الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن امي التي لم تلدني

على الخزاعي

2006 / 4 / 22
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


تعرفت على شاب وسيم من مواليد 1947 فى 1975 عندما زرته الى البيت مع عدد من الرفاق فى مدينة الشعب ,فعرفت ان لديه ثلاث اخوات واخ اصغر وهو المعيل للعائله بسبب وفاة الوالد منذ فترة طويله مما اضطرته الظروف الى العمل فى النهار ومواصلة الدراسه فى الليل ,استقبلتنا الأم وكأنها تستقبل ابناءا لم تراهم منذ فترة طويله وبعد ان تعرفت عليه اخذت تسأل عن الوالده بحراره وبعدها تركتنا لأنجاز مهامنا التي جئنا من اجلها وكانها تعرف ذلك ,الكل كانوا ينادوها .. امي .. ما اجمل هذا اللقب انها فعلا كانت كالأم , عندما اردنا الخروج من البيت دخلت الأم مع احدى البنات مع العشاء المتنوع اعترض احد الرفاق رفضت ذلك فقلت هل من المعقول نرد يد امنا ولا نأكل من طعامها , فرحت لموقفي وقالت هذا ابن الأصول ثم التفتت الى صاحبي وقالت انت هم مثله ابني ,كانت كريمة النفس وطيبة الخلق بحيث بكى عليها حتى البعثيين الذين عرفوها من ابناء المنطقه

عرفت من الرفيق ابو على انه الأكبر والمعيل وان الرفيق سرمد كان اسمه الحزبي سرمد, رجل عصامي وشهم والأكثر من ذلك انه صادق ووفي في علاقاته ومع الحزب حيث لايعلوا على الحزب شئ عنده , لقد تعززت علاقتنا واصبحنا اكثر من صديقين بالاضافه الى علاقتنا الحزبيه
الرفيق سرمد كان جديا فى كل شئ وخاصة فى المواعيد الحزبيه وكانت له خبره جيده فى العمل السري وقد تعلم من قساوة الحياة الكثير وفي المقدمه الصبر حيث لم التقيه يوما وهو يشكوا من احد وكل شكواه كان الحب لأنه كان يحب فتاة ليست فى رضى اهله ,كنت اقف الى جانب رأى الوالده حيث تقول له تزوج من تريد وباختيارك ولكن ليست هذه الفتاة اني اخاف منها عليك اصر ابو احمد على الزواج منها وقامت الأم والأخوات بالواجب ...مرت الأيام والسنوات حيث بدأت الحمله الوحشيه ضدنا فى بغداد فقمنا بعملية تغير
الأماكن والعناوين ومواقع العمل وتحول التنظيم بشكل تدريجي الى العمل السري وهكذا انقطعت اخبار الرفيق سرمد عني ولم اعرف عن مصيره
,اضطررت للأختفاء خارج بغداد لمدة تزيد عن ستة اشهر وبعدها ضاق بي الحال بلغت من الرفاق على ترك العراق بأي ثمن كان
سافرت الى خارج العراق بشق النفس وكانت معي زوجتي حامل بابني وهي فى الشهر الرابع , بقي الرفيق فى ذاكرتي ولم يفارق مخيلتي حاولت الأتصال به فلم اعثر على سبيل ,سنحت فرصة العمر بعد موافقة الحزب على ذهابي الى كردستان لمشاركة رفاقي فى حركة الأنصار ,وصلت الى قاعدة الحزب فى منطقة بهدنان ثم انتقلت الى المفارز القتاليه ,بعد سبعة اشهر حصلت
الموافقه على نقلي الى منطقة سوران حيث انتقلت الى منطقة سليمانيه -كركوك وعملت فى منطقة كرميان ,بعد اشهر قليله عدت الى المقر
لحضور المجلس الحزبي وفي هذه الأثناء التقيت الرفيق اسكندر وهو رفيق طيب القلب وشجاع ,فقال,معي فى المفرزه رفيق من اهالي
بغداد, لم اعير اهتمام للأمر , بعد لحظات نظرت الى مقاتل يتوجه نحوي مبتسما لم اصدق عيني للوهلة الأولى حينها قمت لأحتضنه ونحن نصرخ على بعضنا ...لك ,لك هاي انت عايش ,حبيبي فكرت بيك هوايه شلونك وشلون احوالك ,لك فدوه حمدلله على السلامه ... بقينا على هذا المنوال لفترة طويله نحتضن بعضنا الى درجه لاحظت بعض الرفاق يمسحون دموعهم فرحا بلقائنا وتضامنا معنا
تكررت لقائاتنا كلما سنحت الفرصه لأختلاف مناطق عملنا وبعدها عن البعض ولكن لم تنقطع مراسلاتنا ,بعد الأنحسار الثوري وما حدث بعد احداث بشت أشان انسحبنا الى منطقة شهرزور ومن ثم بعدها الى شاربازير حيث اصبحت عضوا فى مكتب القاطع قرر المكتب
بناء غرفة للأداره حيث كلفت بمسؤلية ادارة القاطع فطلبت ان يكون الرفيق ابو احمد معي لكونه يبقى فى المقر ويحافض على الغرفه ومحتوياتها عند غيابي ,ترك الرفيق ابنه فى بغداد لدى زوجته لكنها هددته عندما ذهب الى بغداد للعمل لصالح الحزب وبقرار حزبي ,لقد
طلبت منه التسليم والبقاء وقالت عند رفضك فاني سأطلب الأمن لالقاء القبض عليك ,وافقها بهدف تهدئتها فاستغل الفرصه وهرب ثم عاد الى كردستان دون ان تسمح له باللقاء مع ابنه , فكان ينفرد احيانا ويغني - عزاز -للفنان ياس خضر حيث كان يقلد صوته بشكل جيد
4قال مره ... علينا ان نعيد العصر الذهبي بعد سقوط نظام صدام الفاشي وان نلتقي كل يوم جمعه فى الساعه الرابعه وفى القطعه رقم -- في ساحة النصر -- تعهدنا على ذلك وعلي دين لابد من الوفاء به
بعد المصالحه مع الأتحاد الوطني عمل مع الرفاق فى كرميان في حين اخبر الرفاق هناك على ضرورة عودته الى مقر القاطع فى السليمانيه
لكنه طالب الرفلق بالسماح له فى المشاركه الأخيره في اقتحام الربيه ,رفض الرفيق علي زنكنه امر البتليون , بعد اصرار الرفيق سمح له بالمشاركه شرط الوقوف مع الأسناد فوافق ,في الليل واثناء توزيع المقاتلين الأنصار وقبل الهجوم على الربيه انطلقت رصاصه
من بندقية الحرس الواقف فى باب الربيه اصابة الرفيق برأسه ليسقط شهيدا
خسرنا هذا النبيل الصادق
خسرناه مبكرا
الف سلام على روحك الطاهره يا ابن امي التي لم تلدني
والف سلام على شهداء حزبنا
الرفيق ابو احمد اسمه سالم عبد الوهاب
استشهد في كرميان وقد شيعه جمع غفير من ابناء المنطقه ورفاق البتاليون الأول اواسط عام 1986








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام