الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مفهوم المواطنة والدين

أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة

2019 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المواطنة تعني تساوي كافة المواطنين في الدرجة. لكل مواطن سهم واحد في البلد، اي ان المواطن هو اللبنة الاولى في بناء البلد. الدين لا يساوي بين المواطنين لان اللبنة الاولى لبناء البلد الديني هي الاسرة، لذلك فانه يفرق بين حقوق وواجبات الرجل والمرأة، فليس الذكر كالأنثى وللذكر مثل حظ الأنثيين، على الرغم من بعض الاستثناءات التي تؤكد القاعدة. في الدين، المؤمن أفضل من غير المؤمن ومن يتبع "دين الدولة" أفضل من الخارج على اجماع الامة؛ الذمي واللاديني، الذي يكون في تلك الحالة تابعا للفصيل الرئيس وتحت حمايته - وجوره وصلفه وتقلب أهوائه و (سوء) فهمه للدين ايضا.

المواطنة في الدولة الدينية درجات، فالحر أفضل من العبد، فالعبد مملوك للحر كملكية الجمادات والطيور والبهائم، يباع ويشترى، وله من كتب الفقه والتفاسير نصيبا مرموقا؛ فقه العبيد والإماء. الملاحظ طبعا أن الرق انتهى في بلاد الإسلام بتدخل الإنجليز في نهايات القرن التاسع عشر ومحاربتهم تجارة الرقيق ولم ينته الرق في بلاد المسلمين لان المسلمين عملوا على سد منابعه كما يقال أو قاموا بتحرير رقاب عبيدهم لتكفير ذنوبهم، وإلا لما عاد الدواعش لتلك الممارسة عندما سيطروا على اجزاء من سورية والعراق بعد ما عرف بثورات الربيع العربي.
طبعا والحال كذلك في الدولة الدينية، لابد ان تتعدد درجات المواطنة وأسهمها من أسهم ذهبية للرجل الحر المسلم وفضية للمرأة الحرة المسلمة، ودون ذلك لغير المسلمين وغير المسلمات والعبيد والإماء. ولا يمكن بالطبع ان يتساوى دم المسلم مع دم غير المسلم. المسلم طاهر وان حلت به نجاسة ظاهرة، اما المشركين والكفار فهم نجس، فقط لأنهم غير مسلمين!

في ظل التعدد العرقي والمذهبي والثقافي وانحسار دور كهنة الأديان في المجتمع كان على المنطقة المسماة بالمنطقة العربية ان تحذو حذو التطور البشري الطبيعي الحادث في كافة ارجاء المعمورة وان تتخذ من دولة المواطنة منهجاً لها، الا ان الجماعات الظلامية التي مازالت تحلم باحتلال الغرب "الكافر" وان تسبي بنات الأصفر وان "تفتح" عواصم العالم وتعود بغنائم كغنائم كسرى مازالت تداعب مخيلات المكبوتين جنسياً والمهمشين اقتصادياً في بلادنا.

شعار "الاسلام هو الحل" لم يعد صالحا اليوم. "المواطنة الكاملة غير المنقوصة التي لا تعبأ بالانتماء المذهبي او العرقي هي الحل ... المواطنة هي الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال