الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدواجية العقيدة

خالد العاني
كاتب

(Khalid Alani)

2019 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حدثني صديق شيوعي قبل اكثر من عقد من الزمن قال : كلفنا احد رفاقنا بنشر احد البيانات الصادرة من الحزب بتعليقها وتوزيعها على المواطنين ومر احد رفاقنا حينما كان ذلك الرفيق يقوم بهذه المهمة فوجد صاحبنا في الوقت نفسه يوزع بيان صادر من المرجعية الدينية وعند استدعائه والسؤال منه كيف يمزج هذا العمل مع تكليف الحزب ؟ فأجاب المسألة طبيعية هذا تكليف الحزب وهذا تكليف المرجعية ؟؟ لا يخفى على الكثير من الناس ان الكثير من علماء الدين اصدر فتاوي نصها ان الشيوعية كفر والحاد ولم يصدروا فتوى يكفروا بها الرأسمالية التي تستغل الانسان ابشع استغلال والتي ابعدت الكهنة ورجال الدين عن التدخل في شؤون الدولة وحصرت عملهم في ( الفاتيكان ) ؟؟ علما ان الاشتراكية اقرب الى الدين في العدالة الاجتماعية وانصاف الطبقة الانتاجية من العمال والفلاحين الفقراء ؟؟.... اصدر الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم قانون الاصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 خصص بموجبه بعض الاراضي من ملكية الاقطاعيين التي هي اساسا هبة من لا يملك ( الانكليز ) الى شيوخ العشائر كي يكسبوا ولائهم ولا يرفضون احتلالهم للعراق ولتوزيعها بموجب القانون المذكور على الفلاحين المعدمين والذين كانوا يتعرضون الى ابشع صور الاستغلال والظلم من قبل الاقطاعي وسراكيله وما الهجرة من الريف في جنوب العراق الى بغداد بشكل خاص الا هربا من الظلم والتعسف .. وماكان من المرجع الديني محسن الحكيم الا ان افتى ان الصلاة في الارض التي منحت بموجب القانون المذكور الى الفلاحين ( لايجوز الصلاة فيها لانها ارض مغتصبه ) ؟؟؟ كما اصدر فتوى اخرى في شباط 1960 تحريم الانتماء الى الحزب الشيوعي وتبعه في ذلك الكثير من علماء الدين الشيعة والسنة والاكراد منهم الشيخ مرتضى الياسين - ابو القاسم الخوئي - محمد على الطبطبائي - علي كاشف الغطاء - نجم الدين الواعظ - حمدي الاعظمي - فؤاد الالوسي - ملا صلاح عبد الكريم وغيرهم ....
سقنا هذه المقدمة لنعرج على بعض الكتاب والمثقفين والذين يخلطون بين الفكر الماركسي والشيوعي والديموقراطي والليبرالي وبين التوجه القومي العنصري او التوجه الطائفي والديني ( الثيقراطي ) والثيقراطية تعني حكم الكهنة او الحكومة الدينية او الحاكم الديني وتتكون من كلمتين ثيو وتعني الدين وقراط تعني الحكم وهي تعني نظام حكم يستمد الحاكم سلطته مباشرة من الاله حيث تكون الطبقة الحاكمة من الكهنة ورجال الدين الذين يعتبرون انفسهم انهم موجهين من قبل الاله او يمثلون التعاليم السماوية .. نقول ان البعض من خلال انتماؤهم القومي او الديني او الطائفي مثلا يدافع عن فلسفة الحكم الديني في ايران في الوقت الذي حكم السعودية وتركيا اسلامي ويتهجم عليهم كذلك من يدين ويحارب حزب البعث في العراق ويمجد ويدافع عن حكم حزب البعث في سوريا ويتخذ من الانتماء العنصري او القومي المتزمت وبعيد عن الفكر الماركسي او الديمقراطي والعلماني الذي يدعي الانتماء اليه نقول لهذا البعض ان يحسم امره اما ان يكون ديموقراطيا ليبراليا او ماركسي شيوعي او يساري او يذهب في الاتجاه الاخر ويكون دينيا او طائفيا او قوميا عنصريا اما ان يضع قدما هنا وقدما هناك فهذه الحالة تلحق به صفة هو في غنى عنها مثلا يشار اليه انتهازي او وصولي او نفعي او ازدواجي الولاء ومن هؤلاء مزدوجي الجنسية من السياسيين (نص ردن ) الذين قدموا الى العراق لا من اجل البناء وانقاذ البلد من التدهور وانما لآجل الاستحواذ على ما يمكنهم الاستحواذ عليه والعودة الى الوطن البديل حينما يحصلوا على مرادهم ان امثال هؤلاء مزدوجي التوجه والخلط بين الدين والسياسة يضيع (المشيتين ) ويخسر قيمته الاجتماعية بين الاخرين بالامس كان الامريكان المنقذين والمحررين واليوم صاروا ( كخه ) ويطالبوهم بالرحيل الى متى يبقى العراق ( حسبه تجيبني وحسبه توديني ضيعت الدرب منه اللي يدليني ) ؟؟؟
الصبر والسلوان لشعب العراق على هذه المحنة والكوميديا السوداء التي يعيشها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-


.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف




.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم