الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت القلعة والهمام14

مارينا سوريال

2019 / 2 / 23
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


انتبه على نزيف اصبعه تاوه ،زجره المعلم "نبهتك اكثر مره الا تشرد وانت تعمل ..فى المره القادمةستررحل
يعود الغلام لضبط يده ويعيد قياس طول الشباك المطلوب منذ 3اشهر يعمل فى النجاره ،كان مدلل الكبير لايام مضت كالسحر لم يصدق ما يحدث معه الا بعد ان وصل المدينة،كان مشردها لاسابيع فى حاره الفقراء نام على ارصفها لايام لم ينتبه احد لوجوده ،كان محموم يتمتم "مياه" ،لم يستيقظ على تلك اليد التى وضعت المياه برفق داخل شفتيه ..يطعمه وهو شبه غائب عن الوعى
من انت ؟
صمت الغلام ثم اجاب "لست ادرى ..لا اذكر ما حدث
اختار الغلام الصمت لن يتذكر ان كبيره الفتيات قررت قتله ووافقتهابقية الفتيات لولا صدفة ايقظتة لكان ميت
التقته العجوز واودعه لديه فى ورشة النجاره علم انها اهم ورش الجانب الشرقى للمدينة حيث القطار القاطع فى وسطها يفصلها على الجانبالغربى حيث القصروالبحر ،كان عالم الجانب الشرقى غريبا شاهد بنيات ترتفع لطوابق فوق الورشة مخصصة لسكنى العاملين كان الغريب وسطهم ،قطن فى عنبر وعرفوه باسمه الغريب تشارك حياتة مع ست غلمان يقتربون منه فى العمر كان فراشة مواجهة لنافذة مرتفعةمغلقة بشكل دائم ،شمسها محجوبة فى يوم سالالفتى الاسمر الذى ينام على الفراش المجاور له لما نوافذنا مغلقة اجابة فى اقتضاب هكذا الامر ممنوع على العاملين فى خدمة ولى القصر ان يتعرضواللامراض سألة عن الولى ..ابتسم الاسمر "الاب"الا تعلم اننا نخدم الاب بحياتنا ،قاطعةالغريب نحن فى ورشة نجاره نصنع اثاث البيوت الشرقية الفقيرة قاطعة الاسمر متحمس :كلنا هنانخدم الاب بارواحنا لم تستمع الى خطابة الاخير لقد كنت مثلك فى البداية ولكن عندما استمعت اليه ندمت اننى لم اعرفة حق المعرفة من قبل ...جرب فى عطلة الاسبوع المقبل سيطل علينا بمناسبة العام الجديد عندما تدخل فى معرفة روح الاب ومحبتنا لنا ستتغير اعلم انك من الاقليم تبدو لى من ملامحك ... قاطعة الغلام :اى اقليم ......
تراجع الاسمر الى فراشة عاد الغلام ينظرللنافذة المرتفعة عنه والمغظاه باسياج حتى داخل الورشة الهواء صناعيا ،طوال الاشهر لم يفلح فى الحديث مع الشباب الست فى عنبر الغرباء ،اعتاد التحديق فى الظلام بعد الغروب تنطفىء الانوار وتغلق البوابات الاليكترونية ،كان يتقدم فى مهنته الجديده ببطء مع مرور الوقت اعتاده الشباب وتوقفوا عن سؤالة عن ماضية صحيح انهم يعلمون ان المدينة الواسعة تحوى الكثير من الغرباء عن الماضى لكنهم فى الجانب الشرقى يشعرون بالفخر من ذواتهم هم يعلمون مصدرهم واصلهم القديم والبعيد ، لايخفون امتعاض من اهالى الجانب الغربى فهم لديهم القصر والقلعة ولديهم الاب لم يبادر اى من الجانب الشرقى باعلان انتمائة لاصلة يعلمون ان الاصل لدى الاب الذى ظهر فى فترة الظلام وخلصهم من الفوضى والخوف الذين عاشوا فيها لسنوات تحت الارض يقيمون منازلهم وحياتهم يتزوجون وينجبون وسط حصون تحميهم من لهب نيران الجانب القروى البعيد ،نسوا فى عهد الاب الخوف ،يراقبهم من بعيد يتحدثون عن الاب يشعر بالقشعريره يتذكر الكبيروالدوار يتذكر مشاهد القرية كلما اشتد عليه الحزن فى المساء وشعر بالوحدة راى ابتسامتها النرجس تعود اليه من جديد تلوح له من خلف احدى الحانات قبل ان يراها ويلحقها فى خفه فتركض بين الحارات الضيقة وهى تعبث له بوجهها فيما يستمر بمطاردتها غير مبالى من نظرات شيوخ القرية الممتعضة ولا نساء الجالسات على مشارف السوق يتبادلون الهمسات ،فقط يراها تركض فى اتجاه الترعة الكبيرة ،يعود يغمض عينيه فى شده يلف ذراعيه من ححولة يغمضها اكثر ويحث عقله على النوم فى الصباح عليه ان يكون كامل التركيز سيتعلم النجاره تلك اخر فرصة يعطيه اياها ذلك المعلم كما يلقبونة والا سيخرج الى الشوارع الواسعة التى لايعلم بها احد ..ربما ارسلت كبيره الفتيات من خلفه حراسها الخونة ليقتلوه .....
وقف ينظر الى نفسه فى المراه يتاكدمن وضع العباءه والشاره على كتفه الايمن رمز الولاء للاب " بالامس كان احد الطهاه واليوم اصبح رئيسهم ...خرج من الغرفة الرئيسية التى اصبحت ملكه من الامس فقط يفتح بوابة المطبخ ..وقف يراقب اعين بقية الطهاه ..راقبوه فى صمت وهو يعبر ليقف فى وسطهم لم تخفى احدى الطاهيات ابتسامتها بادلها اياها فى العلن فى نهاية ذلك الاسبوع سيتحقق حلمها ستتزوج به وليس مثلها طاهى ينتظر بسمة من رئيسة يضمن بها سلامتة فى التقرير الاسبوعى بل رئيسهم والغرفة التى حلمت بها ستصبح الغرفة الرئيسة افضلهم جميعا تراقبها بقية الطاهيات فى حسد يخافون اظهاره فى تعابير الوجه حتى لا تلتقطها الكاميرات التى تعالج انفعالتهم ....
اشار رئيسهم الجديد لمساعده الذى قام باظهار تقرير الغذاء الجديد ابتسم رئيس الطهاه :الاب ينتظر مولده القادم ..رفع اصبعه للتحذير :تلك امامكم تعليمات رئيس الاطباءاى خطا تعرفون عاقبته ،رفعت اصغر الطاهيات اصبعها فى تردد ،سكت رئيس الطهاه نظر اليها رددت فى خوف:هل يجوز لنا تهنئتة ..صمت :الاب قرر فى نهاية الاسبوع ان يتلقى منكم التهانى ولكن ممنوع مقاطعة حديث رئيس الطهاه ....رمقتها زوجتة المستقبليةبغيظ فيما ابتسمت اصغر الطاهيات وعادت لتقطيع اللحم الابيض شعرت زوجتة المستقبلية ببعض الالام فى معدتها منذ اليوم عليها ان تحذر كل العيون على زوجها وتلك فرصتها لن تخسرها معه خاصا مع صغيرة قادمةمن اقليم الزنج هكذا حدثت نفسها .....
التفت رئيس الطهاه الى المراه العريضة فى نهاية المطبخ حيث كان يقف امامها الرئيس القديم اقترب منها اصلح من وضع الشاره فيما ادعى بقية الطهاه التركيز فى متابعة مهامهم ...جفل تلك الابتسامة التى يكرها عادت للظهور مجددا ذلك البدين عاد بابتسامتة البلهاء التى لطالما كرهها اقترب من وجهه اكثر عبست عينى الرئيس الجديد غير مصدق االتفت من حوله لا لم يرى احدا ما يراه اتكون خدعة جديدة من اعلى لا لا يعقل لقد حمل جثمانة بيده هو من وضع ترياقة الخاص ...هل تكون خدعة للكشف عن الامناء وسيسلم بعدها لمقصله الساحة بتهمة الخيانة بعد ان كشفة رئيس الطهاه ...تذكر انه الى الان لم يرى وجه الاب ارتعش من الفكره وابتسامة البدين تزداد فى المراه تهدده كادت ان تخرج صرختة لكنه نجح فى كتمانها فى اللحظة الاخيرة ،عاد يلتفت الى الطهاه كلا منهم فى عملة ،فى نهاية ذلك الاسبوع سيرى وجه الاب للمره الاولى وسينعم بالقوه التى نعم بهاالبدين السابق نعم ولكن لن يخطىء ممثله ويرتكب الخيانة هكذا اخبروه عن خيانة البدين للاب وروحه فداء الاب كان رده نفذ المهمة الموكلة له من القصر الازرق بكل امانة ودقة وعدوه برؤية الاب وبتلقى المكافئة منه ، كان يعلم ماذا سيكتب فى تقريره الاول للمشرف العام ،التفت لصرخة القوقازى كانت يده تنزف ساد القلق بين الطهاه امر الرئيس الحراس باحضار الطبيب تمتمت اصغر الطاهيات قطع اصبعه ،عبث الرئيس الجديد بحاجبيه نظر للقوقازى وهو يتالم بغيظ ،انتظروا حتى المساء فى مشفى العاملين الخاص لوى الرئيس شفتيه تمتم "قطع اصبعه "الان سيتحتم عليه تنفيذ قانون الاب واعفاء العامل من خدمة الاب ،كان الاب يكره العاجزين حضر الحارسان وانتظرا الطاهى حتى هدئت اوجاعه طبقا للقانون لن يستطيع البقاء داخل مبنى العاملين عليه ان ينتقل لمخيم العاجزين على اطراف ا لجانب الشرقى للمدينة لمح نصف ابتسامة خبيثه ظهرت على وجه الطاهى والحارسان يحملانه بعيدا من امام ناظرى رئيس الطهاه ...يعلم انه خرب تقريره المفاجىء برهان الولاء الابدى للاب لكنه يراقب الدليل الان يرحل امام عينه دون ان يقدرعلى تحريك ساكن ،سيرحل القوقازىخارجا ويخبر جماعتة عن خيانتة ادرك نفسه وماذا يهم ولكنه لم يتقرب من الاب الى الان ،كان عقله يعمل سريعا لايدرى كل المتعاونين مع جماعة ذاك القوقازى والتى تعمل بخدمة الاب داخل قصره ولكن يكفى ان يسقط فردا منهم والاب كفيل بجعله يتحدث لهم طريقتهم دائما ما تكون لديهم طريقة ...كان الاب سيخرج فى نهاية تلك السنة ويعلن عن تخليص المدينة من اعداء جدد تم دسهم بواسطة القرية العيدة لتنال من المدينة وتنتقم منها وكان سيكون الى جواره فى قلب الثقة التى تمنى الحصول عليها ...ولكن الان عاد الى نقطة الصفر ...تذكر المشرف العام الان ينتظر منه برهان الولاء كان شاردا وهو يعبر فى طريق عودتة الى العمل هناك الكثير ليتم تحضيره ، ذلك العام ليس مثله المولود الجديد ،والجميع حذر على الاب الا يحزن على الوليد ان ياتى بسرور وامان فى مدينة تتخلص من الخونة نظيفة فى استعداد لقدومة السعيد ،كبش الفداء الان رحل ولابد من جديد ،اصطدم برئيس الحرس كان فى انتظاره على البوابة الرئيسية ........
تقدم ببطء حاول ان يجعل خطواته واثقة وقف فى نهاية الغرفة كما هو مسموح ،رفع النشرف راسة من على تقارير العاملين لنهاية العام عقد حاجبيه ..ابتسم رئيس الطهاه .......

عادت الى غرفتها مسرعة كان هناك ساعة امامها قبل ان ياتى موعد انقطاع التيار الكهربائى ، جلست الطاهية على مكتبها الصغير تدون على الورقة والحبر الذىاستغرقها اسبوع فى طلبه قبل ان يسمحلها بالحصول عليه بعد ان تعهدت بتقديم الخطاب الذى ستسلمه للحرس لارساله الى عائلتها لاخبارهم بموعد زفافها المرتقب ..لوى شفتيها وكانهم لن يقرءوه على اى حال ..." امى العزيزة لا اعلم كيف حالتك الان ولكن اتمنى ان تكونى هناك وبصحة جيدة حتى اتمكن من رؤيتك للمرة الاخيرة ..امى توقفى عن البكاء لقد وفقت والاب سيمنحنى ما تحلمين فى نهاية ذلك الاسبوع سيسمح لى بالزواج من طاهى رفيق لى فى خدمة ابانا ....ساحظى بسكنى الخاص رفيقى هذا اصبح رئيس الطهاه ...ارجو ان اتسلم منك فديو لك ولاخوتى .....اطمئنى لن انساكم ابدا وسارسل المزيد من الطعام ....امضاء ابنتك ...
راجعت كلماتها للمره الاخيرة ثم طوت الورقة برفق وضعتها جوار القلم الحبر قبل ان تنطفىء الانوار بثوان لتحسس طريقها الى الفراش ......
انتفضت فزعه كتمت ايدى صوت صراخها حاولت المقاومة عبثا ..قاموا بوضعها داخل شبكة وحملوها بعيدا حاولت ايقافهم صرخت لقد حصلت على اذن الورقة والحبر صدقونى اجهدت عقلها تتذكر فيما اخطئت داخل غرفة ضيقة فارغة معتمة جلست على زاويتها اليسرى تجهد نفسها فى التذكر تنتفض من البرد القارص تلتفت من حولها تبحث عن غطاء منذ ساعة كان الجوشديد الحرارة هل بدءت خطوات التعذيب التى يتحدث عنها العاملون سرا صرخت ولكن اجيبونى فيما اخطئت بحق الاب لقدخدمتة باخلاص وامانة .....عادت تحاول استجماع عقلها "ولكنه ابى ايضا ولن اخون ارجوكم لقد اخطئتم تقصدون غيرى " تعود الحرارة تشتد .... "ولكن لم اقصد الغضب من رئيس الطهاه لا لم اكن اعمل معه لست مسئولة عن كونة خائن..... اجيبونى .....ارتفعت الحرارة اكثر بدئت تشعر بالاختناق كانت تقاوم وهى تتمتم "لم اخن الاب "لست خائنة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاف عليي


.. مخرجة عراقية توثق معاناة النساء في عملهن بمعامل الطابوق




.. بعملهن في المجالات المختلفة تحققن اكتفائهن الذاتي


.. سناء طافش فتاة فلسطينية شهدت العديد من الحروب




.. سندس صالح، إحدى المتدربات في مركز الإيواء