الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيرورة المسلكية المباشرة للمسؤول المُكلّف

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 4 / 22
المجتمع المدني


عندما يغيب الانتخاب في اختيار الشخص المناسب لمكان ما يتحول الشخص البديل المُعيّن هذا إلى تابع لمن كلّفه بهذا المنصب أو المهمة،وعندما نبحث عن معرفة تبعات المهمة السياسية المُتعلقة مباشرة بالمجتمع لشخص كُلّف بها من قبل مسؤول ((ما)) نتساءل كيف يعيش هذا المُكلّف،وكيف تكون علاقته الأسروية والعائلية والمجتمعية ؟.
بالعودة إلى المجتمع صاحب قرار التقييم لهذا الشخص نستنتج التالي:
-لا يكسب المُعيّن محبة واحترام الناس مهما كانت الجهة التي عيّنـته، لأنه بهذه الحالة يُمثّل من عيّنه وليس المجتمع الذي جاء لخدمته، لأن للمجتمع رأي في الأفضل لهذه الخيارات،وبالتالي يبحث عن رضى المسؤول عنه ويواليه أكثر من ولائه للمجتمع، فتُختزل المصالح من عامة إلى خاصة، ويخسر المجتمع بذلك مصالحه وفرداً منه عبر تشويهه بانفصاله عن المجتمع الأم الذي يُشكل تاريخه ومستقبله.
-تتشكّل علاقة جديدة جذرها عدواني بين الطرفين، ويسقط الفرد المُعيّن من حسابات مجتمعه، وهذا يتوضّح أكثر بعد أن تنتهي مهمته أي حين يُحال على التقاعد عندما لايجد أحدٌ يتعامل معه في القرية أو البلدة أو الحي،هذا إن لم يتم تقييمه والحكم عليه بما كسب من المال العام المنهوب، الذي بنى فيه قصراً أو مُنشأة أو قطاع خاص.
-خلال وجوده في مهمته المُكلّف بها ونتيجة عدم شرعيته الانتخابية، يعيش مُتحاملاً على مجتمعه فيتعامل مع أفراد مجتمعه بعدوانية نوعية يُبنى عليها كراهية الناس له، وربما لأهله وأولاده،س فتبدأ أسرته بمعاناة قاسية تدفع ثمنها من مستقبلها،وربما يفرض عليها مغادرة مسقط الرأس الذي لا يعودون له إلاّ أمواتاً.
-تتعزز عنده مسألة التعالي العدواني المبني على اللاكفاءة والقدرة على خدمة مجتمعه، وذلك عبر الصراع الذاتي بين رغبته التعويضية عن دونية تاريخية، ورفض المجتمع له بسبب من قدراته البسيطة التي لا تستطيع القيام بتلبية حاجات المجتمع العامة.
عدد غير قليل أولئك الذين يبدوا عليهم الغنى السريع دون خلفية اقتصادية تسمح بحدوث هذا الغنى،وبالتدقيق والتمحيص والتحليل لهذه الشريحة الجديدة نحصل على مايلي:
-بنية الأسرة هذه تقوم على إحساس بالكسر الاجتماعي، وقلق من تعيير الناس للأولاد بأبيهم، الذي لم يكن يملك شيء وبقدرة قادر أصبح من الأثرياء، فيوصّفوه بصفات تتناسب والمقام الجديد القديم،فيُصبح تذكّر الماضي من الأساسيات للتقييم، وهذا ينعكس على الحضور النفسي المُضطرب لأفراد الأسرة(أم وأولاد وأخوة وأهل) في المناسبات، إذ أن المجتمع لا ينسى أفراده، أو أعضاءه الأسوياء، أو المُنحرفين.
-نتيجة لما يُواجه الأولاد من تعيير بالوالد يهمس هؤلاء بأذن الوالدة ما يعانون منه، فينعكس هذا اضطراباً داخل البيت يبدأ بتحميل الأب معاناة الأولاد، وربما يؤدي ذلك إلى نزاعات أسروية تنتهي بالطلاق، أو دمار الأسرة هذه، طبعاً يحدث هذا في حال بقي لدى الأسرة هذه بقية من ضمير أو وجدان تم كسبه من موروثهم الأخلاقي البيتي أو الأسروي أو العائلي .
-يعتمد أعضاء أسرة المُكلّف هذا الكذب في العديد من أحاديثهم، وذلك لتغطية خلل يعيشونه داخليا ويهربون منه خارجيا،والكذب كاف لتشويه مستقبل أسرة بكامله.
لغياب الديمقراطية نتائج خطرة على العلاقة بين الفرد والمجتمع،لأن التعيين هو البديل للديمقراطية، وهذا بدوره يُضخّم الذات الفردية تشويهاً،ويُقزّم الذات المجتمعية قسراً،فيخسر المجتمع مصالحه ويخسر الفرد مع أسرته كيانه الإنساني، وتحل العدوانية محل المحبة في القرية الواحدة أو الحي أو المدينة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا