الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسمعوا من الملحدين ولا تسمعوا عنهم

انور سلطان

2019 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من ضمن سمات الوصاية أن المتدين يعطي نفسه حق الحديث عن الملحدين دون أن يعرف الالحاد ودون أن يعيش تجربته.

من أنواع الظلم الممارسة على الملحدين هو تشويه الملحد وتصويره بأنه انسان منزوع الانسانية بلا مبادئ ولا قيم. والحديث نيابة عنه وعدم السماح له بالحديث عن نفسه، وان تحدث كذبوه، واتهموه بأنه يبطن ما لا يظهر حتى لا ينقضوا تصورهم عنه، وهو تصور استمدوه من الدين.

 ‏‎‎‎هناك تزييف للوعي بخصوص الالحاد مارسه ويمارسه المتدينون،اسوأ من التزييف الذي مارسوه بخصوص الغرب. والسبب دفاعي بحت.

هذا ما فعله محمد مؤسس الاسلام مع مكذبيه، وليس مع الملحدين لأنه لم يكن هناك الحاد بالمعنى الحديث. وقد فعله مواساة لنفسه، وتشجيعا لها. وصرح بذلك في القران.  (قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون، فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون). الأنعام: ٣٣.

جردوا الملحدين من الانسانية والاخلاق.
جردوهم من التفكير السليم.
أنكروا أنهم فعلا لا يؤمنون بخالق، بل قالوا أنهم يؤمنون غصبا عنهم.

زعموا ان الحاد الملحدين بسبب عوامل نفسية قبيحة مثل التكبر على الحق (الايمان) وجحوده عن عمد لأغراض هابطة كالشهوة الجنسية (الجنس طبيعي وليس شيئا هابطا).

 ‏‎‎‎والمتدينون المعتدلون الذين يريدون تحسين صورة الاسلام يمارسون تزييفا بطريقة أخرى تتضمن تجميل الاسلام، ويرجعون سبب الالحاد الى عوامل نفسية وصدمات من التطبيق الخاطئ للدين. وهذا نوع دفاعي اخر يهرب من القول أن السبب عدم قناعة عقلية وأخلاقية بالاسلام.


 ‏‎‎‎ما يجمع المتدينين المتشددين والمعتدلين هو اعتبارهم الالحاد علة خسيسه تحتاج تفسير أو تشخيص وعلاج.


 ‏‎‎‎من يريد اصلاح دينه أو اعادة تصوره بما يتوافق مع القيم الانسانية (والموضوع السابق يصب في هذا الاتجاه) عليه أن لا يفعل ذلك على حساب سمعة انسان اخر. ويجعل انسانا اخر نموذجا ودليلا على سوء الفهم. ويضرب عصفورين بحجر.

من يريد اصلاح حقيقي لا تلفيق وتزيين كاذب عليه أن يدرس دينه فعلا دون خداع للنفس.


 ‏‎‎‎ومن أراد أن يستفيد من الملحدين عليه أن يقف على أسباب الحادهم المختلفة، سواء كانت فكرية أو نفسية، ويستفيد منها ولا يحط منها. حتى اذا كان سبب الالحاد صدمة نفسية فهي سبب محترم وقد تكون سببا حقيقيا،  لأن الملحد لم يخادع نفسه وربما قد عرف قبح الدين (وهو فعلا قد عرف قبحه). والصدمة النفسية ليست الا استجابة لحقيقة واقعية.

 ‏‎‎‎ومن أراد خداع نفسه، أو لا يشعر أنه يخادع نفسه، أو يريد أن يلصق القبح الذي راه الملحد بشئ اخر كالتطبيق أو سوء الفهم فهذه وجهة نظره هو، وهي على الأكثر وجهة نظر، ان لم تكن فعلا خداعا للنفس (وهي فعلا خداعا للنفس)، وعليه في المقابل أن يحترم وجهة نظر الملحد.


‏يمكن الحكم على الدين من وجهين، نظري وعملي.

والوجه العملي يتعلق بتعاليم الدين، فاذا كانت القيم والأحكام الدينية فاسدة (في ذاتها أو بحكم العصر أو كليهما معا) فالدين فاسد وغير صحيح. ولا يحتاج ذلك الى عبقرية لادراكه.

وانتشار الالحاد هو بسبب أن جيل اليوم عرف المبادئ الانسانية، ورأى نتائج تطبيقها، وعرف أن كرامته فوق كل اعتبار، وحقوقه كانسان هي معيار الحق. ولذلك سهل عليه أن يكتشف زيف الدين وقبح الدين وأنه من مخلفات الماضي الفاسدة التي لا تليق بانسان يشعر بكرامته ولا يخادع نفسه.

انتهى

سوف نتحدث عن السبب النظري للالحاد في موضوع قادم ان أمكن. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طفره
على سالم ( 2019 / 3 / 2 - 02:02 )
من المؤكد ان هذه طفره انسانيه كبيره رائعه , لم تحدث قبل حتى الان , من الواضح ان اللادينيه واللاادريه والالحاد سوف ينتشروا ويتزايدوا ويزدادوا جرأه وشجاعه


2 - الملحد
بلبل ( 2019 / 3 / 2 - 15:58 )
الملحد هو اكثر انسانية من جميع المتدينين والملحد يعرف الدين اكثر من المتدينين لانه غادره بعد دراسته دراسية بالعقل وليس بالوراثة

اخر الافلام

.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني


.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح




.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل