الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العربية والأنتربولوجيا

عبد الرحمان الدحماني

2019 / 2 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الثقافة العربية و الانتربولوجيا
إن الحديث عن الثقافة العربية هو الحديث بالأساس عن روافد الهوية الثقافية للعالم العربي الذي شمل الشق المادي واللامادي، حيث تميزت البلدان العربية بالاختلاف في ممارسة الطقوس الشعائرية والثقافية من جهة وإشكالية التعامل مع الدلالة المعرفية لمفهوم الثقافية الشعبية من جهة اخرى وما تختزنه الذاكرة من دلالة حيث نجد هذا المفهوم على حد قول الدكتور فاروق خورشيد في كتابه " عالم الأدب الشعبي العجيب1 " ان مفهوم الثقافة الشعبية يعد إشكالا بالعالم العربي حيث يتصور الكثيرون أننا نتحدث عن الكلمات العامية التي يرددها الزجالون في أزجالهم المحلية سواء غناء أو أداء أو حكايات موروثة .... أو مجموعة الأمثلة الشعبية التي تتردد في مجتمع ما أو إقليم في عصر زماني ما ، إن الحديث عن الثقافة العربية هو الحديث عن الفضاء الواسع الرحب وفق تجلياته التي تعرف الاختلاف من بلد إلى أخر . وهو ما نلمسه أثناء دراستنا للثقافة الشعبية المغربية حيث نجد عنصر الاختلاف من حيث المنهج والتي عرفت بإشكالية الفهم والمقارنة وهذه المناهج طبقت في العلوم الاجتماعية أثناء دراسة الظواهر الثقافية والطقوس الشعائرية ، ومن خلال اليات الاشتغال على الظواهر الثقافية المغربية التي شملت مكانة المرأة داخل التراث الشعبي ، مسالة التصوف ، الزجل في التراث الشعبي وكذا دور الرمز والقيم في الثقافة الشعبية..........، استنتجت مجموعة من الاستنتاجات من بينها وجود اختلاف في ممارسة الطقوس الثقافية والأدوات من جهة أخرى حيث ما لمسناه أثناء الحديث عن إبداعات المرأة في مسألة اللباس حيث الجلباب ألوزاني يختلف عن باقي مناطق أخرى للمغرب من حيث التركيبة المكونة منه الصوف والنسيج والارتداء كذلك بين المناسبات .......... وحتى مسألة التصوف طرحت إشكالا بين الزوايا من حيث الممارسات الشعائرية والاحتفالات بين الانفتاح الحضري من جهة والتشبث بالأصولية وفما يتعلق بشعر الملحون باعتباره ديوان المغاربة نجد إبداعات المرأة من جهة تتفاوت بين إبداعات الرجل وتباين القضايا التي شملت القضايا الوطنية والحياة اليومية المعاشة ، من خلال هذا الطرح تعتبر الثقافة الشعبية مؤشرا أساسيا على حيوية الشعوب ومنجما إنسانيا غنيا لفهم خصوصياتها وعمقها الحضاري ولعل الدراسات الأنتربولوجية كانت حاضرة في اكتشاف ذلك المنجم الغني ، الدال على التنوع الثقافي كأهم الممارسات الثقافية والشعائرية الأصلية القديمة التي ترسخ هوية الثقافية لبلد ما مع ابراز طابعه الحضاري والثقافي الذي يميزه عن باقي البلدان التي تشاركه في اللغة باعتبارها وعاء ومدخلا لفهم الثقافة الفرق الحاصل بين حدود الثقافة الشعبية والثقافة العالمة التي عرفت مقاربات عدة في معرفة حدودها حيث نجد مقاربتين ومقاربة التوسير ،ومقاربة لوكاش التي تلخص العامل النفسي والليبرالي في مسألة تناول حدود الثقافة العالمة والشعبية على حد سواء .
الانتربولوجيا الثقافية والاجتماعية
ان اصطلاح الأنتربولوجية اصطلاح شامل وواسع يشمل التطور البيولوجي والحضاري للإنسان ، العلاقات التي تحكم علاقات الشعوب بعضها ببعض والانتربولوجيا كعلم تنقسم الى قسمين الأنتربولوجية الفيزيقية أوالبيولوجية و الأنتربولوجية الاجتماعية او الثقافية ، تهتم الأنتربولوجية الفيزيقية بدراسة تطور الانسان وسلوكه وكذا الخصائص البيولوجية التي يتباين فيها البشر القدامى والمحدثين أما الانتربولوجية الاجتماعية والثقافية تهتم بدراسة المجتمعات الثقافة الكثيرة المتنوعة التي تسير عليها المجتمعات وقد اختصت وعرف عليها انها تهتم بدراسة المجتمعات البدائية مع تطور المناهج والمقاربة المعرفية والتحول الحضاري للمجتمعات من حيث طرق العيش العمران وتغير في السلوك على وجه الخصوص أصبحت مهمة الأنتربولوجية كعلم تتجاوز دراسة المجتمعات البدائية خاصة مع تطور المناهج عل في الجامعات الأوربية على يد مجموعة من العلماء الأنتربولوجيون كأمثال " راد كليف براون " الذي حاول إبراز علاقة الأفكار في خلق بنية او نسق اجتماعي وإسهامات "ادوار تايلور" باعتباره مكتشف كلمة الثقافة الذي سهم في ابراز وفهم الظاهرة الثقافية مأكدا أن الانتربولوجيا الثقافية ترمي الى فهم طبيعة الظاهرة الثقافة وتحديد عناصرها سواء في المجتمعات الحالية او القديمة فهي تبحث في التغير الثقافي وعمليات الافتراض والامتزاج والصراع بين الثقافات ، وتحديد نتائج تلك الإتصالات الثقافية كما تدرس خصائص الأشكال المتشابهة من الثقافات اي الأنماط التي تحدث بصورة مستقلة في الأماكن والعصور المختلفة .
وتكون الانتربولوجية الثقافية ذات جانبين :
الجانب الأول : هو الدراسة المتزامنة أو في زمن واحد " اي دراسة المجتمعات والثقافات في نقطة زمنية من تاريخها .
الجانب الأخر : هو الدراسة التتبعية أو التاريخية وهو دراسة المجتمعات والثقافات عبر التاريخ ومن الواضح علم الأثار يكرس نفسه للدراسات التبعية ،حيث يركز على المجتمعات والثقافات القديمة ، وكذلك المراحل العابرة من الحضارات الحديثة وهو يحاول إعادة رسم صورة الأشكال الثقافية الماضية ، وتتبع أثارها وتطورها عبر الزمان.
من خلال دراسة" دافيد هارت وزوجته اورسولا لقبيلة ايت ورياغر" وهي دراسة وصفية اثنوغرافية أخذت قبيلة من الريف المغربي بدراسة والتحليل معتمدة على المنهج الوصفي والتاريخي من جهة اخرى للكشف عن ملامح الثقافية لإنسان الريفي وعلاقته بالمجال المعاش معتمدا على مجموعة من خطط عمل الملاحظة والملاحظة بالمشاركة اظافة إلى شهود عيان ووثائق تعود الى الادارة العسكرية الاسبانية وهي وسيلة علمية تعتمد عليها الدراسات الأكديمية التي لا تتجاوز آليتين : الية البحث في" المناقب" التي تقابل الوثائق المكتوبة ، والروايات الشفهية التي تعتمد على شهود عيان .
المراجع المعتمدة
1: "كتاب عالم الادب الشعبي العجيب للكاتب فاروق خورشيد" صفحة 4
2: "الثقافة البدائية لإدوار تايلور "
3:" كتاب أيت ورياغر قبيلة من الريف المغربي دايفيد مونتغموري هارت " ترجمة محمد أوبيا .عبد المجيد عزوزي . عبد الحميد الرايس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح