الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربع مائة حجة تُفند وجود إله .

سامى لبيب

2019 / 3 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-أربعمائة حجة تُفند وجود إله - من 301 إلى 315 .
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (86) .

كتبت فى السابق ثلاثمائة حجة تفند وجود إله بدأتها بخمسين حجة , لتمتد لمائة حجة , فمائتين حجة لتصل لثلاثمائة حجة , وكان هذا الإمتداد لأننى وجدت أن فكرة الإله فكرة ثرية بالتناقضات والفرضيات المتخبطة مخاصمة للعقل والمنطق والعلم فى كل مفردة من مفرداتها .
مازال فى جعبتى الكثير من الأفكار الناقدة لفرضية وجود إله لأمد هذه السلسلة إلى أربع مائة حجة تُفند وجود إله , وأستهلها بخطأ الفكر التحليلى المنهجى التقييمى والمفاهيم المغلوطة التى أنتجت فكرة الإله , ففكرة الإله لا تعيش إلا فى ظل الأفكار الصنمية والتحليل الخاطئ المُتعسف لتزدهر فى ظل مجموعة من الأوهام تؤسس للوهم الأكبر .

301 - خلل فى التفكير والبحث .
- إشكالية الفكر الإيمانى أنه ينهج ويفكر بعقلية من فعل هذا بينما العلم والمنطق يفكر بعقلية كيف حدث هذا , فأنت لن تستفد شيئا عندما تفترض إسم الفاعل بل أدخلت نفسك فى إشكاليات كونك إعتبرت الفاعل عاقل وأنه الذى فعل هذا بدون أى إثبات بينما العلم والمنطق يبحث فى كيفية حدوث ذلك ثم فلنطلق عليه إسماً فلا يهم .
العلم يتفكر بطريقة عقلانية بتتبع طريقة حدوث الشيء وهذا يدل على التسلسل المنطقي بتعقب الأسباب , أما الفكر الإيمانى فيضرب بتعقب الأسباب عرض الحائط ويقفز على المنطق ليبحث عن إسم الفاعل , والمصيبه أنه يدعي بأنه توصل لهذا الإسم بدون أي دليل عقلاني , كونه لم يبحث فى الأسباب فيلجأ للقفز بالإستنتاج , لذا صدق القائل بإله الثغرات وأنا أقول إنه الجهل الراغب فى قتل البحث عن إجابة مقنعة بغية التمرغ فى النوم اللذيذ فى ظل وهم الإله .
- إن طريقة البحث عن الفاعل والمسميات لا تأتي إلا بالخرافات فلنتذكر خرافات الإغريق مثلا عندما كانوا ينظرون للغيوم والعواصف , فبدلاً من أن يبحثوا عن أسباب حدوثها ذهبوا ليسألوا عن من فعلها وتسميته ثم قفزوا بالإستنتاجات كحال المؤمنين الحاليين لتحديد الفاعل وبدأوا يدعون أن للسحاب إله فاعل وألفوا له إسم وتعبدوه , وأدعوا أن للبحر إله فاعل وألفوا له إسم وتعبدوه...إلخ.
- هل لك أن تتخيل شخص بالعصر القديم يدعي بأن سبب فعل المطر والغيوم والبرق والرعد هو شيء إسمه الفنكوش , فتسأله: كيف علمت هذا؟.فيجيب: لأن الذي يحدث هذا لا بد له من فاعل ولهذا أنا أسميه فنكوش فتسأله: وكيف علمت أن هناك شيء إسمه فنكوش فعل هذا؟ هل رأيته؟ هل تستطيع أن تثبته لنا؟! .فيجيب: ألا تنظرون للإبل والغيوم والصواعق والرعد والبرق والمطر فهذا دليل على وجود شيء فاعل إسمه فنكوش .. هذه الطريقة الخاطئة بالبحث عن الفاعل وتسميته قبل أن تبحث فى (كيف حدث هذا؟)..فالإسم يأتي بعد البحث عن الأسباب في كيفية حدوث هذا وليس قبل , لأن الإسم مجرد رمز لمفهوم أو شيئ نتفق عليه فنستخدمه عند تناقل المعلومات التى توصلنا إليها .
من الخطأ البحث عن الفاعل وإسمه بل البحث عن الأسباب بتسلسلها العلمى المنطقي التى أدت لذلك , فعندما ترى الغيوم عليك أن تسأل عن أسباب تكون الغيوم , فإن بحثت ووجدت أنها تتكون بسبب تبخر المياه وتتكثف بالجو فأنت نجحت بتعقب الأسباب لنشأة الغيوم..ولكن إن بدأت بالفكر الخرافي مثل الأولين بالبحث عن فاعل غامض فقط لأنك ترى الإنسان يصنع فهذا هو منبع خرافات الأولين ولم تبتعد عنه قيد أنملة , وهذا تعبيرعن العجز الذى يتوارى وراء فكرة إله الثغرات والجهل .

302 - وهم المطلق .
- المطلق هو كل ما لا يحتاج في وجوده أو تحققه إلى شرط زماني أو مكاني أو معرفي , فهو مستقل بذاته عن كل سبب غيره بينما النسبي يُعرف على العكس من المفهوم السابق أي كل ما يرتبط وجوده بشيء آخر أو ذات اخرى وقيمته لا تنبع من ذاته أي هو كل ما غير مستقل و ناقص .
- بمفاهيم وصيغ فلسفية أعمق يمكن القول أن المطلق هو كل ذات لها وجود مُستقل عن كل الذوات الأخرى , وليست مشروطة بها و هي نفسها سبب وجودها وسبب كمالها وخصائصها , بهذا المعنى فالمطلق يَعنون بها الإله , أما النسبي فهو كل ما يحتاج و مرتبط بسبب أخر او شيء/ذات و لا يتواجد إلا بتوفرها و حضورها الفعلي , وهو أيضا كل ما هو محدود وغير كامل ومرهون بالفناء وبهذا المعنى فكل البشر والمخلوقات نسبية مقارنة بالمطلق أي الاله, وأن الأحداث نسبية مقارنة ولإرتباطها بالأسباب والخصائص كذا الجوهر والمعرفة نسبية لأنها بشرية والبشر ناقصون.
- الوجود الفعلي لابد له من التجربة الميدانية العلمية للتثبث يقيناً أنه موجود..أي أن يكون شيئا قابلا للقياس والتحليل بأدوات علمية وهذا غير ممكن , فالمطلق لا يمكن قياسه فلا وجود مادي له ولا يقبل التحليل العلمي المختبري وبالتالي تبقى مسالة وجوده الفعلية مشكوك فيها بنسبة كبيرة جدا ,لأنه يبقى فكرة بشرية لا توجد الا في الوعي الانساني ومن هنا نقول أن المطلق يعني الميتافيزيقا.. ولتقريب هذه الرؤية فأنت لا يمكنك تعريف اللامادة .
- عبر تاريخ الفكر والفلسفة كانت المواقف من الميتافيزيقا متعددة , لتقوم عدة مدارس بالتشكيك فيها و مهاجمتها لانها ترسخ الجهل و إرتهان الوعي لشيء غير محسوس وغير مؤكد وغير معاين ,وبالتالي رهن الذات البشرية للمجهول والعدم , وبناء على هذا يمكن طرح سؤال حيوي : هل المطلق هذا له وجود موضوعي مستقل فعلي أم انه مرتبط و لا معنى له إلا في الذات/العقل البشري الذي يفكر فيه أو للدقة قل من أنتجه ؟

303 - وهم الحقيقة .
سأطرح مؤاخذاتى على الحقيقة فى أسئلة :
- كيف عرفنا بوجود الحقيقة ؟ هل كان ذلك بالعقل أم بالإيمان أم بالوراثة والتلقين أم هناك وسائل أخرى ؟
- هل هناك آلية أو منهج معروف نستطيع من خلاله أن نصل إلى "الحقيقة" إذا كانت موجودة ؟
- كيف نعرف أننا عرفنا أو وصلنا إلى "حقيقة" وليس إلى "وهم" ؟ بمعنى آخر : كيف نُميّز الحقيقة عن الوهم ؟
- لماذا عبارة "البحث عن الحقيقة" توحي لنا بأنها دائما "مختبئة" في مكان ما ولا بد من البحث عنها ؟ لماذا لا تكون واضحة للعيان ويشاهدها الجميع طالما هى حقيقة ؟
- أليست الحقيقة هى زاوية رؤية وتقدير إنسانى ذات قناعة معينة مبنية على ثقافة وحظوظ من العلم والمعرفة حتى لو كانت خاطئة ؟
- أليست الحقيقة نسبية فما كان البشر يعتبرونه حقائق صارت مفاهيم خاطئة جاهلة , وما يتصوره البعض حقيقة كإيمان أصحاب دين معين يراها الآخرون أنها خرافات وأوهام ؟
- أليس إدعاءنا بحقائق معينة يشوبه الزيف والغش , فمثلا تكون حجتنا عن وجود الحقيقة هو سطوع الشمس مثلاً , فهل ما تدعيه من إدعاءات هى حقيقة كحال إدراكك ورؤيتك وتحققك لسطوع الشمس ؟

304 - وهم الحقيقة المطلقة .
- من الألفاظ الشائعة قول الحقيقة المطلقة المقصود بها الإله وهو قول خاطئ متعسف , فالحقيقة المطلقة تعنى التحقق التام والكامل لدى الجميع بما لا يدع أى مجال للشك , وأن تلك الحقيقة مُتحققة مَاثلة أمام حواسنا ووسائلنا العلمية بعيداً عن الظن والإستنتاج والتقدير فهى متحققة تحقق تام . فهل يوجد شئ إسمه حقيقة مطلقة ؟ أم جهلنا سبب فى إختلاق إجابات فرضية مغرورة ؟ عندما نمتلك العلم والمعرفة فلن نخترع إجابات لا نستطيع إثباتها .

305 - وهم اليقين .
- من الأقول الشائعة التى تعبر عن غرور وغطرسة أصحاب الفكر الإيمانى قولهم أنهم على يقين تام بإيمانهم , فما معنى اليقين أولا ؟
اليقين هو التحقق التام والكامل من الأفكار بعيداً عن مفاهيم التقدير والظن والنسبية والشك والإحتمالية , فالأفكار متحققة ماثلة أمام عيونهم .
بالطبع كلمة اليقين هذه مهترئة مغرورة جوفاء فمن تعريفها يكمن هراءها , فالقول بالتحقق التام والكامل من الأفكار يفضح هراءها , كذا ما هى الأفكار وما مصدرها أليس الإنسان بمحصلة ثقافته وعلمه ومعرفته وبيئته المحدودة , فكيف يحق القول باليقين ؟!

306 - وهم الجمال والروعة .
- هل يصح قولنا بأن الكون رائع ؟. قولنا أن كوننا بديع ورائع قول مغلوط لا أساس له من المنطق فبداية نحن لم نشهد أكوان أخرى حتى نحكم بروعة كوننا قياساً بالأكوان الأخرى , فروعة الكون ليست فى كينونته بل من تقييمنا , فنحن من نحكم ونراه هكذا لتدخل الأمور فى حسن التقييم والمزاجية والإنطباعات والرؤية الشعورية والثقافة .
- يجب أن لا نغفل بأن مقولة الروعة والجمال أصلاً ليست فى ذات الشيئ فلا توجد جزيئات إسمها جمال وروعة ولكنه إنطباع وإستحسان إنسانى يسقطه بمزاجية على الشئ وهذا يقودنا إلى بحثى السابق عن وهم الجمال , فنحن نمنح الأشياء الجمال وفق ما تجلبه لنا من فوائد وإرتياح .

307 - وهم التصميم .
- قد يقول قائل أنظر لروعة تصميم الحشرة والإبل والحمار ألخ.. لنسأل قبلها هل نحن إكتشفنا جمال التصميم أم أنتجنا رؤية تصميمية من خلال ماهو موجود , بمعنى أننا خلقنا أفكار ومعانى وتقييمات مما هو موجود ومتاح وشائع وماثل أمام عيوننا لنعزى الأشياء لرؤيتنا وإنطباعاتنا وذاتيتنا .
- نحن نحكم على أشياء الطبيعة أنها مصممة من خبرتنا الإنسانية بالتصميم فهل يصح أن نسقط رؤيتنا على الطبيعة , وهل يحكم الجزء على الكل , وهل الإله المُفترض بإعتباره مصمماً فرضاً يخضع لمنطقنا فى التصميم أم أنه من القدرة المطلقة كما يزعمون ليستطيع أن ينتج حالة لا تحتاج مفهومنا عن التصميم , وقبل كل هذا فالخالق لا يمكن أن يكون مصمماً فإما هو خَالق أو مُصمم , فالخلق إيجاد الشئ من العدم بينما التصميم هو تركيب الأشياء بفكر وتقدير .
- من أين جاء إحساسنا وتقييمنا للأشياء أنها رائعة ومُصممة ؟ فهل الأشياء تحمل الروعة والتصميم فى ذاتها وماعلينا سوى إكتشاف ما بها من روعة وتصميم , أم أن الأمور لا تزيد عن إسقاط أفكارنا ومشاعرنا وأحاسيسنا كحال تعاملنا مع الجمال , فالأشياء ليست جميلة فى مكوناتها بل إنطباعاتنا , كذا الروعة والتصميم ليست فى ذات الأشياء وكينونتها بل إسقاط إنطباعاتنا ومشاعرنا عليها والدليل أنها نسبية فما تراه رائعا قد لا يراه غيرك كذلك .
- جاءت فكرة التصميم الإلهى من مفهوم بما أن الكائن الشخصاني "الإنسان" يخلق نظاما كآلة,بناء معماري..الخ.. إذا فكل نظام كالكون مثلا لابد أن ينتجه كائن شخصاني وهو ما يدعى بالإله الذي هو كملك بشري خارق .
وجه المغالطة في هذا القياس المنطقي الفاسد أن حكم البعض لا يسري على الكل بالضرورة , فقولك مثلا إن حك عود الثقاب يشعل ناراً لا يسوغ لك القول بأن كل نار قد صدرت من حك عود ثقاب , فحك عود الثقاب هو بعض مصادر النار وليس كل مصادر النار وبالتالي فتعميمه على كل مصادر النار غير جائز .

308 - وهم المعرفة فى منطقة اللامعرفة .
- عدم العلم لا يعني تمرير وجود مُفترض , فهو في أحسن الأحوال يبقى عدم معرفة ولا يمكن ان ينحاز الى دليل على وجود أي علم أو عدم وجود الذي هو أيضا علم .. نحن هنا نتكلم عن تجريدات كليه منطقيه وليس عن رؤية تتناول أمور جزئيه , فعدم علمنا = منطقه اللامعرفه , ووجود الشيء = معرفة ولو حتى بالوجود , فكيف يستقيم الحديث بوجود معرفه في منطقه اللامعرفه ؟!

309- وهم الوظيفة .
- هل توجد غاية ووظيفة للأشياء ؟ نحن نتعاطى مع هذا المفهوم كثيرا بتحويرات لغوية أو بفجاجة عندما نقول أن وظيفة هذا الشئ هو كذا.. الوظيفة والغاية مفاهيم وسلوكيات عاقلة بشرية حصراً يقوم بها الإنسان فقط بينما الطبيعة لا تقوم بوظيفة , فهل يصح القول بأن غاية الأكسجين أن يُصدأ الحديد أو وظيفة الكلورفيل هى كذا أو أن وظيفة البروتين القيام بكذا , فكل ما نراه هى منتجات طبيعية كيميائية بحته أوجدنا لها وظيفة وغاية بينما الأمور فى إطار تفاعلات كيميائية فيزيائية بحته تتم بدون وعى .
فكرة الوظيفة والغاية هى إسقاط الأنا الإنسانية والفكر البشرى على الأشياء وفق مايراه الإنسان , ليبلغ الشطط الخيالى أقصى مَدى عندما تتصور الأنا المغرورة أن كل الكائنات جاءت مُسخرة لخدمة الإنسان .

310 - وهم الحرية .
- إن الإنسان وإن كان لا يخضع للحتمية فهو يخضع للسببية والسببية تُلغي حريته , لكن هناك ثلاث عوامل أخرى تُبين أن هذه الحرية هي في الواقع مجرد زعم ووهم ..فنلاحظ أن السلوك الإنساني ليس إلا إستجابة لمؤثرات مادية طبيعية وإجتماعية , وأن رد فعل الإنسان يتناسب مع هذه المؤثرات أى يصبح محصلة الواقع المادى نفسه هو الذي يملي نوعية الإستجابة ورد الفعل أى أن تفاعلات وحضور الوسط الذي نوجد فيه هو السبب في تحديد مواقفنا كبعد نظري وسلوكنا كبعد عملي .
- من مبحث آخر نحن لا نريد شيئا إلاّ في إطار ما نعرف , فنحن لا نريد المجهول بل المعلوم , فالإرادة تتحرّك في مجال المعرفة بإعتبار أن لا معرفة إلا للواقع، لذا يصبح الواقع إطاراً يُحدد المعرفة لتتجادل الأمور وتصير المعرفة إطارا يحدّد الإرادة.. إن كان الأمر كذلك فذلك يعني أن الإنسان لا يخلق ما يريد إنما يتَبع المُمكن تحقيقه , وحتّى ما يريده لن يخرج عن محددات المعرفة وظروفها ومحصلة تفاعلاتها , وطالما أن تحديد الإرادة هو نفي لها نستنتج أن لا حرية حقيقية للإنسان على الأقل ظاهريا.
- إن قلنا أن الحرية هي في إدراك وإتباع الضرورة فهذا يعنى أن الحرية تسير داخل إطار صارم من محددات الطبيعة , وعدم الإمتثال لمحددات الطبيعة ستعطى نتائج سيئة حمقاء تحيط حياة الإنسان بالفشل والإنهيار , فمثلا لا يصح القول بأنك حر أن تقف أمام سيارة مسرعة أو تسقط من أعلى بناية مرتفعة فهى ليست حرية بل خلل نفسى يعتريك .
- سننصرف عن الرؤية الإيمانية الفجة التى تتعاطى مع فكرة أن الإله هو المُقدر والحَاكم والمُريد والعَالم بكل شئ , وأن الإنسان لا يستطيع الخروج عما قدره له الإله وتحدى علمه المطلق بسلوك مغاير لمعرفة الإله .
- الخلاصة :هل توجد حرية مع تكويننا المبنى على الجينات وتواجدنا فى بيئة وثقافة وطبيعة حاكمة ؟ أليس الجينات والبيئة والثقافة والطبيعة هى أضلاع لشكل هندسى محصلة كل أضلاعه وزواياه تؤثر على سلوكنا وتفكيرنا وقرارنا .

311 - وهم الوعى والتنصل من الطبيعة .
- وضع الإنسان في الطبيعة غريب فهو يخضع لعدة عوامل كالحيوان ولكن يخضع لها وهو واع بها , هذه الوضعية تجعلنا نتساءل: ما هي قيمة الوعي ؟ وكيف لا يكون الوعي سلطة ذاتية للقرار؟ كيف يكون الوعي أداة لتمرير الخضوع ولا يُخلص الإنسان منه ليكتسب حريته ؟ هل نحن أمام حالة للإنسان بأن يكون له وعي ليعي أن لا قيمة له بإعتبار أنه يجد نفسه دائما أمام ما يتوجب عليه إختياره ؟ أليست وضعية الحيوان أفضل فهو لا يحن لماض ولا يؤرقه حاضر ولا يأمل فى مستقبل ؟ هل الوعي نعمة أم نقمة ؟ وأي جدوى لهذا الوعي ؟
- إن قلنا من أجل أن يعي بتجاوزه للطبيعة وتميّزه عن بقية الكائنات, قلنا لا حاجة للإنسان بوعي لا يوصله لإثبات قيمته تجاه نفسه طالما أنه يقوم بتوعيته بخضوعه وبفشله , فالتميّز لا يعني الإمتياز .
- نحن نعى رغماً عنا وبمحددات صارمة نعيها ,لتكون كل مفردات الوعى نتاج الطبيعة المادية فمن المادة يتكون وعينا ويتركب ويتعقد ,لذا يستحيل أن يتكون وعى خارج الصور المادية , فحتى وعينا الخيالى هو تركيب لصور مادية بشكل فنتازى غير منطقى .
- هل بعد كل هذا نحتفى ونهلل للوعي ؟ فأليس كل إدعاءنا بالإله الخالق للوعى لكى نعي ونعيه محض وهم ؟ وأليس التباهى بالوعى هو قول زائف يخفى حقيقة أن أفكارنا ووعينا نتاج الطبيعة ؟ وأليست الحقيقة أن الإنسان تكون لديه وعي لكي يعي أن لا قيمة له لينتج الأساطير والخرافات التى تجعل له قيمة .

312 - وهم المعنى .
- بالرغم مما تناولناه عن وعى الإنسان , فلا يوجد معنى للأشياء بعيدا عن وعى الإنسان أى الحراك الإنطباعى الداخلى بغض النظر عن صحته أو خطأه , فالطبيعة تقذف بمشاهدها فى المشهد الوجودى بدون أن يكون لها أى مدلول أو معنى , فالزلازل والبراكين والأعاصير والأمطار بلا معنى , لنسقط نحن المعنى والإنطباع على الأشياء .. لا تخرج أى فكرة عن وعى الإنسان وإنطباعه , ومن الاهمية بمكان ان نعى هذا الأمر فقد شط الإنسان كثيرا وجعل المعنى قبل المشهد ومستقل عنه بل هناك من جعل الإنطباع خالق للمشهد .
- إذن المعنى هو تقدير وإنطباع الإنسان عن الأشياء فلا معنى خارج الإنسان كونه العاقل الذى ينتج وعياً متأثرا بالطبيعة , فالأشياء لا تحوى على معانى كامنة فى ذاتها وماعلينا سوى إكتشاف معانيها , بل نحن من نسقط إنطباعاتنا وإحساسنا عليها بالمعنى , وعليه لا يجب توهم بوجود أفكار مقدسة أو إله أو ملائكة اوشياطين ألخ فكلها تخيلات إنسانية لأشياء غير موجودة نحتال بها على تخيلنا ونفسيتنا المضطربة بأن نهبها معانى من ذاتنا .

313 - وهم الخير والشر .
- هل الخير والشر وجود حقيقى أم تقييمات وتقديرات نسبية ؟ مشكلة الفكر الإنسانى منذ الأزل وحتى الآن أنه جَسد الخير والشر فى آلهة وشياطين وأشباح لتصل الأمور إلى تمظهرات للخير والشر منسلخاً عن الواقع وعن المعنى الحقيقى للخير والشر , فالخير والشر لن يخرج عن نطاق المعنى والنسبية والتقييم البشرى لما يراه مضراً ونافعاً .
- هذا نهج الفكر الإيمانى أن يخلق فرضية ثم يجعلها تتناسل لينشغل المؤمنين ويتماهوا بتناسلها وتداعياتها ولينصرفوا عن الفرضية الأساسية ومن هنا يأتى التغييب .

314 - وهم الثواب والعقاب والمحاكمة .
- من أسباب إيمان البشر بوجود إله أنه سيحاكم الأشرار ويقتص منهم فليس من المعقول أن لا يعاقب الاشرار ويُثاب الأبرار وفق منطق المؤمنين لتكون إشكالية هذه الفرضية أنها تعاطت بمنطقنا وأمانيتنا كما نرى ونأمل , بينما إحتمالية عدم وجود هذه المحاكمة قائم فهذه ليست حتمية بل إحتمالية , كما هناك ظلم بَيْن للحيوانات مع بعضها فهل ينصرف الإله عنها فأليس هو رافض للظلم فى المطلق .. هذا يثبت بشرية فكرة الإله فلو إفترضنا وجود إله فيكفى القول هل يخضع لمنطقنا .
- جاءت فكرة العالم الآخر والجنه والجحيم لأغراض كثيرة بخلاف الرغبة فى الخلود والمتعة الدائمة لتطرح رؤية لمعنى الحياة لتحررها من عدميتها , فأنت تعيش الحياة فى الأرض من أجل الحياة فى عالم آخر كهدف وغاية , ولكن هذه الفكرة وقعت فى نفس الإشكالية والمطب فماذا بعد الحياة فى العالم الآخر ؟!.

315 - وهم الأخلاق الدينية .
- هل ما يمنعك عن قتل إنسان أنك تخاف من الله ؟ وهل ما يحولك عن السرقة الخشية من عقاب الله ؟ وهل ما يحولك من مضاجعة أختك هو غضب الله وإنتقامه ؟ فلو رفضت وجود الله لعدم قناعتك بوجوده فهل هذا سيدفعك لتقفز على أختك وتقتل وتسرق أم انك لن تمارس هذه الأفعال المشينة سواء هو موجود أم غير موجود .. هذا هو الفرق فى مفهوم الاخلاق بين المؤمن والملحد , فالمؤمن يمتنع خوفاً من العصا وليس قناعة ان هذا الفعل غير جيد .
أرى الأمور فى عمقها لا تعتمد على العصا والجزرة الإلهية بل على العصا والجزرة البشرية أيضا وأن قصة العصا الإلهية تأتى فى السياق للترهيب وليس فى العمق والغاية ولتبحث عن المستفيد من وراء الأخلاق .

دمتم بخير.
- أجمل ما فى الإنسان هى قدرته على مشاكسة الحياة فهو لم يرتقى ويتطور إلا من قدرته على المشاكسة ومعاندة كل المسلمات والصنميات والقوالب والنماذج , وأروع ما فيه هو قدرته على السخرية من أفكاره فهذا يعنى أنه لم يخضع لصنمية الأفكار فكل الأمور قابلة للنقد والتطور .. عندما نفقد القدرة على المشاكسة سنفقد الحياة .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في وهم الحرية
محمد البدري ( 2019 / 3 / 13 - 01:17 )
اخي العزيز سامي،
عرضك لهذه النقطة علي وجه الخصوص يخضع للرؤية الفلسفية التي حار فيها الفلاسفة طوال تاريخ انتاج المعرفة وانتهت بهم الي ان العمل واعادة صياغة الموجودات لانتاج واقع جديد يحقق المطالب الانسانية هي نفسها الحرية التي يبحث عنها الجميع.
وسيظل هناك السؤال عما ينبغي فعله إذاء هؤلاء ممن يحتقرون العمل وبالتالي لا يسعون الا لتخريب العالم المطلوب ترتيبه عبر العمل لتحقيق الحرية؟
انا اقصد علي وجه التحديد اصحاب ثقافة العروبة والاسلام. فلا هم علي استعداد لبذل اي طاقة حسب قدرتهم لكنهم علي استعداد تام لنهب وهضم لكل الطاقات المتاحة ثم اخراج سموم فكرية كما في القرآن والسنة النبوية (فلسفة العرب). اليس تاريخ ما يسمي جورا وظلما بالحضارة الاسلامية يكشف عن هذه الحقيقة.
الم يثبت ان كل من حقق قدرا من عالم المتحرر يقف له هؤلاء المؤمنين بالقرآن والمدافعين عن العروبة بالمرصاد بحكم طبيعتهم التخريبية. اليست خاتمة مقالاتك تعطي هؤلاء الفرص تلو الفرص لاعادة انتاج الخراب، باعتبار ان الحضارة قادرة علي استيعابهم كباقي البشر. تحياتي لك واعتزازي بمقالاتك الثرية والموجعة للجهلاء واصحاب العقائد المخربة


2 - ترويض الإنسان للطبيعة طوّر عقله ووعيه(للحرية)
ليندا كبرييل ( 2019 / 3 / 13 - 05:07 )
الأستاذ سامي لبيب المحترم

كان رأيي في مقالك قبل الماضي : أن تطور العقل والوعي(ليس بسبب الطفرة الجينية) وإنما بترويض الطبيعة التي فتحت مغاليق الوعي على آفاق واسعة أوصلتْه إلى اكتشاف الجاذبية وقوانين الكون
لم أقتنع في الواقع بردّك الكريم ( أن التطور نتاج طفرات جينية).

وكما توقف الأستاذ القدير محمد البدري عند فقرة وهم الحرية، توقّفت بدوري وتشككت، ولما قرأت تعليق الأستاذ البدري وجدت فيه ردأ على ما دار في ذهني
قوله الكريم
إن العمل وإعادة صياغة الموجودات لإنتاج واقع جديد يحقق المطالب الإنسانية هي نفسها الحرية التي يبحث عنها الجميع

وبرأيي المتواضع، لولا العمل .. لولا تحدّي الطبيعة بدءاً من مرحلة ( القرديّة ) التي مسك فيها الإنسان الأول غصن شجرة للدفاع عن نفسه، وإلى إنسان اليوم الراقي، الذي بجهوده العظيمة يواصل اقتحام الألغاز ويحاول الإجابة على أسئلة الوجود الكبرى، لولا اجتهاده الدؤوب هذا لإعادة صياغة كل مفردات الوجود وتسخيرها لمنفعته، لما تطورت جيناته وما شمخ عقله ولما ارتقى وعيه لفهم الحرية

شكراً للأستاذين القديرين
مع احترامي


3 - الحرية هى حراك نقطة تدرك الضرورة
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 13 - 20:21 )
أهلا أستاذ محمد البدري
تعتنى بإشكالية الحرية ولك رؤية تعتبر العمل يحقق الحرية وهى وجهة نظر جديرة بالتأمل.
أعتنى بالتأمل فى الحرية منذ صباى وكانت البداية هى ملاحظتى أن الإيمان يتم بالوراثة لأنتج أول تأمل فى حياتى مازلت أعتز به:الإيمان هو تخصيب حيوان منوى ما لبويضة ما فى زمان ما ومكان ما.ثم تتعمق التأملات لأدرك أن سلوك الإنسان نتاج بيئته وثقافته وظروفه وفى مرحلة متقدمة أدرك تأثير الجينات فى إنتاج السلوك والشخصية.
أما بالنسبة للعمل فأرى أنه يحقق قيمة ووجود الإنسان اما إنتاجها للحرية فليس بالضرورة لأعطيك مثال:
شاهدت فجر هذا اليوم فيلم وثائقى من قناة روسيا اليوم يتناول المسلمون المهاجرون للسويد وحجم الإنتهاكات التى يمارسونها من مخدرات وسرقات وإغتصاب وفرضهم سلوكيات على الشارع السويدى لتشكل مناطقهم ما يشبه أفغانستان ليصل غرابة المشاهد إلى ما لا يصدقه عقل فهم طالبوا بلدية إحدى المدن بإزالة صورة منحوتة للمسيح من واجهة إحدى الكنائس فما كان من البلدية إلا إنشاء حائط مرتفع يحجب صورة المسيح عن المارين فى الشارع!
للعلم هؤلاء المهاجرون المسلمون لا يعملون ويعيشون على معاش الضمان فكيف تفسر هذا المشهد!


4 - الحضارة قشرة رقيقة سهل خدشها 1
محمد البدري ( 2019 / 3 / 14 - 00:50 )
العمل عامة هو الضمانة للخروج من طور البربرية والوحشية الي طور الحضارة والمدنية. قالها العظيم نجيب محفوظ بان الحضارة قشرة رقيقة يمكن خدشها بل ومحوها بسهولة. وهو نفس ما قاله ابن خلدون في القرن الخامس عشر منددا بالبداوة في تقويضها للعمران.
لد اجبت انت ضمنا في تعليقك تـ 3 بان المهاجر المسلم يفعل في السويد فعل البداوة كون اسلامه هو اسلام بدوي خلدوني الطابع. نفس الشئ في مصر منذ غزو البداوة لها وحتي زمن المأمون وصلاح الدين الايوبي في تحطيمهم لمظاهر التحضر للاثار وبمصادرة منتج العمل من عوائد انتاجية في شكل الجزية والخراج. هؤلاء جميعا لم ينخرطوا في عمل بل لم يجدوا من يجبرهم علي العمل ولو علي نمط الانتاج العبودي. ولهذه الاسباب وغيرها كثير انا اختلف مع كثير من اليساريين بادبياتهم المفرطة والزائدة عن اللزوم دفاعا عن كل من هب ودب وخلطهم الحابل بالنابل فوطنوا بذور الخراب ضمن مجتمعات التحضر. فتقسيم العمل الرأسمالي يمكنه ضبط كثير من فوضي التخريب العربي / الاسلامي. ولغياب هذا التقسيم في الشرق الاوسط فمازال الافراز البدوي ممولا بفوائض النفط يقوم باعمال بربرية حيثما تواجد اصحابه ... يستكمل


5 - الحضارة قشرة رقيقة سهل خدشها 2
محمد البدري ( 2019 / 3 / 14 - 00:50 )
... في الداخل او في اوروبا حيث المسيحية واليهودية كموروث ديني دخيل عليهم تم تجاوزه منذ عصر التنوير لكنه لازال شوكه تعتمد عليها البربرية العربية / الاسلامية لاعادة انتاج التخريب الخلدوني. انت ختمت تعليقك بالقول المهاجرون المسلمون لا يعملون ويعيشون على معاش الضمان فكيف تفسر هذا المشهد. ...
وتعليقي هذا تفسيري للمشهد مؤيدا بالماضي والحاضر علي السواء. فالعمل بكافة انماطه علي خريطة الماركسيين منذ العبودية الي الرأسمالية كفيل بتزويب البربرية. للاسف كان انفتاح السداح مداح (كامتداد لاشتراكية عبد الناصر) حسب تعبير أحمد بهاء الدين في سبعينات القرن الماضي هي نفسها ماركسية الفخفخينا الحقوقية للعاطل والعامل علي السواء. نحن لدينا نماذج بربرية مثل هتلر في اوروبا وانتحاريو الكيمكاز الياباني تعاملت معهم حضارة الرأسمال في اللحظة المناسبة بما يناسب بربريتهم. فلا تقلق يا سامي لان من كل حسب طاقته وكل حسب حاجته لازال حلما بعيدا جدا جدا مشروط بعمل الجميع وليس بترك الايمان بالله وغيره من اوثان العرب حاضرا في العقل من اجل الخدش في اوروبا والتخريب في اوطان الشرق


6 - مقال متميز
على سالم ( 2019 / 3 / 14 - 02:43 )
استاذ سامى الفيلسوف هذا مقال عميق ومتميز بدون شك , انا اعجبت عندما شرحت مفهوم الحقيقه , هذا اكيد شئ هلامى زئبقى ولايمكنك ابدا الامساك به او تعريفه, لقد كانت لى فى الماضى انطباعات عن هذا الشئ المحير والذى لايمكن ابدا وضعه فى مفهوم واضح , غموض هذا الشئ جعل الفلاسفه عبر التاريخ ان يحاولوا لكن باءت المحاولات بالفشل , الحقيقه انه لايوجد حقيقه


7 - الفكرة أن الجينات هى الماكينة والعمل هو تدريب فقط
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 14 - 14:00 )
أهلا أستاذة ليندا
تتخذى من رأيك فى مقالى السابق مدخلا لإثبات رؤيتك عن الحرية والتطور فقلتى:(أن تطور العقل والوعي(ليس بسبب الطفرةالجينية وإنما بترويض الطبيعة التي فتحت مغاليق الوعي على آفاق واسعة أوصلتْه إلى اكتشاف الجاذبيةوقوانين الكون لم أقتنع في الواقع بردّك الكريم أن التطور نتاج طفرات جينية)
أختلف مع حضرتك فى رؤيتك التى تبنى على رؤية لامارك والتى تعنى أن الكائن الحى تطور وتغير من إحتكاكه بالواقع المادى كإستطالة رقبة الزرافة وهذا خطأ فلابد من وجود طفرة فى جين الرقبة ولو تعاملنا مع أى شكل حياتى فلن نجد احفاد البطل الرياضى ذوى عضلات كجدهم ألخ.
يا سيدتى لولا الجينات وطفراتها ما كنا شهدنا اى تطور بيلوجى أو فكرى,فالبدائى ما كان له ترويض الطبيعة أو إكتشاف الجاذبية والكون بدون تطور فى قشرةالدماغ.
الفرق دوما فى الجينات وهذا هو الفرق بين البشر فى العبقرية.
لا أنفى بالطبع تأثيرالعمل على تنمية مهارات الإنسان والإبداع ولكنه إبداع من محددات مادية أى هو تدريب ماكينة الدماغ على العمل والإبداع ولكن يبقى من الأهمية مكونات الماكينة وإلا كان يمكن تدريب القرود على أعقد مسائلنا.
الحديث ممتع انتظر المزيد


8 - تلخيص لافكاري
omar ( 2019 / 3 / 14 - 16:48 )
اهلا استاذ سامي لبيب.. فكرة الاله الخالق دينية في الاساس، فطن كثير من الناس لتناقضها فصاروا ينزهونها عن الوصف الديني..فارادوا خلق اله على مواصفاتهم!، فهو اله الربوبية الذي وجوده كعدمه، برأيي ان ما يسمى بالربوبية او الالوهية، ما هي الا حنين للدين في قالب حداثي تنزيهي!!.. لكن تبقى الخرافة خرافة، العلم شرح كل شيء، حتى الوعي والادراك الذي كانوا يتمسكون به كدليل على وجود(العالم الاخر) اكدلنا العلم بانه عبارة عن كيمياء..تفكير،احلام الخ.. بل وانه بات بمقدور العلم ان يرى هذه الاشياء!، نعم باستطاعة الخبراء رؤية احلامنا وتفكيرنا..فالعملية كيمياء بحت، لايوجد شيء خارج عن المادة.. تحياتي


9 - العمل يحقق حرية الإنسان بشرط تطور علاقات الإنتاج
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 15 - 11:59 )
تحياتى مجددا استاذنا محمد البدري
تخوض فى قضية فكرية كبيرة عن العمل وتأثيره فى تطور المجتمع ونيل حريته لتنضم لك العزيزة ليندا فى هذا التوجه.
أؤمن بأن العمل هو مفتاح تطور المجتمعات كما أؤمن بأن العمل يحقق وجوده وإنسانيته ولى تحفظ أن العمل يحقق حريته,فالأمور تتوقف على منظومة العمل وعلاقات الإنتاج,فمثلا العمل فى مجتمع العبودية لم يحقق حريته ولا يختلف الحال كثير فى مجتمع الإقطاع ليستمر الحال فى مجتمع الرأسمالية ولكن بصورة أقل حدة ليبقى الأمل فى مجتمع الإشتراكية التى أنتجت مفاهيم خاطئة سلبية لى توقفات كثيرة ليس هنا مجال لذكرها,كما يتحقق قيمة العمل والإنسان فى المجتمع الشيوعي الذى لم يتحقق بعد..لذا من الخطأ تعميم فكرة أن العمل محقق للحرية والإنسانية.
بالنسبة للمثال الذى ذكرته عن المسلمين فى السويد فقد يكون فى صالحك فهم لا يعملون ويعيشون عالة على المجتمع السويدى ولكن هكذا حال زملائهم المسلمون الذين يعملون فنظام العمل وعلاقات الإنتاج لم تطور ثقافة بدوية حاقدة.
أضيف أن الأديان هى التى تدعم منظومات وعلاقات إنتاج فاسدة فهى نتاج مجتمع الأسياد وخدمت مجتمع الإقطاع والرأسمالية لترسخ مفاهيم الإذلال .


10 - نعم بالحقيقة لا توجد حقيقة
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 15 - 15:00 )
أهلا أستاذ على سالم وممنون لحضورك الدائم ويسعدنى إهتمامك وهمك بالشأن التنويرى.
تتوقف أمام جزئية الحقيقة لتصل لرؤية صحيحة بأن الحقيقة هى عدم وجود حقيقة.
بالفعل هناك وهم كبير إسمه الحقيقة وقد إعتنيت به فى إحدى مقالاتى بعنوان وهم الحقيقة.
بداية الحقيقة نسبية يتغير تقديرها وفق الزمان والمكان بل فى داخل الزمان والمكان نفسه فما أراه حقيقة هى باطلة فى رؤية وتقدير الآخر وله حقيقته الخاصة .
يكفى أن الحقيقة هى زاوية رؤيتنا للأشياء وفق معارفنا وثقافتنا ومفاهيمنا بل زاوية الرؤية الفيزيائية أيضا.
أعتبر مفهوم الحقيقة هو غرور الإنسان وتشبثه بوجهة نظره ورؤيته ومحاولة فرض هذه الرؤية على الآخرين وفق مفهوم أنها الحقيقة أى هى الدفاع عن رؤية وفرضية محددة بشكل متعسف وإقصائى لأى فكرة ورؤية أخرى.
يبلغ الفكر المتعسف الإقصائى أعلى مستوياته بإعلانه عن الحقيقة المطلقة ليفرض صاحبها رؤيته بينما تعريف الحقيقة المطلقة إذا كانت موجودة فهى بعيدة تماما عن تلويكهم إياها ويستحيل أن تتحقق!
تناولى لموضوع الحقيقة والحقيقة المطلقة لمواجهة الفكر الدينى المتهافت الذى يردد عبارات بعيدة عن التحقق ليكون إستعمالها من باب التحصين.


11 - مداخلات بهذا العمق والثراء لا نريدها مختصرة
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 16 - 13:05 )
أهلا بالأخ omar
بداية لى تحفظ على عنوان مداخلتك (تلخيص لأفكارى)فعندما تكون مداخلتك بهذا الثراء الفكرى فنحن لا نريد تلخيصا لأفكارك بل إسترسال لأفكارك الرائعة .
تقول(فكرة الاله الخالق دينية في الاساس،فطن كثير من الناس لتناقضها فصاروا ينزهونها عن الوصف الديني..فارادوا خلق اله على مواصفاتهم!،فهو اله الربوبية الذي وجوده كعدمه،برأيي ان ما يسمى بالربوبية او الالوهية،ما هي الا حنين للدين في قالب حداثي تنزيهي!!..لكن تبقى الخرافة خرافة)
فكر وتحليل رائع وصائب لأقول أننى مررت بهذه التجربة الفكرية قبل إلحادى فقد توصلت بذاتى لفكرة الربوبية ولم أكن قد قرأت عنها حرفا ومع نضوجى وحراكى وتطورى وجدت أنها فكرة الربوبية فكرة بائسة تحاول أن تتوافق وتتحايل للخروج من أزمة الإله الدينى لتبقى الأسئلة كما هى حول المطلق..أى أن الربوبية حنين لفكرة الإله وتحريره من سذاجة الطرح الدينى.
ضمن مداخلتك الثرية المختصرة تقول(العلم شرح كل شيء،حتى الوعي والادراك الذي كانوا يتمسكون به كدليل على وجود(العالم الاخر)اكدلنا العلم بانه عبارة عن كيمياء)
كلامك صحيح وهذا ما يشغل تفكيرى حاليا لأبحث فى التفسير المادى لكل شئ.
سلام وتقدير


12 - تسجيل موقف من حادث نيوزيلندا والتحذير من المستقبل
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 16 - 15:32 )
بعيدا عن موضوع المقال أود تسجيل موقف من مذبحة المسلمين فى نيوزيلندا.
بديهى أن تسجيل موقف لا يحتاج إلى تخمين أو رؤية مغايرة عن الموقف الإنسانى الطبيعى فنحن أمام حادث إرهابى همجى بكل معنى الكلمة نال مصلين آمنين كونهم مسلمين.
لا يجب التنديد والإستنكار فقط بل يجب قراءة الحاضر والتحذير من المستقبل.
الحاضر يقول لأننا إزاء حالة إحتقان وتعصب وكراهية مجنونة وجدت سبيلها فى القرن الواحد والعشرين , أما عن المستقبل فيعلن عن بداية حرب دينية مجنونة وهذا كل ما أخشاه.
إعتدنا حوادث قتل المصلين المسيحيين فى كنائسهم (مصر نموذجا وبعض دول فى افريقيا وآسيا) على يد المتطرفين والمتعصبين الإسلاميين وليس كل المسلمين,وهذا لا يبرر ولا يسمح ولا يغفر للعملية الهمجية الإرهابية فى نيوزيلندا.
كل ما اخشاه أن يكون هذا الحادث إفتتاحية للحروب الدينية لنجد رد إسلامى بإستهداف الكنائس فى بلداننا كإنتقام للحادث الإرهابى وليغذى هذا الموقف التطرف المسيحى بحرق المزيد من المساجد ومزيد من الإضطهاد للمسلمين وتبدأ الحلقة الجهنمية فى الدوران.
هذا ما نناله وسنناله من حضور الأديان وفعلها.
عالم بلا دين يعنى سلام وعالم أفضل لإنسانيتنا .


13 - اهلا بك من جديد
omar ( 2019 / 3 / 18 - 09:33 )
الرائع سامي لبيب.. شكرا على الاطراء.. صحيح كلنا مررنا باعتقاد الربوبية في فترة من حياتنا، لنجد في النهاية بانها متضاربة وهي هروب من المستنقع(الديني) بنصوصه الغريبة..لكن بمرور الايام نكتشف بان الفكرة تظل كما هي، كما اشرت انت فهي بائسة ومتناقضة ايضا، لان الخلق في حد ذاته مستحيل كما اشرت في تعقيب سابق لي.. التفسيرات تقتل فرضية الخالق، ليس لانها سيئة بل لانها ليست منطقية وبافتراضها ستظهر اسئلة كثيرة عن الغائية، الدوافع، الحتميات، الزمكانية، الحدود، المحدودية،النسبية، السببيةووو الخ، وانت تعرف كل هذا. تحية.


14 - حالة إحتقان وتعصب وكراهية مجنونة...(1)
سيد مدبولي ( 2019 / 3 / 18 - 15:22 )
حالة إحتقان وتعصب وكراهية مجنونة...
يا عزيزى اليمين المتطرف لا يعرف رحمة فنحن أمام حادث إرهابى همجى مكتمل الاركان نال مصلين آمنين. إنها الكراهية يا عزيزى !! تخيل لو استخدم يهود ومسيحيين نيوزيلندأ ميكرفون المعبد المقابل للمسجد المنكوب والكنيسة المجاورة له للدعاء الى الله لبث روح المحبة فى القلوب على الطريقة الاسلامية التى يتشدق بها كل مدلث كالاتى:
اليهود فى المعبد المقابل للمسجد المنكوب:
اللهم أنصرنا على المسلمين الملاعين!
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك!
اللهم اسقط طائراتهم!
اللهم دمّر دباباتهم!
اللهم أشعلهم يااااااااااا رب بنيرانك!
اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم!
اللهم جمّد الدماء في عروقهم حتى يتمنون الموت فلا يجدونه! !
اللهم يتم أطفالهم!
اللهم سلط عليهم الأمراض والأوجاع!
اللهم سلط عليهم السرطان!
اللهم انزل عليهم نار!
اللهم دمرهم تدميرا!
المسيحيين فى الكنيسة المجاورة للمسجد المنكوب:
اللهم عليك بالمسلمين السنة الظالمين والشيعة المجرمين!!
وعليك بالخونة الظالمين!
اللهم اجعل حياتهم حسدا وبلاء!
اللهم اجعل الشقاء على دينهم والبلاء قميصهم!
اللهم نشف صدور مرضعاتهم!
اللهم يتم أطفالهم! ورمّل نسائه


15 - حالة إحتقان وتعصب وكراهية مجنونة...(2)
سيد مدبولي ( 2019 / 3 / 18 - 15:23 )
اللهم أمتهم جوعا! اللهم أضربهم بالأوباء والأمراض المعصية!
اللهم أمطرهم بالشدائد وجمد الدم في عروقهم!
اللهم اعقر ارحام نسائهم .... اللهم دمرهم..اللهم أقتلهم ..اللهم يتم أولادهم ورمل نسائهم اللهم خرب بلادهم زلزلها يارب العالمين..وأجعل عاليها سافلها...يالله يالله..
اللهم بدد شملهم وشتت جمعهم واحصد عديدهم... اللهم ارهم انتقامك وعظيم جبروتك ومبلغ مكرك وارسل عليهم ريحاً صرصراً لا تبقي ولا تذر...أنت ياذو الجلال والأكرام يا أرحم الراحمين..اللهم لا تخذل عبدك المسيحى او عبدك اليهودى الفقير لرحمتك الحقير امام سلطانك ...أكتنفه بعفوك وغفرانك وتجاوز عن هفواته وأصفح عن سيئاته وسدد رميه وأشدد ساعده وهبه من لدنك قدرة ومنعة وارمي بغشاوتك على أعين أعداؤه.
بذمتك يا راجل مش كنا نعيش فى سلام.




16 - تحية طيبة
بارباروسا آكيم ( 2019 / 3 / 18 - 18:02 )
أخي العزيز سامي
إلى حد هذه اللحظة - على الأقل - لم يصدر شيء رسمي بخصوص الخلفية الدينية للقاتل
و المحاكمة لا تزال مستمرة و التحقيقات من جانب آخر أيضاً لا تزال مستمرة

فكيف عرفت بأن القاتل مسيحي ؟
ثم ال 75 صفحة التي نشرها القاتل على الملأ لا يوجد فيها أي دوافع دينية

و العبارة الدينية الوحيدة التي وردت في بيان القاتل على حد علمي كانت
SEE YOU ALL IN VALHALLA

و ترجمتها : أراكم جميعاً في ( فالهالة )
و ( فالهالة ) هي جنة الإله اودين عند الشعوب الجرمانية
و فيها يجتمع كل المقاتلين الأبطال

و هذا ما نشرته صحيفة النيروز ويك بالإنكليزية

https://www.google.com/amp/s/www.newsweek.com/8chan-christchurch-shooting-new-zealand-brenton-tarrant-what-8chan-4chan-1364129%3famp=1

كاتب المقال


By Jason Murdock On 3/15/19 at 7:11 AM EDT

تحياتي و تقديري


17 - فردوس اودين - فالهالة
بارباروسا آكيم ( 2019 / 3 / 18 - 21:26 )
أود أن أصحح إسم الصحيفة ( نيوز ويك )
طبعاً الأخطاء المطبعية بسبب الكتابة من خلال الهاتف

لمن يريد معرفة معنى
Valhalla

أو بالألمانية
Wallhal
الموسوعة الألمانية تشرح معنى الكلمة

https://de.m.wikipedia.org/wiki/Walhall

تحياتي و تقديري
و الى الملتقى



18 - الإرهاب فى الإسلام ثقافة وفى بنية ولحمية الإسلام
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 19 - 13:17 )
أهلا أستاذ سيد مدبولى
دائما تأتى بالضربة القاضية ولمس الأكتاف او فلنقل غسيل ومكواه لأصحاب الفكر الإرهابى المتخلف كما حدث فى مداخلاتك بمقالى السابق لتلقى دشا باردا على فكرهم ونهجهم المتخلف .
لقد كتبت المداخلة 12 مصدراً تعاطفا وإستنكارا ومحذرا من المستقبل وإتساع رقعة الصراعات الدينية لأكتفى بهذا الموقف ولكن يبدو أن أصحاب ذاكرة السمك يستعبطون أو ينسون أن الإرهاب الإسلامى هو الذى قادنا لهذا المشهد الدموى .
لقد حفزتنى مداخلاتك لكتابة مقال فى هذا الشأن بالرغم أننى إكتفيت بموقفى فى المداخلة 12 فلابد أن يستفيق الأغبياء أو قل فضح نهجهم فى الغش والتضليل.
موضوع مقالى القادم عن الإرهاب والكراهية فى الإسلام كثقافة ونهج أصيل وفى بنية ولحمية الفكر الإسلامى وأنه السبب الرئيسى فى الإرهاب الحالى وردود فعل اليمين المتشدد حتى يستفيق الأغبياء والبلهاء وهذا ما كنت أعزف عنه فقد أشرت له فى مقالات سابقة ولم أنوى إثارته ثانية حتى لا يغطى على الإرهاب فى نيوزيلندا ولكن الحثالة من البشر لا يستمتعون بالحياة بدون الضرب على القفا .
تحياتى وتقديرى .


19 - ادانة الارهاب بكل صوره
muslim aziz ( 2019 / 3 / 19 - 15:07 )
تحية للكاتب وللحضور
هل ما حصل في نيوزيلندا ردة فعل على ارهاب المسلمين؟ أم ان العداء متأصل بين المسيحية والاسلام منذ فجر الاسلام؟
الحروب والخصومات بين الديانتين منذ معركة مؤته والى يومنا هذا(اول معركة حصلت على تخوم بلاد الشام بين المسلمين والرومان المسيحيين).
من يتمعن في التاريخ يعلم علم اليقين ان ارهاب كل طرف للطرف الاخر قد يشتد وقد يفتر الا انه قائم.
السيد سامي لبيب يقول(موضوع مقالى القادم عن الإرهاب والكراهية فى الإسلام كثقافة ونهج أصيل وفى بنية ولحمية الفكر الإسلامى وأنه السبب الرئيسى فى الإرهاب الحالى)
محاكم التفتيش لم تكن ضد المسلمين تحديدا ولكنها كانت ضد اليهود. الاستعمار الاوروبي قديما وحديثا الا يعتبر ارهابا؟


20 - نعم أخطأت فى التعبير
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 19 - 18:58 )
تحياتى أستاذ بارباروسا
تتناول مداخلتى 12المستنكرة للحادث الإرهابى بنيوزيلندا وتتوقف أمام مقولتى صراع الأديان لتشكك فى أن الإهابى تعامل بفكر مسيحيي دينى .
أعترف أننى أخطأت فى الوصف والتحليل فقد أدركت من البحث ماهية اليمين فى أوربا ليمكن القول أن كل التيارات اليمينية والتى ينتمى لإحداها الإرهاربى الأسترالى لا تحمل أيدلوجية دينية فى تركيبها ورسالتها ,فكلها ذات توجه عرقى قومى شوفينى رافض للغرباء خاصة الذين يقدمون هويتهم الخاصة رافضين الثقافة والهوية الغربية .
اليمنيون فى أوربا فى أغلبهم علمانيون لادينيون بل ملحدين أيضا يحركهم الغيرة على الثقافة والهوية والحضارة الغربية لينبذوا المهاجرين كونهم يقحمون الهوية الإسلامية فى المجتمع ولا تخلو الأمور من مظاهر الرجعية والتزمت والتشرنق الإسلامى ولكن يجب أن نكون منصفين فبالرغم من علمانية ولادينية اليمنيين إلا أن بعضهم يحمل الإرث الثقافى المسيحى كمكون من مكونات الهوية ليبقى فى النهاية أن اليمين لا تعبر عنه مؤسسة دينية بخلاف بولندا ليتأسف المرء على خيبة الانظمة الشيوعية التى لم تقدم شيئا فى مجتمعاتها.
من هنا لزم التنويه والتصحيح وتقبل إحترامى وتقديرى


21 - لا يوجد شئ اسمه صراع بين أديان بل هى رغبة فى الشحن
سامى لبيب ( 2019 / 3 / 19 - 21:34 )
الأخ مسلم عزيز
جيد أن يكون هكذا نقدك بعيدا عن التشنج والعصبية والعدائية الغير مبررة والتى كانت سمة حواراتك.
أختلف معك تماما فى تحليلك بأن العداء متأصل بين المسيحية والإسلام وأن الصراع يفتر حينا ويشتد حينا حسب قولك.
لا يوجد شئ إسمه صراعات دينية فى علم الإجتماع , فالصراع بين قوى مادية بغية مصالح مادية فما الذى تقدمه الأديان حتى نقول أنه الصراع وماذا تجنيه وماذا تستفيد منه هذه الأديان ذات الإتجاه الفكرى .
لو بحثت فى التاريخ والواقع ستجد أن الصراع يتم بين قوى دولية وطبقية تريد فرض هيمنتها وتحقيق مصالحها , فالغزو الإسلامى كان صراع بين الدولة الوليدة فى الحجاز والإمبراطوريات القائمة بغية التمدد , والحروب الصليبية كانت مطامع فى الشرق ورغبة فى كسر هيمنة وتوسع الدولة الإسلامية الوليدة .
الصراع بين الأديان إن وجد فهو صراع فكرى حول الحقيقة لتجده فى المناظرات ومواقع الإنترنت أما وجوده كقوى فاعلة على أرض الواقع فلن يوجد لإفتقاد هذا الصراع إلى الغايات والمصالح المادية .
نعم يتم حشر الأديان فى الصراعات من منطلق الشحن والتجييش لذا يجب ان نستفيق من هذا المنزلق .
شكرا


22 - تعليق
حورس ( 2019 / 3 / 20 - 10:34 )
علينا القراءة للتيارات اليمينية التي أغلبها تنطلق من مفهوم الهوية الذي تشكل الكاثوليكية حجره الأساس، يقولون كلاما كثيرا وبالدليل ويخلصون إلى أن اليهود هم من قاموا بكل الثورات وعلى رأسها الفرنسية التي يقول بعضهم أنها ثورة الغرباء اليهود وليست ثورة فرنسية أصلا.
أغلبنا أو كلنا نطرب عند قراءة الملحدين واللادينيين الذين قاموا بالثورات، لكن علينا القراءة والتمعن جيدا في أقوال من خسروا الحروب. قد نضحك ونقول أن هؤلاء مهووسون بنظرية المؤامرة، قد نقول قول الماركسيين أن الدين يُستعمل كواجهة لكن كل شيء يُرجعنا إلى أقلية يهودية تسيطر على العالم منذ قرون (وخصوصا بعد الثورة الفرنسية) ومؤمنة بضرورة سحق الأمم والأديان والثقافات باستثناء اليهودية ليأتي مسيحهم المنتظر.
قرأت الكثير في هذا الموقع، لكني لم أر يوما أن أحدا من الكتاب الشيوعيين قد ركز على أصول أهم القادة الشيوعيين، أليس غريبا أن يكون أغلب القادة البلاشفة من أصول يهودية؟
في بلداننا تجد -حقيقة مطلقة- لا تناقش تقول أننا عرب وهي أكبر أكذوبة لا نزال نصدقها، في الغرب توجد أيضا -حقائق مطلقة- منها أن كل من ينتقد اليهود يمنع من الكلام بتهمة معاداة الس

اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة