الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربتي مع بعض التعليقات الواردة على منشوراتي.!!

وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)

2019 / 3 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من خلال تجربتي أثناء مناقشتي للتعليقات التي ترد على منشوراتي والتي أناقش فيها النصوص الدينية وأعرض ما فيها من إشكالات، وجدتُ عدد قليل من المؤمنين ممن يردُ عليها ويُجيب بما أنعمَ رجل الدين أو إلهه عليه من إلهام أو تفسير، وبعض الردود تستحق النقاش وبعضها لا ترقى للنقاش مع ذلك فأنا أحاول الرد عليها، ولكن ما أثارَ إنتباهي هو إنً هناك الكثير من التعليقات تكون خارجة عن صلب الإشكالات في مواضيعي التي اطرحها، وألاحظ انً أصحاب هذه التعليقات بدلاً من أن يردُوا على الإشكالات يقفزون بتوجيه أسئلتهم الإعتراضية وهي:

هل يعقل أنه لا يوجد خالق لهذا الكون؟؟ أو من خلقك وأوجدك وأوجد هذا الكون؟؟

طبعاً عدم الإجابة على الإشكالات التي أذكرها والقفز عليها بسؤال من قبل البعض يشير إلى عدة أمور منها:

1- أشعرُ أنً المؤمن ينتابهُ خجل وتردد واضح لما أعرضهُ لهُ من آيات وإشكالات، وهذا الخجل إمًا ناتج عن ضعف في الجواب على الإشكالات التي أطرحها أو من الخيبة والتوهان التي تُصيبُ عقله وهو يرى أن ما آمن بهِ من آيات وأعتقد بصحتها طيلة سنوات عمره لا يستحق الإيمان بها، ولهذا يقفز بالسؤال أعلاه.

2- أشعر أن المؤمن يتحول بشكل مفاجئ من حالة الإلهية الدينية إلى حالة الإلهية اللادينية، أي بمعنى أنهُ يصبح ربوبي متنكراً لما يقرأ ويشاهد من آيات وإشكالات فيطرحها على جنب ويقفز بالسؤال أعلاه.

3- أشعر أن بعضهم يتصور إنهُ سيحرجني وسيجعلني عاجزاً عن الرد إن هو قفز بالسؤال أعلاه.

4- طبعاً ناهيك عن الردود الشخصية الأخرى سواء التي تسيء وتتهجم عليً، أو التي تنعتني بالجهل والغباء وعدم الفهم لهذه النصوص، أو منهم من يصبح طبيباً نفسانياً فيتهمني بشتى الأمراض والعقد النفسية.

وعلى أية حال أنا لا أشعر بالحرج من الردود والتعليقات، فما أعلمُ جوابه أرده وأناقشهُ، وما لا أعلمهُ أبحث عنه، وبالنسبة لي ولغيري أيضاً فإننا نرفض أن يتم نعتنا ووصفنا ب "الملحدين"، ولكن مكرهُ أخاكَ لا بطل فنحنُ مضطرين للتعامل بهِ كوصف أجبرنا المؤمنون عليه نتيجة فهمهم الخاطئ، والمهم هنا أن الملحد هو الإنسان الذي لم تتوفر لديه الأدلة الكافية والواضحة على وجود الخالق وهو يرفض الغيبيات، وفي الوقت الذي يحتكم المؤمنون بالعقل والمنطق المبنيان على منظومة القواعد والقوانين الثابتة على وجود الخالق هو نفس العقل والمنطق الذي يحتكم بهما الملحد على نفي وجود الخالق، فالسببية ليست دليلاً كافياً على وجود الخالق لأنها ببساطة تنتهي بالقفز على النتائج وتنتهي بمغالطة منطقية، وكذلك نفس الأمر بالنسبة للدور والتسلسل أو ما يسمًى بالتصميم الذكي، فهناك إشكالات كثيرة على هذه القواعد والأسس التي يحتكم إليها المؤمنون لإثبات وجود الخالق.!!

وبالنتيجة فإنً إثبات وجود الخالق أمرٌ غير متفق عليه، وإثبات عدم الوجود لا يصح أن يُطلب من الملحد، لأن عبء الإثبات يقع على من يؤمن بوجود هذا الخالق، فهل يعرف المؤمن خالقه حق المعرفة؟؟ أو هل سبق وشاهدَه وهو يخلق الكون أو خلقه له؟؟ أو هل راى خالق غيره يخلق لكي يقول إن خالقي افضل؟؟ وهل يتمكن من تحديده وتعيينه أو على الأقل هل عقلهُ يمكنهُ أن يتصور كنه وماهية هذا الخالق؟؟ أكيد كل هذه الأدلة لا يمكن للمؤمن أن يأتي بأي إثبات عليها، وإستحالة البرهان على وجود أو عدم وجود شيء ما لا يجعل وجوده من عدمه على نفس الدرجة من الإحتمالية، فكيف إذا كان الخالق هو إله الأديان المجهول والذي يعبر عن نفسه بأنهُ شيء لا كالأشياء ولا تدركهُ العقول وألابصار؟؟ ثمً إنً المؤمن بهذه الآلهة لا يعلم حقيقة وماهية إلههُ هل هو مادي أم غير مادي؟؟ وهل إلههُ خارج حيز الزمان والمكان أم داخله؟؟ وهل إلههُ خارج حدود الكون إن كانت لهُ حدود أم داخله؟؟ هذه وغيرها من الإشكالات تجعلهُ هو وإلهه في مأزق شديد لا يمكن الخروج منه.!!

وبالرغم من تقدم العلم المتسارع إلا أنهُ ما زالَ بعد في أول الطريق ومع ذلك فهو يقدم لنا النظريات والفرضيات والتفسيرات على كيفية وجود الكون ونشأة الحياة وتنوع الكائنات، وكل ذلك مبني على أساس من التجارب والدراسات والأبحاث وهي متوفرة ومتاحة لكل من أراد الإطلاع عليها، ولأن العلم ما زالَ يحبو في خطواته الأولى فهو لم يفصح بعد ويكشف كل أوراقه لتبيان أدق التفاصيل بالدليل والبرهان الكامل، وهذا لا يعني أن عدم إمتلاكي كملحد أو إمتلاك العلم الأدلة فإنً الخالق موجود، فضلاً على إنهُ لا يعني أبداً وجود الإله الديني المذكور في نصوص الأديان البشرية المتعدد الأشكال والمختلف بعدد أديان الأرض ومذاهبها.!!

وإذا طرحنا آلهة الأديان بأشكالها المختلفة من حساباتنا والتي لم يثبت وجودها، ولنفرض جدلاً بأن هناك خالق لهذا الوجود موجود، تُرى ما الفائدة التي تعودُ علينا كبشر من وجود هذا الخالق؟؟ بل ما فائدة محاولاتنا لإثبات وجوده؟؟ ونحنُ نرى ونشاهد على أرض الواقع بأنً وجوده وعدمه سواء.!!

لهذا أنا أنصح المؤمنين بأن لا يخجلوا من مناقشة نصوص أديانهم ومواجهتها وأن لا يتمسكوا بوهم الإله الذي تجمدت عليهِ عقولهم فجعلتهُ رقيبُ وحسيبٌ عليهم، وذلك من خلال التفكير بعقلانية وتجرد دون خوف أو تقديس ليروا حقيقة أديانهم الزائفة وليدركوا بشريتها وأن يتواضعوا قليلاً ويتركوا إمتلاكهم للحقيقة المطلقة، وعليهم أن يحترموا عقولهم ولا يجعلوها خاضعة لأساطير وقصص وروايات الماضي، وليجتهدوا في البحث والتأمل والإطلاع ولينظروا أيضاً إلى ما آلت إليه أوضاعهم وليقارنوها بما وصلت إليه شعوب العالم المتحضر حينما تركوا الدين وراء ظهورهم وجعلوا العلم والبحث والإكتشاف رائدهم ليتقدموا إلى الأمام وليعيشوا حياتهم برفاهية، وكيف أنهم صنعوا لأنفسهم قوانين وتشريعات مدنية إكتسبوها وتحصًلوا عليها من خلال تجاربهم المتراكمة، لينظموا أمورهم ولتزدهر مجتمعاتهم ولينفعوا أنفسهم وليفيدوا غيرهم ويستفيدوا أيضاً مما وصلوا هم إليه.!!

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!



محبتي واحترامي للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 110-Al-Baqarah


.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل




.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر