الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجود فقط طاقة (نظرية الموجة الجزء الرابع -الاله اعظم اختراعات البشرية-)

وسام غملوش

2019 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاله هو اعظم اختراع للبشر، اما الله الذي هو قلب الوجود النابض او الطاقة الفياضة لهذا الوجود، ما زال بعيدا عن الادراك، ولم نصل الى مرحلة فهمه، وكما يقال صوفيا (الجهل في الله معرفة)، وربما لن نصل بالمطلق لفهمه، ولكن اضعف الايمان ان نصل الى ان ما نظنه الله او الطاقة الكلية لهذا الوجود هو اله فقط.،هو نتيجة فعل ورد فعل، هو طاقة استطعنا من خلال ايمننا وضعف وعينا ان نجدها او نوجدها، نفعّلها ،ونستغلها، لكن كان استغلالنا لها على قدر وعينا .
الاله الذي يعبده البشر تم اختراعه وعلينا اعادة تحسينه.
لقد تم اختراع الية ما للتواصل مع الوجود الذي هو طاقة عاقلة عارفة ،وأطلقوا على هذه الالية اسم اله ،وهي ليست الطاقة الاصل، وكما ذكرت سابقا في الجزء الاول ان هذه الطاقة هي منبع الخير والشر لكن لا تسيرهما بل تفيض بهما، وتُبقي على حفاظ التوازن بينهما دون النظر الى التفاصيل ،وهذا ما ادى الى الصعوبه في فهم الله الحقيقي واللجوء من دون قصد الى الية التواصل اي "الاله".
فالبشر على مر العصور كانوا يوجّهون طاقاتهم نحو الوجود، وصنعوا من طاقاتهم طاقة، او جسدو طاقة بطريقة فعّالة دون ان تكون مجسدة بجسد، تستجيب لهم بما ارادوا، واصبح لكل فعل ردة فعل، فما كان من الوجود الا ان يرد لهم ما تمنوه.
ولان الانسان مفطور على العبادة، كان من المفروض البحث عن قوى عليا، ولكن بسبب ضعف الفهم الوجودي ،وبسبب اننا كائنات نتطور، كان من الطبيعي ان يكون الاله في اول الامر بهذه العبثية بالتعامل كأي زعيم قبيلة، ورحوم كأي فارس شجاع، ومعاقب كأي ملك حازم، لذلك تم تكوين اله خلال الاف السنين وفق تطور البشر ،وفي كل حقبة زمنية كان يضاف له بعص الصفات التي تلائم نوعية البشر الموجودين حينها، وما يتناغم مع تطورهم الفكري.
لذا من الطبيعي ان نعيد تطوير مفهوم الاله حسب ما نتمنا الان ،وحسب وعينا الان، وان نحّمل هذا الابتكار صفات اكثر ايجابية، بدل من العدائية التي كانت من اساسيات البشر في مراحلهم نحو الوعي والتطور ،وهذا لا يعني اننا في عصر لا عدائية فيه، ولكن بما اننا اصبحنا اكثر وعيا، اصبحنا قادرين على التحكم في كثير من العدائية ،لذا علينا ان نبدأ بالتفكير الايجابي اتجاه هذا الاله الى ان نصل في نهاية المطاف الى الوعي الذي يخولنا ان نعرف حق المعرفة ما هو هذا الوجود الخلاق والفياض وكيف سنتعامل معه.
رغم كل مساوئ الاديان لكن يبقى الاله هو اعظم اختراع للبشرية، فقد جسّد البشر بهذا الاختراع طاقة وجودية قابلة للتناغم معنا واستغلالها، ولكن لضعف العقول في مرحلة ما ،والحاجة الى لجم بعض النفوس في فترات عدة ،كان لا بد من تحميل هذا الاختراع الوجودي المتناغم معنا صورة العقاب والعذاب، كما حمّلوه معاني العطاء و المحبة وغيرها من الصفات الايجابية التي كان الانسان بحاجة لها ،واستجاب لهم الوجود بما تمنوه، ونصبوه عليهم بامنياتهم التي تمنوها.
فكما تفعل الكلمة حين تخترق القلب او العقل هكذا هي تفعل في قلب وعقل الوجود.
وقد تم التخلي عن الله الحقيقي اي(الطاقة الوجودية الثابتة في المضمون المتحركة في الشكل) حين هيكلوا لهم طاقة وجودية كما ارادوا وتمنوا، وذلك بسبب قدراتهم الفكرية المحدودة.
وكما ان الاعتقاد بوجود قدرة في صنم هي غير قابلة للتصديق، وانما الايمان الذي ينوجد فينا يجعلنا نشارك هذا الصنم مع طاقتنا لدرجة اننا نوظف قسم من طاقة تفكيرنا لهذا الصنم مما يجعله قابل لتحقيق بعض الاماني التي هي على مثال قانون الجذب، وحين يكثر الناس المعتقدين بهذا الصنم، تزيد قدرة التفاعل ويصبح قانون الجذب اقوى واكثر فاعلية .
بسبب الفوضى الاولية يكون التهيكل عشوائي غير منظم وهذا طبيعي، ويتطلب التنظيم سلسلة من الاحداث، فنحن كطاقات مصغرة نسير في قلب الطاقة الاولى، فكل ما ينتج عنا من تفاعل فكري، ان كان تمني او رجاء، او غير ذالك من التفاعل الروحي، له ترددات في قلب الوجود الذي نسكنه، والوجود الذي نسكنه هو اشبه بآليّة ، ويحييها التفاعل، لذلك يحبذ الوجود هذا التفاعل.
فالاله الان هو على شاكلتنا لدرجة اننا اصبحنا رهن ما ابتكرنا، لذا علينا اعادة رسم وتعديل فكرة الاله، وتجميله، وتحميله معطيات اكثر ايجابية اتجاهنا، ولاننا كبشر من المستحيل ان نصل جميعا الى فكرة الله الحقيقي ،اي قلب الوجود النابض، وبما اننا محكومين بالاكثرية السطحية، يجب على الاقلية المدركة ان تعيد فكرة تحسين الاله وتسويقها ليتم التفاعل كفعل وردة فعل.
لان الاقلية التي تستطيع ان تصل الى فكرة الله الحقيقي سيكون عليها ايضا تحمل افات المجتمع الذي ما زال رهن ما يعتنقه، وستبقى محكومة لهذه الاكثرية التي سيكون لها التأثير عليها بطريقة غير مباشرة من خلال ما تؤمن به.
فتحسين فكرة الاله افضل من الغائه، والغائه افضل من بقائه كما هو.
ولكن هذا لن ينجينا بشكل مطلق لاننا سنبقى عرضة لتدخلات من قوى وجودية استغلالية كما ذكرت سابقاً.
ولكن يبقى تحسين تصورنا للاله يساعدنا في حياتنا وفيما بيننا على هذا الكوكب.
لذا علينا ان نحسن من هذا الاختراع ونجمله كأي اختراع قابل للتجديد، حتى يصبح ملائم لم نحن عليه من تطور في الوعي والاخلاق، وحتى نبعد عنا شبح طاقات وجودية متطورة اكثر مننا قدر المستطاع في استغلالها لهذا الاختراع لصالحها وممارسة تسلط وجودي علينا حسب رغباتها.
ففكرة الاله مرت بمراحل عديدة من التطور منذ بدية البشرية، وتعددت فكرة الاله من كوكب كعبادة الشمس وصولا الى صنم، لتستقر اخيرا بشكل عام في فكرة روحية ،وماعلينا الان الا ان نطور هذه الفكرة الروحية تماشيا مع تطورنا.
فالدين انتاج روحي علينا ان نطور مفهومه كأي انتاج علمي يتماشى مع تطورنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية