الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفردات البيئة في الريف المصري

عطا درغام

2019 / 3 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


خلق الله- عز وجل- الأرض للإنسان وبها كل الوسائل التي تُمكن الإنسان من الحياة علي الأرض والتمتع بكل ما فيها؛ فاستغل الإنسان البيئة الطبيعية واستخدمها في العيش من بناء المنازل التي تحميه من برد وحر الطبيعة،وفي غذائه سواء عن طريق الزراعة أو الاعتماد علي النباتات الطبيعية التي تجود بها الأرض.
وسنتناول الموضوع من خلال القرية، وكيف استغل الفلاح مفردات البيئة في العيش داخل القرية التي تمكنه من مقاومة العوامل الطبيعية والتغلب عليها من خلال
البيت
الوقود
غذاء الإنسان
غذاء الحيوان
بيوت الحيوانات
بيوت الطيور
غذاء الحيوان
بيوت الطيور
غذاء الطيور والدواجن
ألعاب الاطفال
تشكيلات من الطبيعة
تشكيلات فنية وتشكيلات أخري
1- البيت :
لجأ الفلاح في القرية زمان إلي البيوت الطينية مستغلًا التربة الطينية وصناعة الطوب اللبن، وتطور الأمر شيئًا فشيئًا إلي حرق الطوب عن طريق قمائن الطوب الأحمر، وكذا الطوب الجيري والجبس..وهناك أمثلة كثيرة لهذه البيوت في أماكن متفرقة بالقرية ومنها البيت المقابل لمنحل زهيري.
أما البيوت الطينية ، فانتشرت بكثرة في الحقول وتمتد أمامها دروة أو ملحقة بها زريبة بها مواشي الفلاح.
كان يتم تسقيف البيوت بالخشب، ثم يوضع فوقها الغاب الريفي ثم طبقة من الطين ثم مشمع وتغطيتها بالطين وأحيانًا يستخدم الجبس؛ ليظهر السطح وكأنه مصبوب بالأسمنت.
والبيوت الطينية كان يكتفي بوضع فروع الشجر ثم تغطيتها بالطين، وأحيانًا فلوق النخل كأعمدة.
واعتمد الفلاح علي الغاب في عمل العشش، وانتشرت هذه العشش بجوار الأراضي الزراعية، لكنها بالطبع لا تصلح في الشتاء ولن تمنع عنه البرد.
ومن هنا نجد أن مفردات البيئة الرئيسية لم تخرج عن الطين وفلق النخل وفروع الشجر إضافة إلي الجبس.
ولتخزين الأرز الشعير بني الفلاح مايسمي بالصمعة لتخزين الأرز فيها، ولم تعد موجودة
2- غذاء الإنسان:
ونقصد به المفردات الطبيعية التي جادت بها الطبيعة التي خلقها الله، ولا تعتمد علي جهد الإنسان من حيث زراعتها ومتابعتها؛ فيجدها الفلاح تظهر مع المحاصيل التي يزرعها أو منتشرة علي الجسور أو علي شواطيء القنوات.
فقد جادت الطبيعة علي الإنسان بخيرات كثيرة في جديدة المنزلة زمان، واعتمد فيها الإنسان علي غذائه.
فالملوخية كانت تنمو في الأرض بدون بذور مع محاصيل أخري؛ ونجدها أحيانًا تنمو مع القطن والطماطم والذرة. وكان طبخها سهلًا جدًا؛ مما جعلها ضيفًا رئيسيًا علي مائدة الفلاح في القرية.
كانت تؤكل نيئة أو مطبوخة.. وما عليك إلا أن تجمع عيدانها وتجففها، وإذا أردت أن تأكلها نيئة تأتي بحفنة منها في بعض الماء والملح وقطعة من البصل وتسمي هذه الطريقة ( مرغولة) مع بعض فتات الخبز.
وكذا السلق والحميض؛ فنجدهما منتشرين بكثرة علي جسور القنوات او الخنادق، واعتمد عليهما الفلاح في الغذاء مع البصل والأرز وتسمي ( طبيخ بخضرة وأحيانًا تستخدم السبانخ).
كما نجد الرجلة التي تنمو مع القطن أو الذرة وتطبخ كالملوخية.
ومع البرسيم ( الربة) يظهر السريس والبسان ؛ فلسريس ضيف رئيسي علي وجبات الفلاح وخصوصًا في وجبتي الفطور والعشاء، واللبسان في عمل المحشي.
ونضيف ضيفًا ثالثًا وهو الجلاوين ( الجلاوان ) الذي نافس السريس علي مائدة الفلاح في وجبتي الفطور والعشاء رغم مرارته الخفيفة، لكنه رغم هذه المرارة كان يروق للفاح مع المش والجبنة.
وإلي جانب الكرنب الذي اعتمدت عليه ربات البيوت في عمل المحشي نجد ورق الخس وورق العنب لكن بصورة متفاوتة لم تزلزل الكرنب عن عرشه.
ونحن أطفال كنا ناكل بعض النباتات الطبيعية التي جادت بها الطبيعية ، ومنها ( الدُحريج) وهو يشبه الفاصوليا وهو صغير جدا، وكان يؤكل محمصًا وأحيانًا نيئًا.
و( الشام) وهو من الأعشاب التي تنمو علي الجسور في فصل الربيع ، وكنا نقطفه ونجمع منه كميات كبيرة ونضعه داخل قطعة قماش او في طرف الفانلة ونطرق به علي جبهاتنا ونظل نغني: عم حسن زارع بصل – جيت أشمه كلته كله- آدي الزير وآدي غطاه وآدي النبي اللي احنا حداه.ثم نفتح قطعة القماش، ونري الشكل الذي ظهر لنا.
وبالنسبة للمحاصيل المزروعة كنا نمارس بعض الحيل والطرق لإنضاج بعضها..فكنا نختم الجميز وذلك عن طريق قضم قطعة منه وهكذا فيخرج اللبن ونتركها لليوم التالي فنجدها جافة وتُعطي طعمًا لذيذًا.
ونضيف إليهما سلق البلح الأخضر النيء قبل نضوجه، ووضع بعض السكر مع الماء المغلي حتي تُعطي طعمًا لذيذًا.
وأحيانًا يتم وضع البلح والمانجو في الردة فيطريا بعض الشيء ويصبحان صالحين للأكل..
3- الوقود:
اعتمد الفلاح علي الطين في بناء الوسائل التي تمكنه من طهي الطعام وعمل الخبز كالأفران والمواقد.. وبعضها لازال موجود في القرية بالشكل الذي كانت عليه زمان ويكثر استخدامها في البيوت التي تقع في الحقول أو التي علي أطراف القرية .
استخدمت ربات البيوت مفردات البيئة المتاحة من قش الأرز والحطب وأعواد الذرة الجافة وروث البهائم.
اعتمدت ربات البيوت علي القش أثناء الطهي والخبيز في عمل قطع صغيره منه وكل قطعة تُسمي (راية).
وكانت الفلاحات تصنع من روث البهائم( الجلة) أقراص الجلة وكان يتم عملها علي شكل أقراص يُضاف إليها التبن في كي تجف سريعًا، وكانت هناك فلاحات متخصات في عملها للتجارة بها وكن يجدن فيها تجارة رابحة ، وخصوصًا اللواتي يقمن في الحقول ويبيعنها لم لا يقتني زوجها المواشي..
4- غذاء الدواجن والطيور:
جادت الطبيعة علي الفلاح بالكثير من مفرداتها التي مكنت ربات البيوت من استغلالها في سد حاجة الدواجن من الغذاء.
وسنذكر منها ماتجود به الارض الزراعية سريعا ك: (البرسيم- مخلفات الأرز من الرجيع- الردة- الفول) بالإضافة إلي ما يتم شراؤه.
أما الذي جادت به الطبيعة فنذكر منه: (ورد النيل أو ياسنت الماء) وكان الفلاحون ينطقونه باسمه الدارج( الفقيع)، وعلي الرغم من انه كان يُشكل عبئًا علي الفلاح في انتشاره السريع وعرقلة الري بصورة مباشرة؛ إذ كان يتطلب منه تنظيف المنطقة المحيطة بالبئر حتي لا يسد ماسورة البئر ويعوق تدفق المياه، إلا أن ربة البيت وجدت فيه ملاذًا وغذاءً للدواجن والبط، وكان يتم خرطه قطع صغيرة وإضافتها إلي الرجيع أو بثاثة الدشيش.
ومن المشهيات التي كان يفضلها البط ، وتضيفها الفلاحات إلي غذائه ما نسميه ( الطحلب) و( القوقع )، وكان الطُحلب يستخرج من علي جسور القنوات بين الحشائش. أما ( القواقع) فكانت تطفو علي سطح الماء الآسن في القناية( القناة) بمائها القليل ، وكانت الفلاحة تقوم بدق الطحلب والقواقع بالحجر وتضيفهما إلي الدشيش المطبوخ أو الرجيع.
كان الحامول ينمو علي سطح مياه الخنادق ، وهو من الأطعمة المفضلة للبط. يتم جمعه عن طريق جريدة نخل نحركه بها حتي تتجمع لدينا كميات كبيرة ؛ فنجمعها داخل دلو أو طبق كبير . ويُقدم للبط كما هو أو مضافًا إلي الرجيع أو مع الدشيش المطبوخ.
5- غذاء الحيوان:
إلي جانب ما يزرعه الفلاح ويعتمد عليه ك:( البرسيم- الدريس- تبن القمح- تبن الذرة)، وكانت تحتاج إلي جهد الفلاح ومتابعته نجده إلي جوارها اعتمد علي خيرات الطبيعة ومفرداتها ، والتي لا زال الفلاح يعتمد عليها في سد حاجة مواشيه من الغذاء ونذكر منها: الدنابة- الحلفا- الأنشوط).
واعتمدت تربية دودة القز علي ورق الخس وورق التوت التي انتشرت في فترة من الفترات زمان.
6- بيوت الحيوانات والطيور
ويُطلق عليها مسميات حسب طبيعتها وأشكالها. ومن هذه المسميات التي تأوي الحيوانات: ( الزريبة- الدروة- الدوار- الجرن)، ومهما اختلفت المسميات لكن تتفق في طبيعتها وادواتها المستخدمة في عملها من البيئة الريفية كالقش والحطب وأعواد الذرة الجافة والغاب ، وأحيانًا استخدم الطين.
واستخدم فلوق النخل في عمل أعمدة التعريشات للحيوانات لتحميها من أشعة الشمس ، وأعود الخشب لعمل الأوتاد لربط المواشي، والطين لعمل الطوالة علي شكل مستطيل أو مربع أو دائرة حسب عدد الحيوانات .
وفي ركن بعيد عن المواشي نجد ما يُسمي ب( الجورة) وهي كومة ترابية يتم إشعال قطع خشبية ووضع أوعية الحلب فيها بعد خمود النار ليتم تطهيرها، وأحيانًا يستخدمها لعمل الشاي أو تسخين المياه.
وبين الفينة والأخري عندما تتجمع كميات من روث البهائم ، يتم تجميعها في ركن ما ليتم بيعها أو الاستفادة في تسميد الأرض عند الزراعة.
واتخذت بيوت الدواجن مسميات عديدة منها:) الخزانة- الخمة) وكانت تصنع من الطين.
7- ألعاب الأطفال:
ونذكر المكونات المادية للبيئة الطبيعية التي طوع الأطفال مفرادتها لاستخدامها في عمل الألعاب والتشكيلات الفنية.
واستخدم الأطفال الطين في عمل التشكيلات الطينية ك: ( سيارات- دراجات- رجال- نساء- بيوت- ..إلخ) وكانت هذه التشكيلات سببًا في اكتشاف العبقري محمودمختار.
وشكل الأطفال من خوص النخل ما يسمي ب( الفرنينة او الفريرة) وهي أشبه بالمروحة ، وكان يتم التقاط عود من النخلة يشبه المسلة ويتم نفخها ونجري بها فتدور كالمروحة بفعل الهواء.
واستخدم جريد النخل في ألعاب الطاب وعمل العرائس وعصا العقلة والمضرب ، وكذا سيوف للعب بها.
والغاب في ألعاب الطاب وعرائس الغاب، وكازوز الكوكاكولا في عمل العجل وجمعه في أستيك لتشكل عجلة موضوعة علي مكر الخيط.
وكسر القلل تسمي شقافات، واستخدمت في لعبة السبع شقفات او استخدام سبع طوبات.
ونضيف إلي ما سبق الورق في عمل الطائرات الورقية وزينة رمضان، وعلب الورنيش الفارغة في لعبة الأولة ، ومخلفات القماش في عمل الكرة واحيان قطعة أسفنج في عمل كرة الجلة.
7-تشكيلات من الطبيعة:
لم يقتصر استخدام الفلاح علي استخدام مفردات البيئة في الغذاء وعمل البيوت والألعاب فقطن بل في عمل تشكيلات يستفيد بها أو يتم بيعها، ونذكر منها : جريد النخل، واستخدم في عمل الكراسي والمناضد والاقفاص . والغاب في عمل سباتة الفراخ والأقفاص وعصا الجوزة وناي وسلامية للعزف.
واستخدم الخوص في عمل البرنيطة ومرجونة البط الصغير ومزبلة الفلاح والمشنة والجرم والفرد والقفة وحزام الوسطن .
استخدم الفلاح لوف النخل في عمل المقشات مع مقشة البلح، واستخدمها كليفة لتنظيف الجسم والمواعين، وعمل المخدات والمراتب.
ومن الصوف صنعت الطواقي الصوفية وأحزمة الوسط والبلوفر والكوفية،.
واعتمدت الفلاحات علي القطن في عمل فتيلة لمبة الإيد، وهي لمبة صغيرة جدا يسهل حملها لمن يسير ليلا في طرقات القرية قبل دخول الكهرباء.
8- تشكيلات فنية وتشكيلات أخري
استخدمت عيدان القمح في عمل تشكيلات فنية رائعة في كتابة الآيات القرآنية والرسومات الجميلة ، وذلك بتثبيتها علي قطع قماش سوداء،وبرع فيها كثير من شباب القرية.
وكم نتمني من مدرسي التربية الفنية في مدارس القرية العمل علي إحياء هذا الفن الجميل في عمل تشكيلات فنية باستغلال مفردات البيئة في القرية وتنمية الحاسة الفنية لدي الطلاب.
وكان يحلو للبعض استخدام ذيول الحيوانات كنوع من الوجاهة، وكذا جلود الحيوانات كفروش مام عتبة المنزل أو تعليقها علي الحائط للزينة.
ومن التشكيلات الأخري استخدام القش في عمل اللوي التي تستخدم في تربيط القش والذرة والحطب والدريس والبرسيم، وفي عمل رايات الفرن، وكذا الحواية التي توضع علي الرأس عند حمل بعض الأشياء. ويستخدم أيضا في عمل المعديات مع الطين وغلق القنوات لتغيير مسار مجري المياه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل