الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن والله وقضيّة علم الغيب ... -عَجَبَاً-

مصطفى حجي
(Mustafa Hajee)

2019 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



"عندما نتعامل مع أي كتاب يَدَّعي الحقيقة المطلقة يكفي أن نجد فيه خطأً واحداً وحيداً أوحد لتبيان زيفه وبطلانه"

نعم ...صفة الإطلاق تستلزم منطقيّاً انعدام أي ثغرة أو خلل...

حسناً لنرى ... القرآن يقول :

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (الحشر:22)
( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام:59)

ويقول محمد رسول الإسلام :

(مفاتح الغيب خمس إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)...

*ملاحظة جانبية حول الحديث.. نحن اليوم نعرف ما في الأرحام بل أكثر، بإمكاننا تحديد الجنس قبل أن نضع البويضة الملقحة في الرحم ... فهل هي من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ؟!

خلاصة الآيات السابقة والحديث : "الله يعلم الغيب"
وهذا ما أراه يتناقض مع الآيات التالية :

أولاً : حادثة تغيير القبلة...

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَـــــــعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ .

الحادثة بسيطة، كانت قِبلة المسلمين في أوائل الدعوة بيت المقدس أي نفس قبلة اليهود وهذا كان ترغيباً من محمد لليهود واقتداءً بهم لكن سرعان ما غيّر رأيه واستبدلها بقبلة البيت الحرام "كعبة قريش" .. لماذا ؟ "ليعلم الله" (الذي لا يعلم الغيب) المؤمنين المُخلصين مِنَ المنافقين الذين سينقلبون على أعقابهم !!!
ألم يكن الله عليم بهم ؟
هل كان الله بحاجة لاختبارهم وهو يعلم مسبقاً من سينقلب ؟

- قد يقول قائل الله يعلم لكنه لم يأمرهم بذلك، والجواب :
هل اختار الله علمه أم لا ؟

1- إذا كان اختار علمه يعني هو الذي اختار أن يكون هؤلاء منقلبين على أعقابهم في علمه.

2- إذا كان لم يختر علمه يعني هو مُجبر وبهذا هو ليس إله.


ثانياً : الآية 31 من سورة محمد...

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}

لماذا يبلونا الله ؟ ليعلم المجاهدين منّا والصابرين؟ ألم يكن يعلم ؟
هل الله بحاجة لهذه الامتحانات ليعلم ؟
هل الله بمستوى مدرس بسيط يمتحن تلامذته؟

قد يقول قائل كلمة "ليعلم أو نعلم" في الآيتين السابقتين لا تعود على الله بل على الرسول والمؤمنين أي إظهار هذا العلم للناس ((كما قال لي أحد أصدقائي المؤمنين قُبَيل أن أكتب هذا الموضوع)) والجواب :

لماذا لم يقل الله إذاً "ليعلم الرسول والمؤمنون" أو "لتعلموا" أو "لنُظهر لكم" ؟ واضح من سياق الآية أن المتكلّم هو الله وقال "لنعلم" أي ليعلم المتكلّم الذي هو "الله" نفسه .. ألم يكن يعلم مسبقاً ؟ ألا يعلم الغيب ؟.. إذاً لماذا ؟!

في تفسير ابن كثير وجدتُ التالي :

"ولهذا قال ههنا "ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" أي الذين صدقوا في دعوى الإيمان ممن هو كاذب في قوله ودعواه، والله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة... وبهذا يقول ابن عباس وغيره في مثل قوله "إلا لنعلم" أي "إلا لنرى" وذلك لأن الرؤية إنما تتعلق بالموجود والعلم أعم من الرؤية فإنه يتعلق بالمعدوم والموجود."

لكن عندي اعتراض على هذا التفسير...
هل كلمة "نعلم" مرادفة لكملة "نرى" ؟
ألم يكن الله بقادر وهو القدير المقتدر كما تقولون أن يأتي بكلمة "نرى" عوضاً عن "نعلم" ؟
لماذا تُصححون كلام الرب لتعطوه معنى ؟!

ثالثاً : الآية 142 آل عمران...

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}

نلاحظ هنا أن الله ينفي علمه تماماً باستعمال حرف "لمَّا" وهو حرف "نفي" وجزم يدخل على فعل مضارع واحد.. مثال "لمّا يُذاكر درسه "يعني لم يفعله إلى وقت الحديث" {راجعوا قواميس اللغة والمعاني}}.
أي أن الله لا يعلم هل سندخل الجنة حتى يرانا نجاهد !!!

رابعاً : آية المائدة 94

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}

ليعلم الله من يخافه يجب أن يضع له أفخاخاً وتجارب تماماً مثل المدرّس في المدرسة لتلامذته !

تفسير ابن كثير
قال مقاتل بن حيان: أنزلت هذه الآية في عمرة الحديبية، فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم، لم يروا مثله قط فيما خلا، فنهاهم الله عن قتله وهم محرمون {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}؛ يعني أنه تعالى يبتليهم بالصيد، يغشاهم في رحالهم، يتمكنون من أخذه باليد والرماح سراً وجهراً، لتظــــهر طاعة من يطيع منهم في سره وجهره .
انتهى.

وأنا أسأل مقاتل بن حيان لماذا تصحح كلام الله ؟ ألم يكن الله بقادر على استعمال كلمة "يُظهر" بدل "يعلم" ؟
نعم يظهر أصح من يعلم، لكن لماذا لم يأت الله بهذه المفردة عوضاً عن الأخرى ؟

ويقول الطبري
"ليعلم الله" تأويله "ليعلم أولياء الله"
انتهى .

يا سيدي طبري لقد صححتَ كلام ربك بل ودلَّستَ عليه...
لماذا أضفتَ كلمة "أولياء" مع العلم بأن الله لم يقلها في قرآنه ؟ طيب ألم تنتبه أن المتكلّم في هذه الآية هو الله ؟ يعني "يعلم" تعود على الله لا على غيره...
هل أنت أكثر فصاحة من الله ؟

خامساً : سورة الأنفال آية رقم 66-65

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ} الأنفال 65

الله هنا يأمر نبيه بأن يحرّض المؤمنين على القتال ويأمر الصحابة بعدم الفرار أمام العدو وأن 20 منهم أمام 200 "النسبة 1/10" 100 أمام 1000 "النسبة 1/10"

لكن لنُكمل ونقرأ الآية التي تليها...

{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} الأنفال 66

تفسير ابن كثير
روى البخاري عن علي بن عبد الله عن سفيان به نحوه وقال محمد بن إسحاق حدثني ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية ثقلت على المسلمين وأعظموا أن يقاتل عشرون مائتين ومائة ألفا فخفف الله عنهم فنسخها بالآية الأخرى فقال " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا " الآية

الآن خفف الله وعلم !!!
لكن يا ترى ألم يكن الله يعلم بهذا الضعف منذ البداية ؟
تحوّلت نسبة رجل مؤمن أمام 10 رجال من الكفار إلى نسبة رجل مؤمن أمام رجلين !
يعني "نسبة1/10" تحوّلت إلى "نسبة1/2" !
يا تُرى ما الفائدة من كل هذا ؟

أيرسل الله جبريل في كل دقيقة ليغير النسب رغم أنه كان يعلم أن الأمر سيشق على المؤمنين منذ البداية ؟
الآية تقول بالحرف "الآن خفف الله عنكم وعلم" !
الله بحكمته كان يستطيع أن يقول "الآن خففت عنكم" لكن لماذا أضاف كلمة "وعَلِمْ" ؟

لماذا هاته التناقضات في القرآن ؟
لماذا هاته الآيات تتناقض مع آيات أخرى بشأن علم الله بالغيب ؟ ولماذا تتعارض أيضاً مع بعض الأحاديث ؟
هل الله يعلم الغيب فعلاً ؟... لا أظن هذا بل أنا متأكد أنه لا وجود له أساساً .

قد يسأل بعض المؤمنين : "لماذا تناقش في القرآن وصفات الله ولا تتناقش بقضية وجود الله أولاً كونك تُنكر وجوده" وإجابتي كالتالي :


لطالما قرأتُ القرآن في المسجد قراءة تعبديّة لا أبتغي منها إلا الأجر أو جمع الحسنات واكتنازها وادِّخارها ليومٍ عسير، تلك القراءة تضع على عين الإنسان غشاوة وعلى عقله حاجز لا يسمح له بالتجرأ على كتاب يُقال عنه أنه موحى به من عند لدن عزيزٍ حكيم .

لكن وكما يُعلمنا التاريخ فإن الإنسان قد تكلم باسم الإله منذ الأزل ... قال الإله مردوخ، قالت الإلهة عشتار، قال الإله إيل، قال إله عالم الموت أوزيريس، قال كريشنا (كتاب الباغافاد جيتا الهندوسي)، قال زرادشت (كتاب الأفيستا)... وهكذا وصولا إلى يسوع... وماني (كتاب المانوية اسمه شبروغان القرن الثالث الميلادي) من بعده.. قال الله ( في كتابه القرآن)... قال الله (في كتابه الأقدس البهائي)، قال الله ( على لسان ميزرا أحمد الذي ادعى النبوة في الهند)...

هذا التاريخ الحافل بالمدَّعين و الكتب المقدسة التي تتكلم بكل سهولة على لسان الإله، يُعلمنا أن إمكانية الكذب على الله واردة و أننا بهذا يجب أن نتوخّى الحذر و أن نتبنى اليقظة والفطنة التي تليق بالإنسان الواعي الذكي ، هذا إن كان فعلاً هناك إله يُرسل إلينا أنبياء...

إظهار بطلان كتاب مزعوم أنه من عند الإله بالإضافة لعدم عثورنا على دليل على وجوده ينفيان وجود هذا الإله وهذا كافٍ بالنسبة لي.


تحيّاتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا الكتاب
بلبل ( 2019 / 3 / 5 - 23:46 )
هذا الكتاب المسمى بالقران يسيئ الى مؤلفه كانسان فبالاحرى ان يكون الاها فهو عبارة عن كلام ركيك ومعقد يفتقد لابسط قواعد الكتابة خليط من الخرافة والسجع والدجل فكيف يعقل ان يكون هناك انسان يسمع نملة تتحث او هدهد ياتي باخبار وقوم ناموا عشرات السنين ورجل عاش في بطن الحوت وانسان صعد الى السماء بسرعة اكثر من سرعة الضوء وما الى ذلك من خزعبلات


2 - المتكلم شخص ثالث
أكرم فاضل ( 2019 / 3 / 7 - 02:44 )
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (الحشر:22)
( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام:59)

الآية 142 آل عمران...

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}

{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ-;- فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ-;- وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ-;- وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} الأنفال 66

الأستاذ مصطفى حجي المحترم

المفترض في نصوص الآيات أعلاه أنها كلام الله المنزل لكن الظاهر أن المتكلم هو شخص ثالث غير معرف حيث أٌسنِدَ الى الله دور شاهد.

تحياتي

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا