الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والارهاب وحلم استعادة الخلافة البائدة ! 1

زاهر زمان

2019 / 2 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لكى نفهم أصل الموضوع دعونا نحدد أولاً :
• من هو العربى ؟
قد يتبادر الى الذهن أن كل من يتحدث اللغة العربية بطلاقة هو عربى الأصل ، وذلك بالقطع ليس صحيحاً ؛ فغالبية شعوب الشرق الأوسط ، سواء فى الجزيرة العربية أو العراق أو بلاد الشام أو الشمال الافريقى ، يتحدثون اللغة العربية ، فى مجملهم ، وان اختلفت اللهجات المحلية ، للدرجة التى يصعب فيها التواصل مثلاً بين المصرى والمغربى أو التونسى لو تواصلا معاً ، كلٌ بلهجته المحلية ! بل حتى عندما يتم التواصل بين بعض اللهجات المحلية المتقاربة ، كالتواصل مثلاً بين العراقى والأردنى ، يتعذر فى بعض الأحيان فهم معانى بعض العبارات أو الألفاظ المحلية الخاصة بلهجة هذا أو ذاك ! حتى فى ذات الدولة الواحدة ، تختلف اللهجات بين منطقة وأخرى ، كما بين شمال مصر وجنوبها مثلاً . اللغة الوحيدة التى يمكن من خلالها التواصل - بين المتعلمين - من مختلف الشعوب التى كانت يوماً ما خاضعة لسيطرة الامبراطورية المحمدية الدينية العربية ، هى اللغة العربية الفصحى ! بل حتى اللغة العربية الفصحى التى نتخاطب بها اليوم ، تختلف قليلاً أو كثيراً عن اللغة الفصحى التى صاغ بها مؤسس الأيديولوجية الدينية المحمدية العربية مشروعه الامبراطورى لإقامة امبراطورية ( خلافة ) قريشية تدين بها العرب - كل العرب - لقريش ، وتؤدى بها لهم الجزية العجم ، كما صرح هو بذلك لرهطه من قريش عندما شكوه الى عمه أبو طالب :
[حدثنا أبو كُرَيب وابن وكيع, قالا ثنا أبو أسامة, قال: ثنا الأعمش, قال: ثنا عباد, عن سعيد بن جُبَير, عن ابن عباس, قال: ( لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل بن هشام فقالوا: إن ابن أخيك يشتم آلهتنا, ويفعل ويفعل, ويقول ويقول, فلو بعثت إليه فنهيته فبعث إليه, فجاء النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فدخل البيت, وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس رجل, قال: فخشي أبو جهل إن جلس إلى جنب أبي طالب أن يكون أرق له عليه, فوثب فجلس في ذلك المجلس, ولم يجد رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مجلسا قرب عمه, فجلس عند الباب, فقال له أبو طالب: أي ابن أخي, ما بال قومك يشكونك؟ يزعمون أنك تشتم آلهتهم, وتقول وتقول قال: فأكثروا عليه القول, وتكلم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: " يا عَمّ إنّي أُرِيدهُمْ عَلى كَلِمَةٍ وَاحِدةٍ يَقُولُونَهَا, تَدِينُ لَهُمْ بِها العَرَبُ, وتُؤَدِّي إلَيْهِم بِها العَجَمُ الجِزْيَةَ", ففزعوا لكلمته ولقوله, فقال القوم: كلمة واحدة؟ نعم وأبيك عَشْرًا فقالوا: وما هي؟ فقال أبو طالب: وأيّ كلمة هي يا ابن أخي؟ قال: " لا إلَهَ إلا الله " قال: فقاموا فزِعين ينفضون ثيابهم, وهم يقولون: ( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) قال: ونـزلت من هذا الموضع إلى قوله لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ اللفظ لأبي كريب. ]
الرابط
https://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=4&cad=rja&uact=8&ved=2ahUKEwielu7frKzgAhWGlxQKHRAnAmwQFjADegQIBxAB&url=http%3A%2F%2Fquran.ksu.edu.sa%2Ftafseer%2Ftabary%2Fsura38-aya5.html&usg=AOvVaw1XGYto7DzSEtH_thgMoZZt
ونركز هنا على العبارة التى وردت على لسان مؤسس الامبراطورية القريشية على أسس دينية ؛ تلك العبارة التى نصها : (إنّي أُرِيدهُمْ عَلى كَلِمَةٍ وَاحِدةٍ يَقُولُونَهَا, تَدِينُ لَهُمْ بِها العَرَبُ, وتُؤَدِّي إلَيْهِم بِها العَجَمُ الجِزْيَةَ ) ، والتى كانت مجرد فكرة تعبر عن طموح وقريشية وعروبية مؤسس تلك الامبراطورية ، محمد بن عبدالله ، الذى استطاع وضع لبناتها الأولى كدولة صغيرة ، بعد فراره من مكة الى يثرب بليل ، ثم أكمل خلفاؤه من قريش من بعده توسيع تلك الدولة اليثربية ، لتشمل كل الجزيرة العربية ، وتمتد بعد ذلك لتحتل مساحات شاسعة ، من الهند شرقاً وحتى أسبانيا غرباً ، ومن جنوب القارة الأوربية شمالاً ، وحتى أواسط افريقيا جنوباً ! نركز على العبارة السابقة لندرك حقيقة الأيديولوجية الدينية المحمدية ، التى هى فى جوهرها مشروع سياسى احتلالى استيطانى ، ركز على احتلال الشعوب واخضاعها لسيطرة القريشيين التامة ، واستعباد تلك الشعوب ونهب خيراتها وثرواتها بإسم الإله ! تلك الخلافة التى ظلت تستعبد شعوب الشرق الأوسط ، وأجزاء من آسيا وأوربا ، طوال عدة قرون ، قبل سقوط آخر خليفة من قريش ، وذلك بانهيار الدولة العباسية !
نعم حكمت تلك الخلافة العرب وغير العرب ، ورضخت لأيديولوجيتها الدينية شعوب ليست عربية ، تم طمس لغاتها الأصلية بأسلوب ممنهج ، فرضه بعض الخلفاء كتعريب دواوين الولايات ، وشيئاً فشيئاً وقرناً بعد قرن ، حلت اللغة العربية محل اللغات الأصلية للشعوب المحتلة ! لكن ذلك لا يعنى أن كل من يتحدث العربية ، يمكن اعتباره ( عربى الهوية ) أو الأصل ، فأولئك الذين تم احتلالهم بواسطة جحافل الغزاة العرب ، ليسوا سوى مُستَعْرَبِين ، تم تعريبهم بطريقة أو بأخرى فى أزمان احتلال الامبراطورية القريشية ، التى أشرنا اليها أعلاه ، والتى وضع لبناتها الأولية محمد بن عبدالله ، مؤسس الأيديولوجية الدينية الاسلامية ، التى كان يتم بها تطويع أولئك المُستَعْرَبِين ، طوال القرون التى سيطرت فيها الخلافة القريشية على بلادهم .
وللكلام بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب
على سالم ( 2019 / 2 / 26 - 06:06 )
الاستاذ زاهر , طبعا تحليلك رائع ويدل على فداحه الكارثه المروعه التى حلت بالبلاد المنكوبه التى غزاها البدو العربان الدمويين المجرمين , اهم شئ ان نعترف بأنه توجد مشكله معقده , مشكله العروبه التى تم فرضها بالغزو والبلطجه والاكراه على شعوب امنه مستقره , اتمنى ان نعترف ان العروبه والاسلام شئ دخيل علينا والواجب التخلص منهم وان نرجع الى اصلنا ومنبتنا وكينونتنا, ربما انت لاتعرف شئ اغرب من الخيال اكتشفته بالصدفه والبحث الا وهو المافيا الايطاليه , المذهل ان من اسس المافيا فى ايطاليا هم البدو العربان عندما اجتاحوا صقليه وجنوب ايطاليا , مفهوم المافيا البدويه هو اصل المافيا الايطاليه , اثناء احتلال البدو الانجاس لاايطاليا اسسوا مفهوم المافيا ورويدا رويدا انتشر بين عصابات السرقه الايطاليه والمنحرفين والخارجين عن القانون واللصوص حتى بعد طرد البدو الغزاه من جنوب ايطاليا الا انهم تركوا بصمتهم البدويه الشاذه الشريره الا وهى الغزو والبلطجه والسطو المسلح وادفع والا


2 - تحية
حورس ( 2019 / 2 / 26 - 12:48 )
أغلب من يسكن بلداننا تبنى الهوية العروبية , حتى أغلب النخب بكل إتجاهاتها الفكرية وتلك مصيبة المصائب
قبل الكلام عن الإسلام وانتحال صفة _تنويري_ , على هذه النخب المستلبة هوياتيا الخروج من وهم العروبة وما لم تفعل ستبقى مثلها مثل أجهل عامي لا يزال يصدق برسالة محمد وبأنه عربي جاء من جزيرة البدو


3 - ليت الأمر بأيدينا أخ على سالم
زاهر زمان ( 2019 / 2 / 26 - 13:59 )
نحن كتنويريين لا نملك الا أقلامنا وأفكارنا لتأصيل حقائق ماجرى ، أما المجال العام المفعم بتزييف التاريخ والحقائق ، فيحتاج الى تكاتف أنظمة تمتلك الجرأة فى التعاطى مع الأمور ، قبل امتلاكها أدوات تشكيل الوجدان والعقل الجمعى للشعوب !
تقبل تحياتى واحتراماتى


4 - السيد / حورس
زاهر زمان ( 2019 / 2 / 26 - 14:05 )
لو لم تكن عروبة الشعوب التى تم تعريبها عنوة وهماً ، لما فشلت المشاريع السياسية لتوحيد البلدان العربية والبلدان المستعربة تحت رايات وشعارات حاولت توحيد صفوفهم كمشروع القومية العربية وغيرها !
تحياتى واحتراماتى


5 - تعقيب أخير مع الشكر
حورس ( 2019 / 2 / 26 - 15:19 )
تعليقك يقوله الجميع , لكنهم يقولون برغم ذلك أنهم عرب ودولهم عربية وشعوبهم عربية . ولا يزال ينخدع بهم الكثيرون في بلداننا المنكوبة بهم ويحسبونهم _تنويريين_ وهم والبغدادي وبن لادن وعبد الناصر وصدام في الوهم سواء , أعطيك مثالا على هؤلاء : موقع الحوار بهيأته وبأشهر كتابه .


6 - السيد / الثلجى من الفيسبوك
زاهر زمان ( 2019 / 2 / 26 - 15:28 )
ليس عنصرياً من يحاول الرجوع الى الجذور ! هو مثله مثل من يتمسك بالجذور ! اقرأ المقال القادم ستعرف أننى لست ممن يتعنصرون ضد هذا العرق أو ذاك ! أنا فقط أسرد الحقائق التاريخية والجغرافية التى يرى البعض أنهم من مصلحتهم طمسها ! سأتيك فى المقال القادم بكلام العرب الأقحاح عمن هم العرب ، وليسوا من العوام أو الهوام ، بل هم أكاديميون تعترف بهم وتعتز بأبحاثهم الأنظمة السياسية التى ينتمون اليها !

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah