الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترکيا و إيران على خط المجابهة مع الکورد

نزار جاف

2006 / 4 / 24
القضية الكردية


تصاعد الحملة العسکرية الترکية ضد مقاتلي قوات الشعب و ذلک التنسيق الملفت للنظر بين أنقرة و طهران على نفس الصعيد، لها مبرراتها التي تفسر إختيار هذا التوقيت الحالي لها.
هذه المبررات التي قد تشکل هاجسا مخيفا و مقلقا لجنرالات و ساسة ترکيا على حد سواء، خصوصا وإنها ترافق متغيرات غير مسبوقة في تأريخ المنطقة و العالم، وعلى الرغم من إن الذي جمع و يجمع ترکيا و إيران في سلة واحدة طوال عقود سابقة و "غابرة" من أيام الدولتين العثمانية و الصفوية، هو مبدأ (التوازن الجامع)، الذي يستند على دعامتي الجغرافيا ـ السياسية و الجغرافيا ـ الاستراتيجية، فإن هذا الامر مازال ساريا حتى بعد أن تسربل"بنو عثمان"بدثار العلمنة و نبذوا الدين کمعيار لتسيير دفة الامور، لکن الغريب و المثير في الامر، إن مقاتلي الدولتين العثمانية و الصفوية وإن لم يجمعهما أمر واحد على مقاتلة عدو مشترک سابقا، قد توحدوا اليوم بوجه عدوهم المزمن "الشعب الکوردي" وهاهو المقاتل العلماني الديمقراطي المتحضر يقاتل الى جانب جند"إمام الزمان"، أحفاد الجن و الشياطين من الشعب الکوردي!
إن الاندفاع غير العادي للجانبين"خصوصا الترکي"، له"کما أسلفت"مبرراته التي لها علاقة وثيقة جدا بجملة مستجدات و تداعيات على الساحتين الاقليمية و الدولية والتي بالإمکان حصرها فيما يلي:
1 ـ إزدياد الامتعاض الامريکي من التقارب الترکي مع حکومة حماس و تلويح أمريکي لترکيا بإمکانية حصول تقارب مشابه بين واشنطن و حزب العمال الکوردستاني"PKK"، وهو أمر أشارت العديد من الدوائر الى حصوله في فترات سابقة، وقد أولته تلک الدوائر على خلفية سعي أمريکي لتأهيل هذا الحزب وفق معطيات تنسجم مع أهدافها التکتيکية و الاستراتيجية الى حد ما.
2 ـ تزايد الدعوات المتعاطفة مع حزب العمال الکوردستاني على صعيد أوربا، والتي کانت آخرها تلک الدعوة التي إنطلقت من المانيا والتي دعت الى وبشکل صريح الى "تأهيل"لهذا الحزب مقابل تخليه عن"الکفاح المسلح"، وهي دعوة قد تستجيب لها قيادة حزب العمال الکوردستاني لو کانت هناک أرضية مناسبة لإنجاحها على المستقبل البعيد.
3 ـ تزايد الدور الکوردي في الساحة العراقية و نجاح الساسة الکورد في إزاحة"صديق"لترکيا من مرکز حساس، مع حصول حرکة تقدم و إستقرار غير عاديتين في المنطقة الکوردية مما يعني الکثير الکثير لجنرالات أنقرة.
4 ـ ضعف الموقف الايراني دوليا وحتى على صعيد المنطقة، کان مناسبا جدا لأنقرة کي تصفي حساباتها مع ملف اللعب الايراني بالورقة الکوردية، وقد يکون هذا الامر بداية مشجعة للذئب الترکي کي يفکر بأمور أبعد من هذا نظير الورقة"الآذرية"المخيفة جدا لطهران لکي تضمن (تقزيم)القط الايراني الذي طفق يتصور نفسه"أسدا"أمام الجميع.
5 ـ تصريح السفير الامريکي في بغداد بأن الجيش الترکي يجتاح العراق لو إنسحبت القوات الامريکية من هناک، وهذا التصريح يعني أن واشنطن تدري الکثير عن الدور المستقبلي لترکيا، وهي ببقائها هناک تفکر و"تخطط"بعيدا عن عقلية جنرالات و ساسة أنقرة.
6 ـ تصاعد الانتفاضة الجماهيرية للشعب الکوردي في الشمال الکوردستاني و إضطرار الماکنة العسکرية الترکية الى إستخدام الاسلحة الکيمياوية و قتل النساء و الاطفال و حرق وهدم المنازل و القرى على رؤوس ساکنيها وخوف ساسة أنقرة من أن ترافق هذه الانتفاضة حملة دعم دولية مما سيکون عاملا حاسما في تغيير الکثير من الامور.
هذه الامور جميعها، صارت محفزا قويا لأنقرة کي تلتقط أنفاسها و تضرب ضربتها التي طالما حلمت بها، وهي تبتغي قبل کل شئ إنهاء و تصفية حزب العمال الکوردستاني کي ينتهي کابوس"تأهيله"الى الابد، لکن کل المؤشرات تتجه الى سياقات قد لا ترضي التطلعات العسکريتارية لأنقرة، خصوصا وأن تسارع الاحداث و تداخلها مع بعضها و بروز المستجدات من الامور التي تستوجب التعامل مع مفردات جديدة قد تکون مفيدة و مؤثرة أکثر من غيرها، سوف تعجل بإنتهاء هذه الحملة أيضا ولکن من جانبهم و جانب حليفهم"المرغم رغم أنفه"طهران، أما من جانب الشعب الکوردي، فسوف يبقى ذلک الهاجس الذي يجمع و يفرق عاصمتي معادات قيام الدولة الکوردية المستقلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون