبينت صحتها مخبرياً وغيرت نظرة الفيزيائيين للعالم وهي (نظرية الكوانتوم) أو (نظرية الكم )وهي النظرية التي تحتوي على كثير من المشاكل الفكرية والفلسفيةالكبرى فهي التي اعتبرت ان الضوء ماهي الا مجموعة متقطعة من الطاقة وهذه الطاقة الضوئية لايمكن أن تنسال أو تتدفق بشكل متقطع بل تكون بشكل متقطع
وكميات محددة اي بشكل جسيمات وكوانتم،،،،
لكن المعلوم ان الضوء ماهي الا موجة لكنه ايضاً جسيمات متقطعة من الطاقة
وبالتالي فكل جسيم هو بالأصل موجة ايضاً حتى الإلكترونات أو البروتونات او النيترونات والذرات؟
لكن السؤال هنا
اين موقع الموجة ؟ فالموجة منتشرة في كل مكان وفِي نفس الوقت ، فيمكننا تحديد سرعتها لكن لايمكن تحديد موقعها؟؟
فالموجة هي تذبذب واهتزاز منتشر في كل مكان
لكن مع ذلك يمكننا تحديد موقع الجسيم ؟
وقد اثبت علمياً ذلك ؟
انه أحياناً يسلك سلوك الجسيم وأحياناً يسلك سلوك الموجة!!!!
وبالتالي أصبح علينا عند وصف كل جسيم مجهري من ذرات أو جزيئات أو إلكترونات وبروتونات ونيوترونات أن يتم إخضاعها الى قوانين ومعادلات مَوجية لأنه تبين أنه كل شيء أصله موجة!
وعليه يجب أن يتم وضع معادلة مَوجية لكل شيء وهذه المعادلة تعطينا دالة عن كل مواصفاته من طاقة وسرعةواحتماليات موقعه ووووو
لكن تبين فيما بعد أنه إذا قمنا بوضع شروط مسبقة على هذا الشيء الكتروناً كان أم اي شيء آخر بحيث نحدد له مكان أو مجال معين كمثال إلكترون داخل ذرة مثلاً فإن هذا الشيء أو الالكترون:
1- سيُخضع لطاقات محددة كوانتية لايمكن له أن يستخدم كل القيم الممكنة عنده بل سيقوم باستخدام طاقات محددة ؟؟
لكن العجيب في الأمر أنه سيخضع لعملية احتمالية في اختيار تلك الطاقات المحددة ولايمكننا التنبأً والتحكم وقياس في ذلك الشيء ومعرفة ما سيستخدم من تلك الطاقات المحددة له في ذاك الحيّز أو المجال المحدد له !!
بل يمكننا فقط معرفة الطاقات الممكنة للشيء ومعرفة الاحتمالات الممكنة لاستخدام تلك الطاقة
وبهذا أصبحت الاحتمالية تتحكم في الطبيعة المجهرية ولايمكن التنبؤ بأي عملية تحدث في الطبيعة وبالتالي عدم الإمكان بالتحكم فيه!!

2- أما عن السؤال في كيفية معرفة موقع وسرعة الشيء
فإنه قد أثبت مخبرياً أيضاً أنه لايمكن أن نقوم بتحديد موقع ذلك الشيء وسرعته في نفس الوقت !!
فكلما تم تحديد موقعه بدقة كلما حدث لذلك الشيء (إلكترون مثلاً) الارتباك والارتياب بحيث لاتستطيع ان نحدد سرعته وكلما حاولنا ان نحدد سرعته
كلما زاد الارتياب وزاد نسبة الخطء في تحديد موقع الشيء ؟؟
( نظرية هايزنبرك)
لماذا ؟
لانه كلما أردنا تحديد موقعه فكأننا حددنا ماهيته أنه جسيم وفرّضنا عليه أن يسلك سلوك الجسيم !
وبالتالي سيكون سرعته غير محددة
وكلما حاولنا ان نحدد سرعته فسيتم العكس أي سيكون قد فرّضنا عليه ان يسلك سلوك الموجة وبالتالي يتذبذب موقعياً!!
وكذلك الحال في معرفة طاقة ذلك الشيء وقارنها بالزمن فبتحديد أحدهما يتذبذب العامل الاخر

3- وقد اثبتت مخبرياً أيضاً أنه يمكن لهذا الشيء ان تخترق الحواجز !!
ومثال على ذلك ان الطاقة الرهيبة التي تخرج من النجوم هو نتيجة الانصهار النووي الناتج من التحام وانصهار بروتون مع بروتون
لكن البروتونات شحناتها موجبة وعليهم ان يتنافران؟
لكن حسب نظرية الكم فان البروتون هو عبارة عن مَوجة وبالتالي يمكنهما ان يندمجان ويلتقيان ويخترقان الحاجز الكهربائي مع بعضهما البعض في نقطة ما وينصهرا؟
وهذا يحدث في كل لحظة في النجوم كالشمس مثلاً وينتج عنها تلك الطاقة المهولة!
إن نظرية الكوانتوم نظرية في غاية الدقة وهي انجح نظرية في الفيزياء الى الآن فيمكنها التنبأ ببعض المقاييس في منتهى الدقة.....

ففيزياء الكوانتوم لا يعطينا التنبأ الدقيق بنتيجة رصد القياس الجسيمي الكمي
بل هي تكتفي بإعطاء مجموعة من
النتائج الممكنة والمختلفة وفي كل نتيجة احتمال وجود معين ؟
وبهذه الحالة قامت هذه الفيزياء بنسف الثقة الراسخة بفيزياء الحتمية السببية!!
فأصغر مكونات المادة في الذرة لا تتبع الحتمية مطلقاً لذلك يصعب التنبأ بسلوكها وتصرفاتها !!
لذلك حتمية (لابلاس )والتي ارتكزت عليها الملحدون انتهت الى غير رجعة...
والآن استقر العلم على وجود قوانين لا حتمية لها
لكن السؤال الذي يفرضها علينا
بما أن القوانين الاحتمالية لاحتمية فيها فمن يتحكم في هذه الاحتمالات ؟؟؟؟
ففي كل لحظة في هذا الكون هناك حدث والحدث يخضع لإحتمالات فمن الذي يتحكم في هذه الاحتمالات ويرجح الأفضل والأنسب ؟
وهذا السؤال حيَّر الفيزيائيين ومنهم خاض فيه فلسفياً ومنهم من غض الطرف عن هذا السؤال ؟

وكما بين القرآن
(وربك يخلق ما يشاء ويختار )!
—————-
وفِي النهاية
الملحدون والمؤمنون سواء في قضية مليء الفجوات الغامضة علمياً؟

فعندما قام (ريتشارد دوكينيز )العالم الإحيائي التطوري والكاتب الملحد الشهير
ببيان ثلاث احتمالات أو تفسيرات للوجود وهذه الثوابت الدقيقة المتحكمة بنظام الكون بشكل دقيق
والتي تم اكتشافها قبل نصف قرن
وهي مايقارب العشرين ثابتة في عالم الطبيعة
مثل :

•الثابت الكوني للجاذبية اي قوة الجاذبية
•القوى الكهرومغناطيسية (مثل الكهرباء و الضوء)
•القوى النووية الكبرى (المتحكمة بسلوك العناصر الذرية الصغيرة)
•القوى النووية الصغرى (الخفوت الإشعاعي للذرات)
فَلَو كانت القوة النووية الموجودة مثلاً اضعف بقليل لما تشكلت الذرات
•شحنة الإلكترون
•وزن البروتون

ولايمكن الاستغناء عنها
ولا وجود للكون بدونها ولا بد من وجودها وبالمقادير التي هي عليها
دون زيادة أو نقصان
و هذه القوى تم تشكلها في اقل من جزء من المليون من الثانية بعد (الإنفجار الكوني الكبير)
لماذا هذا التقدير الزمني؟
لأنه لو تأخرت هذه القوانين في التشكل و لو بأقل مقدار لكانت المواد المتفجرة من الرتق الكوني ستتبعثر نهائيا بدون أن تنجذب لبعضها البعض لتكون مجرات و نجوم و كواكب. مثلا، القوى النووية القوية و الضعيفة الكامنة في الجزيئات الذرية كالبروتونات، تحكمها علاقة دقيقة من التوازن لو اختلت لما استطاع اي نجم أن يتكون نهائيا. 
لذلك صرح (ستيفن هويكنغ)في كتابه ” A brief history of time
( هذه الثوابت الفيزيائية يبدو انها ضُبطت على مستوى عالي من الدقة حتى تسمح بتطور الحياة في الكون)!!

ولقد صرّح القرآن آيات من المهم التأمل فيها؟
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)
(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)

وبيّن (دوكينز)تلك التفاسير فيما يلي :

1- التفسير الاول :
موقف المؤمنون أي أن القدرة الإلهية هي التي جعلت وصنعت وخلقت تلك الانظمة وبهذا الأسلوب الدقيق
لكنه قال أن هذا التفسير لايضيف شيئاً بل يعيدنا الى الوراء؟
وسمى
تفسير المؤمنين بإيمان الفجوات ؟
أي ملء كل شيء والاسباب غير المعلومة والمخفي عنا
بإرجاعها الى الله

2- التفسير الثاني :
هو موقف بعض الفيزيائيين المحترمين الحاصلين على جوائز نوبل للفيزياء مثل (ستيفن واينبرغ )
وهو ملحد ايضاً
وأخبر في مؤتمره أنه -حسب قول - (ستيفن واينبرغ)العلم سيثبت لنا ما خفي عنا؟؟

أي أن (ريتشارد دوكينز )حل العلم محل الله
وهو ايضاً آمن من حيث لايدري
بفرضية ملء الفجوات !!
لكن فقط جعل العلم مكان الله!!!!

لكنه تفاجئة من رد ( ستيفن واينبرغ) في مقابلته معه وأفند ما قاله وقال:
[أن هذا الكلام ليس علمياً بالمطلق
كيف لعالم ان يصرح بعدم وجود اله بسبب كون أن علمنا ليس كاملاً
وعندما يتكامل سيتبين الاسباب؟
هذا الكلام ليس علمياً بالمرة!]
وبين :

[انه لايتوفر لدينا نظرية علمية كاملة
مثل ( نظرية كل شيء ) اي تشمل كل جواب علمي لوجود كل شيء والأسباب المؤدية الى نمطية ذلك الشيء
و لم نصل الى هذه النظرية بعد وعندما نصل اليها سنفهم كل شيء وأن كل مايجريه لما حولنا ليس لها علاقة بالله ]
واعتذر (دوكينز )له

3- التفسير الثالث :
بين فيها الملاذ والخلاص من هذه المعضلة للتفسير والتحليل الذي يدل على هذه الثوابت الدقيقة لكي يكون آلة الكون بهذه الدقة و تتواجد الحياة على سطح الارض
هي (نظرية الأكوان المتعددة)؟؟
وهي البديلة لفكرة وجود الخالق والمدبر والمصمم للكون وإيجاد الحياة؟؟
لكن تم توريط نفسه اكثر وأكثر
والقاصمة كانت عندما رد عليه العالم الفيزيائي الكبير والملحد ايضاً وقال :

[ أن ماتقوله عنه هي ليست بنظرية
بل مجرد تخمين !!!!!
وهي فكرة مزعجة حقاً ونحن
حقيقة في ورطة؟؟
وفي النهاية لن نستطيع ان نفسر العالم؟؟
فإذا سلمنا بالقوانين وأنها أوجدتها نفسها بنفسها فعندما تحول تلك القوانين الى صيغ رياضية فلن تكون مفهومة
وسيبقى السؤال :
من جعل تلك القوانين الطبيعية كما هي الآن وليست مختلفة
ولا أجد طريقة للخروج منها؟؟؟
ثم قضية الأكوان المتعددة هل تعرف كم سيكون عددها لو سلمنا لهذا التخمين؟
إنه 10 أس 56 كون !!!
أي 1 وأمامه 56 صفر؟؟
مائة مليون ترليون ترليون ترليون ترليون كون ؟
وقال له:
إذا كان عندك فكرة عن عدد الترددات في المسافات الضيقة فالعدد سيزداد الى
10 أس 120 .......!!!!]
انتهى الحوار.........

(فدوكينز )الملحد الكبير والعالم البايلوجي الكبير وقضيته مع وجود الله ليست علمية ولا فلسفية
بل هي مشكلة نفسية
فهو لا يتقبل وجود الله .... وهو حر

فهو يتقبل فكرة التخمين على وجود مالا متناهية من الأكوان
ومن بين تلك الأكوان اللامتناهية ظهرت مصادفة كوننا الملائم لكي تتواجد الحياة في كوكبنا الأرضي المتناهي الصغر
ولا يتقبل وجود بفرضية بسيطة جميلة وهو وجود الله!
ونظرية الأكوان المتعددة ليست بنظرية حقيقةً بل فرضية
ومن المستحيل أن تقبل التحقيق العلمي فيه ....


أما قضية الصدفة
فإننا نجد البعض يحتج على هذا بميكانيكا الكوانتم، معتبرا أنها تقوم على الصدفة والعشوائية، حيث أنها عبارة عن عالم من الاحتمالات التي لا نستطيع التنبؤ خلالها بحدوث شيء بدقة !
لكننا تكلمنا عن السر وراء
أختيار تلك الاحتمال من بين الاحتمالات ومن الذي جعلهاتختار الاحتمال الذي كان سبب الوجود ؟
ومع ذلك
فالقانون الثاني من الديناميكا الحرارية ينفي القول بالصدفة !!
فصيغة القانون الثالثة وهي التي تتعلق [بالإنتروبيا ]:
يميل أي نظام مغلق –الكون- إلى التغير أو التحول تلقائيا بزيادة إنتروبيته حتى يصل إلى حالة توزيع متساوِِ في جميع أجزائه.
فمثال على الإنتروبيا وتزايدها حتى تتضح صيغة القانون لدينا:
(عند إلقاء قطرة من الحبر الأزرق في كوب ماء، تذوب قطرة الحبر وتنتشر في الماء حتي يحدث حالة من التجانس بين كل جزء من الماء وقطرة الحبر، عند هذه الحالة نقول أن إنتروبيا النظام تزايدت أي أن مجموعي إنتروبيا نقطة الحبر و الماء النقية تكون أقل من إنتروبية النظام (حبر مختلط بالماء).
الكون طبقا لنظرية الإنفجار العظيم يُعتبر نظاما مغلقا.. إذ تخبرنا (نظرية الانفجار) بأن الكون كان عبارة عن شيء غاية في الدقة والصغر، وذو طاقة وكثافة عالية جدا ثم انفجر (أي بدأ بانتروبيا وعشوائية قليلة جدا ) ومع الزمن تستمر العشوائية في الازدياد حتى تقل الطاقة المتاحة -التي بدأ بها الكون- إلى درجة ينتهي عندها الكون .
وفي النظام المغلق لا يمكن أن تكون الانتروبيا –العشوائية- صفرا أو أن تتناقص، بل العكس فهي في تزايد مع الزمن، ومن هذا نجد الكون قد بدأ بعشوائية-انتروبيا- قليلة جدا مع طاقة عالية جدا، وهو ما يتناقض مع القول بأن الكون وُجِد صدفة، إذ الصدفة تحدث في عشوائية عالية جدا وطاقة قليلة جدا، فكلما زادت العشوائية زاد احتمال وجود الصدفة..ولكننا نجد العلم يقول لنا عكس ذلك، وأن الكون نشأ من حالة قليلة جدا في العشوائية وعالية جدا في الطاقة، عكس ما تحتاج إليه الصدفة !!
لكن العجيب أن الصدفة ليست كما يعتقد البعض أنها مجرد طريقة عشوائية، تتم دون حسابات أو احتمالات خاصة بها، ربما هذا كان سابقا لنقص معلوماتنا، لكن بتقدم علم الرياضيات والاحتمالات، أصبح معلوم لدينا أن الصدفة محسوبة رياضيا، لها قيم محددة لو تجاوز الشيء حدودها يستحيل حدوثه عن طريقها


ومع ذلك فرغم مابيناه
وما سيبنه غيرنا
سيبقى السؤال مطروحاً:
إذا كان العلم سيحل محل إلاله
والعلم عبارة عن قوانين وثوابت علمية

فمن قونن القوانين ؟
من الذي أوضعها
من الذي سير القوانين حتى تكون قانوناً ؟
إذاً لابد ان يكون هناك ذكاء
وأن يكون هناك الإرادة
وأن يكون هناك الحكمة ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخرافة ستبقى خرافة
نور الحرية ( 2019 / 2 / 10 - 19:08 )
موضوع وسرد لافت وحقائق ونظريات علمية متصادمة أفسده باعتقادي حشر بعض الأيات القراءنية فيه حشرا لا طائل منه سوى استغفال البعض ممن مازال يؤمن بالأديان السماوية الخرافية المتناقضة في جميع ما طرحت. ولا اقول الله أو كل قوى الطبيعة كما أشار بذاك سبينوزا فذاك أمر أخر العلم وحده كفيل بتوضيحه يوما

اخر الافلام

.. كيف تتابع إيران الجدل المتعلق بها وبالرد عليها؟


.. أم فلسطينية تنزح مع بناتها وسط القصف الإسرائيلي شمال غزة




.. هل يمكن لإيران أن تصل إلى صنع سلاح نووي فعال خلال الفترة الق


.. خسارة مؤقتة ونتائج عكسية.. ماذا يعني استهداف إسرائيل لمنشآت




.. 14 ولاية أميركية تتهم تيك توك بالاضرار بالصحة العقلية